الهانم_بنت_البواب_2 ..
#لازالت_فاتنتي ..
_غَفوةّ مشاعّر أُنثي_: ٱنا و قلبي يا روحي حياره ، يا روحي حياره .. سنين ولا بننسى ،يا عيني خساره .. دريت في دمعتي ،دريت في دمعتي .. خايفه لا يشفوها، كتمت الآه في قلبي .. عنهم لا يسمعوها !!، مشيت سنين ، سنين ، سنين و ٱنا أداري عليهم .. و بقيت سنين ، سنين ، سنين و ٱنا روحي بأيديهم .. ولا حنيت في يوم إلا لهواهم .. ولا حسيت بالغربه في لحظه معاهم ..
_أستند بكتفه إلى حائط المطبخ الفاصل بين شقتيهما ،عاقداً ذراعيه أمام صدره و أستند برأسه إلى الحائط مغمضاً عينيه تزامُناً مع إنعقاد مابين حاجبيه ،يُرهف السمع إلى صوت أنثوي هادئ يعرفه عن ظهر قلب ،بينما من جهة أخرى كانت صاحبة ذلك الصوت واقفة تُعد الطعام أثناء دندنتها بشغف مع أغنيتها المفضلة، قطع شروده إحداهما قائلاً بخفوت ساخر ،
: حالك يصعب ع الكافر و اللّٰه !!، راجل ،طول بعرض بهيبة، بيتصنت على مراته !!..
_فتح عينيه تزامُناً مع تقطيب جبينه و آستدار إلى مصدر الصوت خلفه ثم تنهد و أجابه قائلاً بحنق ،
: ٱنت مش وراك غيري يا أبني !!، روح لحال سبيلك و سيبني في حالي اللّٰه يرضى عليك !!..
_رفع عُدي حاجبيه ثم تابع بإستنكار ،
: يعني ٱنا سايب بيتي و مراتي و طاخخ المشوار أبن الجزمة ده كله عشان جنابك ،و في الآخر تطردني ،
_صمت لحظة ثم مّط شفتيه و هّز رأسه إمتعاضاً و تابع قائلاً بخيبة آمل مصطنعة ،
: مكانش العشم يا صاحبي ..
_قاطعهما صوت طرقات خفيفة على الباب ،فالتفت عُدي بعنقه للخلف ثم عاد ببصره إليه و أبتسم قائلاً ،
: ده أكيد چياد و إحتمال يكون فريد معاه ،باللّٰه عليك يا آنس تهدأ و تعقل شوية لإن أسلوبك ده هيطفش البنت منك أكتر ،
_قطب جبينه ثم تابع حديثه بإستنكار ،
: بتقول إنك راجع تصلح غلطك بس ٱنت من يوم وصولك و ٱنت نازل في عيلتها طيخ طاخ طوخ .. هو ده مفهومك عن التصليح !!..
_زّفر آنس بنفاذ صبر و ضغط بإصبعيه على أنفه مابين جفنيه ثم تقدم منه و تخطاه خارجاً من المطبخ بإتجاه الباب و فتحه ليجد چياد و برفقته فريد ،رحب بهما و دّلف چياد للداخل بينما وقف فريد أمامه قليلاً بصمت ثم تنحنح و رفع سبابته في وجهه قائلاً بتحذير خافت يشوبه الغضب المكتوم ،
: لولا إنك أخويا الكبير ،ٱنا كنت هتصرف بشكل تاني معاك بعد عملتك المهببة مع فتون ..
_أبتسم آنس إبتسامة جانبية حانية ثم فتح ذراعيه يدعوه إلى أحضانه بصمت ،فأبتسم فريد و هّز رأسه بغير تصديق ثم عانق أخيه الذي رّبت على ظهره وهو يقول بجدية مرحة ،
: بصراحة مش عارف أشكر أبويا عليك ٱنت و فدوى ولا أزعل منه بسبب الخازوق اللي كان ملبسه لأمي طول حياتها !!..
_دّوت قهقهاتهم في أرجاء المنزل ،بينما أجاب فريد بمرح من بين ضحكاته ،
: عديهاله يا آنس ،راجل كبير و غلط ..
: برأيي الحج سليم اللّٰه يرحمه خزوقكوا أنتوا الأتنين ،يلا بالشفا !!..
_همهم بها چياد بمرح ساخر ،بينما أبتعدا عن بعضيهما و جلسا على أحد الأرائك بآريحية و أستغل آنس حالة الهدوء و الوِد الدائرة بينهما و أردف قائلاً بهدوء خبيث أشبه إلى هدوء ما قبل العاصفة موجهاً حديثه إلى فريد ،
: حيث كده ،ٱنت مديون ليّ بخازوق و ٱنا بقبل العوض ..
_التفت فريد إليه بعنقه عاقداً مابين حاجبيه بتساؤل عن فحوى ذلك العوض ،أبتسم آنس بخبث متلاعباً بحاجبيه بصمت ذات مغزىّ بينما أجابه عُدي عوضاً عنه بملل ساخر ،
: فتون !..
_بينما أستكمل چياد الحديث قائلاً بجدية مرحة ،
: من الآخر ،مطلوب منك تسلم أختك تسليم آهالي ..
_هّز فريد رأسه بتفهم ثم تابع بإبتسامة نشوة و تشفي ،
: هساعدك بشرط !!..
_رفع آنس حاجبه الآيسر إرتياباً بتساؤل صامت ،فأجابه فريد قائلاً بتحدِ صارم ،
: تعملها فرح يليق بيها و سيب إقناعها عليّا ..
_بينما من الجهة الأخرى،..
: ٱنتِ اللي غبية ؛طول ما ٱنتِ قدام عينه و منتظرة البيه يحن ، هيفضل متجاهلك و متجاهل وجودك و مش هيحس بيكي أبداً ..
_هدرت بها فتون بفتور غاضب موجهه حديثها إلى چويرية القابعة بجوارها عاقدة ذراعيها أمام صدرها بقنوط ،قاطبة جبينها بغضب طفولي .. بينما تابعت فرحة الحديث تقول بتأييد ،
: فتون معاها حق يا چوري ،ٱنتِ دايماً قدام فريد فبالتالي هو مطمن بوجودك لكن أراهن إنك لو غيبتي يوم واحد عن عينيه ،هتلاقيه راكع قدامك و بيطلب منك تتجوزيه ..
_زّفرت چويرية بقوة ثم تابعت مسائلة بحنق ،
: ٱنا المفروض يعني أموت نفسي ،لأجل ما البيه التقيل يحس على دمه و يعبرني !!..
_ضربت فرحة كفاً بالآخر و هّزت رأسها يأساً بينما رّبتت فتون على ذراعها بحنو و أجابتها قائلة برفق ،
: لا طبعاً ،بعد الشر عنك يا حبيبتي ،أحنا نقصد إنك لازم تتقلي شوية و تبعدي عنه شويتين ،خليه يحس بغيابك علشان يقدر وجودك ،فاهمة !!..
_أصدرت فرحة صوت تشدق بفمها و تابعت همساً بسخرية ،
: كان القرد نفع نفسه !!،
: قرد ؟!،
_صاحت بها فتون التي جحظت بحدقتيها بإنشداه ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها و تابعت بحنق طفولي ،
: اللّٰه يسامحك !..
: هيسامحني إن شاء اللّٰه ،
_همهمت بها فرحة بخفوت ثم هّبت واقفة متجهة إلى الصغيرة النائمة بغرفة فتون و أردفت قائلة بسخرية ،
: هطمن على مُهرة و كملوا ٱنتوا بؤس لحد ما أرجع !.
_أغمضت چويرية عينيها و هّزت رأسها يأساً ثم فتحتهما و صاحت بإمعتاض حانق وهي تشد خصلات شعرها بأناملها بشراسة ،
: ٱنا زهقت !!،
_رفعت فتون حاجبيها ذهولاً و تراجعت للخلف بإرتياب بينما التفتت چويرية إليها و قفزت نحوها و أمسكت بكفي فتون التي حاولت سحب كفيها منها بذعر لكنها تشبثت بهما بقوة و تابعت حديثها بتوسل راجيّ بنبرات أشبه للبكاء ،
: ساعديني يا فتون باللّٰه عليكي ؛ٱنا لو ما أتجوزتش أخوكي هموته و أموت نفسي و أموت أي واحدة تفكر فيه مجرد تفكير !!..
: لا و على إيه !، الطيب أحسن !!..
_همهمت بها فتون بخفوت حذر ثم ضيقت حدقتيها و تابعت بخبث و وعيد ،
: هساعدك و هنخليه يجي لحد عندك زاحف بس بشرطين !!..
_أبتسمت چويرية بآمل و أومأت برأسها موافقة سريعاً عدة مرات وهي تقول ،
: موافقة، أياً كانت شروطك .. موافقة ..
: جميل ،
_همهمت بها فتون بإبتسامة إنتصار ثم أستنشقت نفس طويل و زّفرته بهدوء إستعداداً و تابعت تقول بمكر أنثوي ،
: عاوزة تاريخ جنة من يوم ما أمها ولدتها لحد ما عملت فيها ميتة ده أولاً ،أما ثانياً بقا .. آنس ..
: إشمعنا !!..
_تسائلت فرحة التي أنضمت إليهما لتوها بحاجبيان منعقدان بإبهام للمقصد ،التفتت إليها چويرية و مّطت شفتيها تزامُناً مع إهتزاز كتفيها علامة الجهل ،فعقدت فتون ذراعيها أمام صدرها و أجابت تساؤلاتهما قائلة ببساطة ،
: أولاً عاوزة أعرف تاريخ جنة علشان أعرف أتعامل معاها و أعرف نقاط ضعفها ،بإختصار أكون مُلمة بحادثتها مع آنس ،
_ثم أعتدلت و حانت منها نظرة إلى كليهما ثم تابعت بهدوء جليدي يشوبه الوعيد و الآسى ،
: أما بخصوص آنس .. فٱنا حتي لو في نيتي إني هطلق منه بس كمان لازم الأول أندمه على اليوم اللي قابلني فيه ،و أكرهه في عيشته ،و أخليه يكفر عن سيئات عيلته مش سيئاته هو بس قبل الطلاق !!..
: يا جبروتك يا شيخة ،اللّٰه يكون في عونك يا آنس !!..
_صاحت بها فرحة بإمتعاض ،بينما لوحت چويرية لها بكفها بلامُبالاة ثم التفتت إلى فتون و أبتسمت بعزيمة قائلة ،
: ٱنا جاهزة ،هحكيلك كل حاجة أعرفها عن جنة و هساعدك من جهة آنس ،
_ثم رفعت حاجبها الآيسر بتحد و قالت ،
: و ٱنتِ عارفة المقابل ..
__________________
_بعد مرور أسبوع ،..
: غصب عني يا فتون و اللّٰه ،قلبي ما طاوعنيش أسيبه و أسافر شهر كامل !!..
_همهمت بها فدوى هاتفياً بجبين مقطب ،بينما تنهدت فتون و تسائلت بحنق غاضب ،
: تقومي تاخديه و تسافري من غير حتي ما تعرفي حد فينا يا فدوى ؟!..
_أجابتها بدفاع قائلة ،
: لا، هاشم عارف بس ٱنا طلبت منه ما يعرفش حد غير لما نسافر ،لإني عارفة إنك هتعترضي ..
: كمان هاشم شريكك في الكذبة دي !!،
_صاحت بها فتون بإستنكار ممتعض ثم تابعت بضيق طفولي ،
: لا، أخص عليكم بجد !، تسافري حتي من غير ما تسلمي عليّا ٱنا و فريد !!..
: حقك عليّا يا فتون !،
_همهمت بها فدوى بحنو ثم تنهدت و تابعت بخفوت متردد ،
: بس بيني و بينك ٱنا أستغليت السفرية دي لإني مش على إستعداد أبداً أواجه آنس ..
_تنهدت بقنوط تزامُناً مع إيماءة برأسها متفهمة ثم أستطردت قائلة بحنو ،
: المهم تكونوا بخير و بإذن اللّٰه هتفق مع فريد على يوم يناسبه و نيجي نقضي يوم معاكوا في إسكندرية ..
_وصلها رد فدوى سريعاً برجاء ،
: ياريت يا فتون !، ٱنا حقيقي محتاجة أحس بلمتنا و وجودكم حواليا الفترة دي بالذات ..
_ضيقت حدقتيها تزامُناً مع تقطيب جبينها بإستغراب متسائلة بقلق ،
: في حاجة يا فدوى !!، ٱنتِ متخانقة مع حازم ولا حد فيكم تعبان لا قدر اللّٰه !!..
_أخترق سمعها تنهيدة مطولة صدرت عن فدوى ،فأرهفت السمع تنتظر جوابها بقلق ،بينما تكفلت فدوى الإبتسامة و كأنها تراها ثم تابعت بحشرجة أثارت ريبة فتون ،
: أبداً يا حبيبتي، ٱنا بس ماما و بابا وحشوني و بقول لو نقضي يوم سوا ، نفك عن نفسنا شوية ..
_هّزت فتون رأسها بغير إقتناع قائلة ،
: ربنا ييسر و بإذن اللّٰه على أخر الأسبوع نكون عندك ..
: على خيرة اللّٰه ،..
_أغلقت فتون الهاتف بجبين مقطب بحيرة ثم هّزت رأسها نفياً و همست محدثة نفسها ،
: تؤ، فدوى فيها حاجة غريبة ،الحكاية مش ماما و بابا ؛ لأ، ٱنا عارفة ٱختي كويس ، فدوى فيها إنّ ..
_قاطع شرودها القلق رنين هاتفها ،رفعته إليها فعقدت مابين حاجبيها إستغراباً ما أن طالعها إسم فريد الذي لم يهاتفها لمرة منذ حادثة المزرعة ؛ مّطت شفتيها تزامُناً مع إرتفاع حاجبها الآيسر ثم وضعت الهاتف على أذنها تجيبه بخفوت حذر ،
: السلام عليكم !،
_وصلها رده هادئ النبرات قائلاً بحنو مرِح ،
: عليكم السلام، وحشتيني يا توتا !،
_زّفرت بقوة كمن أزاحت عن عاتقها حِمل شديد و أبتسمت بإبتهاج ثم تابعت قائلة بسعادة عارمة ،
: ٱنت كمان وحشتني أوي يا فيرو و هموت و أشوفك !،
_صمتت لحظة ثم تابعت بتردد ،
: بس بصراحة كنت خايفة تكون لسه زعلان مني !..
_ثم تابعت بحرارة مترجية إياه ،
: سامحيني يا فريد باللّٰه عليك ،و اللّٰه ٱنا خوفت تحصل مشكلة ببنكم و ٱنتوا في الأول و في الأخر أخوات !..
_أبتسم فريد بحنو و أستطرد قائلاً برفق ،
: ٱنتِ أختي يا هبلة ، يلا أجهزي بسرعة .. دقايق و تكوني تحت ،ٱنا مستنيكي في العربية و هنقضي اليوم كله سوا ..
_قفزت مكانها بسعادة طفولية قائلة بمرح ،
: حبيبي يا فيرو ، ثواني و أكون عندك ..
_همهمت بجملتها الأخيرة وهي تركض في طريقها للداخل إستعداداً لتبديل ثيابها ،
_بينما من الجهة الأخرى،
_أغلق فريد الهاتف و مسح وجهه بكفيه ثم حانت منه إلتفاتة من شباك السيارة إلى شُرفتها و همس محدثاً نفسه بخيبة آمل سابقة لآوانها ،
: المهم ٱنتِ تسامحيني و تسامحيه يا فتون !!..
________________
: الأمانة معايا و في طريقها ليك ..
_قرأ آنس رسالة فريد المختصرة بعينيه ثم هّب واقفاً و تناول حِلته المعلقة على ظهر كرسيه ليرتديها بعجلة ثم تناول حافظة أمواله و ميدالية مفاتيحه و هاتفه و آستدار حول مكتبه في طريقه للخارج ،بينما أوقفه عُدي الذي مّد ذراعه أمامه يعيق مروره ،فآستدار آنس إليه بعنقه عاقداً مابين حاجبيه بتساؤل صامت ،فأجاب عُدي تساؤلاته حينما رفع سبابته في وجهه محذراً ،
: بلاش تندم فريد على مساعدته ليك يا آنس !،
_أغمض آنس عينيه و هّز رأسه بيأس ثم فتحهما و رّبت على كتف عُدي قائلاً بهدوء جليدي ،
: هغيب أسبوع ، معتمد عليك في تجهيز الفرح يا عُدي ،تمام !،
_زّفر عُدي بضيق ثم رّبت على كتفه و أومأ برأسه إيجاباً و أبتسم له يواسيه قائلاً بعزيمة ،
: ما تشغلش بالك ،ٱنا هتصرف ..
_بادله آنس الإبتسامة بأخرى ممتنة ثم إتجه للخارج من فوره في طريقه إليها ..
_بينما من جهة أخرى ،بڤيلا فهمي الصاوي ..
: تحيا فتون و يحيا الحب !،
_صاحت بها چويرية ببهجة طفولية وهي تصفق بكفيها تزامُناً مع قفزها بمكانها فوق الفراش ،جحظت فرحة بحدقتيها ذهولاً و صاحت بإمتعاض غاضب ،
: يا بنت المجنونة فزعتي البنت !!،
_لم تأبه چويرية لصراخ الصغيرة و هّبت واقفة ثم أردفت قائلة برجاء ،
: غطيّ عليّا ولو ماما سألت عني قوليلها أي حاجة مش مهم ،
_ما كادت أن تتحرك حتي أمسكت فرحة بمعصمها قائلة ،
: أفهم الأول إيه اللي حصل !!..
: بصي ؟،
_هتفت بها چويرية وهي ترفع هاتفها في وجه فرحة التي عقدت مابين حاجبيها و أستطردت تقرأ أحد الرسائل همساً ،
: فريد معايا ،أنزلي النادي و ٱنا هبعتهولك و نفذي خطتنا بالحرف ..
_ما أن أنهت قرأتها حتي رفعت بصرها إلى چويرية و أبتسمت لها بتفهم ثم أخفت إبتسامتها بمهارة و رفعت سبابتها قائلة بجدية زائفة ،
: متتأخريش !،
: من عينيا ..
________________
_على الطريق السريع ،في سيارة فريد ،..
: ٱنت متأكد إننا هنقضي يوم سوا ؟، ولا إحنا هنقضيه في الصحرا !!..
_تسائلت فتون بها بسخرية مرِحة وهي تتابع الطريق أمامها بجبين مقطب بإستغراب ،بينما أبتسم فريد بمكر و هّز رأسه نافياً و أجابها قائلاً ،
: متقلقيش ،بعدين هتدعيلي .. أو تدعي عليّا ، اللّٰه أعلم !!..
_همهم بجملته الأخيرة بهمس خافت بريبة ، بينما بللت فتون شفتيها بتردد ،و أرجعت خصيلات شعرها خلف أذنها بأيدي مرتجفة ثم آستدارت إليه قائلة بجدية زائفة ،
: ياا خبر !، أزاي نسيت ؟!، فريد Please ٱنا آسفة بس لازم نرجع لإني واعدة غّرام إننا نتقابل في النادي كمان ساعة ضروري جداً و مش هينفع أتأخر ،في حاجة مهمة لازم أستلمها منها !!..
_أغمض فريد عينيه يتنهد بحنق ثم فتحهما و أردف قائلاً بكلمات أشبه للغز بالنسبة لها ،
: تمام هوصلك و أرجع لها و أستلم منها ٱنا الحاجة المهمة جداً دي و آمري للّٰه ..
: توصلني !!،..
_همهمت بها فتون بجبين مقطب بتسائل خافت ،بينما أوقف فريد السيارة جانباً و آستدار لها قائلاً ،
: ٱنا آسف يا فتون !!..
_زّادت من تقطيبة جبينها تزامُناً مع إنعقاد مابين حاجبيها إرتياباً و هّزت رأسها بتساؤل و ما كادت أن تُعلن عن تساؤلها .. حتي وجدت يداً سمراء ممسكة بمنديل ورقيّ تُكبل فمها ،جحظت بحدقتيها ذعراً و شهقت بداخلها و مّدت ذراعيها تتشبث بذراع فريد وهي تتلوىّ بذعر لكنه أمسك بكفيها بقبضته بقوة يُعيق حركتها ،فأزداد ذعرها لكن سريعاً ما تشوشت الصورة أمامها و غابت عن الوعيّ و ما كادت أن تسقط برأسها للخلف على الباب .. حتي أسرع هو بفتح الباب و أسند رأسها بكفه ثم وضع إحدى ذراعيه آسفل ركبتيها و الآخر خلف ظهرها ثم حملها برفق و إتجه بها إلى سيارته و مددها على الكرسي الخلفي برفق و رقة ثم أغلق الباب و آستدار إلى فريد الذي نزل من سيارته يتابع المشهد بصمت ، لوح له آنس بأصبعيه بالتحية العسكرية و آستدار ليدلف داخل سيارته ثم أدار المقود و تحرك بسرعة مصدراً خلفه صرير مزعج ،
_في حين تنهد فريد بآريحية ثم وضع نظارته الشمسية و همهم محدثاً نفسه ،
: ربنا يستر !!،
_ثم دّلف داخل سيارته و أغلق الباب و أدار المقود قائلاً بعزيمة ،
: ٱما نشوف حكاية النادي دي كمان !!..
________________
: فرحتي !،
_همهم بها چياد همساً بأذن فرحة التي مّال بجذعه إليها يحتضنها من الخلف ،بينما كانت هي تؤرجح طفلتها في سريرها الصغير ،فأنتفضت بداخلها فجأة حين شعرت بذراعين دافئتين تحيطان بخصرها برفق ،فأغمضت عينيها و أبتسمت إبتسامة حالمة و أزدردت ريقها و أنتظرت، لكنها شعرت بإنتفاضة أخرى تعصف بكيانها لكن من نوع آخر .. مختلف .. حين شعرت بشفتين دافئتين تضغطان برفق على مؤخرة عنقها الطويل _'حيث كانت تعقص شعرها لأعلى'_ ،أتسعت عينيها ببطء دون أن تدلي بكلمة ،بينما كان هو مغمضاً عينيه ثم بعد مدة دامت لدقائق أبعد شفتيه عن عنقها دون أن يستقيم ،بلّ ظل يتأمل جانب وجهها بإبتسامة حانية ثم همس أخيراً قاطعاً الصمت بينهما بصوته العميق الخشن بجدية خبيثة ،
: وحشتيني يا أم مُهرة !!..
_شهقة خافتة صدرت عنها تزامُناً مع جحوظ حدقتيها ثم آستدارت إليه بسرعة البرق و ضربته بقبضتها في صدره بحنق طفولي قائلة بإعتراض ،
: أخص عليك يا چياد !!، قولت كذا مرة متقوليش أم مُهرة دي تاني !!..
_أصدر آنين متآوه زائف آثر ضربتها الطفولية بينما إبتسامة خبيثة تُزين ثغره ثم حاوط خصرها و جذبها إليه بقوة فأرتطمت بصدره بينما أخفض رأسه لمستواها و أغمض عينيه و ضاع برأسه في موجات خصلات شعرها يستنشق عبيره ،يقول بصوت أجش ،
: وحشتيني جداً و محتاجلك جداً جداً يا فرحة !!..
_قطبت جبينها بريبة و تسائلت بخفوت هامس بقلق ،
: ٱنت كويس يا حبيبي ؟!، حصل حاجة ضايقتك !!..
_تنهد بقوة ساحباً نفس عميق إلى رئتيه ثم أعتدل فرفعت عنقها تواجهه بتساؤل صامت ،بينما أجابها چياد بكلمات ذات مغزىّ في حين كان يداعب خصلات شعرها بأنامله برِقة ،
: قابلت أبوكي النهارده !!،..
_شهقت فرحة بفزع و دون إرادة منها تشبثت بقماش قميصه و كأنها تخشى فقدانه و تسائلت بتلعثم يشوبه الذعر و الرهبة ،
: قالك حاجة زعلتك ،مش كده !!،..
_هّز كتفيه بلامُبالاة زائفة قائلاً ،
: أبوكي و عارفاه يا فرحة ، فاضي و بيخلص مّلله فينا !!..
: قالك إيه يا چياد ؟!،
_تسائلت بها فرحة بحزم ،فتنهد بإختناق و ترك خصرها ثم أشاح بوجهه للجهة الأخرى و مسح وجهه بكفيه و أجابها قائلاً بضيق ،
: فتح سيرة الحادثة القديمة تاني و لسه مصمم إني ٱنا اللي إعتديت عليكي !!..