الفصل الثامن

3.8K 111 2
                                    

#الهانم_بنت_البواب_2 ..
#لازالت_فاتنتي ..
                             _غَفوةّ مشاعّر أُنثي_

: قسماً باللّٰه لولا إن آنس إبن عمي الكبير ،أنا كنت زعلته على اللي عمله في وش فريدو ده ..
_همهمت بها چويرية بغيظ مكبوت من بين أسنانها المطبقة ثم تابعت بذهول غير مصدقة ،
: ده رسمياً غير خريطة وشه تماماً !!،
_رمقتها الجدة بجانب عينيها ناهرة إياها بصمت ،في حين وكزتها فرحة في مرفقها و همست لها بخفوت ،
: مش وقتك أنتِ و حبيب القلب دلوقت ،إتلمي !..
: أنتِ كويسة يا حبيبتي ؟!،
_همست بها الجدة وهي تربت على ظهر فتون بحنو ،بينما كانت الآخيرة تجلس على الفراش متكورة على نفسها وهي تضم ساقيها إلى صدرها ،تحيطهما بذراعيها و تحدق أمامها بتشتت بينما دموعها تنهمر بصمت و تستند برأسها إلى كتف الجدة ،فهّزت رأسها إيجاباً دون أن تنطق ببنت شفهه ،في حين آقتربت فرحة منها بقطعة قطن تجفف سيل الدم المنهمر من جانب شفتيها ،فآنت متآلمة ؛فتسائلت فرحة بحنو ،
: لسه وجعاكي ؟!،
_هّزت رأسها إيجاباً ،فقالت چويرية بتوتر ،
: أنا مش مرتاحة و أنا قاعدة هنا كده ،خايفة يأكلوا بعض تحت !!..
: لا أطمني ،أبوكي أخد آنس في أوضة الضيوف و چياد خرج مع فريد المزرعة ،
_قالتها الجدة وهي تهز رأسها نفياً ،ثم تابعت بتشدق ساخر يشوبه بعض القلق ،
: أنا اللي مخوفني فعلاً إن الحرباية تحت مع العقربة لوحدهم !!..
_عقدت فرحة مابين حاجبيها بتساؤل جهلاً ،فأجابت چويرية تساؤلاتها بسخرية ،
: الحرباية أمي و العقربة جنة !،
_أبتسمت فرحة و هّزت رأسها متفهمة ،في حين كانت تلك الفاتنة شاردة بذهنها بعيداً ،
#Flash_back ..
_ترجلن للخارج ، فوجدن فتاة في منتصف العقد الثالث من عمرها تجلس واضعة قدماً فوق الآخرى بعنجهية ،بينما جلس آنس قبالتها يرميها بشرارات نارية متوعدة ؛ حّل الصمت مّحل الكلام ما أن أنضمت إليهم ،تبادلوا النظرات بتوتر و تساؤل صامت ،فكانت هي أول من قطعته حين هّبت واقفة متسائلة بوِد و براءة مفتعلتان وهي تنقل نظراتها بين فرحة و فتون ،
: مين فيكم فتون ؟!،
_حانت من فتون نظرة إلى فرحة بإستغراب ثم أبتسمت بحبور و أجابتها بتحشرج بكلمة واحدة قاطعة كحد السيف ،
: ٱنا ..
_مطت شفتيها تزامُناً مع إرتفاع حاجبيها بإنشداه وهي ترمقها من أخمص قدميها إلى شعر رأسها ثم مّدت كفها إليها و قالت بإبتسامة صفراء ،
: تشرفنا ،ٱنا جنة !،
_عقدت مابين حاجبيها و لم يظهر عليها علامات الإندهاش لدقائق ،لكنها ظلت واقفة ترمق كفها الممدود بجبين مقطب و حدقتان ضائقتان ثم همست متسائلة بذهول بصوت يكاد يسمع ،
: جنة ؟؟!،
_أجابتها الآخيرة بإبتسامة صفراء جانبية زائفة ،
: أيوة جنة ،أنتِ تعرفيني !!،
_رفعت بصرها إليها بحدقتان متسعتان بإنشداه ،بينما أجابت الجدة عوضاً عنها قائلة بهدوء جليدي ،
: المدام جنة بنت صاحب عمك سليم أبو آنس يا فتون ..
_حانت منها نظرة إليه ،فوجدت حدقتيه مثبتتان عليها بتركيز شديد ،فأشاحت بوجهها سريعاً عنه و مدت كفها تبادلها التحية هامسة بخفوت ،
: آهلاً !..
: خدي فتون و روحوا جهزوا قهوة للضيفة يا فرحة !،
_همهمت بها الجدة بصرامة ،فأومأت فرحة برأسها متفهمة و أمسكت بمعصم فتون تجذبها معها إلى المطبخ .. في حين جلست المدعوة جنة تضع قدماً فوق الآخرى بخيلاء و قالت بكلمات ذات مغزىّ موجهه حديثها لذاك الآنس القابع أمامها ،
: نورت مصر يا آنس !!،
#عودة_للواقع ..
_أعتدلت فتون من فورها فآنتبه لها جميعهن بتساؤل صامت ،فأجابت تساؤلاتهن بعزيمة صارمة ،
: أنا عاوزة أتكلم مع آنس ،لوحدنا !!..
________________
: فتون !،
_هّب واقفاً من فوره ،هامساً بإسمها بإنشداه ثم مالبث أن تقدم منها بخطوات سريعة يتسائل بقلق تزامُناً مع تقطيبة جبينه ،
: أنتِ كويسة ؟!،.
_رفعت كفها مفروداً تمنع إقترابه منها بملامح جامدة قائلة ،
: ما يخصكش !،
_في حين تنحنح فهمي بحرج و تقدم من باب المكتب خارجاً و رّبت على ذراعه قائلاً بخفوت ،
: هسيبكم براحتكم !،
_أومأ برأسه متفهماً ،بينما تابعته هي بعيناها إلى الخارج و ما أن ترجل فهمي خارجاً حتي ألتفتت له و أستطردت حديثها قائلة بجمود صارم ،
: من شوية ٱنت أتكلمت و ٱنا سمعتك من سكات ،دلوقتي ٱنا هتكلم و ٱنت هتسمعني من غير حتي ما أسمعلك نفس !!،
_أغمض عينيه يتنهد بعمق ثم فتحهما و هّز رأسه موافقاً و قال بخفوت ،
: تمام ،سامعك أتفضلي !..
_عضت على شفتها السُفلى بتلعثم ثم مالبثت أن رفعت وجهها إليه و تابعت حديثها بثبات ،
: فريد !،
_ضاقت حدقتاها تزامُناً مع إنعقاد حاجبيه و هّز رأسه متسائلاً عن بقية الحديث ،فتابعت هي من بين أسنانها المطبقة بشراسة بينما ترفع سبابتها بوجهه بتحذير صارم ،
: لو الدنيا كلها إجتمعت على إن فريد إبن سليم الصاوي ،أنا هفضل متمسكة بإن فريد أخويا _إبن عبدالرحمن التهامي_ ، لإن الأخ مش مجرد نسب و بس ،لأ ،فريد هو اللي مربينيّ ،هو اللي كبرت على إيده .. علمني يعني إيه حياة و علمني أزاي إتعامل معاها ،هو اللي مسك إيدي في أول خطوة أخطيها ، هو اللي دواليّ جروحي لما وقعت أول ما أتعلمت المشيّ ،هو اللي كان معايا و شجعني أعدي الطريق و أكمل ،هو اللي سندني أول مرة ركبت عجلة و قالي متخافيش أنا ماسكك !، هو اللي كان دايماً يحفزنيّ و يقولي ٱنتِ قدها لغاية ما وصلت لحلمي ،كلية سياسة و إقتصاد، و هو اللي فرح بيا لما وصلت يمكن أكتر من فرحتي بنفسي ..
_صمتت لحظة تتنفس بإضطراب ،ثم أقتربت منه خطوة و حدقت في عينيه مباشرة و تابعت بكلمات ذات مغزىّ بشراسة يشوبها الآسى ،
: هو اللي شالنيّ في حضنه و وقف جنبي لغاية ما تخطيت أسوأ أزمة مريت بيها ،هو اللي سهر ليالي جنبي .. 3 شهور .. 3 شهور _بدون كلل أو ملل_ قضاهم في المستشفى مستني خبر إني فوقت ،3 شهور قاعد جنبي و آمله الوحيد إنه يسمع صوتي أو أرد عليه .. 3 شهور في المستشفى لا أنا صاحية ولا أنا نايمة !!، 3 شهور مش عارفة أنطق بحرف بسبب قهرتي من كلام الناس اللي زي السم عن العروسة اللي جوزها سابها يوم فرحها ..
_ثم صاحت بقوة بنبرة ترتجف لها الآبدان : 3 شهور ٱنت متعرفش عنهم حاجة يا آنس بيه !!،و دلوقتي راجع و بكل جبروت كمان بتحاسبه هو ،بدال ما تحاسب نفسك !!..
_حاوط كتفيها بكفيه ،فجذبتها نفسها منه بقوة وهي ترمقه بإشمئزاز ،فتراجع للخلف خطوة و رفع كفيه بإستسلام و همس قائلاً بتحشرج ،
: أنا مش راجع علشان أحاسب حد ،أنا راجع علشانك ،علشان أعوضك عن كل اللي شوفتيه مني أو من غيري !..
_عقدت يديها أمام صدرها و هّزت رأسها متفهمة بسخرية ثم قالت بعزيمة ،
: تمام ،بما إنك راجع علشان تعوضني ،فالطريق قدامك طويل بس الطريق لازم يبدأ بخطوة و أنا هوجهك بنفسي و أنت مُلزم تنفذ اللي هقول عليه بالحرف بدون نقاش ،بدون أسئلة ،بدون إعتراض .. واضح ؟!،
_أومأ برأسه موافقاً و قال ،
: أنا تحت أمرك ،..
_أبتسمت إبتسامة إنتصار و تابعت بهدوء جليدي ،
: جميل ،إذاً فهتعتذر من فريد ،و تبوس رأسه كمان ..
_صدرت عنه ضحكة سخرية طفيفة و هّز رأسه متسائلاً بحذر ،
: أنتِ سامعة نفسك !!، عاوزاني أعتذر من واحد رفع إيده على مراتي !!..
_هّزت رأسها بسخرية و قالت ،
: سيبك من جو مراتي و جوزك ده !، الكلام ده فات الآوان عليه ،..
_ثم تابعت من بين أسنانها وهي تشدد على حروفها بخفوت ،
: ثم إني هرجع لبداية كلامي ، أنت مُلزم تنفذ اللي هقول عليه بالحرف بدون نقاش ،بدون أسئلة ،بدون إعتراض ..
_أغمض عينيه واضعاً كفيه في خصره و رفع رأسه لآعلى يستنشق محاولاً السيطرة على غضبه ثم فتحهما و عاد ببصره إليها ، فأبتسمت إبتسامة تسلية و هّزت رأسها متسائلة عن قراره بصمت ،فبادلها الإبتسامة بآخرى متحدية و تسائل بينما يرفع أحد حاجبيه بتحد علنيّ ،
: تمام ،فريد فين ؟!..
_أجابته بثبات بينما تشير بكفها إلى الباب ،
: في المزرعة ،..
_بينما من جهة آخرى ؛..
_جذبتها من مرفقها ثم دفعتها بقوة داخل غرفتها و وقفت أمامها ترمقها شزراً لدقائق ،في حين عقدت نيرمين يديها أمام صدرها بعنجهية و هّزت رأسها متسائلة بحنق ،
: خير يا كوثر هانم ؟! في ظل المجزرة اللي قايمة برا بسبب بنت البواب دي ،إيه الموضوع المصيري اللي حضرتك عاوزة تتكلمي فيه معايا على إنفراد !!،..
_أمسكتها الجدة من معصمها بقوة ،فآنت ألماً تزامُناً مع تقطيبة جبينها لكن الجدة لم تآبه لها و أستطردت قائلة بشراسة بينما تبتسم إبتسامة سخرية ،
: حركات تنزيل الحبيبة القديمة الملعب دي ،تمشي على آنس .. ممكن !، تدخل على فهمي .. ما يضرش !، تضغطي بيها على فتون .. ماشي !، إلا ٱنا .. ٱنا فاهمة حركاتك القذرة دي كويس جداً ،حتي لو خدعتي جوزك اللي بينام معاكي على مخدة واحدة ،ٱنا فايقالك و واعية لحركاتك كويس ..
_زادت تقطيبة جبينها المتآلمة بينما تسائلت بتلعثم ،
: حركات ،حركات إيه يا كوثر هانم ؟! حركات إيه !،ٱنا مش فاهمة حضرتك بتتكلمي عن إيه ؟!..
_دفعتها من معصمها بقوة للخلف ،فتعثرت في خطواتها إلى أن أستندت إلى حافة الفراش خلفها ،بينما رفعت الجدة سبابتها بوجهها ثم تابعت بتحذير صارم ،
: اللي ٱنتِ بتلاعبيها دي تبقى حرم آنس الصاوي ،حطيّ الكلمة دي حلقة في ودنك و أياكي تنسيها ،ماذا و إلا ٱنا هفكرك بنفسي مين هي حرم آنس الصاوي !، بنت البواب اللي مش عاجباكي دي مرات حفيدي _سواء على كيفك أو لا_؛
_صمتت قليلاً تقترب منها قاطعة الخطوات الفاصلة بينهما ،ثم تابعت بصرامة ،
: فتون في حمايتي ٱنا ،لحد ما أسلمها بنفسي لآنس .. و لحد ما ترجع بيتها مع جوزها ،ٱنا اللي هقف لأي حد يتجرأ يرفع عينه فيها ..حتي لو كان آنس نفسه !!،
_ثم ربتت على ذراعها بقوة و قالت بهدوء جليدي شرس ،
: فحاسبي على حركاتك و إلا هضطر أفكرك لما دخلتي عيلتنا و ضحكتي على أبني و إتجوزتيها ،كنتي مين و بنت مين !!..
_هّزت رأسها بإرتجاف عدة مرات بقوة موافقة ،فٱبتسمت الجدة بتحد و مّالت على أذنها هامسة ،
: صلحيّ اللي تسببتي في إفساده !..
_ثم تراجعت للخلف و أشارت إتجاه الباب بصمت ،فتقدمت نيرمين من الباب بخطوات متلعثمة أشبه للركض ؛و ما أن ترجلت خارجاً و أغلقت الباب خلفها حتي وقفت تستند بظهرها إليه ،واضعة كفها على صدرها تهدأ من ذعرها وهي مغمضة العينين ،ثم فتحتهما و همست لنفسها بفحيح غاضب ،
: ٱنا هوريكي يا غراب البيت !، ما أبقاش ٱنا لو ما نهايتك كانت على إيدي ..
__________________
: وحد اللّٰه يا فريد ،مش كده !!..
_همهم بها چياد بخفوت بينما يربت على كتف فريد يحاول تهدئة طوفان غضبه، فهمهم فريد مجيباً بهدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة ،
: لا إله إلا اللّٰه ،محمد رسول اللّٰه ..
: حقك على رأسي يا عم فريد !،
_صاح بها بصوت جهوري من على بعد ،فألتفتا له الأثنان ،إحداهما يرمقه شزراً بشرارات نارية و الآخر بحدقتان متسعتان ذهولاً .. بينما كان يقترب منهما بخطوات ثابتة ،همس چياد بذهول ،
: آنس الصاوي بيعتذر !!، اللهم أحفظنا ..
_ألتفت فريد برأسه إليه عاقداً مابين حاجبيه بتساؤل صامت ،قاطعهما حينما مّال بجذعه عليه مُقبلاً رأسه وسط ذهول چياد و أعتراض فريد ،ثم أعتدل و مّط شفتيه قائلاً بإستسلام ،
: مهما حصل و حتي لو محدش طلب مني أعتذر منك ،خصوصاً فتون،
_قال جملته الآخيرة مشددداً على حروفه بقوة ،ثم تابع بإبتسامة مرحة ،
: مع ذلك كنت هعتذر منك و أبوس على رأسك كمان .. مهما كان ،في حقيقة كونك أخويا الصغير !!..
: صلي على النبي و ما تكبرش الموضوع يا فريد !، آنس بنفسه جه لحد عندك و أعتذرلك !!..
_قالها چياد بحذر وهو يربت على ذراعه يحثه على الكلام ،فهمس كلاهما بخفوت ،
: عليه أفضل الصلاة و السلام !،
_بينما أغمض فريد عينيه زّافراً بقوة ثم فتحهما و قال بإستسلام ،
: حصل خير ،
_أبتسم چياد بآريحية ،لكن سرعان ما ذهبت إبتسامته في مهب الريح ،حينما صاح فريد بشراسة وهو يرفع سبابته محذراً ،
: ٱنا سامحت في حقي ،بس مش مسامح في حق أختي و هطلقها يا آنس و رجلك فوق رقبتك !..
_هّز چياد رأسه يأساً ،في حين تدخلت نبرة أنثوية يشوبها الإختناق بينهم ،قائلة بقوة صارمة ،
: مع إحترامي ليك يا فريد ،بس الموضوع ده بيني و بين أخوك الكبير .. آنس بيه ..
_ألتفت كلاهما آثر كلماتها ،ما كاد أن يندفع إليها رافضاً إقصائه من الآمر ،حتي جذبه چياد من مرفقه بعيداً هامساً له بخفوت يشوبه التوتر ،
: سيبهم يحلوها لوحدهم أفضل ليهم !..
_أبتعد عنهما على مضض ، بينما تابعت إبتعادهما بحدقتان ضائقتان إلى أن أختفوا عن أنظارها ،فألتفتت إليه ،وجدت حدقتيه مثبتتان عليها دون أن يرف له جفن ،فآقتربت منه خطوة ثم عضت على شفتها السُفلى و هّزت رأسها متسائلة همساً ،
: رجعت ليه ؟!،
_هّز كتفيه ببساطة و أجابها بثبات ،
: علشانك ،
_حدقت بالأرض قليلاً تبتسم إبتسامة ساخرة ،مالبثت أن أختفت حينما رفعت بصرها إليه قائلة بآسى و تحشرج مختنق بينما طبقة غشائية رقيقة مهتزة تجلت في حدقتيها ،تعافر للإعلان عن نفسها ،
: مش من حقك تتحكم في مشاعري ولا في حياتي بالشكل ده !، تمشي أستنى ،ترجع تلاقيني جاهزة لجنابك .. لا و مستنياك كمان !!؛ بأي حق بتفرض عليّا نفسك دلوقتي و ٱنت اللي منعتني منها من 4 سنين !!، بأي حق راجع و بتطلب مني أسامحك !!، بأي حق بتطالبني بمشاعر ما أنكرش إني حسيتها معاك لكن ..
_صمتت قليلاً فاغرة فاهها تحاول التنفس بإختناق بينما ترفع عيناها لآعلى تمنعها من السيل ،في حين وقف أمامها يستمع لها بصمت تام ،حدقتيه ضائقتان تزامُناً مع إنعقاد حاجبيه بآسى ،واضعاً كفيه في جيبي بنطاله بثبات غريب .. فتابعت حديثها بإبتسامة آسى حزينة قائلة بتحشرج باكي ،
: لكن ٱنت قتلت المشاعر دي بإيدك و دوست عليها بكل قوتك ،لحد ما دفنتها في مكانها ،المشاعر دي ماتت ببطئ مع كل خطوة كنت بتخطيها و ٱنت سايبني و ماشي يوم فرحنا !!،
_خارت قواها و فقدت سيطرتها المفتعلة فأنهمر سيل دموعها بغزارة على وجنتيها ،فتابعت بشهقات خافتة منتحبة ،
: بأي حق عاوزني أنسى كل ده بين ليلة و ضحاها من غير حتي ما تسمحلي أتآقلم مع رجوعك الغير مرغوب فيه !!،
_شهقت بإختناق ثم تابعت بهمس متحشرج وهي تضربه بقبضتيها الصغيرتان في صدره العريض بقوة هزيلة ،
: بأي حق بتدافع عن مراتك ،و ٱنت بنفسك اللي قتلت إحساسها "ك ست" يوم فرحها و كان كل ذنبها إنها حبيتك و خافت تخسرك !!،
_أحكم قبضته على قبضتيها بقوة ،بينما يده الآخرى تسللت تحاوط خصرها بتملك جاذباً إياها إليها ،فكانت قبضتهما الحد الفاصل بين تلامس صدريهما ،فتلوت بجسدها تدفعه عنها ،لكنه أحكم ذراع من حديد حولها و قربها إليه ثم مّال بجذعه عليها ، يدفن وجهه في خصلاتها الهوجاء مغمضاً عينيه ،يستنشق رائحتها الخاصة بوِله بصمت لا يقطعه سوى صوت تنفسهما المضطرب ،بعض لحظات همس بتحشرج أجش ،
: سرقتي روحي مني !!،
_أغضمت عيناها تتنهد بإختناق ثم فتحتهما و أجابت همسته بآخرى قائلة بقسوة و برود جليدي ،
: و ٱنت سرقت مني عمري و إحساسي ك "ست" !!، متعادلين ..
_أعتدل بجذعه ببطء ليواجهها ،طّالت حرب النظرات بينهما و كلاهما يلهث بصعوبة لحديث الآخر ،رّمقتقه بحدقتان ضائقتان بآسى و صدرها يعلو و يهبط بسرعة شديدة لآقترابهما بينما هو واقفاً بآريحية مُفتعلة يضمها إلى صدره و ضاقت حدقتاه ببطء بينما إبتسامة واهية كانت قّد شقت طريقها لزواية شفتيه ؛فأخذت تتلاشى سريعاً ثم ٱختفت تماماً ،حينما أخترقت نبرتها الساخرة أذنيه قائلة بفظاظة ،
: ليه هو ٱنت كنت مستني مني ٱيه !!، ٱستقبل رجوع جنابك بالآحضان و لا ٱقولك وحشتني مثلاً !!،
_ثم تابعت بإبتسامة باهتة ساخرة وهي تُشير له بكلتا يداها : و لا تكونش مستني ترجع تلاقيني في عِش الزوجية مستنية طّلتك البهية !!، ليه !!..
_قالت جملتها الآخيرة بآنفاس ذاهبة و بعينان ضائقتان بحزن مُدجج ، ثم تابعت بصياح و الدموع بدأت في الآنسياب على وجنتيها مجدداً : ليييييه !! تكون فاكرني الجارية اللي جابهالك أبوك !!..
_ضاقت عيناه تزامُنا مع إنعقاد حاجبيه و قّطب جبينه وهو يستمع لها بصمت و ما أن نطقت بجملتها الآخيرة ،حتي شدد على خصرها و جذبها إليه أكثر قائلاً من بين ٱسنانه بغضب مكبوت : فتوون ، بلاش غلط ..
_أنتشلت نفسها منه بالقوة ثم دفعته بكف يدها الطليقة و تابعت قائلة بغضب مُماثل و ثورة عّارمة : فعلاً يا آنس بيه ، ٱنت صح .. بلااش غلط ؛ ده ٱحسن حل يا ٱبن الناس إنك تطلقني و نخرج من حياة بعض بهدوء و من غير غلط ..
_أفلت حصاره حولها ثم في حركة سريعة تقدم منها و ٱمسك بكتفيها ،ناظراً في عينيها مباشرةً ثم قال بتملك و صرامة لا يقبلان الجدال مُشدداً على ٱحرفه : طلاق مش هطلق ،و بمزاجك أو غصب عنك في غُضون آيام هتكوني في البيت .. ٱنا لو سايبك الفترة دي ف ٱنا سايبك بمزاجي ..
_ثم تابع بنبرة آقل عُلواً و آكثر غضباً و ثبات وهو يضغط على كتفيها حتي آنت ٱلماً : بس ٱنتِ بدأتي تستفزيني و ٱنا صبريّ ليه حدود ولو صبريّ نفذ ما تلوميش إلا نفسك لإن ساعتها ٱنتِ اللي هتزعلي ..
_عّقدت مابين حاجبيها و رفعت ذقنها رافضة أن يلاحظ ٱلآلامها مُتسائلة : ٱنت بتهددني !!..
_قربها منه آكثر و رفعها من كتفيها حتي وقفت على آطراف قدميها بملامح قاتمة مُتآلمة وهو يُجيبها قائلاً كتقرير للآمر الواقع بملامح جامدة : قولتلك قبل كده ، آنس الصاوي ما بيهددش ، ٱنا كلمتي واحدة _و المفروض إنك تكوني عرفتي ده من ٱول يوم قابلتك فيه_ ؛ و لآخر مرة بقولك إنك في خلال آيام هتيجيلي بمزاجك يا فتون ..
_ضربته بقبضتيها بعنف في كتفيه وهي تجذب نفسها منه و ما ٱن تركها فجأة حتي تراجعت للخلف قليلاً ثم ما لبثت ٱن هجمت عليه
في خطوة واحدة جرياً تضربه بقبضتيها على صدره العريض صارخة بهياج : طلقققققني ، ٱنا بكررررهك يا آنس بكرررررهك .. طلققققققني ، بكررررررهك طلقققققني ..
_لم تتحرك به عضلة و لم يتراجع خطوة و تركها تُفرغ ما بداخلها بصمت وهو مُغمض العينين بتعبير وجه حزين غاضب يتنهد بصعوبة مُحاولاً التعامل مع كلمتها البسيطة الغاضبة الحادة كخنجر مسموم طعنته به في منتصف صدره بلا رحمة _ٱكرهك_ ..
_مّرت دقائق كالدهّر وهي تصرخ بنفس الكلمتان بلا وعيّ و ما أن نفذ صبره من سماعهما حتي قرر التدخُل مُحاولاً الٱمساك بكتفيها و ضمها إليه وهي تبعده عنها صارخة بكلمة واحدة من بين بكائها العنيف : بكررررررررهك ، ٱبعد عني ..
_لكنه تمكن آخيراً من ضمها إلي صدره و ٱحكم ذراع من حديد على خصرها النحيل مانعاً مُقاومتها الهّشة للفرار وهو يربت على شعرها ماراً بظهرها قائلاً ببطء و قوة تخللهما بعض القسوة و الحدة ،
: و ٱنا بحبك حتي و ٱنتِ بتكرهيني و مش هقدر ٱبعد عنك ،ف أنسي موضوع الطلاق ده علشان ٱنا آضعف من إني ٱنساكي ..
_تّلوت بين ذراعيه وهي تقول بضعف و نحيب ،
: حراام عليك ، سيبني في حالي و روح لحالك بقااا ..
_زّاد من تشبثه القويّ المُتملك بها وهو يقول بصوت آجش عميق مُغمضاً عينيه يستنشق عّبير شعرها ،
: ٱنتِ حاليّ و ماليش منك مّفر و ٱنا مبسوط جداً بحاليّ و راضي بيه ..
_ٱمسكت بيده المُلتفة حول خصرها تحاول إبعاده عنها وهي تصيح بضعف و بكاء و قّد ضعفت قّواها و نفذت مُقاومتها ،
: و ٱنا بكررررهك ، طلقققني ..
_رّبت على خصلاتها و همس في ٱذنها بقوة بالرغم من إرتجافه لكلمتها المُتعمدة ،
: ٱهديّ ، تماام ٱهديّ .. ٱهديّ يا فتون ..
_شهقت بعنف و آرتمت على صدره و سكنت تماماً وهي تغطي وجهها بكفيها باكية ، تقول من بين نشيجها بقسوة و صلابة مُفتعلتان ،
: طلقققني لإني زي ما قولتلك من 4 سنين بكررهالك تاني و ٱنا واثقة في كل حرف ؛ إن ٱي حياة ليك معايا هتكون عبارة عن جُهنم ف أنفد بجلدك يا ٱبن البشوات علشان ٱنا النار اللي جوايا منك لو شعللت هتطول الكل و مش هترحم حد ..
_ٱمسك بوجنتيها يّرفع وجهها إليه و آجبرها على النظر إلي عينيه مُتخللاً أعماق الحزن بهما قائلاً بصرامة و بصوت آجش مُعيداً عليها جملتها ،
: و ٱنا قولتلك من 4 سنين و بكررهالك تاني و ٱنا واثق من كل حرف ؛ إن آضئل فُرصة لجُهنم معاكي ، آفضل بكتيير من الجنة من غيرك .. لِذا ف ٱنا موافق و على آتم آستعداد يا فاتنتي ..
___________________
: فريد !!،
_صاحت بها بأنفاس ذاهبة وهي تركض ناحيته بهرولة ،فألتفت للخلف و مالبثت أن أبتسم إبتسامة جانبية تكاد تكون مرئية .. وصلت إليه آخيراً فمّالت بجذعها للأمام تستند بكفيها إلى ركبتيها تلفظ أنفاسها بصعوبة ،ثم أعتدلت في وقفتها و قطبت جبينها متسائلة بحنو و تردد ،
: أنت كويس !!،
_عقد مابين حاجبيه بضيق و أزدرد ريقه بتوتر جليّ ثم تسائل بتردد ،
: ممكن نتمشى شوية !، محتاج أتكلم معاكي ..

غفوةَ مشاعر أُنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن