9

190 9 2
                                    

كان بأمكاني اني اسكت عن كل شي..لكن زين والتفكير فيها خلاني اعصب بزيادة
بشعرني هالشي بأني لازم أكون ضعيفة..ضعيفة جدا بكل شيء يتعلق ب زين...
بس انا ما بدي أضعف...تمددت على السرير بالبيت الامن وشردت بافكاري وبالسقف. .
وتمنيت أنها تكون جنبي عشان تقولي ش اعمل...
صحيح أنه ليا وجود جنبي..
بس قلب جود مش لي...وليا مش إلي برضه....لأنها مهما تعلقت فيني..انا صعب اتملكها. ..مع أنها مستعدة تعمل أي شي عشان ترضيني وتكون جنبي..
زين الأولى والأخيرة..لكن انا عمالي بكون ضعيفة وقت بذكر سيرتها...وهاد الضعف عم يخليني اعوض عن نفسي بجرائم رح احاسب عليها بالمستقبل أبشع حساب..
رفعت نصف جسدي العلوي وبحثت عن علبة سجائري..أشعلت واحدة ودخنتها بشراهة..تصرفاتي الحالية تبدو وكأنها تصرفات مراهقة..وأنا ما عدت مراهقة..الكبر بالعمر بخليني أحس بقيمة الأشياء وبنفس الوقت مش عم بحس بشي.
دخنت أول وحدة وتاني وحدة وسابع وحدة...
لحد م شعرت بالملل...جالسة على السرير..وبواحد من بيوتي الآمنة في كوبا. .يعني الوحدة تقتلني رغم أنه رجالي موجودين معي بالمكان.ورغم أنه الساعة صارت 2 بالليل..يعني المفروض الواحد يكون نايم هلأ..إلا انا..مش قادرة انام..تفكيري رح يقتلني..
حملت هاتفي وعلبة سجائري وطلعت برا البيت...ما هتميت بالأحداث اللي قاعدة تصير معي..ولا اهتميت بالاستنفار اللي قاعد يصير بالبلد..
شردت بالطريق..حسيت أنه العالم كله رغم كبره ورغم أنه واسع إلا أنه مش واسعني. .ولا رح يتسع لي..
وأنه مهما كان ضخم...رح يضل ضيق علي...
كقطعة ملابس قديمة بالضبط.
جلست على طرف الرصيف بعيدا عن المنزل الأمن..وشعرت لأول مرة بأنني فارغة من الداخل...لكن هذا الشعور لم يكن اول مرة..سبقه مشاعر كثيرة بالفراغ..حتى بدأت أفقد المنطق والواقع في عقلي..وبدوت ك شبح للمارة. ..
استفقت على صوت هاتفي يرن بعنف
سارة وينك؟ صوت ليا الصارخ
* ليا لا ترفعي  صوتك علي...اعرفي مع مين عم تحكي!
- اسفة سارة..بس قلقنا عليك كلنا...
* انا بخير اتطمني..عم بتمشى شوي مع حالي
- طب..الوضع خطر..وانتي بتعرفي هاد الشئ...كيف بتغامري وبتتطلعي تتمشي؟
سكرت الخط بوجهها واغلقت هاتفي .من هي حتى تعاتبني؟ هي ليست ب زين ليكون لها الحق بمعاتبتي!
في وسط انشغالي بسجائري وشرودي في الطريق الخالي إلا من الأشباح..سمعت صوت صافرات شرطة تقترب مني..
لمحت سيارتين باتجاهي..واكيد جايين ع شاني..تحسست جانب خصري للتأكد من وجود مسدسي حتى تطمأنيت...
ومرت السيارتين من جنبي بدون م يوقفوا عندي..ولكن أحد العناصر اتطلع من الشباك ولمحني. .في البداية لم يهتم لي ولكنه بعد م بعدت عني السيارة شوي انتبه اني مطلوبة..رجعت السيارة الأولى للخلف بسرعة ...
مسكت مسدسي للاحتياط واسرعت خلف سيارة مركونة عجنب
نزلوا عناصر أربعة من السيارتين..وبدأوا يبحثوا عني..
سمعتهم بحكوا سوا بانفعال...وحاولت افهم شو كلامهم..لكني ما عرفت غير شوي بس..واللي فهمته كان هي نفسها..لازم نلقي القبض عليها..
وما أن اقترب أحدهم باتجاهي حتى أسرع بمسك سلاحه وصرخ علي..وعلى ما يبدو أنه كان يحكيلي اني أسلم نفسي قبل م يطلق رصاصة نحوي..
لكني تجرأت ورفعت مسدسي صوبه واطلقت عليه رصاصتين. .دوى صوت الطلقات بالمكان..واسرعوا العناصر الثلاثة نحوي..وبدت المعركة بيني وبينهم...
.........
فتحت باب البيت الأمن بكل هدوء وحذر عشان ما أطلع صوت..دخلت بكل بطء باتجاه غرفتي..
بلوزتي مليانة دم..وفي جروح كثير بيدي وعلى وجهي..وأيدي تنزف دم من كتفي إلى كفي...
على عنقي بعض قطرات الدماء التي صارت جافة وباردة. . وسلاحي ما زال في يدي
ولما قربت ع الغرفة استوقفني سيزر
زعيم؟ عيونه كانت مرعوبة من منظري..قرب علي ولمس وجهي مطرح الجروح..وبديت ائن بكل لمسة
سيزر عم توجعني
* أسف زعيم..وين كنتي وليش هيك منظرك؟
- ما تسألني سيزر...هلأ بدي أروح انام
* بس زعيم..كلك دم..وعم تنزفي من اكتر من مكان..
سمع فارس صوت سيزر وطلع لعنا..ولحقه مازن وسيف
زعيم صاح سيف...طلعت ليا وخلفها جود من غرفهم
يا حبيبي اكتملت معي..ارجعوا ما في شي
* ساارة ليش هيك ؟ سألت جود.
- يا الله..يا ريتني ما رجعت...خلص تعاركت مع ناس منيح هيك؟
* لازم ناخدك عالمشفى. .عم تنزفي كتير ووجهك كله كدمات..
- ما بدي جود ما بدي...إذا عرفوا اني بالمشفى رح ياخدوني..ما بدي
قربت ليا علي وسألتني بريبة سارة..شاربة شي؟
* ما بعرف..لاء...بلا تلات أربع ...كاس. .ما أظن تؤ لا شو شرب ما شرب
- الواضح أنه الزعيم سكرانة. .سيزر..دخلها ع غرفتها وخليك معها لحد م اجيب دكتور لعندها..لازم نطلع الرصاصات اللي فيها قبل م تنزف اكتر. عطتهم ليا أمر..وتحركوا. .قعدوا فرساني وجود بالصالة واستنوا رجعة ليا..بينما سيزر كان معي...قعدني على السرير أعطاني كاسة ماي
زعيم...ليش عم تعملي بحالك هيك؟
* سيزر لساني كان تقيل كملت خليك جنبي...رح ياخدوني ..ما بدي يقتلوني. .انا مسكينة...الناس إلي برا بخوفوا..وانا خاايفة كتير
- معقول أعظم شخص بالعالم يخاف؟
* جدا...رح يأذوني سيزر..واخدوا مني زين ..بدي زين ترجع لعندي...بدي زين...
كنت مش واعية ايش عم بحكي...مددني سيزر على السرير وصار يلعب بشعري متل كأنه عم يلعب بشعر بنت صغيرة .لحد م غفيت..وما عرفت شو صار بعديها..
الصبح..صحيت ع صوت الجماعة عم يتناقشوا بحدة..صداع رهيب برأسي..حسيت أنه رح ينفجر..
لقيت جنبي مسكن. .بلعت حبتين مهدأ وعدلت شعري القصير وطلعت
كلهم وقفوا وقت شافوني زعيم الحمد لله ع السلامة
* الله يسلمك مازن...بس ليش شو صار عشان تحكي هيك؟
ردت جود سارة...مبارح رجعتي وانتي مليانة دم..وفيك طلقتين بالكتف
* عشان هيك ذراعي ملفوفة
- ومش بس هيك...كنتي سكرانة كمان...وصرتي تحكي حكي مش مفهوم...سارة ..انتي منيحة؟
* أي جود...منيحة اتطمني..
ناولني فارس كاسة قهوة وقال أهم شي أنك طلعتي سليمة...
فتحت ليا عالتلفزيون وحطت ع قناة أخبار محلية..وكان خبر عاجل صادم جدا..
ترجمت ليا المكتوب مقتل أربعة عناصر شرطة ليلا ومقتل 13 شخص في بار وحالات حرجة لستة أشخاص..والسلطات ما زالت تحقق بالجريمة النكراء وتبحث عن القاتل...
التفتوا كلهم نحوي..اتطلعت فيهم وحاجبي مرفوع
ما بعرف...ما بتذكر..كلكم اتطلعتوا علي..ترا ما بتذكر شي والله.
* زعيم ما حدا حكا انك  انتي اللي عملتي هيك..بس الواضح أنه الك يد بالموضوع..
مسكت مسند ورميته على فارس ومسكت واحد تاني ورميته بشكل عشوائي وانفجرت الصالة بضحكهم
.........
المسا..رن تلفوني..شيكت عالمتصل. .كانت زين..تركت التلفون وانا عم برجف..
سكت التلفون..تنهدت..رجع التلفون يرن..رجفت اكتر..ثم سكت التلفون...تنهدت تنهيدة طويلة..رجع رن التلفون واستمر على نفس الحال..
لحد م تشجعت ورديت
ألو سارة.
وقت تنطق اسمي بتحول جسدي لهزاز..بهتز فيني كل شي.
زين!
* كيف حالك ؟
- بخير الحمد لله..
* حبيت اتطمن عليك...وصلني انك كنتي مجروحة... ليش ؟
- ما في سبب...ما في جواب زين..
* معقول سارة ما عندها سبب لكل شي بتعمله؟
- انتي اكتر وحدة بتعرفي اسبابي. .وانتي بتعرفي شو السبب اللي بخليني اعمل هيك..
* اعتبريني اني ما بعرف واحكيلي
تأفأفت وشديت أحكام قبضة يدي...
انتي....انتي السبب الوحيد...السبب الأول والأخير...اللي بخليني اعمل كل شي..واني اجازف واغامر بروحي وبعمرس وب ناسي...
* سارة..ما تتهوري...ارجوك..
- ليش؟؟ ليش عم تطلبي مني هيك؟؟ وانتي ما عاد الك كلمة علي!
- سارة بتحكي جد؟
صحت فيها بكفي تنطقي اسمي...بكفي.
* عم بتدوبي. .بعرف..طول عمرنا كنتي بتدوبي وقت أنطق اسمك
- لا تحاولي زين..اكتفيت منك ..واكتفيت من كل شي يتعلق فيك...
* انا اسفة..اسفة اني حطيتك تحت الأمر الواقع..واني حطيتك بموقف حرج...بس...حسيت حالي اني ...فقدت رغبتي معك...وكل يوم وقت أشوف أبني عز كيف عم يكبر قدامي...بشتهي اني أكون فاتحة بيت كأي مرا..وأنه عندي ولاد..سارة انا حبيتك..وعشقتك. ..ورح أضل احبك..ولازم تسامحيني
- تصبحي ع خير زين..
* ما رح تحكي شي؟
- لاء...ما ضل بينا شي ت ينحكى عنه...روحي لعنده زين...هو بستحقك ...وانتي بتستحقي حدا أحسن مني...يعيشك حياة طبيعية بعيدا عن القتل والشرطة ووجع الراس. .
* عمري ما رح ألاقي حدا أحسن منك...انتبهي ع حالك سارة...بحبك
- وانتي كمان..
وانتهت المكالمة...ما زال التلفون ع أذني..بحاول اخبي بصدري آخر همسة من صوتها..آخر نفس ..آخر حرف نطقته. .بلعت روحي..وغصة حلقي وقلت ودموعي الساخنة بتتراكض على خدي وانا بحبك...والله العظيم بحبك...

حب وسط الجرائمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن