الفصل الثالث عشر

3.6K 107 8
                                    

الهانم_بنت_البواب_2 ..
#لازالت_فاتنتي ..
                             _غَفوةّ مشاعّر أُنثي_

_مّال عليها و أستند بجبينه إلى جبينها و أستكمل متسائلاً بحنو،
: عرفتي بقا ٱنا حبيتك أزاي بين ليلة و ضحاها !!،..
_أزدردت ريقها بتشتت و أغمضت عينيها متسائلة بتحشرج مستسلم،
: مطلوب مني إيه ؟!،..
: تتجوزيني !،
_همس بها بخفوت أجش ثم أستكمل قائلاً برجاء حاني،
: مش مطلوب منك غيرك !!، أسمحيلي أخد فرصتي و مع الوقت هثبتلك إني رغم كمية الثبات اللي أظهرتها يوم ما سيبتك و مشيت ،إلا إني كنت في أشد الحاجة ليكي ،لكلمة واحدة منك تطمني ،كلمة تميّل على قلبي بهدوء و تزيل عن كتفي الكسرة اللي قطمت ضهري و هدتني، كلمة ترجعني ليكي قبل فوات الآوان !..
_أغمضت عينيها تتنهد تنهيدة مطولة ثم فتحتهما و تسائلت بخفوت راجيّ،
: سيبني في حالي أرجوك !، إشمعنا ٱنا ماسك فيّا بالشكل ده ؟،
_هّز كتفيه تزامُناً مع مط شفتيه ببساطة و أجابها بثبات قائلاً،
: يمكن لإن حياتي مشوفتهاش قبلك و شوفتك فجأة حبيتك أو يمكن لإن أول مرة شوفتك فيها ،كانت أول مرة أنام فيها و ٱنا مطمن و مش زعلان ولا خايف ولا موجوع عشان متخان ،أو جايز جداً لإن اللّٰه إذا أحب عبداً إبتلاه و ٱنتِ ربنا بيحبك و أبتلاكي بيا !!،..
_هّزت رأسها بسخرية و أستطردت قائلة،
: الحمدللّٰه، على الآقل إتفقنا أخيراً على شيء وهو إنك في حد ذاتك إبتلاء !،..
_إبتسامة جانبية إرتسمت على محياه ،في حين تابعت هي متسائلة،
: و إن رفضت و طلبت منك تطلقني ،هتوافق ؟!،..
_أجابها بكلمة واحدة قاطعة كحد السيف قائلاً،
: لا،
_كشرت عن أنيابها بشراسة و أردفت تقول بهسيس غاضب،
: أمِنت بقا إني ليّا حق مصدقكش و مأمنش ليك تاني !، لإنك بكل بساطة بتكرر غلطة عملتها من 4 سنين تاني و بتستقوى عليّا بنفوذك و أموالك و معارفك !!،
_إرتفع حاجبيه ذهولاً و أستطرد متسائلاً بإستنكار،
: بستقوى عليكي ؟،
_أجابته بهمهمة خافتة تزامُناً مع إيماءة موافقة من رأسها ثم تابعت حديثها تقول،
: ممم، لما تكون رافض تطلقني و تقولي يا إما نرجع برضاكي ،يا إما غصب عنك ،و لما تحطني قدام الآمر الواقع ،ده تسميه إيه ؟!،..
_أغمض عينيه بيأس و أرجع رأسه للخلف يضغط بكفه الآيسر على مؤخرة عنقه بإرهاق نفسي واضح للعيان ثم أعتدل و فتحهما و أستطرد قائلاً بخفوت صارم،
: فتون !، إفهمي !، أرجوكي زيحي غيمة الغضب و العِند بعيد عن عقلك و إفهميني !، ٱنا بحاول أصلح و مش قاصد أبداً أسلبك حريتك أو أستقوى عليكي ،بلّ بالعكس ٱنا طالب منك الرضا و أوعدك إني أبذل أقصى جهدي عشان أكون جدير برضاكي !،..
_أردف بجملته الآخيرة بحنو راجياً ،قاطعته هي عندما أردفت قائلة بتقطيبة ممتعضة،
: كان ممكن تطلقني و تسيبني أقرر بنفسي ،يمكن كنت أفكر و أسامحك و أرجعلك بنفسي و أطلب منك تردني ليك ،ده في حالة إن كلامك صح !، .. "همهمت بها بينما ترفع سبابتها في وجهه منبهة إياه ثم تابعت حديثها بيأس وهي تلوح بكفيها بإستسلام واهن قائلة" .. ،لكن بالآسلوب ده ،ٱنتَ قضيت على أي فرصة ممكنة لرجوعنا !..
_فك حصاره حولها تاركاً خصرها على مضض و رفع كفيه يسترضيها مشدداً على حروفه علها تفهم قائلاً،
: ٱنا موافقك و بأييد وجهة نظرك ،لكن ٱنتِ كمان المفروض تكوني عارفة إن هي دي طبيعتي و أسلوبي و طريقتي في التعامل مع فكرة فقدانك !،
_هّزت رأسها يأساً ثم أرتدت ثوب التبلد مجدداً و آستدارت متجهة إلى أريكة وثيرة تتوسط الصالون و جلست عليها بآريحية ثم أغمضت عينيها و أستندت بظهرها للخلف ،تضغط بكفيها على رأسها التي أشتد ألمها بصداع نصفي كاد أن يفتك بها و مالبثت أن أعتدلت بحركة سريعة شاهقة بجزع و تلفتت حولها كمن يبحث عن شيء ثم آستدارت إليه متسائلة بتقطيبة،
: فين فوني ؟، عاوزة أكلم چويرية !،
_كان لايزال واقفاً يضع كفيه في جيبي بنطاله ،عاقداً مابين حاجبيه يتابعها بتساؤل صامت عما تستدير بحثاً عنه و ما أن صاحت به متسائلة عن هاتفها ،حتي قطب جبينه و أجابها بإستجواب آخر بإستغراب،
: چويرية !، إشمعنا !!،
_تلعثمت قليلاً و زاغت ببصرها بعيداً عنه لكنها أردفت قائلة بلامُبالاة زائفة،
: فيه موضوع مهم بينا كنا متفقين عليه و لازم أتأكد إنه أتنفذ على أكمل وجه ، .. " ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها و أستطردت قائلة بنفور غاضب" .. و بالمرة أقولها تطلبلي أجازة من الشغل ،أحسن شكلنا مطولين هنا !!،
_أبتسم برضا رجولي ثم تحرك متقدماً منها بثبات و جلس بجوارها واضعاً قدماً فوق الأخرى بعنجهية مفتعلة قائلاً بنزق،
: أجازة إيه !، ٱنتِ ناسية إنك حرم صاحب الشركة !!،
_أشاحت بوجهها للجهة الأخرى و وضعت قدماً فوق الأخرى بخيلاء يُضاهي عنجهيته و أستندت بمرفقها إلى ذراع الأريكة ثم أستندت بذقنها إلى كفها رافعة رأسها لأعلى بثقة أنثوية جبارة و أجابته بتبلد ساخر قائلة،
: مش عاوزة أفتكر ، .. "ثم آستدارت إليه رافعة سبابته بوجهه بتحذير صارم قائلة" .. ،و أوعى تفتكر إن سكوتي ده علامة الرضا ،إنسى، ٱنا بس باخد وقتي قبل ما أنزل بشروطي و أبهدلك !،..
_قهقهة خافتة مرحة صدرت عنه ثم هّز رأسها موافقاً و وضع يده في جيب بنطاله و أخرج هاتفه ثم ناولها إياه قائلاً بجدية،
: فونك في شنطتك مع فريد ،الحقيقة مكانش عندي وقت كافي أجيبهم !،تقدري تستعملي فوني لحد ما نرجع !،..
_جذبت الهاتف منه بقوة شرسة ثم طلبت رقم چويرية التي سرعان ما أجابت بمرح قائلة،
: عاش من شاف رقمك يا ننوس !،
_كتمت ضحكتها بأعجوبة بينما حدجته بذهول لذلك المسمى الذي تدعوه به چويرية ،ثم أستطردت قائلة،
: ٱنا فتون يا چوري !،
: فتون ؟!، أزاي !، ٱنتِ مع آنس !!، ٱنتوا إتصالحتوا ؟،.
_صاحت بها بغير تصديق ،فأجابتها فتون بجدية معترضة،
: مش للدرجادي ، .. "حانت منها نظرة إليه بجوارها فوجدته يتأملها بإبتسامة حانية لِذا أشاحت بوجهها بنفور ثم أستطردت متسائلة بإرتياب" .. ،المهم طمنيني عملتي إيه في النادي ؟،
: فضحت نفسي فضيحة بجلاجل و مشيت !،
_هتفت بها چويرية بجزع ،فأردفت فتون متسائلة بإنشداه،
: أزاي !، حصل إيه !، ٱنا أكدت عليه يكون في النادي ،هو مجاش ؟،
: للأسف جيه ،و ياريته ما جيه !،
: فهميني حصل إيه !،
_تسائلت بها فتون بتنهيدة يأس بينما أجابتها چويرية بسخرية،
: قولت لأخوكي إني بحبه علناً بدون أدنى شعور بالخجل أو الكسوف !،
: هو ده المطلوب ،طب هو عمل إيه ؟،
: قالي و أنا كمان بحبك !،
: إحلفي ؟،
_همست بها فتون بغير تصديق ،فتابعت چويرية تستكمل جملتها قائلة بفشل ذريع،
: زي أختي !،
_هّزت فتون كتفيها بتفهم ثم أردفت قائلة بحنو،
: هكلمك تاني يا چوري لإني مش عارفة أتكلم حالياً و أوعدك إن كل ده هيتغير و النهاية هتكون جميلة ،تمام !،
_هّزت چويرية رأسها موافقة و كأنها تراها ثم همست قائلة،
: باي !،
: باي !،
_أغلقت فتون الهاتف و تنهدت بقنوط بينما مّد يده إليها يتناول منها الهاتف فآستدارت ترمق كفه المفرود أمامها بإستعلاء ثم قذفت الهاتف إليه بلامُبالاة ،فوقع على الأريكة بجانبه ،كتم آنس ضحكته بنفاذ صبر و هّز رأسه يأساً ثم تناول الهاتف بينما هّبت هي واقفة و أتجهت إلى بوابة القصر متسائلة،
: أظن من حقي أعرف إحنا فين ؟،
_مالبثت أن فتحت الباب حتي شهقت بفزع ،بينما صدعت ضحكاته مرحاً وهو يتابع رد فعلها المشدوهه !،ثم مالبثت أن سقطت أرضاً مغشياً عليها ،فصاح آنس بذهول بينما جحظ بعينيه رعباً،
: فتووون !!،
_ثم هّب سريعاً راكضاً إليها و جلس أرضاً على ركبتيه بجانبها ثم حملها بين ذراعيها و إتجه بها إلى الأريكة،
_______________
_من جهة أخرى ،في ڤيلا فهمي الصاوي ،في الطابق العلوي ،..
_كان كلاً منهما ممدداً على الفراش مولياً ظهره للآخر بينما هما في عالماً غير عالمنا شاردان فيما حدث قبل اليوم بما يقرب للأربع سنوات ،بتعبير وجه غير مقروء !،
#Flash_back ..
_أفاقت فرحة من غفوة دّامت لثلاث ليالي لتجد نفسها ممددة على فراش مرضي في إحدى المستشفيات الخاصة ،وجهها شاحب بإصفرار أقرب إلى شحوب الأموات ،شفتيها زرقاوان بينما جفينها يحيط بهما هّالة من السواد القاتم ،تحيط بها المحاليل الطبية من كل جهة ،أنتبهت أثناء تقطيبتها ألماً إلى ضوضاء و ثرثرة مزعجة آتية من الخارج ،فأرهفت السمع حينها تأكد ظنها و أيقنت إن ذلك الصوت الثائر مصدره هو والدها، فتنهدت بيأس و أستندت برأسها على الوسادة ثم أغمضت عينيها تستمع للحديث الدائر في الخارج بلامُبالاة،
_بينما في الخارج،
: ممكن أفهم إبني أتقبض عليه بتهمة إيه ؟،
_صاح بها فهمي الذي دّلف لتوه بهياج و ثورة غضباً علما حدث قبل ساعات حيث تم القبض على إبنه بتهمة الإعتداء على فرحة عاصم الجهوري !، هّب عاصم واقفاً من مقعده يقابل ثورته بأخرى ،يجيب تساؤله قائلاً،
: علِم إبنك الأخلاق و التربية الأول و إن بنات الناس مش لعبة ،قبل ما تيجي تحاسبني لإني بحاول أرجع حق بنتي اللي مرمية جوا بين الحياة و الموت بعد ما مستقبلها ضاع بسبب إبنك و تربيته المنعدمة !،..
: إبني متربي أحسن تربية بس الظاهر إنه فعلاً خيراً تعمل ،شراً تلقى !، اللي زيك ٱنت و عيلتك ميستاهلش إن الواحد يحرك شعرة منه عشان يساعده !،..
_صاح بها فهمي بشراسة ممتعضة ثم أستكمل حديثه قائلاً،
: إبني كان بيحاول يساعد بنتك يا أستاذ و النتيجة إيه !، يترمي في الحجز و ينام على البورش وسط المجرمين و الحرامية !!، هو ده ردّ الجميل ؟، هي دي كلمة شكراً اللي بتقولها لإبني بعد ما أنقذ حياة بنتك ؟، هو ده المقابل ؟،
_ثمت لحظة ثم ضرب كفاً بالآخر و تابع قائلاً بخيبة آمل،
: بس هقولك إيه !، إذا كان صاحبه اللي كان معاه بذات نفسه شهد ضده ،هحاسبك ٱنت ياللي معندكش ريحة الدم !!،..
_قاطعه عاصم قائلاً بصوت جهوري صارم،
: قصر الكلام ،إبنك قدامه حل من الإتنين إما إنه يقضي اللي باقي من عمره في السجن ،أو يصلح غلطته و يكتب على بنتي النهارده قبل بكرة !، ساعتها بس ممكن أتنازل عن القضية ،..
_حينها تشابهات ردود الأفعال ،فبينما جحظ فهمي بحدقتيه ذهولاً ،شهقت فرحة الممددة بالداخل بإنشداه !!،
#عودة_للواقع ..
: چياد !!،
_همهمت بها فرحة بخفوت هامس ،فأجابها چياد بهمهمة خافتة متسائلاً عما تريده ،فتابعت هي متسائلة بتحشرج باكي،
: ٱنت أتجوزتني برضاك مش غضب عنك ،مش كده !!،
_قطب جبينه بضيق و هّز رأسه يأساً و همس قائلاً،
: كنت عارف إن ده هو اللي بيدور في بالك ،
_ثم أعتدل في نومته و تممدد على ظهره و فرد ذراعه على الوسادة في دعوة صامتة لتستقر بين أحضانه ،و كأنها كانت بإنتظار دعوته .. فآستدارت من فورها و أستندت برأسها على ذراعه و تشبثت بأناملها في منامته و دفنت وجهها في صدره ، بينما أردف چياد يقول بحنو همساً،
: ٱنا عمري ما كنت مغصوب عليكي ،بلّ بالعكس ٱنا كنت مستنيكي من زمان جداً و ربنا وقعني في طريقك و بعتك ليّا علشان تكوني النور القادر يزيح عن عيني العتمة و يكشفلي الصديق من العدو، بعتك ليّا خير ينتشلني من كومة شر كنت غرقان جواها و لقيتك ٱنتِ طوق النجاة و شط المرسى ، علشان كده يا فرحتي ٱنا أختارتك بإرادتي و بكامل قوايا العقلية ،فهمتي ؟،..
: مممم ،
_همهمت بها بخفوت بينما إبتسامة جانبية راضية إرتسمت على ثغرها الوردي و مالبثت أن راحت في سبات عميق بين أحضانه،
__________________
: ٱنت مجنون !!، ممكن أفهم إحنا بنعمل إيه في عرض البحر !!،
_صاحت بها فتون بجزع ما أن أفاقت ثم هّبت تعتدل في جلستها بينما كان آنس جالساً القرفصاء أرضاً بجوارها يحاول إفاقتها ،فأغمض عينيه ينتفس الصعداء بآريحية ثم فتحهما هامساً بخفوت،
: الحمدللّٰه ، .. "ثم وجه حديثه إليها قائلاً بإستنكار قلق" .. ، قلقتيني عليكي !!،
_آستدارت إليه تضييق حدقتيها بتدقيق ثم تسائلت بنزق،
: ٱنت معندكش أدنى فكرة إني عندي دوار البحر !!، ٱنا كنت ممكن أروح فيها !!،..
: بعد الشر عنك يا حبيبتي !، .. "همهم بها بحنو همساً بينما يمرر كفه على خصلاتها بهدوء ثم أستطرد قائلاً" .. ،فريد مجابش سيرة إنك عندك دوار البحر و إلا كنت أخدتك أي مكان بعيد عن اليخت !!،..
: طب أزاي الست اللي كانت هنا من شوية قالت إنها مشرفة القصر !!، فين القصر ده بقاا ؟،..
_تسائلت بها فتون بإستغراب ،فأجابها هو قائلاً،
: لإنها فعلاً مشرفة القصر بس ٱنا طلبت منها تهتم باليخت طول فترة وجودنا هنا ،..
_أشاحت بوجهها بعيداً و أرجعت خصلاتها للخلف بشراسة حتي تبعده عن ملمس يده ، فأبتسم آنس بهدوء و أعتدل ليجلس بجوارها و مّال برأسه إلى حيث أشاحت بوجهها متأملاً جانب وجهها و التوت إبتسامته أكثر و طال الصمت بينهما ،قطعه هو عندما أردف يقول بخشونة أجشة خافتة،
: تعرفي إني أكتشفت بعد ما سافرت و إختفيتي من حياتي ،إنك بتغطي مساحة أكبر مما تخيلت جوايا ،مساحة بسببها بقيت بكل بساطة مش عارف أعيش من غيرك !!، و بالرغم من جّم غضبي منك و بالرغم من الآلم اللي سببتهولي إلا إنك طول الوقت وحشاني !، علشان كده رجعت لإني أكتشفت إن مهما كان حجم الجرح اللي سببتهولي ،إلا إني محتاجلك أكتر ما ٱنتِ محتاجالي !، رجعتلك لإني أكتشفت إن مهما طالت مُدة بُعدي عنك و مهما حاولت أقنع نفسي إن رجوعنا لبعض مستحيل .. إلا إني بإختصار ،مِسيريّ هرجعلك و لذلك قصرت على نفسي و عليكي المسافات و الوقت و أديني رجعتلك !!،..
_أبتسمت بسخرية و أستطردت قائلة بذهول زائف،
: ما شاء اللّٰه عليك !، لأ حقيقي سرعة إدراكاك من المفترض تدخل موسوعة چينيس للآرقام القياسية ،يعني إدراكاك للمساحة اللي بغطيها في حياتك ،أخد منك من الوقت 4 سنين !!،..
_صمتت لحظة ثم قطبت جبينها و أردفت بآسى و آنين صامت،
: 4 سنين كانت مُدة أكتر من كافية عشان ٱنا كمان أكتشف المساحة اللي ٱنت بتغطيها في حياتي و اللي مع كامل آسفي ليك ،أكتشفت إنها لاشيء و إنك ببساطة بالنسبالي تُعني اللاشيء و للآسف أكتشفت إنك زيك زي عاصم الجوهري ،كنت عاوزني بس لمجرد متعتك لكن .. ٱنا !!، .. "أشارت بكفيها إلى نفسها و تابعت حديثها تقول" .. ،ٱنا بالنسبالك كنت مجرد واحدة شوفتها و عجبتك ،دخلت دماغك ،شيء جديد ولابُد إن آنس بيه الصاوي يجرب كل جديد بما فيهم ٱنا !،..
_أغمض عينيه و قام يبتعد عنها و أشعل إحدى سجائره يزفر دخانها بقوة و شراسة ،ينفث بها غضبه ،بينما تابعت هي غير مُبالية بالشرارة المنبعثة من عينيها تتسائل،
: صارحني يا آنس !، صارحني و قول إنك رجعت بس عشان تطالب بحقك فيا اللي سيبته زمان بسبب غضبك ،و لما هديت أكتشفت إنك كنت غبي لما مشيت من غير ما تاخد اللي ٱنت عاوزه ،على الرغم من إني كنت تحت إيدك و طوع آمرك !!،..
_قاطعها بقوة شرسة عندما قذف بالسيجارة من بين أصابعه و دهسها بقدمه بغل ثم آستدار إليها و قبض على مرفقيها حتي أوقفها على قدميها و دفعها للخلف لترتطم بظهرها بالحائط خلفها بينما أستند هو بإحدى كفيه إلى الحائط ثم أردف قائلاً بشراسة لم تعرفها منه من قبل،
: أخرسي !، أخرسي يا فتون متنطقيش ،ٱنتِ عارفة و متأكدة إن ٱنتِ عمرك ماكنتي بالنسبالي مجرد متعة و إني حبيتك بجد، .. "صمت لحظة ثم تابع بنبرات أكثر قسوة و ملامح جامدة كالصخر هادراً بها بعنف" .. ،و إني بالرغم من إنك كنتي من 4 سنين طوع آمري على حسب كلامك ،إلا إني رفضت إننا نبدأ حياتنا بالشكل ده أو إني أخدك بالصورة دي ،كما لو كنتي عبدة أو مجرد واحدة أتجوزتها قسراً و حبستها عشان تكون عبد محبوس بس لرغباتي ؛ٱنا لما مشيت ،مشيت رغماً عني لإني حسيت إني على وشك فقدان آخر ذرة سيطرة على نفسي !، كنت بالرغم من كوني موجوع منك ،إلا إني كنت محتاجلك ،كنت عاوز أسامحك و إترمي في حضنك و أشتكيلك منك ،كنت على وشك إني أنسى كرامتي و رجولتي اللي دوستي عليهم بمنتهي البساطة بكذبك و خداعك ليّا، كإني قولتلك أكتر حاجة بتوجعني هي إيه و ٱنتِ عملتيها !!،..
_أخذت تتلوى بجسدها بين ذراعيه محاولة الإفلات منه ولكن قد فات الآوان ،فهو عاد ليُطبق عليها بيداً من حديد ،لا يسمح لها بالفرار منه حتي لو أخذت تقاومه الباقي من عمرها ،فلن تُجدي المحاولة نفعاً قط أمام إصراره في النيل منها ،لِذا زفرت إمتعاضاً بعد أن إستكانت و أستندت بإحدى كفيها للحائط خلفها و بالآخرى أخذت تدفعه من صدره بعيداً عنها ،في حين تهدر به بنبرات خافتة تحويّ شرارات نارية تحمل بين طياتها آلم و نشيج مكتوم قائلة بفحيح كالآفاعي،
: حتي لو الدنيا كلها أجتمعت و حاولوا يقنعوني إن كلامك حقيقي ،برضو مش هصدقك و هتفضل في عيني زيك زي عاصم ،الفرق الوحيد بينك و بينه هو إن عاصم كان بيطالي بحق مش حقه ،ٱما ٱنت فجملت الصورة و بتطالب بكل غرور و جبروت بحقك ،اللي للآسف غصب عني ٱنا و أهلي ،هو في الآول وفي الآخر حقك ،بس إنسى يا آنس ٱنا أبعدلك من نجوم السما ولو كنت فعلاً لسه عندك ذرة كرامة و رجولة ،تطلقني ،طلقني لإني مش طايقاك ولا طايقة وجود أي رابط يربطني بيك ،طلقنيييييي !!،..
_صدرت عنها كلمتها الآخيرة على هيئة صيحة ترتجف لها الآبدان إلا إنه لم يتحرك قيّد أنملة ،ولم يرجف لها جفن ،ولم تبدر عنه أي بادرة تدل على إنه يشعر بها سوى صوت لهاثه الذي أنطلق يهدر بقوة بعد فترة صمت طاحنة بينهما ،ثم أطبق بقبضته على فكها بقوة ألمتها حتي قطبت جبينها بآنين صامت ،ليردف قائلاً بخشونة و تحدٍ و إقرار لا سيما به للجدل،
: طلاق مش هطلق و من النهارده رجلك مش هتخطي من هنا إلا على بيتك مع جوزك ،ٱنا صبرت عليكي كتير و صبري نفذ و الموضوع إنتهى ،..
_ثم ترك فكها ليُمسك بذراعها دافعاً إياها بإتجاه السلالم المؤدية للطابق العلوي و هّدر بها بصرامة حاسمة،
: على أوضتك !،....
_تعثرت في خطواتها لكنها أعتدلت و أختارت الإنسحاب بصمت و أتجهت لأعلى بأنفاس لاهثة و صدرها يعلو و يهبط بشراسة متوعدة بينما ضغط هو على قبضته حتي وصل إلى مسامعه صوت قرقعة عظام أنامله و كشر على أنيابه بشراسة هامساً لنفسه من بين أسنانه المطبقة بعنف يُنذر بعاصفة هوجاء على وشك القيام،
: عااااصم !!،..
__________________
: السلام عليكم ،دكتور فريد معايا !!،..
_همهم بها إحداهما هاتفياً ،فأجابه فريد قائلاً بهدوء،
: عليكم السلام ورحمة اللّٰه و بركاته ،مظبوط ،مين حضرتك !!،
: مع حضرتك الدكتور شوقي شريف دكتور الطب الشرعي في مستشفى .... ،حضرتك تواصلت مع المستشفى و كنت بتسأل عن ملف معين في الأرشيف ،..
: أهلاً و سهلاً دكتور شوقي ،كنت منتظر مكالمة حضرتك ،خير طمني ،وصلت لإيه !!،..
_تسائل بها فريد بإهتمام يشوبه التوتر ،فأجابه الآخر قائلاً بجدية،
: وصلت للملف اللي حضرتك طلبته و حالياً هو معايا و منتظر قدوم حضرتك لمكتبي عشان تراجعه بنفسك !،
_تنهد فريد بآريحية ثم قطب جبينه متسائلاً،
: حضرتك متأكد إنه الملف الخاص بحادث سليم الصاوي و حرمه في حادث سير ،مش كده ؟،..
_أجابه الآخر مؤكداً بحزم يقول،
: طبعاً متأكد ،ٱنا راجعت الملف بنفسي يا دكتور ،..

غفوةَ مشاعر أُنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن