الفصل الرابع ..
(أحاسيس متلخبطة) ..
****أستيقظ فى حالة منعشة سيـعمل فـى شركة هانى السباعى وحلمه كاد أن يتحقق،،سيكتسب خبرة فى العمل ويستطيع معرفة من هم منافسيه من الشركات
جهز نفسه وأرتدى بنطال أسود وقميص أبيض ،لا يحب أرتداء البذلات لانها رسمية وهو لا يحب اى شئ رسمى ..
قبل أن يخرج رأى أبيه لقد عاد،أبتسم واتجه اليه بأشتياق:
- واحشنا اوى،أتـأخرت كتير
غمز"محمد"له قائلاً:
- وحصلت حاجات كتير اوى
ثم ضحك لما قصه له زوجته من أحداث التى جرت وكان هو و"عم مرقس" منجيان بأمتياز
قال ضاحكاً بمرح:
- هى حكيتلك،عم مرقس كبر وزادت مشاكله مـع الحارة
- بس متنساش انه بيطلع منها زى الشعرة من العجينة
- فى دى عندك حق
ضحك آدم وأبيه، حقاً كثرة المشاكل ولكن الحل مع"عم مرقس" ،فأذا كانت هناك مشكلة فـكم بمناداته ..
قـال آدم راحلاً: طيب،أنا هروح الشغل دلوقتى
محمد مودعاً اياه:-
- طيب،ربنا معاك يابنى
أبتسم آدم ثم أسرع الى محطة الا توبيسات،كان شارداً فـلم يـلاحظ وجود"أميـرة" ،أستدار لها،رأها جالسه تنتظر مثله الاتوبيس،جلس بجانبها قائلاً:
- الجو حر اوى النهاردة
هـذا ما يستطيع ان يتفوه به،لاحظ أبتسامتها قائلة:
- طبعاً أحنا خلاص بقينا فى الصيف
قال بتوتر:
- هو أنتى صحيح راحة فين؟
قالت وهى تعدل من جلستها:
- راحة السوق
- راحة السوق يوم الحد
- عارفة أنه غريب بس علشان أنا فاضية النهاردة فقولت فرصة أروح
قال متسائلاً:
- مش انتى برضوا بقيتى بتشتغلى مع نعيم فى المطعم ولا أطردتى
ضحكت قائلا بمزاح:
- هو يقدر
ثم أكملت وهى تنظر اليه:
- حصلت حاجة عنده فى البلد،فأطر أنه يقفل المطعم النهاردة
آدم بقلق لنفسه:
- ياترى ايه اللى هيكون حصل؟
آدم وهو يسألها: هو مقالكيش ليه راح البلد
هزت رأسها نافية:لأ ،بس كان باين أنه مدايق وزعلان ..
أومئ لها وبدأ يقلق على صديقه،،آتى الاتوبيس ،نهضت"أميرة" قائلة لـ آدم:
- اانا هروح ،هتيجى معايا فى الاتوبيس
- لأ،أنا الاتوبيس اللى بعده
ذهبت هى،نظر الى ساعة معصمه وجدها السادسة والنصف صباحاً ...
جاء الأتوبيس الذى سيذهب به الى العمل،،ركب فيه وجلس شارداً هذه المرة فى "أميرة" جمالها بسيط وقلبها أبيض،ولكن لماذا حدثت تلك الجوفة فى قلبه هو،لـماذا لايستطيع أن يشعر بحبها،،قال لنفسه:-
- "بالرغم من تغير قلبى الا ان فى حاجة جوايا،،بتحاول تفوق بس لمين؟؟
***
وصل الى الشركة هانى السباعى ،سأل عن مـكتبه فأخبروه بمكانه،أطرق الباب فسمع صوته يقول:
- أدخل
أبتسم "آدم" فدخل وجده يتحدث على الهاتف، أشـار الى آدم ان يجلس ولكنه لم يجلس فهو يعتبر أحترامًا له ..
كان يتحدث هانى السباعى مع أبنته على مايبدو قائلاً:
-" ميـن اللى بوظه؟ هو لحق يـا رؤى ،حاضر .. حاضر هبعت حد يصلحهولكِ حاضر
أقفل الهاتف ثم نظر الى آدم قائلاً له مبتسماً:
- طيب يا آدم،، النهاردة هشوف شغلك بس مش هنا
عقد حاجيباه بتعجب،فقال "هانى" مفسراً كلامه:
- بنتى رؤى بوظت اللابتوب بتاعها،فأنا مش هلاقى أحسن منك،علشان تصلحولها
ظهرت ابتسامة على ثغر آدم قائلاً:
- ان شاء الله،مخيبش ظنك فيا،بس عنوان بيت حضرتك؟
- انزل تحت الجراج والسواق هيوصلك البيت
- طيب
***
أوصله السواق"كريم" الى البيت"هانى السباعى"،فسأله آدم قبل ان ينزل من السيارة:
- هى بنت استاذ هانى عاملة ازاى؟؟
- اه ،انت ماتعرفهاش ،عموماً هى هتلاقيها فى الجنينة
- الجنينة؟؟
ضحك "كريم " قائلاً له:
- أصلها بتحب تزرع الورد وبتحب البيئه بتاعت الجنينة،فـ علشان كده أكتر أوقاتها بتكون فى الجنينة
قال وهو ينزل من السيارة:
- ماشى
دخل آدم الفيلا بعد أن تحدث مع الأمن،،أتجه الى الحديقة بعد أن أخبرته الخادمة ان الآنسة "رؤى" فيـها ...
كـانت واقـفة ولكنه فقط يستطيع رؤيه ظهرها،أستدارت له وقف من ذهوله لقد كانت ترتدى سلوبته زرقاء من الجينز،وشعرها بنى وفيها خصلات شقراء وعيناها خضراء كأنهم أشجار ، أبتسم رغماً عنه لشدة جمالها أنها حقاً جميلة مثل أزهار الياسمين،أقترب منها قائلاً بتسـاؤل:
- أنـسة رؤى؟
أبتسمت له فى المقابل فظهرت غمازاتها قائلة :
- أيـون،وانتَ أكـيد آدم؟
قالتها بلهجة مرحة،، أومئ لها بمعنى"أيون" فسألها:
- ممكن أشوف اللابتوب بتاعك ؟؟
زادت أبتسامتها فقالت بلهجة طفوليه:
- طيب،تشرب ايه الاول
- مفيش لازم والله ..
قالت مقاطعه: لازم طبعاً،تشرب ايه؟؟
- لو مُصَرِةَ شاى
عقدت حاجيباها قائلة:
- هو فى حد بقى يشرب شاى لغاية دلوقتى يـا أستـاذ آدم؟؟
- أنا لـسـه بشربه
ثم أكمل: ممكن أطلب منكـ ماتقوليش استاذ ليا؟؟
قالت بتساؤل:
- ليـه يـعنـى؟؟
- أصلى بحسها تقيلة وكمان ..
أكمل وهو يضع كـفـه على مُؤخرة رأسـه:
- بحـس أنى مدرس والموضوع بكرهـه
ضحكت بشدة عليه،فقالت ضاحكة:
- بجد دمك خفيف يـا أستاذ آدم ..
- مش قولت بلاش أستـاذ دى
هدأت ضحكاتها قائلة:
- حاضر يـا آدم وانتَ كمان بدورك تقولى يـارؤى بس،أتفقنا؟
- اتفقنا
***
جلس على المنضدة ثم بدأ يري مابه الحاسوب،جائت وهى تحمل بيداها كوب الشاى،فقالت:
- أتفضل
نظر اليها قائلاً:
- شكراً،أسف علشان تعبتك معايا
- لا عادى
قام باصلاح الحاسوب فـ نهض قائلاً:
- صلحتلك اللابتوب
قالت بذهول:
- أزاى؟؟
أسرعت وجلست ثـم أمسكت به وبدأت تتفحصه بعناية،،لقد صلحه بجدارة
فقالت ببعض الدهشة:
- بجد بابا أحسن أختياره ليك
أبتسم لها قائلاً:
- شكراً أنا لازم أمشى بقى
- أزاى ،،لـأ انت لسه جاى،طب أشرب الشاى الأول
- ماشى
جلس أمامها على الكرسى،ثم شرب من الشاى،فقالت بتساؤل مبتسمة:
- أيـه رأيئك فى الشاى؟؟
- كـويـس
أرجعت ظهرها قليلاً ثم قالت بهمس:
- كويس!!
ثم رفعت من نبرة صوتها قائلة:
- يـعنى عجبك ولا لأ ؟؟
- لأ مش أقصد أنه معجبنيش يا أنسة رؤى،أسف رؤى قصدى انه كـ شاى فهو طعمه حلو بس انا بشربه عندنا طعمه أحـلى
أقتربت أكثر واضعة يداها على ذقنها قائلة:
- طعمه عامل ازاى؟؟
- تحبى تشربى منه ماتزهقيش من طعمه خالص وانا كـ راجل مصري بعشق الشاى
أكمل ناهضاً:
- بس تسلم أيد اللى عملها،أنا لازم أمشى
نهضت هى أيضاً رافعة يداها له:
- تشرفت بمعرفتك
نظر الى يداها فـلم يرد أن يحرجها،فـمد يداه هو أيضاً مصافحًا يداها قائلاص:
- وانا كمان يـا رؤى
****
جلس على المقعد الأمامى فى الأتوبيس شارداً فى رؤى وجمالها،،ابتسم لتذكر ضحكاتها الناعمة،فتاة رقيقة مثلها انها بالرغم من بساطتها الا انها جميلة جداً
أهتز هاتفه فرأى"نعيم" المتصل،رد بسرعة قائلاً:
- أزيك يانعيم؟؟عامل ايه؟؟ روحت البلد ليه؟؟
كان يقول بسرعة لتلهفه لتتطمئنان على حاله،،فقال نعيم بصوتًا حزين وباكاً:
- جدى مات ياآدم ..
- جدك!!!
قال بتعجب منه فجده لم يسمع عنه قط،فقال آدم بتعازى:
- البـقـاء لـلـه يـا نعـيم
ثم هتف متسائلاً:
- جدك مات وهو عنده كام سنة؟؟
قال "نعيم" وهو يبكى:
- 120 سنة كان صغير والله
قال آدم صارخاً:
-انتَ مجنون صغير أزاى،مـات وهو عنده ١٢٠ يعنى كـان أيام حرب أكتوبر ،ولا انت مجنون صح كده صغيـر، اما انتوا صعايده،انتوا بتاكلوا ايه فهمنى علشان تفضلوا كل ده عيشين هااااه
- يعنى بدل ما تقول هاجى علشان أبقى معاك،تقوم تزعق
- ما هو انتَ صحيح جننتوا اللى خلفونى يـا بـاى ...
سَمِعَ آدم ضحكات الركاب لقد كان يصرخ وهو يتكلم حتى السائق بدأ بالضحك
ضحك هو ايضاً ثم هدأ قائلاً:
- خلاص بكرة الصبح هتلاقينى عندك،أرتحت
- طيب،ما تتأخرش
- ماشى
***
كـان"عم مرقس" قد جلس على القهوة ،،منظراً قدوم آدم لـقد أخبره عن العمل وعن هانى السباعى ،،لقد أخبره ايضاً أنه سيأتى الساعة الخامسة ولكنها أصبحت السادسة ولم يأتى حتـى الآن ...
أثناء جلوسه،جلس:صبحى" والد أميرة وصاحب القهوة،امام عم مرقس ،فقال عم مرقس بفرح:
- يـااااه أخيراً ياصبحى نزلت القهوة ،ايه اللى نزلك ياترى؟؟
قال"صبحى" بتنهيدة:
- فى موضوع شاغلنى،،كنت عايز أخد رأئيك فيـه؟؟
- قول اللى شاغلكقال"صبحى" بصوتًا عالى لـ"محمود":
- كوبيتين شاى يامحمود واحدة ليا والتانية لـ عمك مرقس
ثم أكمل قائلاً لـ عم مرقسك
- وبكده اقولك اللى فى بالى على رواق
- قول قلقتنى
- عارف عمر أبن نشوى السويدى
- اه قصدك الواد اللازقة
صبحى بتعجب:لازقة
ضحك عم مرقس قائلاً:
- أصل آدم بيقوله كده،ماله ده؟؟
- أتقدم لـ أميرة وانا الصراحة كنت بفكر يعنى
قاطعه عم مرقس:
- بتفكر فى ايه أوعى لتفكر تجوزها ليه؟
- لأ،حتى لو فكرت مش هيحصل ،متنساش انها بتحب آدم ولسه مقتنعة أنه هيتجوزها
- لانه فعلاً هيتجوزها
- لو أفترضنا انه هيتجوزها،،ليه مقالش انه عايز يتجوزها؟؟
- مش بالسهولة دى،،بس أنا هراهنك انه هيتجوزها فى النهاية زى ما المثل بيقول العبرة فى النهاية مش فى البداية
- طيب ،هنشوفجاء آدم فرأى عم مرقس يجلس ويتحدث الى والد أميرة،،أتجه نحوهما ملقياً السلام قائلاً:
- السلام عليكم
قالا بنفس واحدة: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
قال صبحى وهو ينهض:
- انا لازم أقوم،عايزين حاجة ؟
آدم وعم مرقس: الله يخليك
جلس آدم بجانب عم مرقس،،فقال عم مرقس متسائلاً:
- ايه اللى حصل؟؟
قَصَ له كل شئ حتى لقائه بأبنه هانى السباعى،،فقال"عم مرقس" له بتساؤل:
- أوعى لتكون أعجبت بابنته؟؟
صمت آدم قليلاً ،لا شئ حدث له غير انه اعاد النظر الى لقائهما فقال:
- لأ
تنفس"عم مرقس" فهدأ قليلاً ثم قال:
- طيب،،أنتَ كده هتروح لـ نعيم بكرة الصبح يعنى مش هتروح الشغل
قال آدم وهو يضرب كفه على مقدمة رأسه:
-أأأخ نسيت أتصل بالمدير اقوله
- طب أتصل بيه دلوقتى
أتصل آدم بهاتفه ،أنتظر حوالى دقيقة ثم رد قائلاً:
- ألو مين معايا؟؟
- انا آدم يا أستاذ هانى
- أهلاً يا آدم،فى حاجة؟؟
- اه،انا مش هقدر أجى الشغل بكرة او بعده
- ليـه ان شاء الله؟؟،احنا هنبتديها دلع؟
- لأ خالص،بس أصل صحبى عنده حالة وفاة ولازم أكون معاه
- اذا كان كده ماشى
- طيب،شكراً لتفهمك الآمر
أغلق"آدم" الهاتف ثم نظر الى عم مرقس الشارد الفكر،،فقال آدم بتساؤل:
- فى ايه ياعم مرقس؟؟
افاق على حديثه فقال:
- لأ،مفيش بس تعالا نطلع
- ماشى
***
"لو كلنا فضلنا نحب شخص واحد ممكن نزهق ونمل هنعوز نغير بس الأكيد فى كل ده ان احنا مهما عملنا هنرجع للى خلانا نحس ان احنا بشر "
قالها مذيع الراديو،،أبتسم"عم مرقس"،،فقد جاءت فى الوقت المناسب،،جاء"آدم" فى باله آمر،فسأل عم مرقس قائلاً:
- صحيح يـاعم مرقس مقولتليش هى اللى كنت بتحبها كان اسمها ايه؟؟
- ليه يعنى؟؟
- حابب اعرف اسمها
- رُوفَيدة
أبتسم آدم قائلاً:
- أسمها حلو
- وهى أحلا من أسمها كمان
- مش نفسك تشوفها يا عم مرقس
- طبعاً نفسى،بس رؤيتنا لبعض هتغير حاجة،،مش هتغير اى حاجة
تذكر آدم انه لم يرى زوجة هانى السباعى،فقال:
- مرات هانى السباعى مشفتهاش
- وانتَ عايزها تنزلك مخصوص علشان تشوفها
- لأ مش قصدى
ثم أكمل: اصلى شوفت الخادمة وبنته بس
قال "عم مرقس" بحزن:
- اصل مراته قاعيدة
- قاعيدة أزاى؟؟
- بعد لما خلفت بنتها عملت حادثة خلتها متقدرش تمشى تانى فطول الوقت فى أوضتها
قال آدم بحزن:
- أكيد الموضوع مدايقهم
أبتسم"عم مرقس" ابتسامة جانبية قائلاً:
- بص هما راضيين باللى مكتبلهم،فعلشان كده الموضوع مش مزعل اللى كان هيزعل لو كانت عملت الحادثة قبل ما تخلف
- صـح
قال عم مرقس بلهجة خفيفة:
" - بص يابنى احنا فى قلبنا احاسيس كتيرة ممكن ماتعرفش انيهم الصح وانيهم الغلط بس احنا بنقدر نحدد وقت لما تضيع مننا حاجات"
- قصدك ايه؟؟
- قصدى ان عمر راح أتقدم لـ أميرة
- نعم!!!"يـتبع"
***
توقعاتكم؟؟
رأئيكم فى الاحداث والشخصيات؟؟
أنت تقرأ
آدم √
Romanceالنبذة لكل شخص حُب إن أكتمل، أكتملت الحياة، وإن لم يكتمل فأعلم بأنه لم يكن حب من الأساس