الفصل الخامس

3.5K 119 3
                                    

#الهانم_بنت_البواب_2 ..
#لازالت_فاتنتي ..
                             _غَفوةّ مشاعّر أُنثي_

: هو ٱنت لسه فيك حيل ؟!، يا شيخ حرام عليك ،ٱنت ما بتتهدش ؟!،.
_صاحت بها فتون بوجه مقتضب ،بينما هي ممسكة بأحد كفيها شراع الباب تمنع دّلوفه و بالآخر تلوح في وجهه بإستنكار ممتعض ،أما عنه فقد كان واقفاً في إطار الباب واضعاً كفيه في جيبي بنطاله ؛يرمقها من آخمص قدميها إلى شعر رأسها بفداحة ،، إستمع لها بصمت و ما أن أنهت حديثها حتي قال بتشدق ،
: يا جبل ما يهدك ريح !،
: عاوز إيه يا عاصم !،
_هتفت بها بفتور ثم صمتت قليلاً تنتظر رده ،فلما كان الصمت ،تابعت حديثها قائلة بفظاظة : مش بنتك دلوقتي أولى بيك تكون جنبها !، بدال ما ٱنت ماشي ترمي جتتك على خلق اللّٰه و تقرف فيهم !،
_أستند بكفه إلى إطار الباب و مّال عليها بجذعه ،فآشاحت بوجهها بعيداً بتقزز بينما هو يهمس في أذنها بخشونة ،
: وحشتيني ،ثم إني بصراحة عرفت إنك عاوزة تطلقي و بتسعيّ في القضية تاني .. فقولت لنفسي ٱنا أولى بيكي و معنديش مشاكل أبداً بالنسبة لظروفك و كلام الناس عن العروسة اللي جوزها سابها ليلة دُخلتها و سافر ،لإن مسافة ما تشيلي إسمي .. الكلام هيقف في زورهم و محدش هينطق بحرف و اللي يفكر ينطق هبلعلهُ لسانه و أخرسه للآبد ..
_دوت قهقهاتها الساخرة و تابعت بتشدق ساخرة : هو ٱنت مش ناوي تعتقني لوجه اللّٰه !،و ٱنا قال اللي قولت إن بعد اللي جرى لبنتك ،حالك هيتعدل !، هو ٱنت ما فكرتش للحظة إن اللي حصل مع فرحة ممكن يكون جزاء من ربنا على اللي ٱنت عملته معايا !،
_هّز رأسه نافياً وهو يقول ببساطة : تؤتؤ ،اللي حصل معاها قضاء و قدر ثم إنها إتجوزت و بقت أم كمان و حياتها مش واقفة يعني !، علشان أحس بالذنب ..
_ثم تابع بإمتعاض : ثم إنها لو ما راحتش الأماكن المشبوهة دي ،مكانش جرى اللي جرى .. بس أقول إيه !، ٱنا حذرتها يومها و عملت اللي عليا ،إذاّ فهي حرة ..
_صاحت بها بإستنكار غاضب قائلة : يخربيتك !، دي بنتتتتتك !..
_تراجع خطوة للخلف وهو يرفع كفيه علامة الإستسلام وهو يقول بإبتسامة سخرية : إهدي !، حد قالك إني إتبريت منها !،
_زّفرت بنفاذ صبر ،فآقترب منها مجدداً يقول بجدية صارمة : سيبك منها و خلينا في موضوعنا ،
_آنتبهت له تعقد يديها إمام صدرها ،ترمقه شزراً فتابع بخفوت جديّ : هطلقك من إبن الصاوي ،ٱنا عارف إنك حاولتي بس معرفتيش تخلصي نفسك منه ،سيبيها عليا و ٱنا هخلص القضية في جلسة واحدة ..
_أغمضت عينيها رافعة وجهها لآعلى تحاول كظم غيظها ثم أعادت فتحهما و تسائلت بهدوء جليدي : إيه المقابل !،
_أجابها بكلمة واحدة قاطعة كحد السيف يقول وهو يتفحصها بفداحة و صُلف : ٱنتِ ..
_أبتسمت ساخرة و تسائلت ببرود : مش خايف أضحك عليك للمرة التانية !، يعني تضمن أزاي إني بعد ما أتطلق ،هوافق أتجوزك !!، ٱنا عملتها فيك قبل كده من 4 سنين و إتجوزت آنس في الآخر و ممكن أعيدها !،
_مّال عليها ينظر في عينيها مباشرةً وهو يقول بحدة : لأ، ما الوقعة اللي ما تموتش ،بتعلم !،
_عقدت مابين حاجبيها بتساؤل و همست بخفوت : المعنى !،
_عاصم بجدية : هطلقك منه بشرط تمضيلي شيكات على بياض و بمجرد ما تمضيّ على عقد الجواز ،هقطع الشيكات قدامك و قدام الشهود .. ماذا وإلا تاني يوم هتلاقي الشيكات على مكتب وكيل النيابة شخصياً ،
_ثم تناول كفها في كفيه و طّبع عليه قُبلة مطولة ثم قال بخشونة وهو يحتضن كفها بين كفيه : ساعتها بدال ما شبكتي تزيّن إيدك الحلوة دي ،هتزيّينها الكلابشات !،
_سحبت كفها منه بقوة و فردت ذراعها على طوله تشير للخارج قائلة بفظاظة : إتكل على اللّٰه !،
_حانت منه نظرة للخلف ثم آلتفت لها مُقطباً جبينه بتساؤل : أفندم !،
_أجابته بصرامة و ثبات : إتكل على اللّٰه ،ما تخطيش عتبة بيتي تاني ،لإني ببساطة حتي لو إتطلقت من آنس و حتي لو كان مفيش على وش الآرض راجل غيرك .. ٱنا برضه مش هتجوزك ،عارف ليه !،
_تسائلت بجملتها الآخيرة بهمس ساخر ،ثم تابعت تجيب سؤالها بنفسها بنفور : لإني مستحيل أقبل أشيل إسم واحد نجس زيك !،
_أمسك بمرفقها بقبضته يجذبها إليه رافعاً إياها عن الآرض ،فقطبت جبينها وهي تمنع آنة متألمة من الإفصاح عن نفسها ،بينما هو يهمس من بين أسنانه أمام وجهها بفحيح ،
: خلاص خليكي متعلقة بحبال واحد باعك و رماكي زي كلبة ولا تسوى ،ولا تكونيش إتطرشتي و مش سامعه الناس بتقول عليكي إيه ؟، ولو كنتي فاكرة إني هسيبك لآنس بيه ف ده بُعدك !..
_تماسكت محاولة إخفاء رهبتها وهي تحاول تشتيت إنتباهه فقالت بصرامة مصطنعة : لأ، ماهو اللي ٱنت ما تعرفهوش إن آنس رجع !،
_جحظ بعينيه و ترك مرفقها على الفور فأخذت تفرك بأناملها موضع قبضته البغيضة بوجه مقتضب ،أما هو فهمس بصدمة غير مصدقاً ،
: إيه ؟!،
_آقتربت منه تهمس أمام وجهه من بين أسنانها بهسيس غاضب : آنس رجع ،جوزي رجع يا عاصم ،ولو كنت ناوي تكمل لغاية ال70 سنه بصحتك و عافيتك .. خُدها من قاصرها و إنفد بجلدك من هنا، آصله مستحلفلك خصوصاً بعد ما يعرف اللي عملته مع حرمه في غيابه !..
_آستدار راحلاً على الفور دون أن ينطق ببنت شفهه ،بينما هي صفقت الباب خلفه بقوة و أغمضت عينيها تزفر غاضبة ثم فتحتهما وهي تنظر للآعلى هامسة بفتور ،
: منك للّٰه يا إبن الصاوي ،سمعتني الكلام من اللي يسوى و اللي ما يسواش !،
___________________
_كانت واقفة تُعد قدحان من القهوة ،حين وجدت يداً تعتقل خصرها بقوة فشهقت بفزع و مالبثت أن ضحكت بخفة و دلال بينما هو مّال عليها مُقبلاً عنقها ،فأغمضت عينيها وهي تبتسم ثم آستدارت إليه و حاوطت عنقه بكلتا كفيها و طّبعت قُبلة على وجنته ثم همست له بحنو ،
: صباح الخير يا حبيبي ،
_آقترب منها يداعبها بأنفه وهو يهمس لها بشجن : صباح الورد يا عيون حبيبك ،وحشتيني !،
_ضحكت بخفة و نظرت آرضاً بوجه متورد خجلاً وهي تقول بصرامة زائفة : بالشكل ده مش هننزل النهارده يا عُدي !،
_أمسك ذقنها بإصبعيه يرفع وجهها إليه ثم قال بخبث وهو يغمزها بطرف عينه اليسرى : يعني ما وحشتكيش !،
_مّالت برأسها جهة اليسار وهي تبتسم بخجل ثم قالت : طبعاً، وحشتني ،.
_آقترب منها وهو مسلط أنظاره على شفتاها ،فوضعت كفها على شفتيها و تراجعت للخلف وهي تهمس بحذر و خفوت : بس هنتأخر على الشغل ،
_ثم تابعت بتشدق ساخرة : ده غير آنس بيه اللي المفروض نخلي عينينا عليه علشان ما يظهرش للغلبانه التانية و يحصلها إنتكاسة في المشاعر !،
_تنهد بنفاذ صبر و تركها وهو يرفع كفيه علامة الإستسلام قائلاً : تمام ،يلاا ..
_آستدار خارجاً ثم عاد إليها مجدداً رافعاً سبابته ليسترعى إنتباهها وهو يقول بحذر : بالمناسبة ،حبيت يكون عندك خبر .. آنس هيكون في الشركة النهارده ،فخلي بالك !،
_شهقت بفزع وهي تضرب صدرها بكفها تزامُناً مع جحوظ عينيها و فغور فاهها بإنشداه ،بينما أبتسم الآخر قائلاً بمرح ،
: ربنا يبشرك بالخير !، بما إن ده ردّ فعلك ..فٱنا متفائل خير بردّ فعل فتون !..
_بينما من جهة آخرى ..
: حضرتك بتقول إيه يا بابا !، يعني إيه رجع ؟!،
_هتف بها چياد مستنكراً ،بينما أجابه فهمي القابع خلف كرسي مكتبه في الڤيلا بهدوء قائلاً ،
: يعني رجع يا چياد ،مالهاش معني تاني ،.
_تسائل چياد بقلق : فتون عندها خبر برجوعه !،
_هّز رأسه نافياً بصمت ،بينما همس چياد بينه و بين نفسه بإبتسامة خبيثة : بصراحة كانت ناقصاه ،طول عمره بيختار الوقت المناسب قبل أي خطوة بياخدها و عارف هو بيعمل إيه !،
: چيااااد !،
_صاح بها فهمي بنفاذ صبر ،فآنتبه له چياد متسائلاً : أؤمر يا بابا !،
: الآمر للّٰه ،
_تمتم بها فهمي بخفوت ثم تابع : يا أبني بقالي ساعة بكلمك ،عاوزك تقول لمراتك تكلم فتون تعزمها آخر الأسبوع علشان تروح معانا العزبة .. عاوز أتكلم معاها ضروري !،
_قطب جبينه بإستغراب متسائلاً بشك : حضرتك متأكد من رغبتك !، حضرتك أكتر واحد عارف بالمشاكل بين فتون و ماما و ما أعتقدش ماما توافق !،
_ضرب فهمي بكفه طرف المكتب قائلاً بصرامة : توافق ولا ترفض ،ما يهمنيش، نفذ اللي أمرت بيه !،
_أومأ چياد برأسه متفهماً و قال : أعتبره حصل يا بابا !،
____________________
_كانت تقف على رأس العمال بالورشة تُشرف عليهم ،حينما شعرت بقشعريرة غريبة تسري بجسدها و إنقباضة بغيضة تسيطر على إرتجافة قلبها ،بينما هو كان يقف على بعد خطوات منها في الخفاء واضعاً كفيه في جيبي بنطاله و علامات الآسى تزين وجهه المقتضب التعابير تزامُناً مع تقطيبة جبينه بآلم ، يراقب تحركاتها و إيماءتها و تعبيرات وجهها المتغيرة ،صرامتها، جديتها، إشارات عيناها، إبتسامتها الهادئة الموجهه للعمال ..
_عقدت مابين حاجبيها بقنوط وهي تستنشق رائحة ليست بغريبة عليها ،رائحة لطالما هّامت بها ،رائحة على الرغم من غيابها عنها لسنوات إلا إنها لازالت تحتفظ بها بين ثنايا قلبها الذي يأبى النسيان،  لا يمكن أن تُخطئ بها ،تكاد تُقسم إنه ..هنا.. ،حولها ،قريباً منها أو يكاد يكون يُلامسها بعيناها ،لا يمكن أن تخونها مشاعرها ،لا يمكن ألا يكون هنا ،فهي على يقين من ذلك ،هي على يقين من وجوده القريب منها ،تشعر به يكاد يخترق جسدها بأنفاسه الملتهبه و نظرات عيناه الصارمتان المسلطتان على ظهرها ، هو ..هنا.. ،
_فجأة شعرت بإحداهم يقترب منها بخطوات وطيئة متمهلة ،شعرت بأنفاسها تنقطع و صدرها يعلو و يهبط بأضطراب ،قلبها يخفق بعنف ضارباً صدرها بقوة جعلتها ترتجف وهي جاحظة بعيناها ،تخشى الإلتفات للخلف .. تخشى رؤيته ،ثم إذ بكف يربت على كتفها فأنتفضت شاهقه وهي تقفز بمكانها ،تستدير بقوة مما جعلها تتعثر للخلف ،فأستندت بكفيها إلى الجدار خلفها ،
_بينما رمقها العامل قليلاً بإنشداه حينما أنزلق من يده فنجان القهوة نتيجة لإستدارتها بذعر ،و قال بإعتذار قلق ،
: ٱنا آسف يا آنسه فتون ،مخدتش بالي إن حضرتك سرحانه !!،
_وضعت كفها المرتجف على صدرها الخافق بعنف تُهدأ من ذعرها و أغمضت عيناها وهي تحاول ضبط إضطراب أنفاسها الذاهبة ثم فتحتهما و ربتت على ذراع العامل ،قائلة بثبات،
: حصل خير يا جميل ،
_العامل بذعر وهو يرمق ملابسها المبلله بالقهوة : بس فستان حضرتك !،
_آنتبهت لآطراف فستانها المبتلة بفعل القهوة و زّفرت قائلة : حصل خير ،دلق القهوة خير !،
_لكن ما كان يشغل تفكيرها الآن أن عطره الآخاذ لم يختفي ،فأخذت تتلفت بعنقها يميناً و يساراً بعينان ضائقتان بشرود ، عقد جميل مابين حاجبيه بتساؤل ،
: في حاجة يا آنسه فتون !، حضرتك بتدوري على حد !،
_قطبت جبينها متسائلة همساً بتلعثم : ٱنت مش شامم ريحة غريبة !،
_عقد مابين حاجبيه و أخذ يستنشق مستشفاً تلك الرائحة ثم أبتسم بخبث خفي و قال بهدوء ،
: دي أكيد ريحة المعطر الجديد ،مدام نهال أشتريته النهارده ..
_زادت من تقطيبة جبينها متسائلة بغير تصديق مستنكرة : معطر !،
: آه معطر ،
_قالها جميل مؤكداً ،ثم تابع متهرباً يقول : عن إذنك ،أعمل لحضرتك قهوة جديدة ،
_رفعت كفها بوجهه قائلة بصرامة : مفيش داعي ،
_ثم أشارت إلى أطراف فستانها قائلة بفتور : ٱنا already شربتها !،
_بينما من جهة آخرى ،كان ذاك الآخر يراقب هذا المشهد بإبتسامة ثقة خبيثة ،فهو يعلم جيداً في قرارة نفسه إنه ،و إن فرقت بينهما المسافات، إلا إنه يُجيد النفاذ إلى أعماقها و تشتيتها ،و بجدارة ..

غفوةَ مشاعر أُنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن