الفصل الثامن

1.7K 75 0
                                    


قرأة ممتعة ..الفصل الثـامن
(8)- كارثة

***
نظرا لبعضهما بتعجب،،كَيِفَ أن يـكون هذا أسـم شخص ،،قـال الفتى مستنكراً:
- بتبصوا لبعض كده ليـه؟؟
قـال آدم واضعًا يداه على مؤخرة رأسه بأستغـراب:
- أصـله أسـم غـريب
فـأكمل عنه"عم مرقس" متسائلاً:
- هـو أنت مسيحى ؟؟
قـال الفتى بصراخ:
- مسيحى أيـه اللى بتقولوه ده،،تحبوا أسمعلكم سورة الإخلاص
قـال آدم ضاحكاً:
- أصـل أسـمك غريب،،مفيش بنى آدم يتسمى بالأسم ده،،ميـليـو ونتر أيـه ده !
قـال الفتى ناهضًا بحده:
- ده أسمى ومسمحش لحد  أنه يتريق عليـه
قـال عم مرقس بهدوء:
- خلاص أقعد ماتـزعلش بس قولنا مين اللى سماك بالأسم ده؟
- محدش
قـال آدم: يابنى قول ميـن!؟
نظر الفتى لـ "آدم" و"عم مرقس" قائلاً:
- طيب ..
أكمل: أنـا كُنت بشتغل عـند ميكانيكى وكنت بغلـط كتير فـ كان بيقعد يقولى مليون مرة ماتعملش كده وفى مرة واحد عجوز سمعه على قده فسمعها"ميليو ونتر" وبقى بينادينى بالأسم ده
تعجب آدم قليلاُ فقال: طب هو مكنش ليك أسم قبله؟
أخذ الفتى كوب الشاى من أمام آدم قائلاً نافيًا:
- لأ
وبدأ يشرب ناظراً لـكل من آدم وعم مرقس الذى بدا على ملامحهم الدهشة ..

فقال آدم وهو يأخذ كوب الشاى من الفتى:
- طب مش نفسك فـى أسم عدل عن ده؟
نـظر الـفتى لـ آدم نظرة حادة قائلاً وهو يأخذ كوب الشاى:
- لأ هو عجبنى
قـال آدم بنفاذ صبر:
- بس أنا مش عاجبنى
كـانا يتحدثان وكـل منهما يأخذ كوب الشاى،،تعجب عم مرقس من أفعالهما الصبيانية،،فقال عم مرقس صارخًا فيهما:
- ماتتهدوا شوية،خيالتونى معاكم
قـال آدم معتذراً: أسـف
أنتظر "عم مرقس" أن يسمع الأعتذار من الفتى ولكن لا حياة لمن تنادى ،،قـال "عم مرقس" بهمس وهو يجز على أسنـانه:
- هـااااه هتعتذر أمـتـى؟
رفـع شفتاه بأستنكار قائلاً:
- ليـه يـعـنى كنت أبـويـا علـشان أعتذر
أشتعلت النيران بـ"آدم" الـذى كـان يـريـد أن يقتله،،ولكن مع هذا الفتى يجوز العنف معه،فـ كـاد أن يصفعه
إلا أن قاطعه "عم مرقس"قائلاً بحدة:
- مـاتحولش تعمل معاه حاجة
قـال آدم بغضب:
- أنتَ مش شايفه قليل الآدب أزاى؟
أبتسم "عم مرقس" لبرهه قائلاً:
- لـو أحنـا فضـلـنا مـع كل واحد نآدبه بالضرب الموضوع هيقلب قتـل،،هو كفاية أنـه قليل الآدب أخلاقًا ولازم ان أحنا نصبر شوية يـا آدم
هدأ آدم قليلاً قائلاً بآسى:
- عندك حق،،أسـف
تعجب الفتى منهما يتعاملان بلطف معه ،،ويحاولان عدم أستخدام العنف معه ..
فسأله آدم قليلاً:طب هيقعد عند ميـن؟
عم مرقس: خليه يقعد معايا فى الشقة وروح صـَلى العشا،بعدها هنشوف
-ماشى
***
صعد "عم مرقس" مع الفتى ،،فتح باب الشقة قائلاً للفتى:
- أتفـضل خُشَ
دخـل الفتى ثـم عم مرقس وجلسا على الآريـكة،،فقال الفتى متسائلاً:
- هو انتَ معندكش تلفزيون
- آآآه
- ليـه؟
قـال "عم مرقس" محاولاً السيطرة على غضبه :
- مبحبش المسلسلات والافلام بتوع اليومين دول
- هـاااه
قالها فاتحًا فواه فمه بأستغراب،،فقال" عم مرقس" وهو يستدير إلى الفتى:
- سيبك من موضوع التلفزيون وتعالا نتكلم جد شوية
- أتفضل قول وخلصنى
- أولاً:أحترمنى شوية لأنى كبير فى السن ،،ثانيًا:تعامل مع الناس كويس علشان يحترموك..
قـال الفتى بضيق:
- هستفيد ايه يعنى لما يحترمونى؟
- هتستفيد كتير بس انت اللى مش عايز ومن الاسباب إنك لغاية دلقوتى مش عايز يبقى ليك أسـم مفهوم
ضحك بسخرية قائلاً بآسى:
- أسم مفهوم! هو ده يعنى اللى موقف حالك معايا،،أسم،طب لوسميت نفسى أسـم هيبقى ليا عيلة أشيـل أسمها ولا هفضل يتيم،ولا أستنى كده انتَ مهتم بيا ليا هااه،محدش عمره أهتم بيا لمجرد أنى يتيم،،أنـا كل لازم أحارب كل يوم علشان مامتش ،،فى الميتم لازم أنضف واغسل علشان الاقى أكـل ولو تعبت ومعملتش أضرب وبرضوا مكولش ولا اتعالج علشان أموت،،ولمـا هربت وبقيت فى الشارع مفيش حد أهتم،،كل يوم بستنى لما الرئيس ينفذ أنه هيهتم بالايتام بس مبيحصلش،،وكل يوم يلموا العيال ويحطوهم فى الأصلاحية،،هما سموها الاصلاحية ليه صحيح؟،،مش علشان تصلحنا،،وليه بقى بتخلينى أبقى أنسان.. لألأ
أكمل: حيـوان بيكره اى حد لما يشوفه،،وفى الآخر اهم حاجة يبقى ليا أسـم !
كـان يضحك من بين دموعه الحارقة،،هـذه الحياة قاسية ليست جميلة او نضيفة كما نعتقد ..
شهر"عم مرقس" بتآنيب الضمير لانه جعله يتحدث هكذا،،فـ قام بأحتضانه وبكى الطفل بكاءً حاراً ،،يبكى لانه ليس لديه شئ فى حياته ليس له عائلة أو شخص يسنده ..
قـال عم مرقس وهو يربت على ظهر الفتى:
- طب مش عايز تستحمى؟
قـال الفتى ضاحكاً:
- طبعاً ومين فينا مش نفسه
- طيب خليك هنـا وانا هطلع أجيبلك هدوم من أبن الجيران
- مـاشى ..
***
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
قـالها آدم محركًا رأسه للجهة اليُسرى ،،وقبـل أن ينهض اوقفه صوت جعفر قائلاً بصوتًا خافض:
- أسـتاذ آدم
جـلس آدم فى مكانه وجاء جعفر يجلس معه قائلاً بتوتر:
- كنت عايز اقولك حاجة أو بالمعنى أخد رأئيك فى موضوع؟
- أتفضل
ظـل "جعفر " متردد لقولها ولكنه شعر بحرج أستعجبه آدم قليلا فقال بلهفة:
- شوقتنى للموضوع فى أيـه؟
- اصلى عايز أتقدم لـ نانسى
رفع آدم إحدى حاجيباه بتعجب قائلاً:
- نانسى بنت الحاج عبد الصمد
أومأ بحرج،،فقال آدم:
- وانتَ عارف الكلام اللى بيقولوا عليها ،صح؟
أومأ إيضًا ،،فأكمل:
- وبرضوا عايز تتجوزها ،طب أزاى؟؟
- مش عارف  والله بس بحبها هو انا ماليش حق أحب
ضحك آدم بخفة قائلاً:
- طبعاً ليك بس مع واحدة أحسن أخلاقًا
- مش ممكن  أنتـم ظالمنها
- الله أعـلم،،بس أنتَ ليـه بتاخد رأى أنا ؟
- مش عارف بس انت الإنسان المحترم اللى أقـدر أخده معايا ومع"عم مرقس" علشان أتقدملها ..
قـال "آدم"  وهو يربت على كتفا جعفر:
-بص ياسيدى انت قول للحاج عبد الصمد واحنا إن شاء الله هنيجى معاك
- تشكر يا آدم
تبسم آدم ابتسامة لطيفة قائلاً وهو ينهض:
- أنـا همشى بقى،، عـايز حاجة تانية؟
- تسلملى
- طيب عن إذنك
ذهـب آدم إلى شقة "عم مرقس"، فتح عم مرقس الباب وهناك منشفه على كتفاه ،فقال آدم بتساؤل:
- هو أنتَ هتستحمى ولا أيـه؟
- لأ،الواد اللى هيستحمى
- طب،عايز أقولك حاجة كده
قـال"عم مرقس" واضعًا يداه على جبينه:
- أتحفنى
- انا بكرة هروح عيد ميلاد بنت هانى السباعى
قال بتفاجأ: قصدك رؤى؟
- أيون
قالها بحماس فأكمل آدم:
- أصـلها هى اللى عزمانى
أبـتسم له وقلبه يخفق خوفًا من العاقبة،،ليس من حقه ان يفرح لانه سيري فتاة آخرى ولكن إذا كانت وبالتأكيد ليست من نصيبه ..

آدم √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن