الفصل السابع ..
(7)- مليو ونتر .."هل تعلمون أن القلب لا يشعر بالحب غيـر مرة واحدة والعشق مرة،فأى مرة قد مرت بـ"آدم" لـ "أميرة"..
كان يفكر لما قالته أميرة على طلب"عمر" إليها بالزواج،،ولكنه لا يهتم فـ هى لم تعد فى قلبه مكانًا،أنتفض عندما وجد أخته"ليلى" تهرول إليه لاهثة قائلة بتعب:
- ألحق ياآدم ..
- ألحق ايه؟؟
- ماما وأم عمر بيتخانقوا ..
- يادى النيلة!،ليه؟؟
- أنزل وهتعرف
قالتها صارخة فيه،،فـ نزل من على السرير وأرتدى حذائه وأسرع إليهم ،،بدأ صوت والدته يعلى أكثر وأكثر قائلة:
-آآآه ياست يانقصة عايزة تجوزى أبنك لـ أميرة،ده مكنش العشم برضوا ..
فزاد صوت أم عمر"هانم" قائلة بأستهزاء:
-ما أنتى أبنك مرحش وشكله مش هيروح فـ قولت أبنى آولى بيها ..
وتمسكوا ببعض لتبدء معركة الشباشب،،همس آدم لنفسه غير راضيًا عما يحدث:
- لازم المهزلة دى تخلص .
أقترب منهما،،فرأى إيضاً عمر يقترب،،آخذ عمر ينظر لـ آدم نظرات كراهية،،لم يهتم له،،فأسرع لـ والدته قائلاً لها:
- خلاص يا أمى مفيش داعى للى بتعمليه ده
نظرت أمه بحدة قائلة:
- أزاى مفيش داعى هاااه!،،هقف أتفرج لـما هو يتجوزها يعنى! ..
- أيـه يعنى؟
كادت أن تتكلم"سماح" إلا أن قاطعها صوت "عمر" قائلاً موجهاً حديثه لـ آدم:
- يبقى تبعد أحسن ياآدم بقى
- هو أنتَ شايفنى قريب ولا أيه،وانا ابعد ليه مدام مفيش مابينا حاجة ..
ضحك"عمر"بسخرية قائلاً:
- أصـله بايـن أنك كش مقرب منها ..قال آدم بحدة متسائلاً:
- قصدك ايه!!
تبادلات"سماح"و"هانم" نظرات العتاب لانهما جعلا الصبيان أن يتدخلا ويقومان بالتحدث بالحدة لبعضهما ..
فـ قالت "سماح" لـ آدم":
- ممكن ياآدم ماتتدخلش فى اللى ملكش فيه.
وقالت"هانم" إيضاً نفس الكلام لـ"عمر" الذى بدا مستغرباً،أليس منذ دقائق كانتا تقاتلا بعضهما البعض أم مزاح هذا!!
قـال"آدم" بنفاذ الصبر عما حدث:
- طب مدام فى الآخر هتصالحوا بعض ومش عايزين حد يتخل مابينكم،بتنادونى ليه ..
نظر إليهم شذراً ثم رحل ورحل إيضًا عمر إلى شقته بعيدًا عن المهزلة هذه،،تنهد آدم صاعدًا إلى شقته،فـ رأى "أميرة" وقبل أن تتحدث إليه،أقفل الباب فى وجهها،،تاركًا قلباً مجروح ليس له دواء غير معه..
قـام بتبديل ملابسه حتى يذهب إلى العمل،نظر إلى ساعة معصمه رأى أنه مازال الوقت مبكرًا لقد تبقى ساعةواحدة،،ذهب إلى نعيم رأهَ يحضر طعاماً إلى شخص وهذا الشخص يبدوا أنه لـم يتناول طعام من قبل ..
جلس آدم يراقبه،،تعجب حقًا مابه،،فقال"آدم"بصوتًا هادئ متعجب:
- كـُل براحة أحنا مش فى سَبق ..
لـم يتحدث"الشخص" بل نظر لـ آدم نظرة تقول"هذا لا يعـنـيـك"،،تنهد آدم وتنقلبت نظراته إلى الحارة ،فـ جلس بجانبه"نعيم" حاملاً كوبان من الشاى بالحليب،،آخذ آدم كوبه ،فقال ناظراً للشخص:
- هو ماله كده؟؟
ضحك "نعيم" كثيراً،،فقال من بين ضحكاته:
- عارف أبن سامح الدوايغى اللى كانوا بيدوروا عليه؟
- أيـون
أشار للشخص قائلاً: ده بقى اللى خطفه ..
ضحك "آدم"قائلاً:
- أنتَ بتهزر ..
- لأ أبداً،أنا هحكيلك شكله بقى كده ليه ..
تعجب آدم لأنه يبدوا عليه التشرد ملابسه ممزقة ووجهه مغطى بالشحم ولا يبدوا انه أغتسل من قبل ..
قال "نعيم" بعد أن هدأت ضحكاته:
- بيقولك أنه أول لـما خطفه مابقاش يعرف ينام صريخ صريخ وينط من هنا ل هناك وأوقات بيضربوه،،لغاية لما بقى حاسس أنه بقى مخطوف مش اللى خطف والواد بياكل احسن أكل وبينام على سرير والغلبان ده على الارض ،بيستحمى وده ميعرفش حتى يدخل الحمام منه،،لغاية لما زهق من البهدلة وراح جايبه لأهله وجيه يأكل عندى ..
ضحك آدم ليس فقط مما قاله"نعيم" ولكنه تذكر كلام عم مرقس،،تذكر آدم أنه لم يري"عم مرقس"،فقام بالأتصال به،،رن الهاتف فرد عليه قائلاً بنعاس:
- صباح الخير
- صباح النور،أيـه ده أنت لسه صاحى؟
- قول أنى لسه هنام
- طب ليه فضلت صاحى لكل ده؟
- معرفش مجاليش نوم،،هتروح الشغل أمتى؟
- كمان نص ساعة
قال"عم مرقس"بهمس:
- طيب خلص شغلك وعدى عليا
- ماشى ..
أقفل الهاتف ثم إلى ساعته رأى أنه تبقى ربع ساعة على موعد العمل،، فأسرع بالذهاب حتى لا يتأخر،وبالصدفة كانت "أميرة" فى محطة الأتوبيسات،، لم يهتم لها ولكنها أقتربت قليلاً ثم جلست بجانبه قائلة:
- صباح الخير
ولكنه لم يرد ظلت ملامحه جامدة،، يبدوا عليه الغضب واللامبالاة،،فقالت هامسة له:
- شكلك حلو النهاردة
شعر بنبضات قلبه ولكن قليلة فـابتسم ابتسامة جانبية جعلتها فرحة،،فقال بدون النظر إليها:
- صباح النور
أبتسمت ابتسامة واسعة لاحظها هو،،فقال متسائلاً:
- هو أنتى موافقة على عمر ..
أخفضت رأسه قليلاً فقالت بحزن:
- بس أنـا لو هوافق ،هوافق علشان هو بيحبنى
نظر إليه ملتفتًا قائلاً:
- ماتظلمهوش معاكى،أقصد يعنى عمر ممكن ميكونش من نصيبك،،فمتوهمهوش،إنك هتنسى اللى فات ولو قدرتى تنسى،،فأختارى اللى قلبك بيطمن معاه
جاءت الحافلة التى سيذهب إليه،فنهض قائلاً:
- خليكى مع اللى قلبك مطمن معاه،مش اللى هيعيشك عيشة مريحة
تركها ورحل وظلت هى تنظر إليه بأستغراب،،أنـه هكذا يخبرها أن تظل تحبه ،يطمئن قلبها وروحها معه،تسعد لسعادته،تحزن لحزنه،لاتعلم مصير حبها أين ولكن ماتعلمه أن حبها له سيظل وستفعل أى شئ حتى ترضيه ويعترف أنه مهتم ،فألاهتمام ليس فقط فى السؤال عن الحال،بل الاعتراف بدون وعى أنه يريد أن تحبه هو فقط..
أنت تقرأ
آدم √
Romanceالنبذة لكل شخص حُب إن أكتمل، أكتملت الحياة، وإن لم يكتمل فأعلم بأنه لم يكن حب من الأساس