حب وسط الجرائم

2

عارفة مصيرهم رح يكون كتير بشع.لهذا اكتفيت بالسكوت لحد ما وصلنا لمكان أشبه بالمستودع الكبير...
طلعنا من السيارة..وقرب رفعت ت يربط أيدي
لا يا رجل...مش رح أهرب منك..اتطمن
* للاحتياط زعيم
ابتسمتله وقلتله قرب اذنه كتير غلط ...غلطان يا رفعت لأنك اخترت الطرف الآخر..وتذكر اللي عملته انا زمان بكل حدا خانني. .ودورك قرب أنت والي صرت لصالحهم
تصبب رفعت بالعرق والقلق بدا ع وجهه. .مسك ذراعي وشدني للداخل
أهلا أهلا.. صوت امرأة تجلس خلف طاولة مكتب في نهاية المستودع..وحولها العديد من الأشخاص وبكل مكان في أجهزة كمبيوتر ..وبإحدى الزوايا تقبع دبابة خضرا.
اخيرا شفتك يا سارة
* عفوا بس...مين حضرتك؟
-استريحي استريحي يا دونة. .انا ليا..حفيدة اسكوبار...صحيح أنه جدي كان لاتيني...لكنه كان عاشق للنساء..ومن ضمنهم جدتي..كانت لبنانية..واضطرينا بعد وفاته أنه ننتقل للبنان..فلا تستغربي اني  بحكي عربي. ..
انفجرت بالضحك  وقلتلها حفيد اسكوبار أنثى...
* وشو المشكلة...م هو انتي أنثى..وانتي الدون الأول لكل زعماء المافيات حول العالم..حتى حفيد آل كابوني بهابك. .وجماعة الياكوزا بحسبولك حساب..لكن...انا...انا الوحيدة اللي قدرت...امسكك.
- والمطلوب مني؟؟ بدك جماعتي تدفع فدية!!
* لاء طبعا...بس بدي اتخلص منك...عشان أكون انا وبس بالساحة.
-طموحك سخيف جدا..فكرتك احدق واذكى من هيك...طلعتي بنت صغيرة طموحها تلعب بس مش اكتر..
ضحكت ليا بقوة بس ما تنكري اني قدرت امسكك يا سارة..انا و الزعيم الجديد قدرنا نستدرجك..
* ع فكرة..انتي والزعيم الجديد تبعك...رح تنحرقوا...بس قبل م تنحرقوا..رح تنذلوا. .وقبل م تنذلوا رح تموتوا ببطء..لحد م تترجوني اني اخد ارواحكم...بإيدي..
-واثقة من نفسك...
* شكلك ما بتعرفي مين انا؟؟
وقفت ليا وقربت مني لاء...ما حصلي الشرف أعرفك.بس حكولي انك قوية...وتخطيتي كتير أشياء..
- انا أصغر زعيمة مافيا..من عمري 14 سنة قدرت أكون اسم إلي بهالعالم. .وقضيت ع كتير ناس فكروا حالهم أنعم تغلبوا علي...وع فكرة. .كل روسيا إلي...أعلى ما بخيلكم اركبوه يا ليا.
قربها هاد خلاني أحفظ تفاصيل وجهها الممزوج بين الشرقي واللاتيني. ..شعرها الأسود..بشرتها الحنطية. .طولها ونحافة جسدها..ابتسامتها واسنانها البيضا...
مين مفكرة حالك؟
عصبت وصحت بكل عنف انا الآمر والناهي...الدون الأول..الامبراطورة. ..الزعيم..اللي رح تخليك تشوفي الموت بعيونك...رح ادبح كل حدا بتعرفيه. ..أمك أبوك إخوانك ولاد عمامك وعماتك...صديقاتك وكل حدا بتعرفيه...رك ادعس عليهم واحد واحد....وراسك هاد رح ينشلع من مكانه بلمح البصر..
بلعت ليا ريقها ورعشت بس حاولت تتمالك نفسها وقالت بتلعثم خفيف مو خايفة منك..
قاطعتها المشكلة...انك بتعرفي مين انا وشو بقدر اعمل...ورفعت أفندي...بيعرف انا شو فيني اعمل...مهو..كان شاهد على كل الأحداث اللي صارت..وعلى المجازر اللي انا عملتها...ورح تندموا...وحياة عيونك رح تندموا.
قعدة مرة تانية على الكرسي ومسحت وجهها وفكت ربطة شعرها وفردت غرتها. ..كنت مذهولة من جمالها وحطيتها براسي.
ع فكرة سارة...الحكومة...تعاونا سوا..وبما انك المطلوبة الأولى..رح تكوني كمان ساعة بين ايدين السلطات..والفيدرالية رح تاخدك..ورح يتم تسليمك للولايات المتحدة..وهم رح يتصرفوا معك...وع بين م يوصلوا..رح تشرفينا هون
* بحقلي اعمل مكالمة أخيرة صح؟
-بفكر.. حكت جبينها وقالت معك دقيقتين. وناولتني جهاز تلفون لاسلكي...اتصلت على مازن
زعيم انتي بخير؟؟ حكا بسرعة ولهفة
أي مازن...اسمعني منيح...انا هلأ بمكان..رح يتم تسليمي للسلطات الفيدرالية كمان ساعة.
*نعم؟؟ سأل مذهول
- اسمعني كويس...خبر رشاد..هو بيعرف شو يعمل...واجمعلي كل شخص تابع لمنظمتي. .بدياكم تعملوا عملية رمز اسود...مفهوم؟ كنت بحكي بنبرة هادية. .
بس زعيم...لازم تحكيلي وين انتي
* رح تعرف بعدين...بس احكي مع رشاد بأسرع وقت...وابعتوا حراس للبيت..واتصل على عز يتصرف...وخبر زعيم روسيا توماس...خبره باللي صار...وانتبه على العيلة...ما تحكوا لحدا شي...إذا زين سألت عن الحراس قلها أمر مني
اخد نفس عميق وجاوب حاضر زعيم...حاضر.
- بأسرع وقت...عملية الرمز الأسود
* امرك.
وفجأة انقطع الاتصال..
خلص بكفي..اخدتي وقتك وزيادة..تفضلي معي سارة
قربت من رفعت وابتسمتله يا الله شو رح انبسط بتعذيبك يا رفعت...
مسح جبينه واتطلع على الأرض وسكت..مشيت ورا ليا..طلعنا درج ووصلنا لغرفة صغيرة..مترين بمترين. .حسيت حالي بسجن انفرادي...
اخيرا صرت بين ايد السلطات..رح انسجن مؤبد..كانوا لأعوام طويلة بحاولوا يمسكوني. .وهلأ قدروا..بس رجالي مش رح يتركوني انا عارفة ...
قعدت عالارض أفكر بحلول...لحد ما شعرت بالوقت وانفتح الباب...ظهر رجل عريض الكتفين..نظارات سودا بتغطي عيونه..وشنب كبير..وجهه الدائري ...و وجهه اللزج. ..
صوته كان خشن وهو عم يقول نورت موسكو يا سارة..اخيرا رح تتسلمي ...اخيرا وقعتي متل الجرذ بالفخ
* لا تكبر بالحكي معي..شبه ابوك..غازي الملعون..وأنا كذلك..ملعون..
- ما الك الحق انك تحكي أي شي...كل شي رح يكون ضدك..تفضلي معي...
حط الاصفاد. .وسحبني للسيارة المدرعة...واتجه نحو مطار عسكري...
ومن هناك انطلقنا للولايات المتحدة...
وبعد وقت طويل وحراسة مشددة وصلنا..
أغلب اللي استقبلوني عرب...مالهم علي؟؟
توجهنا لمحكمة عسكرية..وهناك قرر القاضي بالسجن المؤبد بعد م القى علي التهم والجرائم اللي اتعملت لسنوات حياتي...
حكا أشياء عني انا ما كنت بعرفها عني..وأنا ما زلت هادئة..عارفة اني رح أطلع ادعس عليهم واحد واحد..
بعد نهاية المحاكمة اجتمع حولي عدة رجال أمن وعسكريين...
سحبوني لحافلة صغيرة..حافلة للسجناء وانا مربوطة..أيدي مغلولة. .وعلى اقدامي في أثقال تبطء حركتي...وبس وصلنا للسجن العسكري محكم الحراسة ..اعطوني بدلة السجن..كانت مختلفة عن اللي بشوفهم بالافلام وحتى بالحقيقة...
كانت بدلة حمرا..تذكرت أنه البدل الحمرا للاعدام. .لكني اصريت ع هدوئي..
بدلت ملابسي..وصادروا مني كل شي كان بحوزتي. .وجروني الحراس لسجن...سجن بحراسة مشددة...سجن نساء خطيرات. .كان الجميع يناظروني باشمئزاز. .لكني وزعت عليهم ابتسامات ..وكنت واثقة من نفسي ثقة عمياء...
وقررت اني بس أطلع من هون..افجر مكان ليا ورجالها.والمحكمة وناسها والحرس اللي اخدوني وابن غازي ورفعت ورجاله..والسجن بناسه. .
دفعني أحد الحراس بداخل زنزانة صغيرة..فيها مغسلة وحمام..وسرير حديدي صغير وطاولة صغيرة شوي ..
واتسكرت علي البوابة الحديدية بس كانت مفتوحة بحيث اني أشوف اللي برا...
تمددت على السرير أفكر...بكيف انضحك علي ووصلت لهون...خلص انحبست. ..
واضطريت اني انام..لكني كنت مضطربة...وفي نهار اليوم التالي انفتحتت البوابات آليا..وطلعت النساء المسجونات. .وتوجهت للكافتيريا...كانت مقرفة رغم روائح العطور المتعفنة...أخدت طبق حديدي...انسكب فيه رز معجون وقطعة لحم غير مستوية وخضار ورقية صفرا...وكاسة عصير برتقال...رميت الطبق بأقرب سلة مهملات واتطلعت بالشخص القابع خلف الأطباق وجحرتها. .
كانوا أغلب المسجونات عربيات...جلست وحدي أتأمل الوجوه..وتذكرت زين وكاتي وقيصر واخواني...
وشعرت بالاسى على حالتي ونفسي.
وشعرت بالدوار..ما زلت مريضة سكر..طلبت قطعة حلوى فناولتني الطاهية أكبر قطعة ب ابتسامة صفرا..