2-'رَقصَة مـع الشَيِطَان'

4.9K 498 92
                                    

سُبحان الله، الحمدُلله

"يـوجَـد تغـيير يكـاد لا يُـذكر، لَـكِـننا حاولنا"الطبيب حادثني بينما يخلع قفازاتِه

اومـأتُ لـهُ وخرجتُ مِـن سريري "شُـكراً لـكَ، سـأعود غداً"كان صوتـي مهزوز كما حاولتُ إخفائهُ

أفصح قائِـلاً "سنقوم بِـالعملية قريباً لِإستئصال الورم، نِـسبة النجاح 40%؛ لكن لا داعِـي لِلـقلق؛ الكثـير يتم شفائهُم"ظهرت ملامح الشفقة

وكـم أبغُض المجـيئ هُـنا ورؤية ملامِح الشفقة

لقد تـم تشخيصي بِـمرض سرطـان المعدة في مرحلة مُـتأخِرة السنة الماضـية

نِـسبة بقاء المريض على قيد الحياة لِأكثر مِـن خمس سنوات هـي 70% وأنا نجوتُ لِـسنة

رُبما بعد العملية الجراحية سـأُشفى بِـالكامِل

أخـذتُ قدمايّ في الشارع صباحاً نـحو الشركة، شارِدة الذِهن بعد معرِفة أن الأدوية لـم تُجـدي نفعاً وأن حالتـي أزدادت خطورة

السرطـان كـقطار سريع، هـوَ يـقترِب أكثر فـأكثر لِـسلب روحـك وتـرك جسـدك الا نفع مِنـه وكُـل ما يُـمكِن لِلـضحية فعلـهُ هـوَ إنتِـظار اللّحظة الذي يرتـطِم بِـها القِـطار بِـبنية جسدِه الهـزيل ويُنـهي عذابـهُ

أخرجني مِـن شـرودي صوتِه العمِـيق الذي تعرفتُ عليه فوراً "صباح جميل"

إبتسمتُ بِـخفة لِـتحيتِه الغـريبة المُـعتادة وأجبـتُ في مـحاولـة لِأبتلاع نبرة الإحبـاط "هو كَذلِك"

نـاولني قهوتي البارِدة مـع وجـه خالـي مِـن المـشاعِر وأعيُـن تائِـهة

أخـذتهُ بِـصمت، فأنا لا أحبذ أن يتم إستجوابي بِـسبب رفضي لِـمشروبي المُعتاد

وضعَ هوَ يـداه داخِل جَيبِه وعـاد بِـموضوع جديد "هـل تملكيـنَ خُـطط لِليلة؟! "

"لا شـيء يُـذكـر".

"لقد سمعتُ أن هُـناك حفل عمل الليلة، سـأحب أن أصطحبكِ"كلماتِـه ألطف مِـن نبرتِـه وكـأنهُ يتعمـد القيام بِـهذا

فـهذا كـان أشبَه بِـالسُخريـة مِـن كَـونِه طلب لطيف

"أجل، سـأحُب الـذهاب"قُـلتها بِـنفس نبرتِـه

لاحظتُ إبتسامة شفتاه الساخِـرة بِـمُجرد دخولنا الشـرِكة

الطقس أكثر دِفئاً في الداخِـل مِما أرسل القُشعَـرِيرة لِـجسدي البارِد

Lost Paradise || M.Y ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن