الفصل الخامس عشر

3.6K 113 5
                                    

الهانم_بنت_البواب_2 ..
#لازالت_فاتنتي ..
                             _غَفوةّ مشاعّر أُنثي_

_في قصر آل "الصاوي" ،..
: المهم دلوقتي أحكيلي عرفتي إيه عن جنة !!،..
_تسائلت فتون بحدقتان ضائقتان بتركيز شديد عندما كانت جالسة متربعة فوق الفراش الوثير المذهب الموضوع في إحدى غرف الضيوف في الطابق السفلي من القصر ،أحتذت چويرية حذوتها و جلست قبالتها واضعة قدماً فوق الأخرى بينما آستدارت فرحة و جلست شبه ممددة على الجانب الأخر من الفراش بجانب فتون ،يضغيان كلاهما بتركيز و حذر إلى چويرية التي أستطردت حديثها قائلة بجدية و إهتمام،
: جنة من مواليد 92 يعني أصغر من آنس بحواليّ 8 سنين ،Sorry في اللفظ ،المتخلف إبن عمي كان بيحبها أكتر من أبوه و أمه ،من وجهة نظر آنس وقتها الكل كان كذاب و مخادع إلا جنة ،كان شايف إن كل اللي حواليهم غلط و إن هي بس الصح !!، هي أساساً كانت عايشة في البحرين بس أهلها نزلوا مصر أجازة بعد وفاة Uncle سليم و جات مع أهلها علشان يعزوا ..
: و طبعاً لما شافت آنس ،شبطت فيه !!،..
_هتفت بها فتون بسخرية متذمرة تتميز غيظاً ،فهّزت چويرية كتفيها مُسلِمة بالآمر الواقع ثم تابعت حديثها قائلة بإمتعاض،
: هي بِطبعها بنت أنانيه و بارده و مناخيرها في السما على الفاضية و المليانة ، .."ثم تابعت بجزع".. ،ده بِخلاف إنها خاينه طبعاً !!..
_وضعت فتون كلتا كفيها على فمها تزامُناً مع جحوظ حدقتيها ذهولاً بينما شهقت فرحة بجزع و أردفت متسائلة بإنشداه غير مصدقة،
: خانت آنس !!،
_نقّلت چويرية نظراتها بينهما بحاجبيان منعقدان بإستغراب و تسائلت،
: هو أنتم مكنتوش عارفين إنها خانته مع صاحبه !!،
_تزايد صدى الشهقات المشدوهه و إتسعت حدقتيّ فتون بشدة حتي كّادت مقلتيها أن يخرجا من محجريهما بينما هي في حالة صمت تام لا تستطيع التفوه بحرف من شدة الذهول ،هّزت فرحة رأسها نفياً بغير تصديق ثم ضربت كفاً بالآخر و قالت،
: لا إله إلا اللّٰه !!، دي مريضة بجد !!، بتخونه مع صاحبه الجاحدة !!، إيه الجبروت ده !!، .."ثم التفتت إلى فتون و قطبت جبينها بآسى ثم رّبتت على ذراعها و تسائلت".. ،أنتِ كويسة !!،..
_هّزت رأسها نفياً بجبين مقطب لكنها جاهدت الآلم النفسي الذي يكّاد يفتك بها و أردفت أخيراً متسائلة بهمس خافت يكّاد يُسمع،
: صاحبه مين !!،..
_أجابتها چويرية بحنق و تعبير وجه مشمئز،
: الواطيّ نائل رشاد ،..
: لأ، كده كتير ، بجد مش قادرة أصدق، .."هتفت بها فتون بذهول تأبى التصديق ،فقطبت فرحة و تسائلت"..
: أنتِ تعرفيه يا فتون !!،..
: عِز المعرفة !!،
_أجابتها بهذه الجملة بسخرية ثم تنهدت تنهيدة مطولة بإختناق و أردفت قائلة،
: هنأجل كلام في الموضوع المنيّل ده ،لحد ما أتطمن على غّرام و أعرف هي مختفية فين !!،..
_قطبت چويرية بإستغراب و أردفت متسائلة بعدم فهم،
: طيب ما تسأليّ آنس يا بنتي ،آنس و عُدي دايماً عارفين كل كبيرة و صغيرة عن بعض و أكيد من خلاله هنعرف مكان غّرام !،..
_أصدرت صوت تشدق ساخر بفمها تزامُناً مع إنعقاد مابين حاجبيها و أستطردت قائلة بفظاظة مستنكرة و صّلافة،
: أنتِ عاوزاني أنا ،أتنازل و أوجهله كلام ،حتي لو كان من باب التساؤل عن موضوع بعيد عننا إلا إنه هيشوف نفسه و يفتكر إني خلاص عفيت عنه، .."صمتت قليلاً و وقفت تعدل ترتيب ثوبها المشمشي الهفهاف ثم آستدارت إليهما و أستكملت حديثها قائلة بإبتسامة شيطانية شرسة".. ،و ده هيحصل إن شاء اللّٰه لما يشوف حَلمِة ودنه ،هو و أهله نَفر نَفر !!،..
_صدعت ضحكاتهما المرِحة آثر كلماتها العفوية ،بينما ضربت فرحة كفاً بالآخر و مّطت شفتيها بآسى أردفت قائلة،
: و اللّٰه آنس صعبان عليّا ،المسكين وِقع مع اللي مبترحمش !!..
_____________________
_بينما من جهة أخرى ،بغرفة المكتب ،..
_كان جالساً على الأريكة الجلدية التي تتوسط المكتب ،مائلاً بجذعه للأمام و يستند بمرفقيها على ركبتيها بينما أستند بجبينه على أعلى أطراف أصابع كفيه المفرودان الملامسان بعضيهما في وضع موازيّ ،مغمضاً عينيه بجبين مقطب بآسى عندما رّبت فريد الجالس بجواره على كتفه الآيسر المواجه له و أردف متسائلاً بإستفهام،
: عندك شك في حد معين !!،.
_فتح عينيه و ضيقهما بتركيز ثم مّط شفتيه و آستدار إليه و أردف قائلاً بحيرة،
: الحادثة حصلت من حواليّ 23 سنة ،أنا كان عندي 10 سنين وقتها و مكنتش أعرف أي حاجة عن شغل أبويا ولا مين عدوه و مين صديقه !!، كنت عيّل و مش فاكر التفاصيل !!،..
_تنهد فريد بضيق و أردف قائلاً بشرود،
: بس أنا فاكر كويس جداً ،يوم الحادثة بابا كان ناويّ يصارح والدتك بإنه متجوز بس آصر إن أنا و فدوى منروحش معاهم أول مقابلة و قرر يروح هو و والدتي بعد ما يرجع من سفرية مناقصة تبع الشغل ،يومها أنا فاكر كويس جداً إنه جاله تليفون و إتخانق مع الطرف التاني من المكالمة و كان بيزعق و بيقوله "أنت فاكر إنك هتهددني ،أنت متعرفش أنت بتواجه مين !!، أنا سليم الصاوي ،أنا ممكن أمحيك من على وش الأرض" ،بعد ما قفل السكة ،كان متضايق جداً و متعصب و لذلك ماما _اللّٰه يرحمها_ صممت إنها تروح معاه توصله المطار و قعدنا أحنا مع عم عبدالرحمن والد فتون و مامتها ،و مع أذان الفجر بالظبط وصل الخبر و للأسف محدش فيهم نجيّ !!،..
_قطب آنس جبينه بتركيز شديد و أردف بتساؤل أشبه إلى تقرير آمر واقع ،قائلاً بجدية،
: تقصد إن مكالمة التهديد ليها علاقة بالحادثة !!،..
: مش بس كده، .."همهم بها فريد بنزق ثم تابع يقول".. ،أكيد المكالمة دي ليها علاقة ،سواء من قريب أو من بعيد، بالمناقصة ،..
_هّز آنس رأسه بتأييد و حّل الصمت محل الحديث لحظات ،حتي قطعه آنس عندما أردف قائلاً بجدية بالغة،
: إذاً الحل الوحيد إننا نراجع أرشيف المناقصة و من خلالها نعرف مين كان مشترك فيها و عن طريق حصر الأشخاص نوصل لأكتر شخص موضع شك ،..
: يا راااجل !!،
_هتف بها فريد بسخرية ثم هّز رأسه و أردف متسائلاً بعدم فهم،
: هتعملها أزاي دي !!،.
: في الحالات اللي زي دي ،أنا بلجأ لشخص واحد مفيش غيره ،..
_أجابه آنس بهذه الجملة بحاجب واحد مرتفع بفخر ،فقطب فريد بحيرة ،حينها هّز آنس كتفيه ببساطة و أستكمل حديثه قائلاً بنزق،
: عُدي ،..
_هّب واقفاً و أخرج هاتفه و وضع كفه الأيسر في جيب بنطاله و باليد الأخرى ضرب عِدة أرقام ثم وضع الهاتف على أذنه و ما أن وصله الرد ،حتي أردف قائلاً بإستنكار،
: فينك يا أبني !!، أختفيت و قولت عدوليَّ !!..
_أجابه عُدي على الطرف الآخر من الهاتف قائلاً بنبرة غير مقروءة،
: مشغول شوية يا آنس، .."صمت لحظة ثم أردف متسائلاً".. ،خير !، حصل حاجة في الشغل !!..
_قطب آنس جبينه بإستغراب و أستطرد متسائلاً بقلق،
: عُدي !، أنتَ و غّرام بخير !!، فيه حاجة حصلت و أنا مش عارفها !!،..
: هفهمك كل حاجة لما أشوفك، .."همهم بها عُدي بنبرة مثقلة بالهموم ثم تنهد تنهيدة مطولة مختنقة و أردف متسائلاً بحيرة".. ،المهم ،أحكيلي حصل إيه !!،..
: سيبك مني أنا دلوقتي ،المهم أنتَ فين !!،..
_تسائل بها آنس بقلق ،فأجابه عُدي بخفوت،
: في المستشفى ،
_ما كّاد آنس أن يتسائل بإرتياب ،حتي قاطعه عُدي قائلاً بحزم،
: و قبل ما تسأل ليه ،هقولك هتعرف كل حاجة ،بس لما نتقابل وجه لوجه !، .."صمت لحظة ثم تابع".. ،حالياً مضطر أقفل لإن ده دورنا و هكلمك بعدين ،سلام !،..
_أسرع آنس يقول بصرامة قبل أن يغلق الخط،
: لازم أشوفك النهارده ،هنتقابل في مكاننا المعتاد ،خلص مشوارك و كلمني !!،..
: تمام ،..
_أغلق آنس الهاتف و أزدادت تقطيبة جبينه بإرتياب ،في حين عقد فريد مابين حاجبيها و أردف متسائلاً بعدم فهم،
: إيه الحكاية !!،..
_هّز آنس الذي كان واقفاً يوليّه ظهره ،رأسه بحيرة ثم مّط شفتيه و أجابه قائلاً،
: مش عارف !، .."ثم آستدار إليه و أردف قائلاً بجبين مقطب بشك".. ،بس واضح إن عُدي في مأزق أو مشكلة مضايقه ،و فَضّلت أأجل الكلام في موضوعنا لحد ما أفهم منه !!،..
_هّز فريد رأسه موافقاً و أردف،
: إن شاء اللّٰه خير !!،
: إن شاء اللّٰه، .."همهم آنس بها بخفوت ثم عقد مابين حاجبيه بتركيز و أستكمل قائلاً".. ،فريد !!،
_أنتبه فريد إليه مسلطاً بصره عليه ،فتابع آنس بجدية صارمة،
: خُد ميعاد من الطبيب الشرعيّ لأقرب يوم ممكن ،الكلام في الفون مش هيوصل لنتيجة !!،..
_أومأ فريد برأسه و أستطرد قائلاً بعزم،
: تمام ،هاخد ميعاد لبُكرة بالكتير !!،..
: يكون أفضل، .."همهم بها آنس بخفوت ثم أستكمل متسائلاً بتقطيبة حائرة".. ،فدوى فين و مجاتش ليه !!،..
_أجابه فريد ببساطة،
: أنا كلمتها بس هي قالتلي إنها مش عاملة حسابها و إن حازم عنده شغل ضروري و مش هيقدر ياخد أجازة ،بس أكدت عليها تكون هنا كمان يومين بالكتير ،يعني متقلقش ،هتحضر تجهيزات الفرح أكيد !!،..
: تمام ،..
_بينما على الجهة الأخرى من الهاتف،..
_أغلق عُدي الخط و وضع الهاتف في جيب سترته الرمادية ثم أستنشق نفس طويل و زّفره بهدوء و تكّلف إبتسامة هادئة حزينة و آستدار خلفه يتآمل إمرأته الجالسة على بعد خطوات منه على كرسي جلديّ ،محنية الرأس بخضوع و آسى ،تضغط بأسنانها بشدة على شفتها السفلى ،حتي كّادت أن تُدميها ،تنهدت عُدي تنهيدة مطولة ثم أتجه إليها و جلس بجوارها و حاوط كتفيها بذراعه و جذبها إليه فأراحت رأسها على صدره و أغمضت عينيها ،و أطبقت على جفنيها بقوة حتي سقطت دمعة هاربة من مقلتيها أبت الصمود أكثر و همست قائلة بترجيّ،
: أنا آسفة !!،
_قطب جبينه بحيرة ثم أمسك بذقنها بأصبعيه و رفع وجهها إليه ،فزادت تقطيبته عندما رأى دموعها و تنهد بضيق ثم أردف متسائلاً بإستنكار،
: ممكن أفهم دموعك دي نازلة ليه !!،و إعتذارك ده أساسه إيه !!،..
: علشان أنا كان نفسي أسعدك و مش عارفة !!،..
_همهمت بها غّرام بخفوت بنبرة متقطعة ببكاء صامت بينما بدأت دموعها في الإنهمار على وجنتيها بغزارة ،ضمها عُدي إلى صدره بحنو و أغمض عينيه تزامُناً مع إنعقاد مابين حاجبيه بضيق ثم أردف يقول بخشونة حانية،
: أنتِ مش محتاجة تبذليّ أدنى جهد علشان تسعديني ،أنتِ وجودك في حياتي هو السعادة في حد ذاتها يا روما !!، .."ثم أبعدها عنه و حاوط وجنتيها بكفيه بينما أخفضت هي بصرها أرضاً ،إرتسمت إبتسامة هادئة على محياهّ و أستكمل حديثه يقول".. ،ثم إن الآمور دي أحنا مالناش يّد فيها ،ده بآمر ربنا يا حبيبيَّ و أنا مُتفائل خير إن شاء اللّٰه ،ثم إننا لسه صغيرين و العمر قدامنا و بإذن اللّٰه ربنا يرزقنا ،ولو مفيش نصيب !!، .."رفعت وجهها إليه بحدقتان جاحظتان بذعر و هّزت رأسها نفياً تأبى التصديق ،فإتسعت إبتسامته يهدئ من روعها بصمت و أستكمل".. ،لو مفيش نصيب ،أنا مُكتفي بيكي جداً !!،..
: مدام غّرام !!،
_قاطعهما نبرة أنثوية هادئة تخاطبها بخفوت ،آستدارت غّرام خلفها فوجدت الممرضة تقف خلفها بجبين مقطب بجدية و أستكملت تقول،
: الدكتور بإنتظارك !!،..
_عادت ببصرها إلى عُدي مجدداً و تشبثت في ذراعه و أزدردت ريقها بإرتياب ،شدد عُدي على كفها المتشبث به و غمزها بعينيه يطمئنها بوجوده جوارها ثم آستدار إلى الممرضة و أومأ برأسه موافقاً و أتجها سوياً داخل غرفة الكشف،
: أهلاً و سهلاً يا مدام ،ألف سلامة ،أتفضلوا !!،..
_همهمت بها الدكتورة بترحيب و إبتسامة ودودة تُزين ثغرها، بّادلها عُدي الإبتسامة بأخرى بينما أومأت غّرام برأسها تُجيب تحيتها بصمت،..
: ها يا مدام غّرام !!، ممكن أعرف إيه سبب الزيارة !!،..
_أردفت الدكتوره بهذه الجملة متسائلة بإستفهام ،نقّلت غّرام نظراتها بينها و بين عُدي الذي شجعها بنظراته على الحديث ،فزّفرت نفس مختنق بهدوء و آستقرت ببصرها على الدكتوره ثم أستطردت حديثها تقول بنبرة مختنقة،
: أحنا متجوزين من حواليّ 3 سنين و لحد النهاردة مفيش حمل نهائي بس أحنا مكناش مهتمين ،لإننا كُنا متفقين نأجل موضوع الأطفال فترة ،..
: جميل ،تابعي حضرتك ،أنا معاكي !!،.
_أردفت الدكتوره بهذه الجملة عندما لاحظت سكون غّرام ،بعد أن رفعت رأسها عن الأوراق التي كانت تدون بها بعض الملاحظات بتركيز شديد ،أومأت غّرام برأسها و تابعت،
: من فترة حصلت لخبطة في الPeriod ،توقعت إن ممكن يكون حصل حمل و جربت الإختبار المنزلي بس كانت النتيجة Negative ،فقررت أعمل تحليل دم و للأسف كانت نفس النتيجة ،بعدها بدأت أسعى في الموضوع و روحت لدكاترة كتير جداً و أستشاريين كبار و كلهم أتفقوا على النتيجة نفسها !!،..
: اللي هي ؟!،..
_تسائلت بها الدكتوره بجبين مقطب بتركيز ،بّللت غّرام شفتيها بطرف لسانها و أجابتها قائلة بنبرة مختنقة تكّاد تكون مسموعة،
: إن مفيش أدنى آمل إني أكون حامل بالرغم إن مفيش أي موانع !!،..
_عقدت الدكتوره مابين حاجبيها و توجهت بنظراتها إلى عُدي و أردفت متسائلة،
: و الزوج !!،..
_هّز عُدي كتفيه ببساطة و أجابها قائلاً،
: عملت كل التحاليل و الفحوصات اللازمة و كذلك الآمر ،مفيش أي موانع !!،..
_تنهدت الدكتوره بهدوء ثم أردفت،
: تمام ،أتفضلي يا مدام ،لو سمحتي علشان أفحص حضرتك !!،..
_أومأت غّرام برأسها ثم أتجهت إلى الفراش و تمددت عليه بينما قدميها لا يقويان على حملها و كفيها يرتجفان بقوة ،..
_بعد إتمام الفحوصات اللازمة ،جلست الدكتوره على مقعدها خلف المكتب و وضعت نظارتها الطبية ثم أستطردت حديثها تقول بجدية شديدة،
: أنا مش هقدر أسلم بنتيجة نهائية ،قبل ما أشوف نتايج التحاليل المطلوبة، .."ثم آستدارت إلى عُدي و تابعت مؤشرة بكفها مفروداً إليه".. ،و طبعاً محتاجة أشوف فحوصات حضرتك يا أستاذ عُدي، .."عادت ببصرها إلى غّرام و أبتسمت لها بآمل و أردفت".. ،بعدها بآمر اللّٰه و توفيقه الحل هيكون على أيدي !!،..
_أغمضت غّرام عينيها و تنهدت ك"الغريق" الذي ينتظر طوق النجاة بينما أبتسم عُدي إلى الدكتوره و أردف قائلاً بخفوت،
: اللهم آمين !!،..
__________________
_عودة إلى قصر آل "الصاوي"،..
_طرقات خفيفة على باب غرفة الضيوف ،تبعها نبرة فرحة تقول بخفوت،
: أتفضل !!،
_أدار مقبض الباب ثم دّلف آنس إليهن و تنحنح بهدوء و أردف قائلاً بحزم،
: فرحة ،چويرية ،بعد إذنكم ،عاوز أتكلم مع فتون دقيقة على إنفراد !!،..
_أومأت فرحة برأسها موافقة ثم هّبت واقفة سريعاً تقول،
: طبعاً طبعاً ،أتفضل، .."ثم جذبت چويرية من مرفقها خلفها و تابعت".. ،يلا يا چوري !!،..
_أتجهتا سوياً خارجاً بينما آستدار آنس بعنفه يتابع إختفائهما ثم عاد إليها ببصره و أتجه إليها ،
_كانت جالسة على حافة الفراش و ساقيها متقاطعتين تتأرجحان على بعد سنتيمترات عن الأرض ،حافية القدمين ،بينما وقف هو على بعد خطوات منها ،مستنداً إلى جدار الغرفة ،عاقداً ذراعيه أمام صدره ،يتأملها بصمت ،مبتسماً إبتسامة جانبية إضطرب لها لبُها و لكنها أختارت المكابرة و أصدرت وجه غير مباليّ متبلد ،يحمل شعور ،اللاشعور، ثم أشاحت بوجهها عنه عندما طّال الصمت و حولت نظراتها على حركة قدميها المتناسقة بينما شردت بذهنها محدثة نفسها بجزع ساخر متذمر،
: واقف يتفرج عليّا ،أكونشي أراجوز و أنا معرفش !!، ولا هو إكمن الفُرجة ببلاش و مش عليها ضريبة يعني !!، و اللّٰه لو وقفت على دماغك قدامي ،برضو مش هنطق حرف !، إن ما كنت أطلع عينك ،مبقاش أنا بنت البواب اللي مش عجباكم!!،..
_توقفت فتون عند هذه النقطة تحديداً من أفكارها و رفعت وجهها إليه و ضيقت حدقتيها قليلاً بتركيز شديد ثم عضت على شفتها السفلى عندما أنسلت إبتسامة شاردة من بين شفتيها و إتسعت حدقتيها تزامُناً مع إشعاع بريق عينيها بنشوة غريبة أمام عينيه المحاصرتين لها ،حينها برقت عينيه إنتظاراً و جذب كرسي الزينة الصغير الموضوع جانباً ،ليضعه أمامها مباشرة و جلس عليه مائلاً بجذعه للأمام ،مستنداً بمرفقيه إلى ركبتيه ،متفحصاً وجهها الشارد به ،حتي أنتبهت إليه و هّزت رأسها تنفض تلك الأفكار عنها و قطبت جبينها بحِدة ثم تراجعت للخلف قليلاً مبتعدة عن تلك الهيمنة التي يفرضها عليها ،إلا إنها رفضت الإنفعال و أشاحت بوجهها بعيداً و رفعت كفها تبعد شعرها للخلف بخيلاء و برود غير مباليّ ،لكنها شعرت بيده فجأة تلاحق شعرها الطويل ترسله بخفة إلى كتفها ،فنظرت إلى كتفها رغماً عنه وجدته يعبث بشعرها قليلاً ثم تنهد تنهيدة مطولة و أردف قائلاً بخشونة خافتة،
: كل يوم بتأكديلي إني أتجوزت طفلة !!، سواء جسمياً أو عقلياً !!،..
: يا سلاام !!،
_هتفت بها فتون أخيراً خارجة من صمتها ثم زمّت شفتيها بتذمر طفولي و عقدت ذراعيها أمام صدرها و أردفت متسائلة بحنق،
: إيه بقا اللي فيّا شبه الأطفال يا عم الكبير !!،..
_رفع آنس إحدى حاجبيه ليقول ببساطة،
: أنتِ مُدركة إن رِجلك مش لامسة الأرض يا فتون !!،
: ده جسمياً، .."قالتها من بين أسنانها المطبقة بشراسة ثم أستكملت متسائلة بحنف".. ،و عقلياً !!،.
_عاد آنس ليبتسم ثم مّط شفتيه تزامُناً مع هّز كتفيه ببساطة و أردف قائلاً بنزق ساخر،
: ساكتة تماماً و منتظرة إني أبدأ أنا بالكلام ،إذاً ،طفلة ولا لا !!،.
_تنحنحت بحرج و أشاحت بعينيها هرباً من حصار عينيه و تسائلت بتهكم أيقنت إنه الأسلوب الآمثل للتهرب من مجرى الحديث،
: ممكن أفهم الحصار ده أخرته إيه !!،..
_تنهد آنس تنهيدة مطولة و هّز رأسه بيأس ثم أردف متسائلاً بخفوت ذو مغزىّ،
: ما علينا، جاهزة !!،.
_أبتسمت بداخلها بنشوة الإنتصار عليه و جعله يتحدث أولاً بينما جاء جوابها مختصر مُتبلد متسائلة بلامُبالاة،
: لإيه !!،
: لإستعدادات الفرح يا فتون ،أنتِ نسيتي !!، .."تسائل بها بجبين مقطب بضيق ،فإرتسمت إبتسامة بلهاء على محياها و أردفت ببرود".. ،
: اااه أفتكرت ،معلش سُهي عليّا !،..
: سُها عليكي !!، .."همهم بها متسائلاً بسخرية ثم هّز رأسه بيأس و أردف قائلاً".. ،طيب ممكن ،بعد إذنك تتفضلي قدامي علشان نبلغهم بقرارنا !!،.
: طبعاً طبعاً ،يلا !،..
_ترجلا معاً خارجاً ،تقدمته هي و جلست بجوار السيدة كوثر التي رّبتت على ذراعها و أبتسمت لها بحنو ،بينما جلس هو في مواجهتها على أحد الكراسي المذهبة و تنحنح بخفوت ثم أستطرد حديثه قائلاً بجدية و عزم،
: طبعاً الكل عارف إن فتون لسه على ذمتي و أكيد مش هنستمر بالوضع الحالي كتير ،بمعنى إن كل واحد مننا في جهة !!، و لذلك أنا هختصر الموضوع و بدون مقدمات ،أنا أتفقت مع فريد ،بصفته أخو فتون الروحي و بعد إذن عمي و جدتي طبعاً بصفتهم كبار العيلة ،إننا هنعمل حفلة هنا في القصر، .."صمت قليلاً ثم رفع سبابته يسترعى إنتباه الجميع و أردف".. ،أو بمعنى أدق فرح علشان نعلن جوازنا ،..
: أنتوا هترجعوا لبعض !!،
_هتفت بها نيرمين بحدقتين جاحظتين بذعر سبقها شهقة صامتة ،سلط آنس بصره عليها بحدة صارمة و أردف متسائلاً،
: عندك إعتراض !!،.
: إعتراض إيه يا آنس !!،دي حياتكم أنتوا يا أبني و أحنا ما نملكُش غير إننا ندعي ربنا يسعدكم يا أبني !!،..
_أجابه بهذه الجملة فهمي عوضاً عنها بصدق حانيّ ،في حين ألجم لسان نيرمين بنظرة حادة صارمة كافية أن تجعلها تصمت الباقي لها من العمر ، بينما قطعت السيدة كوثر تلك النظرات المشحونة عندما همهمت متسائلة بخفوت حانيّ،
: موافقة يا فتون !!،
_نقّلت بصرها بينهم كلاً على حِدا و أستوقفتها نظرة فريد قليلاً ،نظرة أخافتها و أثارت الرعشة في أوصالها ،كانت نظراته يملؤها الإصرار و التشجيع على المضي قدماً إلى الحد الذي جعلها ترتجف خوفاً من فكرة أن تكون قد فقدت روح الشفقة في ضمير الجميع بعدما كانت هي العونّ الوحيد لها في مجابهته ،ثم التفت إليه فوجدت قلبها يهدأ ،ليطفؤ فجأة في الفراغ ،إنه ينظر إليها نظرة و كأنها المكان الوحيد التي تستحق عيناهّ رؤياه !!، تنهدت تنهيدة مطولة بينما ذهنها شارد في جملة مبتئسة كانت قد قرأتها يوماً و الآن هي تشعر إنها تنطبق عليها بجدارة ،
.." إنها بالفعل لديها ذلك الشيء الذي لا تستطيع تسميته ،لكنه يشبه ما في جندي مهزوم ،يعود وحيداً إلى بيت لم يعد له فيه أحد "..
: فتون ،موافقة !!،..
_أنتشلتها هذه الجملة التي نطق بها فريد متسائلاً بخفوت ،من شرودها و طرفت بعينيها عِدة مرات ثم أفاقت و هّزت رأسها بالموافقة و أستطردت قائلة بتحشرج متلعثم،
: موافقة ،موافقة ..
_أغمض آنس عينيه ليزفر بأرتياح لكنه فتحهما سريعاً تزامُناً مع إنقباضة خافقه بهلع عندما أستكملت حديثها تقول بقوة حاسمة،
: بس بشروط !!،
_أردف فريد متسائلاً،
: إيه هي !!،
: موافق ،
_هتف بها آنس بصرامة مقاطعاً فريد ثم آستدار إليه بعنقه و أستكمل قائلاً بجدية،
: مش مهم إيه هي يا فريد !، أياً كانت شروط فتون ،تطلب و طلباتها مُجابة بدون أسئلة أو نقاش ،..
: جميل !،
_أردفت بها فتون عندما أومأت برأسها متفهمة ثم تابعت بنزق،
: يعني أنت جاهز تيجي تطلبني من أهلي زيّ ما الأصول بتقول ،مش كده !!.
_قطب آنس بحيرة و أردف،
: هطلبك من مين غير فريد !!،..
_رفعت سبابتها بتنبيه و أردفت بجدية موجهة حديثها إلى فريد،
: مع إحترامي الكامل ليك يا فريد، .."ثم آستدارت إليه و أستكملت".. ،إلا إن فريد في الحقيقة أخوك أنت ،بخلاف إن المفروض العروسة تطلب من كبيرها ،ولا أنا غلطانة !!،،.
_هّز فهمي رأسها نفياً و أجاب،
: لأ طبعاً يا بنتي ،أنتِ عداكي العيب، .."صمت لحظة ثم قطب متسائلاً".. ،بس أعذريني في السؤال ،هنطلبك من مين غير فريد !!، مين هو كبيرك !!،..
_هّزت كتفيها و أجابته ببساطة،
: أهلي يا Uncle فهمي !،
_زّفر آنس بنفاذ صبر ثم ضرب كفاً بالآخر و أردف قائلاً،
: اللهم طولك يا روح !!، يا فتون !، يا حبيبتي !، أنتِ ليكي أهل تاني ،أنا مش عارفهم غير فريد !!،..
_هّبت واقفة و رفعت سبابتها بتحذير صارم و أردفت قائلة بشراسة و إندفاع،
: لأ، أسمعني كويس ،مبدأياً كده لو خُلقك ضيق ،فأنا مش غاصبك عليّا ،ولا بوست على أيدك علشان تتجوزني ،بس أنا ليّا عدة شروط و ده يدوب أولهم ،إنك تتقدملي زيّ أي عروسة خلقها ربنا و أظن إن دي أبسط حقوقي ولا إيه !!،..
_فغر الجميع أفواههم بغير تصديق للأسلوب الذي تُحاكيه به بينما تنهد آنس تنهيدة مطولة و أومأ برأسه ليقول بخشونة حانية،
: ماشي يا فتون و أنا موافق ،شاوريّ و أنا هنفذ !!،
: تمام، .."ثم تابعت".. ،يبقى أنت موافق تيجي أنت و عيلتك نفر نفر ،من أول فريد و فدوى بصفتهم أخواتك ،لحد Uncle فهمي و ماما الحجة كوثر، .."صمتت لحظة ثم آستدارت إلى نيرمين و أشارت إليها بكلتا كفيها و تابعت بإبتسامة تشفيّ".. ،و طبعاً أولكم مدام نيرمين ،هي بالذات من غيرها مش هدخلكم عتبة الشقة !!،..
_صدعت قهقهات خافتة سرعان ما تحولت إلى شهقات مكتومة عندما حدجتهم نرمين بغيظ ،في حين قاطعتهم نبرة السيدة كوثر المتسائلة بحزم،
: نيجي فين يا بنتي !!،
_هّزت فتون كتفيها و أجابتها ببساطة،
: السيدة يا ماما الحجة ،بيتي ،علشان تطلبوا أيدي !!،..
: من مين !!،
_هتف فهمي بها متسائلاً بنفاذ صبر ،فأجابته بإبتسامة بلهاء ترتسم على محياها،
: من أهلي ،عمو صلاح و أبلة توحة !!،..

غفوةَ مشاعر أُنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن