....
فتحت جينا عيناها بِبُطء.
صدمت أبصارِها بِـضوء ساطع لِـتُعيد إغلاقِها.
"هَـل أستيقظتي؟"تعرفت على صَـوت الطبيب كيم.
المشفى أصبحت كَـروتين مُمِل بِـالنسبةِ لها.
همهمت بِـصعوبة بـالِغة.
تنهد الطبيب بِـقلة حيلة "أنتِ بِـسلام الآن.."
تذكرت جينا كُـل ما حدثَ لِـتفتح عيناها مُتجاهِلة ضوء الشمس.
"أينَ يونغي؟ "سـألت مُباشرة بِـنبرة هشة.
حركت عيناها لِلـطبيب لينظُر أرضاً بِـحُزن "لـم نتمكّن مِن إنقاذهُ، لَكِن جيمين بِـخير بِـالرُغم مِن أن حالتهُ حرِجة لِلغاية!"
اعادت إغلاق جفونها.
"والشخص الثالث؟ هَـل مـات؟"
أجاب الطبيب "أجل..لَـكِن لم يتوصل الطِب الشرعي عَـن سبب وفاتهُ، الشُرطة بِـالخارِج تنتظِر إستيقاظكِ مُنذُ ثلاثة ايام لِلتحقيق"
تنفست جينا بِـعُمق وأخرجت تنهيدة مُتعبة.
في هَـذهِ اللّحظة هي تلوم وتبغُض كُل مَن كان لهُ دور في إنقاذِها.
كـان يجب أن يتركُها تموت بعد رؤية شيطانِها الحارِس بينَ ذراعاها.
لَـكِن الحياة ستظِل غير عادِلة...
•••
أرتشف جيمين بعض المياه.
نظرِ لِـوالِدتهُ الذي تقبع قُرب سريرهُ في المشفى.
"الا يُمكنكَ فقط أن تُخبرني؟ جينا لـم تتحدث معي بِـشأن أي شيء غير طبيعي يحدُث في حياتِها، مَن هو يونغي؟!!"
تركَ جيمين كـأسهُ وحدقَ بِـالفُراغ مُجيباً "يونغي؟ لقد كـان كـالملاك الحارِس الخاص بِـجينا! رُبما الآن....جينا لا تحتاج أحد لِلحراسة.."
•••
عِـند مُنتصف الليل وقفت جينا تُحدِق مِن النافِذة على تساقُط الأمطار.
تُحدِق بِـالقمر المُكتمِل.
تسترجع ذِكرى هَـذا اليوم عِـندما دعت لِلإلٰه بِـأن يغفِر لِـيونغي.
يبدو أنها ليست شخص جيد بعد كُل هَـذا...حتى دُعائُها كـان بِلا فائِدة.
أُقيمت مراسِم دفن يونغي بينما جينا كـانت في غيبوبتها المُؤقتة.
لـم يكُن هُناك أحد كَـواصي عَـن مراسِم دفنِه سوى والِدتها، لأن يونغي بِـالفعل لا يملِك حياة بِـدونها.
مدت يداها تحت السماء لِـتُصبح موضع إستقرار الندى البارِد.
وقفت روح يونغي مِـنَ السرير مُقترِبة لِـجينا.
جربَ أن يضع يدهُ على كتفها لَـكِن يدهُ مرت خلالها.
شعرت جينا بِـالبرودة التي لم تشعرُها مُسبقاً سِـوى في بشرة يونغي.
إستدارت ونظرت لِلـفراغ.
عـادت تنظُر لِلـقمر وعاد يونغي بعيداً عنها عِندما أدرك أنها تتثلج بِـسببهُ.
لـم يتوقع احدهُم يوماً أن يتحول حُبهُما إلى حُب بين عالمين مُختلفين.
وهَـذا لـن يدوم طويلاً، سيأتي هوسوك في أي لحظة لِإعادة روح يونغي لِلـجحيم.
لِـيعود يونغي حيثما بدأ، في الجحيم يُـراقِبُها دون فرصة أخرى لِلـحصول على حُبها.
نظرَ يونغي نحوَ وشمِه.
المغفِرة مُجرد أمل كاذِب ايضاً.
عِقابهُ كـان قاسي لِلغاية، كـان هَـذا أقسى مِنَ العيش في الجحيم...
•••
وقفَ يونغي أمام هـوسوك في معبد أبيض صباحاً.
"لقد تقابلنا مُجدداً"هوسوك إبتدأ الحديث.
اومأ يونغي بِبـساطة.
اكمل هوسوك "لقد رأيتُ ما حدثَ، لـم أتمكن مِن فعل شيء فـالإلٰه لـن يُسامحني مُجدداً"
"لا بأس"
كـان يونغي يُجيب بِـأختصار وبساطة عكس عادتهُ الساخِرة واللعوبة.
تنهد هوسوك عِندما لاحظ أن يونغي لا يـود الحديث أو فقط إكتفى مِن الهُراء المدعوّ بِـالحياة.
تحدث هوسوك مُباشرةً "الآن أمامكَ خيارين، أما أن تعود لِلـجحيم وتُـراقِب جينا كـما فعلتَ دائِماً، او يُمكنكَ العودة لِلـماضي وتُصلِح خطيئتكَ وحينها ستختفي روحكَ للأبد وكـأنها لـم تكُن! "
فـكر يونغي لِـدقيقة.
سَـيكون مِن الصعب عليه رؤية جينا تكبُر وتتزوج وتتخطاه فـهو واثِق أن كُل شيء لهُ نِهاية.
أيضاً هـو أكتفى مِنَ الحياة، حان وقت الذهاب للأبد...
ورُبما بعد العيش مع البشر لِـمُدة كَـبشري أدركتهُ بشاعة مـا فعلهُ سابِقاً وكمية الخسائر والجروح الذي سببها لِـضحاياه.
"سـأُصلِح خطيئتي! "
قبض هوسوك حاجِباه بِـتعجُب.
لـم يتوقع هَـذا!
*****
أنت تقرأ
Lost Paradise || M.Y ✔
Romance"انا الرِّخَاء وانا الجَحِيم، وانتِ النَعِيم المُمِيت"صَعد شيطاناً للبحث عَن جَنة الشياطِين المَفقودة فَعثر عليها في هيئة بشريّة. -بدأت:- 7/6/2019 -انتهت:- 2019/10/8