الفصل الخامس

2.4K 102 3
                                    

الفصل الخامس ..
(5)- عائـلة مجنونة ..

****
أصبح يفـكر بما كان أخبره"عم مرقس" عن خبر عريس أميرة والذى كمـا يـلقبه اللازقه"عـمـر"،هـل حقًا شعر بـالغـيـرة،،ولكنه لا يعترف بحبه لها،،لانه ببسـاطة ماكان يجعله يحبها،أختفى ،أختفى الشغف الذى دفعه لـ حبها،،لا يـملك قـلب شخص آخر حتى تقول أنـه واقع فى غـرام آخرى ولا يـحبها،،أنـه فقط يـريـد أن يـحبها مـثـلـما تـحبه يـا تمـنى،ولكن هل يستطيع؟
يضـحك بسخرية ألهذه الدرجة لايستطيع ،فـ تخيلوا أنه كان يعشقها منذ الصغر ولكن الآن لا تعنى له شئ،،يجرح كـرامتها ولا يـبالى لما يجُرح وينكَسر بداخلها ..
لانه ببساطة أصبح لا يستطيع وهذا مؤلم آكـثـر بــما يستطيع فـعـله،،انه يجرح ولا يُجرح،لا يحب أن يـذل ولكن هذا آدم الذى طالما رأى أنه لا نفع لـهذا ..
فلا جدوى مـن نصحه حتى ....

أفاق من شروده على صوت شخير شخص أنه الراكب معه فى الأتوبيس الذى سيوصله الى قرية نـعـيم،،نام هذا الراكب على كتف "آدم" الذى يود لو يخنقه ليـرتاح من صوت شخيره المقلق وتحدثه وهو نائم
قال آدم بغضب ونرفزة:
- صـبـرنى يـارب
تحدث النائم قائلاً لـمن يحلم به:
- ما خلاص يا صـافـى
ثم أكمل بهمس لـيسمعه آدم فقط:
- قولت هجيبلك البرتقان أول لما أرجع ولا انتى غاوية نكد على الصبح
سَمِعَ آدم ما تفوه به،،جز على أسنـانه قائلاً لنـفـسـه:
- يخربيتك أنتَ وصـافـى فى ليلة واحدة يـارب
كـان آدم أخبر السائق على القرية التى سيذهب اليها،،فقال السائق بصوتًا عالى  لـ آدم:
- يـا أوستـاذ أحنا وصلنا للمكان اللى عايز تروحه
أبـتسم فرحاً ولكن الراكب الذى بجواره قد أستيقظ آثـر صوت السائق،فقال بتساؤل:
- أحنا وصلنا قرية أبو الطحال
نظر آدم اليه بفزع فـهذه القرية التى سيذهب اليها ايضًا،فقال السائق:
- أيون،ويـالا ماتخنقونيش معاكم
نظر الراكب الى آدم متسائلاً:
- أنت نازل معايا؟؟
هز رأسـه بــ"نعم"،فألقى الرجل حقائبه الخاصة به على آدم ليحملها عنه قائلاً:
- طب خد يالا علشان ننزل
أتـزن جسد آدم بعد أن استطاع حـمـل الحقائب،قائلاً للـراجل بعد أن نزل من السيارة:
- هـو أنـا كُنت الخدام بتاعك ولا أيـه؟؟
- لأ يا أخى،،مـدام انتَ نازل القـرية اللى انا نازل فيها تبقى من أهلى ،هـات أشيـل عنك كان واحدة
أعطاه"آدم"حقيبتين وحمـل آدم حقيبة،،أتصل "آدم" على نعيم حتى يخبره عن منزله قائلاً:
- ألـو يانعيم،أمشى علطول،يعنى هشوفك على باب البيت ،طيب،،ماشى
أغـلق "آدم" الهاتف فنـظر بجواره الى الرجل الذى لـم تنزل عيناه عنه،،فقال الرجل لـ آدم:
- أنتَ من القاهرة؟؟
- أيون
هز رأسـه ثم قال الرجل متسائلاً:
- وانتَ أسمك أيـه يا بشمهندس؟؟؟
قال آدم من بين أسنانه:
- آدم
- تشـرفنا يـا سـى آدم،،محسوبك خميس،أسمى خميس جاى علشان أحضر عزى،أصلى معروف اوى فى القرية انى بخدم على الضيوف اللى بيجوا العزا يعنى جرسون ياسى الاستاذ آدم،،وجيت علشان عزا جد نعيم الشلطمونى اللى انتَ كنت بتكلمه من شوية
- يعنى انت كنت رامى ودنك معايا على كده
قال مشاراً لنفسه:
- لأ خالص،،بس متنساش انا جمبك وسامعك يعنى عادى قوى أكون سامع كل كلمة بتجولها (بتقولها)
- أنتَ صعيدى؟؟
- أيون ،،مـن هنا
- وايه اللى خلاك تعيش فى القاهرة؟؟
- مقولتش انى عايـش فيها بس انا مش لاقى شغل هينا روحت أشتغلت هناك
- وعلى كده، بتلاقى شغل؟؟
- ربنا بيرزق عباده،،صدق انا كنت مزنوق فى فلوس ومكنتش لاقى شغل بس أبو نعيم اتصل بيا وقالى أجيله وهيدينى فلوس مقابل خدمتى،شوف رزق ربنا عامل ازاى..
أبتـسـم "آدم" لـه بتـفهـم،فـ الله رزقه بعمل كان يحلم بـه طيله عمره،،اثناء سـيـرهم قال آدم وهو يرى نعيم:
- وصـلـنـا
أبتـسم المدعو"خميس" ومشى بجانب"آدم"،،وفجأة عندما وصلا الى نعيم،،أرتمى نعيم فى أحضان صديقه وهو يبكى وينوح ويخبره مدى حزنه على وفاة جده وانه كـان أعـز مايحمد الله على وجوده فى عائلته،،فقال خميس وهو يحاول النظر داخل المنزل:
- هو فين أبوك يانعيم؟؟
جفف نعيم دموعه فى كُـم جلبيته:
- جوا أدخله ياخميس مستينك من بدرى
- طيب
ثم اكمل وهو يدخل:
- يـارب ياساتر
هـمس "آدم" لـ "نعيم" بذهول من تصرفات "خميس":
- عارف يا نعيم ده لو مكنش من بلدكم كُنت قتلته وبدل جنازه جدك بقت جنازته معاه
ضحك"نعيم" من بين نوعه قائلاً:
- طيب،، يـالا خش ريح شوية،علشان الصلاة على جدى هتبقى بعد صلاة الضهر ودلوقتى يجى تمانية يعنى بدرى
أبتسم ابتسامة مريحة قائلاً:
- تصدق انا حبيت جدك،،الله يرحمه يارب
قـال نعيم وهو ينظر الى السماء رافعاً يداها:
- الله يرحمك ياجدى وتكون فى جنة ربنا الواسعة،قادر ياكريم يارب
****
كـان"عـم مرقس" قد أستيقظ آثـر صوت سيارات نقل،،فـهناك سيدة قد سكنت فى الحارة،،قـرر"عـم مرقس" أن ينزل ويجلس على القهوة قليلاً،،نزل الى الأسفل يرى بعض الرجال يحملون آثاث ويقومون بحمله الى شقة السيدة،عندما جلس"عـم مرقس" على احدى الكراسى قال صارخا فى محمود:
- محمود واد يـا محمود
جـاء"محمود" بسرعة آثر نداء"عـم مرقس"،،قال بصوتًا ناعس:
- نعم يا عم مرقس فى حاجة؟؟؟
قال "عم مرقس" ناظراً للسيارة الآثاث:
-مين الست اللى جت الحارة دى ؟؟
قال"محمود"بصوتًا هادئ:
- بيقولوا انها غـازية (رقاصة)
قال "عم مرقس" ساخراً:
- غـازية ولا عادية
قـال "محمود" قالباً شفتاه:
- هههه تصدق ضحكتنى
قـال"عم مرقس" موضحًا كلامه:
- يـعـنى ايه اللى هيجيب رقاصة هنا فى الحارة مثلاً؟؟
- مش عارف
رفع"عم مرقس" حاجيباه قائلاً:
- يـاراجل يعنى صاحى من بدرى ومتعرفش برضوا
أقتـرب"محمود" من أذن "عم مرقس" قائلاً بهمس:
- بيقولوا عليها قوادى كتيير فـ هربت وجت تعيش هنا
- ممكن وممكن لأ برضوا
- طيب،عايز حاجة عايز أكمل نومى
- أعملى كوباية شاى بحليب وبعدها كمل براحتك نومك
- ماشى
قـالها وهو يـسرع الى الداخل ،،ظـل "عم مرقس" يفكر فى هذه المرأة لم تفكر أن تأتى الى هنا،،وهل حقًا لَمَ يُقال أم هى هـاربة من شئ أكبـر من هذا؟!
****
نـظر آدم الى سـاعته قائلاً:
- دلوقتى بقت عشرة اكيد عم مرقس صحى من النوم
أتـصل "آدم"بهاتف عم مرقس،،رد عليـه سريعاً قائلاً:
- صـبـاح الخير يـاعم آدم
- صبـاح النـور عليـك
سمع "آدم" بعض الأصوات،،فقال متسائلاً:
- أيـه الأصوات دى ياعم مرقس؟؟
- أصـل فى واحدة جت تعيش هنا
قـال سـاخراً:
- مـن كـتر حلاوة المكـان
- مش هتصدق بتشتغل ايه؟؟
- هتكون بتشتغل ايه يعنى؟؟
- رقـاصـة
نظر آدم الى الهاتف بتعجب ثم أعاده الى أذنه قائلاً بدهشة:
- رقـاصة !!!
- أيون
- وايـه اللى جابها الحارة دى
- الله اعلم،،قولى صحيح نعيم عامل ايه دلوقتى؟؟
- هيكون عامل ايه يعنى، أهو بيعيط كل خمس دقايق ده طلع عنده قريب أسمه خميس نفسى أسقعه على قفاه قلم
- أضربه
- مـا أنا بقول كده برضوا بس خايف ليتحرج منى فبلاها خالص
- طيب،،هترجع أمـتـى؟؟
- مـا أنا لو هرجع مش لوحدى،،هشوف نعيم وبعدها هقولك
- ماشى،سلام
- مع السلامة
****

آدم √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن