نهاية محتومة|19

1K 69 1
                                    

بعد مرور ستة اشهر..
..
كان البرد صقيعا, وشارولت تتربع في كوخ صغير قرب المدفأة, تنتظر زوجها بفارغ الصبر, بعدما حضرت له العشاء الطازج.

لحظات.. حتى دق الباب بقوة, حملت نفسها وهي تشد بطنها الكبير فقد أثقلها حملها من الوقوف,
فتحت الباب لترى رجلين يرتديان لباس الجلادين , ورجل تغطي ملامح وجهه اللحية فلم يبرز منه الا عيناه الثاقبتان كالنسر ,
دفعني أحد الرجلين بقوة حتى وقعت أرضا, وحملني الآخر من شعري حتى قمت على قدماي بالقوة , ..
.."قفي إحتراما للملك ألكسندر"
..
إسمه فقط إن لامس أسماعها دب الرعب في قلبها,, حرك رأسه يمنه ويسرة وهو يتفقد للكوخ البسيط.
.."عجبا, لقد فضلتي قصري على هذا المكان"
..
كانت تلتقط انفاسها بصعوبة من الهلع , حتى كاد ان يصيبها المخاض.
.. مرت دقائق كالساعات , حتى دخل ثلاث رجال يحملون آخر موضعا مغطى رأسه بقطعه قماش غليظة.
..
كشف على وجهه وهو يفتح عيناه بصعوبة"يوسف!!"
...
"إرحمه يا جلال الملك!" "إرحم صغيرنا الذي بين احشائي"
..
اشار بيده نحوه فقطع رأس زوجها أمام عينيها بكل دم بارد.!!
..
كأنها في كابوس تود الإسيقاظ منه.
كأن تلك الأحلام تحطمت في ولهة.
بقيت شاردة , والدموع محبوسة في مقلتيها فاتحه فاهها من هول مايحدث.
..
انحنى "ألكسندر"على ركبتيه منزلا جسده القوي اليها, داعب لحيته السوداء وهو ينظر الى بريق عينيها..
"لقد أحببتك كما أحببته , وقتلتني كما قتلته. فهنيئا لك الألم الذي أشعر به الآن"
..
ورحلوا تاركون يوسف غارقا في دمائه.
.. دخل عجة من الناس بعد خروج الملك, يحملون الجثة بغية حرقها..ومازالت شارولت على حالها, تجثي على ركبتيها , منصدمة, مالذي حدث قبل خمس دقائق
.....

في ليلة أمس كانت الثلوج تغطي المدينة , ويوسف الذي يختبئ بين احضان زوجته الحسناء يحتمي من هذا ااصقيع يستطعم حنان أنثاه من نبض قلبها ورقة صوتها , بينما أناملها تداعب شعره الأسود الفحمي ,
.. "رغم مرور ستةة أشهر على تلك الحادثة الا أنني مازلت لا اصدق كيف استطعت تفضيلي على ألكسندر"..
..
..."الحب لا يأتي بالقوة , كل شيء يأتي الا هو "(بتنهد)
.."شارولت, هل أنتي نادمة على قرارك ذاك"
..
.."انا لست نادمة, ولكنني حزينه على اختي التي رأيتها مرة واحدة في القصر"
..
.."لا تقلقي ستكون بخير.."
..
غفى الحبيبان على هزيل المطر , حتى عم الصباح معلنا يوما جديد.
عمل يوسف منذ فترة وهو يجمع الحطب من الغابة كي يقدمه للناس مقابل دريهمات قليلة , فرغم الفقر الشديد الذي يعيشانه الا أنها في قمة السعادةة...

وحدث مساء ذالك اليوم, مالم يكن في الحسبان, وهاهي تفقد حبيبها وطفله يتنفس في أحشاءها .
..

البكاء لم ينفع إطلاقا,..
كانت تركض في كل مكان حتى حجزت نفسها في تلك المغارة الصغيره التي تقع أسفل الجبال , تخدش الأحجار بأظافرها حتى سالت منها الدماء, تجثي على ركبتيها وتضرب الأرض يكفيها, كانت تمرغ نفسها على الأرضية وهي تستغيث بالأرواح الشريرة,
..تبيت ليلا ونهارا وهي تبكي وتستغيث بهم,
..
ذبحت الكثير من الحيوانات الصغيرة ولطخت دماءهم على المكان , أشعلت شموعا في كل الزوايا , وتقضي الوقت جالسة تنتظر اية رد, اشارة, .
..
... اما في ليلة لا فضة قمر فيها , هبت نسمة خفيفة على المغارة مطفئة تلك الشموع,,
كان صوت أناس يصرخون, كأنهم يتعذبون عذابا,شديدا, كأن بوابة الجحيم قد أسدل ستارها واخرجت مخابئها, ضمت ركبتيها الى نفسها وهي تمسك بصغيرها الذي قد كبر في رحمها,

ناداها صوت شيطان مخيف,"الكاهن لالاند, الكاهن لالاند , "..
واختفى صوته كأن البوابة اغلقت عليه دون ان ينهي كلامه,,

..
رحلت تجول بين ارجاء القرية حافية القدمين في,برد.شديد بينما الاطفال يرمون عليها بلحجارة ظنا منهم انها مجنونة,كل ماكانت تقوله هو الكاهن لالاند, تردد الإسم في كل خطوة تسيرها
..
لقد ظن الناس أنها قد جنت او سكنتها الروح الشريرة, ظلت على هذه الحال مدة وجيزة حتى دب المخاض فيها, معلنا ولادتها الغير يسيرة, ..
.. إجتمعت النسوة حولها وحملنها الى احد الاكواخ القريبة, كانت تتألم بشدة كأن روحها تنتزع منها , هدات وتناست كل ألم ذاقته في تلك الساعات المعدودة ,حين سمعت صيحه الطفل الصغير, والمرأة تقول.."ولد جميل,! ولد جميل!"..
..
ضحك ثغرها, كأنها ولدت للمرة الأولى, تناست ايامها السابقة وهي تفتح ذراعيها موجهة الى المرأة التي تحمل طفلها , ولكنها حملته بعيدا مما جعل ملامح شارولت تتغير.!
.."انها مجنونة, ماذا ان قامت بأذية الطفل!"
..."نعم علينا ان نبعده عنها, كي لا يتاذى الطفل من جنونها لعلها تلتهمه من يدري"..
لحظه عصيبة كهذه لأي أم ستجعلها تصرخ بشكل هستيري تحارب الجميع للوصول الى طفلها التي لم تضمه الى صدرها بعد , لم تشم ريحه العطرة,

...
. ... .تابعوا القصة..◇

°♤ٌخآئنَهہ وَلُي الُْعهہدِ♤°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن