حب وسط الجرائم

ليس مرور كرام

تركت كل الموجودين بالصالة وتوجهت لغرفتي وانا غرقانة بالحيرة وعلامات الاستفهام فوق راسي ومش فاهمة شي من اللي عم يصرلي. .
تمددت ع سريري وحدقت بالسقف...المكان الوحيد اللي كل ما بتطلع فيه ما بيسألني ليش عم بتطلع فيه..وكل ما بشكيله ما بسكتني بالعكس..يسمعني بدون م يتدخل او يعطيني نصائح متل كل هالناس. .
غمضت عيوني بتعب. ..وانتقلت لعند كنعان عقليا..كان قاعد ع كرسي حديدي بأخر الغرفة الصغيرة..
كان مشغول باله عم يفكر بكتير أشياء..متلي..بس هو شارد جدا ومش حاسس بوجودي..رغم أنه هو اللي حضرني ونقلني لعنده..
همهمت بكلام مش مفهوم بس عشان ينتبه علي...اتطلع فيني وعيونه ما زالت شاردة ورجع يسرح بعدة أوراق قدامه..ورجع أتطلع فيني بعد لحظة وابتسم ابتسامة عريضة
كيف حالك سارة
* بخير كنعان...مالك مشغول ؟
- عم بفكر كنت. .
* بشو؟
اخد نفس عميق جدا وأخرجه وهو مغمض عيونه ورجع فتحهم.
مبارح رحت ع بيت الوريث القديم...وتوجهت للمكتبة اللي ما كان حدا بيقدر يدخلها..
* كيف قدرت تتدخل؟ عليها طلاسم
- بعرف..بس قدرت اني اتجاوز الطلاسم...بعد وفاة عارف...قدرنا ندخل...بس انا وتميم. .بما أنه مرتبطين بتنتين قويات واحنا كمان صرنا قويين. ..المهم....كنت عم بقرأ بعناوين الكتب...لحد م شدني كتاب ...عنوانه بيحتوي على اسمك.
* نعم ؟
- سارة...كان اسم الكتاب جمرة سارة...لما لمسته انحرقت وادركت بلحظتها أنه رح تتوجعي معي فتراجعت. ..طلبت وقتها تميم واجا بلحظتها...قدر يمسك الكتاب....وقرأ أول صفحة...كان مكتوب فيها أنه هاد الكتاب تأليف الجدة الكبيرة...حسناء...وتم كتابة بس هاي النسخة...سارة...هاد الكتاب ..فيو كل شي يتعلق بحياتك...من أول م نولدتي. ..لحد م تموتي...
قعدت عالارض. ..تأملت ملامح كنعان...كانت ملامح كنعان صادقة جدا...فكرت بكلامه وتسائلت
يعن عارف كان بيعرف شو رح يصير معي؟؟ طب.. جدو الطيب الله يرحمه كمان بيعرف وما حكالي مع اني كنت الحفيدة المفضلة عنده...ما قدر يحكي شوي عن حياتي..وكيف بقدر اتخلص من بعض المشاكل ؟
* سارة...اسمعيني منيح...لو كان الكتاب بإيديك مثلا...كنتي عرفتي شو رح يصير معك كمان شوي وكنتي قدرتي تغيريه. ..بس بنفس الوقت بتكوني عم تلعبي بمستقبلك. .وأحداث ماشي عليها الكون كله...وكتير ناس رح يتغير مصيرهم..
- كنت عالاقل قدرت اتخطى غياب مروة وغياب زين..وكنت قدرت اتخطى مشاكل مع اخواني ومشاكل المنظمة.
* ماشي يا سارة..بس اعرفي أنه ما بتقدري.
قربت عليه ومسكت الكتاب وتأملت غلافه..تفاجأت بصورة طفلة موضوعة على الغلاف..سألني بفضول
بتتذكري صورة مين هاي ؟
* ما بتذكر حالي وانا صغيرة...بس اللي بعرفه  أنه هاي صورتي.
- هاي الصورة كان عمرك فيها يومين...وقت رجاء..أمك الله يرحمها سلمتك لنورا. .المرا اللي ربتك. ..ع فكرة....رجاء ونورا كانوا بحبوكي كتير...
كتير ايام كانت رجاء تجي بالليل عشان ترضعك..لأنك ما كنتي ترضي ترضعي من نورا...وشوي شوي صارت نورا تكره وجود رجاء بالبيت عندها...
* الله يرحمهم بس...
ولما بدي أفتح الكتاب سحبه كنعان مني بسرعة وقال اوعك. ..إذا قرأتي منه رح تتغير حياتك
* طيب احسن يا كنعان
- لاء...
* طب شو رح تعمل فيه؟؟؟
- رح ارجعه عالمكتبة...
غمضت عيوني وتركت كنعان بمكانه وفتحت عيوني وانا بالغرفة..سامعة صوت جلبة بالمكان..مسكت هاتفي وقرأت رسالة وصلتني...كانت صدمة كبرى بحياتي.كنت على وشك اني اسمح لقلبي بهاي اللحظة انه يوقف..وكل شي حولي يخبرني باني مش رح اقدر اضل واقفة.ودخلت عالغرفة جوان بسرعة وتخبت ورا الباب...فانقطعت افكاري.
وبعد دقايق دخل سيزر بدون م ينتبه انه داخل علي ودور على جوان بكل مكان لحد م لقاني. ..
حسيت بشعور غريب وقت شفت سيزر وتبسمت بعفوية لما شافني...
طلع جوان من مخبأها وضل يعتذرلي عن دخوله بهالشكل وأنه ما كان بيعرف بوجودي...
ولما كان بده يسكر الباب ناديته. ..هاد الشعور كان أشبه بأني رح انقض وعدي اني اكتفي بشخص واحد بس.
أمرك زعيم.
* تعال لعندي
تحول وجهه للاحمر وقرب علي بكل بطء واستسلام..وكان عارف شو بدي..
قربت عليه وتلمست وجهه..قبلت عنقه وشعرت برجفة جسده...
مسك أيدي وباسها عدة مرات ..وطبع قبل عديدة على عنقي وفجأة حملني بين ايديه ورفع رجولي حول خصره  حتى تلامست أجسادنا. .لكني بعد م رفعني وقفته ونزلت
اسفة سيزر..اسفة اني سرقت طفولتك واخدتها منك قبل م تكبر
هز رأسه بالنفي وقال بس عالاقل عوضتيني ...
* بس انا ظلمتك. ..كيف مسامحني؟
- لأني كنت مضطر...
* كيف يعني؟؟
- من طفولتي وانا بهرب من مكان لمكان...لحد م وصلت لعندك...وصار اللي صار...وكنت لسا صغير...وكنت ....فعلا حاقد عليك...لحد م بلشتي تعوضيني عن هالشي...
ما كنت عارفة ايش اقوله..بس كان في شعور قوي اني اقبل شفتيه..لكني تراجعت باللحظة الأخيرة وهو شعر بذلك. ..
شكرا الك سيزر...فينا نقول أنه ضميري ارتاح شوي
ابتسم ابتسامة عريضة وقال اتطمني من هالناحية زعيم...انا مسامحك ورح أضل مسامحك.
عانقته عناق طويل ...كنت بحاجة لهالعناق ..من أي شخص...كنت بحاجة اني أشعر بأني على قيد الحياة...وبس افترقنا استأذن مني وخرج من الغرفة وكمل لعب مع جوان بينما انا قعدت أفكر بكتير أشياء...
لحد م قررت اني أبدل ملابسي واطلع من البيت..وبس قربت عالباب استوقفني قيصر ووراه كان واقف قاسم
تفاجئت بوجوده ..وقربت عليه بانكسار وعانقته. ..عانقته لأني اشتقتله. .اشتقت لحضنه اللي بذكرني بحضن بابا تركي..كنت مفتقدة شعور الأمان هاد من فترة رغم اني شخص ما بخاف...لكني عايشة حياة بعيدة جدا عن الأمان...
كيف حالك سارة؟
*بخير قاسم.. وانت،
- الحمدلله. .اسمعي.أنسي كل الخلافات اللي بينا..وتعالي نحكي بموضوع يخص قيصر
غمز قاسم قيصر وتركنا قيصر لحالنا ..قعد جنبي وقال
قيصر خجلان كتير منك أنه يحكي معك بهالموضوع.
* ابني خجلان مني؟؟ ليش؟
- لأنه الموضوع يتعلق فيه وبجود. ..
* طب انا شايفة أنه الموضوع جدا عادي..ما في شي يخجل منه
- سارة...ابنك بيعرف عن علاقتك سابقا ب جود..وكتير خجلان أنه يفاتحك بالموضوع..
حطيت أيدي ع قلبي وقت سمعت صوت كنعان بعقلي بخبرني بالشي اللي رح يقوله قاسم.
لحد م حكا قاسم أهل جود رح ينزلوا لهون عالبلد. ..ورح يقعدوا شهرين تلات هون يزبطوا وضعهم...وقيصر مفكر أنه يطلب ايد جود من أهلها ويتزوجوا رسمي...بس طبعا بعد موافقتك...
تنهدت تنهيدة طويلة وفكرت بالموضوع...وبس لما قررت اني احكي اجاني اتصال مهم.
زعيم...في سيد من عصابة الياكوزا بعت مرسال أنه بده يقابل حضرتك
* سيد من مين؟؟
- الياكوزا زعيم..وقال ضروري أنه يقابلك...لأنه مصالحك باليابان عمالها بتغطي على مصالحهم..وبنفس الوقت عم تشتغلي بمنطقة تابعة الهم...
* طيب طلال...بكل الأحوال جهزلي المقر وجمعلي أقوى رجالنا..ما بدي يضل مجال معهم أنهم يعملوا شي...مفهوم؟
- مفهوم زعيم
وسكرت الخط وناظرت قاسم بنظرة فيها شيء من العتاب
طأطأ راسه وحكا بنبرة ندم بعرف..لو ما انسحبت من البزنس ما كان صار هيك...
* ليش عملت هيك معي ؟؟ كل هالشي عشان شو؟؟ عشان بس تخلوني أتعلم كيف أتعامل معكم؟؟ بتعرف شي.ما رح اعاتبك...بس تذكر أنه كل ما فكرتوا تنسحبوا انتوا عم تأثروا علي وعلى شغلي..لأنه هالشي كله النا مش بس الي ...ع كل حال..بما انك هون..تعال معي عالمقر. .بتضلك أيدي اليمين
وقف وزبط ربطة العنق وحكا بنبرته المعتادة انا جاهز
وقت اجا موعد قدوم السيد الياباني لبست لبس رسمي وركبت بالسيارة ومعي سيزر وسيف وقاسم
حكا سيف زعيم..لسة طيارة السيد ما وصلت..بدها ربع ساعة...
* طيب ممتاز
- والجماعة جاهزين...والسيد سامي بانتظارك بالمكتب بالمقر ومعه السيد خالد والانسة ورد
* ورد؟ ليش؟ تساءلت بتعجب
- عرفت أنها كانت اصلا بانتظار حضرتك تتناقش معك بأمور المطعم
* اها. ..طيب بس نوصل بشوف شو بصير معنا..المهم هلأ تبعت سيارة من سياراتنا ت يستقبلوا السيد وجماعته...وخبر الفندق أنهم يكونوا على أتم الاستعداد ت يستقبلوه إذا حب أنه يستريح شوي بالبلد
- حاضر زعيم..
ولما وصلنا عالمقر كان كل شي جاهز..وانتظرنا قدوم السيد الياباني..ولما استقبلناه كان ظاهر ع ملامح وجهه الغضب والغل..استقبلته بحرارة ودخلنا سوا عالمكتب. .
ضل يحكي بالياباني كتير .ولما سكت ترجملي قاسم كلامه
رئيس الياكوزا مش مستريح ابدا لوجود مصالحك بالبلد..وعم ينتقد بقسوة تجارة الأسلحة المقيمة باليابان..خاصة انك اغتنمتي طيبة أهل هيروشيما وبديتي هناك بزنس خاص فيك...وأنه الرئيس بوصله تهديدات من السلطات اليابانية باعتقادها أنه هاي التجارة تابعة الهم..الياكوزا.
بكل برود مسكت سيجار كوبي واشعلته. .ورفعت رجولي ع طاولة المكتب ت اخلي الشخص يشعر بالاستفزاز. .نهض السيد متل المصروع وصار يصرخ بعصبية ودفع رجولي عن الطاولة
ترجم قاسم كلامه قلة احترامك هاي لالي رح توصل لرئيس الياكوزا...ورح يتم التعامل معك بالأسلوب المناسب..وبحذرك..أنه اسلوبنا قاسي جدا.
* عفوا بس...مش رح يتم التصرف معكم غير بهالشكل...بكل برود...تهديدكم هاد عالفاضي..انا عارفة وين حطيت مصالحي. .واصلا انا تعاملت قبل مرة مع الرئيس بنفسه واتفقنا أنه البزنس يمشي ب هيروشيما بدون اي نزاعات..كيف هلأ يجي يهددني؟
ترجمله قاسم كلامي لحد م رد علي
معنى كلامك انك مش رح تنسحبي وتسحبي شغلك من اليابان...احنا منظمة إلها عشرات السنين باليابان..وكل العالم كان بهاب سيرتنا وبيعرفوا مين احنا...
أخرج كرت شدة من جيبه ورماه قدامي وقال
هاد الخيار كان الحل الأخير ...الرئيس عارض عليك شراء كل بضاعتك باليابان بضعف ثمنها...ورح تستلمي ثمن كل شي كاش...وبهيك بتكون الساحة صارت خالية النا وبتكوني انتي هيك طلعتي من هيروشيما بدون اي أضرار او حتى خسائر..لأنه وجودك مأثر على منظمتنا بشكل لا يوصف..
مسكت الكرت ..ما كان متل باقي الكروت..وما كان تابع لاوراق الشدة ...كان محير..زي أوراق التاروت ولكن بالياباني..ومكتوب عليه كلام بالياباني...
احتفظت بالورقة وتناقشنا اكتر عن الموضوع وعرضت عليه المبيت للصباح بالفندق فوافق..ولما ابتعد عن المقر حكا سامي
نظراتك لحالها كانت مرعبة..وكافية اني اكتفي بالصمت وانتي عم تحكي معه ..ولما رفعتي رجولك بالبداية عرفت أنه اخرتك تطلعي مسدسك وتقتليه
* سامي...اطلبلي قهوة.
نظروا فيه اخواني وهم حابسين الضحكة والسخرية عليه..نظر لي بنظرة تساؤل
سارة بتحكي جد؟
* أي سامي..بحكي جد
- طب هي الشباب موجودين
* طلبت منك أنت...ولا رح ترفض طلبي!
قام عن المقعد بتوتر وطلع لعند السكرتيرة ورجع بعد ثواني
قهوتك بالطريق
* ممتاز..
وساد الصمت أرجاء المكتب لحد م سألتني ورد شو ناوية تعملي؟
* ما بعرف لسة...بدي أفكر بالموضوع..وعبين م أفكر بالموضوع تجهزوا لاجتماع..
و طلعت من المكتب عشان اعرف أفكر..تمشيت بالمنطقة وعقلي مشغول بمليون شغلة..
بقصة زواج قيصر من جود..وبوفاة فارس اللي ما حدا خبرني فيها ...خسرت مازن من قبل...وهلأ فارس...

ما صرلي شي طالعة من المشفى..وقلبي مش راضي يتحمل خبر حدا تاني...
وصلني خبر فارس رسالة على الوتس آب..وكانت المرسلة مروة..كيف قدرت تحملني هيك خبر وانا م صرلي شي طالعة من المشفى؟.
ما عرفت شو اعمل.وقت حضني سيزر ..كان لسة الخبر واصلني وقرأته على عجل....
سمعت صوت طنين صادر من تلفوني..رفعت الهاتف ﻷكتشف أنه تلات مخازن من أكبر مخازني ب هيروشيما تم نهب كل ما فيهم...ومن ثم انحرقوا بالكامل..
شعور أثقل جسدي..أنفاسي تتضارب ببعضها أيها تخرج قبل الأخرى..
أقدامي لم تعد قادرة على رفعي أكثر عن الأرض.
والجاذبية تناديني نحوها حيث تقبع في الأرض..
وما شعرت بعدها بشيء..اسود في اسود..عضلة قلبي تتقلص...
رغم اني ما عدت صغيرة عشان انهار...لكن قلبي طفل لا يتحمل أكثر.
في منتصف الرصيف...حيث كان هناك عشرات الأشخاص من حولي...ارتمى جسدي بقوة على الأرض.
لتهتز أرض افكاري..وتتزلزل الأرض من تحتي