البارت 3| حفلة العمر

1.5K 90 8
                                    

كان "لشارولت" فستان جميل قد أخذته من أمها التي كانت تود التخلص منه , فستان زفافها من هذا الرجل البائس الذي غير حياتها رأسها على عقب , لاتود تذكر ذلك اليوم السخيف , يوم زواجها من الشرير الذي يكره بناتها , مريض نفسيا, وكأن مرضه معدي جدا ,لدرجه أصبحت الأم ايضا لاتحب بناتها .

إمتطت "شارولت" تلك العربة بعد منتصف الليل , كي تتجه بها الى مهرجان القصر , وما إن وصلت أدهشتها الموسيقى الصاخبة وعجه الناس في كل مكان , كان هول المكان يذبذب نفوس الحاضرين ويزيدهم حماسا ونشاطا ,

تبسمت شارولت مع الحاضرين وتقدمت بخطوات بطيئة وهي ترتب خصلات شعرها المتبعثرة على وجهها ,أما عينيها فكانت تتجول بين الأرجاء تبحث عن مبتغاها , حتى شكت بعدم حضوره , وما إن كادت تفقد الأمل بوجوده ,حتى ظهر وراءها شخص يغطي عينيها الساحرتين ويقول بصوت مرح .." من أنا يا ترى

شارولت:"يداك تفوح منهما رائحة العجين"

يوسف:"ياللهول , هل لكي القدرة على الشم مثل الحيوانات"

شارولت: لا حقا يداك تحمل رائحه خمير الخبز"

يوسف:" مهلا هل انتي شارولت ,تبدين اجمل بكثير اليوم"

شارولت(مع احمرار خديها)"شكرا لك هذا من لطفك "

يوسف:"إذا كيف اقنعت أمك بلحضور"

شارولت:" في لواقع لا استطيع الشرح الآن, هل تود القليل من الشراب يبدو لذيذا فكل الحظور قد استقوا منه"

ولكن كيف اقنعت "شارولت" أمها بحضور الاحتفال ,وماهي خطة "مارولت" المجهولة"!

●عودة للوراء○

من عادات والداي أن يحتسيا الشاي قبل النوم , هذا ما قالته اختي"مارولت"التي اعطتني مسحوقا ابيضا قد احضرته لها سابقا من إحدى العطارين لانها كانت تعاني من نوبات قلق تنتابها في الليل من شدة التفكير والضغط , هو مسحوق يجعل المرء ينام دون ان يشعر ,او كما تقولون أنتم بإختصار "منوم".

أعتقد أن الأمر واضح والخطه معروفة , منوم في شاي والداي جعلمها يغرقان في نوم عميق وبالتالي كسبت حضور الاحتفال , قد تعتقدون أنني مجنونة افعل كل هذه السخافات لحضور حفلة تقام كل شهر , ولكنني فتاة محرومة من كل شيء ,حتى من الاستمتاع بوقتي , لذلك علي بذل مجهود كبير لكسب هذا الوقت الممتع , ومن بين هذا المجهود ,غفله والداي اللذان يكبتان على نفسي بشدة ,نعم إنها الحقيقه ولا أبالغ .

تقدمنا إلى ساحه القصر الكبيرة حيث رأينا الناس الراقية ذوي الطبقة البرجوازية يدخلون من كل فج , كانوا يرتدون ملابس فاخرة ومجوهرات تلمع من بعيد , أما الناس العادية أمثالي فقد أكلمنا إحتفالنا بالخارج , أعتقد أنه كان أفضل بكثير من الاحتفال الذي يقام داخل القصر , لان جمعيهم يتصنعون ,ومايهمهم في الحفلة هو اللبس الفاخر ومن أحسن من الآخر, يأكلون الطعام بطريقة مقززة ويحملون أشواكا متصنعين عدم رغبتهم في الأكل ,وهذا مايعتقدون أنه أسلوب راقي .

أما نحن فكنا نحتفل ببساطة , دون تصنع , حيث وقفت على خشبة المصنع وبدأت بالغناء والرقص وانا في أتم السعادة بذلك , والناس إجتمعت حولي وأصبحت تصفق لي بكل حرارة .

كان هناك من شرفة القصر شاب في غاية الوسامة ,يرتدي تاج الوقار ,ملابسه توحي بأنه من الطبقة الحاكمة , لم أر ملامحه جيدا , فريثما رآني استرق النظر إليه دخل القصر !.
ولكنني لم أهتم كثيرا بل أكملت الحفلة التي رفهت عن نفسي كثيرا وأنستني همومي التي تنتظرني في ذلك الكوخ العتيق .

تملقت النظر الى "يوسف" الذي كلما تبسم بدت أسنانه كالؤلؤ المنثور ووجنتاه التي تزيده وسامه , لديه وسامة مختلفة ,ملامحه العربية تحكي الكثير من الأوجاع المدفونه في جوارحه , أحببته بشدة تمنيت لو أنني استطيع الاعتراف بذلك

رنت الساعه الثانية عشر, كان موعد العودة إلى البيت كما اتفقت انا و"مارولت" فكانت تنتظرني بحماس كي أحكي لها ماحصل ولكنني اثناء عودتي للمنزل بطريقة مختلسه كأنني لص محترف وجدتها في نوم عميق هادئ, منظرها وهي نائمة في غاية البراءة , استلقيت بجانبها وألصقت جبيني مع جبينها تعبيرا عن مدى حبي لها , حتى هبت علي الغفوة كنسمة باردة جعلت جفوني تتثاقل كي اشاركها في عالم الأحلام.

~~~~~~~
إدعموني بالتصويت😋
آراءكم وتعليقاتكم تهمني💗
#جزائرية_أنا✌

°♤ٌخآئنَهہ وَلُي الُْعهہدِ♤°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن