ليا 2

195 12 8
                                    

استيقظت صباحا..الساعة التاسعة ..بجانبي سارة المدللة..حبيبة قلبي منذ وقت طويل..اللي قدرت اني اوصلها رغم مشاكل كتيرة...وما زال قلبها ليس لي...أحاول بكل الطرق اني أملك قلبها..لكنه بعده ينبض باسم زين رغم تخليها عنها..
سرحت بسارة. .إشراقة الشمس على جسدها يعطي لمعانا أكثر لبشرتها النقية..
تلمست بحذر وجهها الطفولي..تلمست خدها ومن ثم شفتاها. .لحد م شعرت سارة بشيء..وفتحت عينيها وحدقت فيني بدون أن تنبس بكلمة..
كملي نومك ي روحي
* م بدي..خلص صحيت..
- متل م بدك...رح أقوم اعمل قهوة..
* ليا..وين احنا؟
- بمكان أمن. .ليش؟
* حسيت اني فقدت ذاكرتي لبرهة
- مش مشكلة.. وابتسمتلها...كانت ردة فعلها بريئة جدا...غطت وجهها بكفوفها..بعدت عنها ايديها وطبعت قبلة شغف ع شفافها
ما تتأخري علي ليا
* حاضر يا عيون ليا.
نهضت عن السرير وارتديت ملابسي...ومن ثم توجهت نحو المطبخ لأجد خالد هناك برفقة ورد
صباح الخير ليا
* انتي هون ورد؟ صباح النور..صباح النور خالد
رد علي صباح الورد..
حضرت القهوة بآلة صنعها..وسكبت كاسة سارة وطلعت مجددا لسارة. .ولكن ما أن وصلت حتى الغرفة لأسمع صوت جلبة بالمكان..تركت الكاسة وتركت سارة وهي مكملة نومها الثقيل .واسرعت لمصدر الجلبة ..
كانت الفوضى عارمة وفرسان سارة واقفين بمواجهة مع عناصر أمن وشرطة يقفون خلف رشاد.
كان الشر يتطاير من عيونه...
رشاد...اطلع من هون احسنلك بنبرة حادة قال له خالد
علق سيزر أقرب الناس وخانوها. .ما عتب إذن على الغريب
* اسكت سيزر. .ما تحكي شي عن أشياء أنت مش فاهمها
- من واجبي اني أدافع رشاد...
رد فارس لسة الزعيم ما قامت من النوم..أتركها بسلام رشاد
عصب وجاوبه خليها تقوم...أحسن م اداهم المكان كله وتنحبسوا كلكم
وارتفعت اصواتنا وقفنا كلنا بوجه رشاد واللي معه...لكن كانت رشاشتهم موجهة نحونا..
رشاد...اتراجع احسنلك حكاله قاسم بنبرة تهديد
بعتذر يا قاسم...بتعرفوا اديش سارة غالية علي..بس هاد شغلي
ارتفعت اصواتنا من جديد لحد م فجأة سكتنا كلنا وقت اسمعنا صوت سارة شغلك؟؟ شغلك بحكيلك انك تنسى كل شي وتداهم المكان الامن؟ وتهدد رجالي وتهددني بأحد اماكننا يا رشاد؟
تراجعنا كلنا خطوة للوراء بينما سارة كانت تخطو للأمام نحو رشاد...لحد م وقفت أمامه تماما لتتقابل انظارهم بشكل موحش جدا...
سارة...هاد شغل..والشغل لازم يمشي ع أكمل وجه..
أخدت سارة نفس عميق جدا...وقعدت على اريكتها السوداء المصنوعة من الجلد..وأخرجت سيجارها من جيب القميص ووضعت قدم على قدم...
والسكون ما زال يحاوط المكان..ودخنت السيجار بكل هدوء ببرودة أعصاب
هاي الحركة استفزت رشاد اكتر وخلته يعصب بزيادة...
وجه سلاحه نحوها وهددها بالقتل حالا..فنظرت إليه بازدراء واكملت تدخينها بدون اي تعبير او أي حركة...لم تقم بفعل أي شي...لكنها نظرت إلى سامي ومن ثم إلى رشاد..ليفهم سامي طلبها...
كان سامي وحده الذي يفهم سارة من مجرد نظرة..ويفهم ما تريده من نظرة واحدة فقط..
التفت سامي نحو الجميع ونطق عبارة واحدة قصيرة
Black mission
ليفهم جميع أفراد الجماعة بأمر سارة وسامي..وبلحظة سريعة أشبه بضرب الرعد..كان رشاد واقفا وحده وكل من حوله ميت. .
انذهل رشاد وارتعشت كافة عروقه واطرافه.
ارتخى جسده من الخوف ولم يعد قادرا  على النطق
قرب منه قيصر واخد سلاحه بشكل بطيء..
حكت سارة أطلع. ..ما عاد الك رجعة رشاد..والك حساب آخر.
استسلم رشاد لأمر سارة ونظر لها بنظرة يأس وقال هاي اصلا آخر مرة رح تشوفيني فيها..وكان إلي الشرف اني بعرفك..واني عاشرتك وعشت معك..واشتغلت معك...وكل اللي عملته بس عشان أحافظ على حياتي..انتبهي لنفسك..واعتني بعيلتي
وخرج رشاد..وهي كانت آخر مرة بنشوفه.
بعد م طلع اجتمعنا حول سارة وكلنا خوف...
طفت سيجارها وقالت بعرف..ودعني ..بس...كان شهم رغم اخطاءه
قرب سامي وسألها سارة..بتعرفي شي احنا ما بنعرفه؟
ولأول مرة...في تاريخ سارة..جاوبت بالنفي
للأسف..لاء
ارتمى جسد سامي جالسا على الأرض..والحيرة بادية على وجوه الجميع...
اختلت سارة بعد هذه الحادثة ب اخوانها فقط..قاسم ورزان وخالد وورد..وبابنها قيصر..
تحدثوا سويا لبضعة ساعات ثم تفرقوا..
جمعوا كل الجثث..واحرقوهم ...أمر من سارة كان صوت رزان أمرا...جمع فارس عدة رجال وسحبوا الجثث وبدت المحرقة لجثة 14 شخص..
سارة...شو رح يصير ب رشاد؟ سألت جود.
اتطلعت فيها سارة بعيون فارغة من المشاعر ومن كل شي .وردت ما بعرف يا جود...بس اللي بعرفه أنه ابدا مش رح يكون خير..
وفجأة تذكرت سارة شيء ومسكت هاتفها..وانتظرت الرد على اتصالها
ألو...كيفك بنت العم؟..... نعم؟؟ إعدام ؟؟؟ طيب طيب أهدي...لا تصرخي. .ما بعرف أنه هالشي رح يصير...ما حكالي أنهم رح يعدموه.....طيب خلص حاضر رح احلها. .اهدي انتي بس...خلص حاضر رح أعمل كل اللي بقدر عليه....
وسكتت لتسمع شو رح تحكي ماري كمان
نعم؟؟؟ نعم.؟؟ ماري..انتي عارفة شو عم تحكي ؟؟ اسلم حالي عشان انقذه؟ ؟ طب م انا ....اسمعيني م انا كمان عندي عيلة..كاتي لسة صغيرة.....
خليني اعرف احكي شوي...ما رح اس...تسليم ما في...إذا سلمت حالي في كتير ناس رح يروحوا وراي...
شعرت سارة بالغضب..الإحباط..اليأس والندم..وهي عم تسمع صراخ ماري على أفعال سارة وأنها مش رح تضحي بنفسها عشان تنقذ رشاد....
لحد م انتهت المكالمة..وسارة صامتة..تفكر...شاردة بعمق لدرجة أنه كل الأصوات حولها تبخرت وظل بس صوت تفكيرها ...
أصبح الجو مشحون..ونظرات سارة لكل شيء نظرات خافتة..ما فيها أي روح..
فرجت ما بين شفافها وتغرغرت عيونها أمام الجميع..
قرب منها قيصر وحكا معها لكنها ما كانت تستمع..وكأن صوت قيصر لا يعبر فيها...
لحد م انفعل وهزها بقوة.اصحي يا أمي..
* نعم ؟ أيش في؟
-ماما..وكأنك مش موجودة...وين شردتي؟
* اسفة حبيبي...
وقفت سارة وكأنها تهم بالرحيل..ابتسمت في وجه قيصر وضمته بحنية. .صوتها صار حنون
بدي أضل لحالي شوي
* سارة...فيك شي؟؟ سألتها جود
لا لا...بس بدي أكون لحالي شوي
ومشت. .تركت الكل بحالة من صدمة..ما حدا قدر يستوعب شو عم يصير..
طلعت برا المكان وهي ساكتة..حتى أنها ما حكت مع حدا بعد م قررت أنها تطلع..
رح تكون بخير؟ سألت ورد وعيونها عم بتدمع
قرب منها خالد وقال بعد م حضن أخته من ايام زمان..وبابا الله يرحمه مربينا على احترام العزلة والهروب...خليها شوي تنعزل. .
* اقسم بالله قلبي مكسور ع كسرة خاطرها...سارة مكسورة من وقت م كشفت زين...ومن وقت م انسجنت. .ولما طلعت ليا بطريقها. .وهلأ رشاد...واحنا قاعدين..حسيت حالي حيط وقت شفتها عم تبكي عشان ماري ورشاد..ووقت بشوفها سرحانة بزين. .ما فيني اعمل شي لأختي..
وانفجرت بالبكا بحضن خالد
قالت بعد لحظة خالد..قاسم..قيصر..أي حدا..من شأن الله روحوا وراها...خايفة يصرلها شي لسارة. .من شأن الله الحقوها. ..
قرب عليهم قاسم وشد خالد وورد لحضنه. حطت رزان ايدها ع كتف قاسم وحكتله وهي عم تحاول تمسك نفسها من البكا..قاسم.. ألحقها لسارة
بعد عنهم خالد وصاح فيهم لاء..اتركوها تنعزل شوي
* خالد ما بدي يصير شي بالبنت صاح فيه سامي وهو عم يحضن قيصر.
- والحل؟  سأل خالد وكرر والحل؟ حدا يعطيني حل ..عشان نرتاح كلنا..
التفكير بسارة موجع للجميع...رشاد كان من أقرب الناس لسارة..كان ايدها اليمين بكل شي يتعلق بقضاياها....
وزين كذلك كانت المهرب الأول والأخير لسارة...
تمنيت لو أنها ترجع لحضني هاد اليوم.
وين بدها تروح والدنيا لسة نهار؟

حب وسط الجرائمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن