السفينة 4

80 16 0
                                    

ولم يتأخر خدم المنزل عن المجيء فحملوا أوجست، ومكث معي الأطفال وحدهم.

فقال لي جاك: أحسنت يا كديشون، فإنك خلَّصت حياة أوجست. ثم التفتَ إلى إخوانه وقال: أرأيتم كلكم بأي شجاعة ألقى كديشون نفسه في الماء؟

 ثم التفتَ إلى إخوانه وقال: أرأيتم كلكم بأي شجاعة ألقى كديشون نفسه في الماء؟

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الحمار وهو ينشل أوجست من الماء ويخرج به إلى البر.

فأجاب لويس: نعم، شاهدنا ذلك، ورأينا كيف كان يعوم لتخليص أوجست.

وقالت إليزا: وكيف قاده بلطف إلى البر!

وقال جاك: مسكين كديشون! فإنه مبلول بالماء الكثير.

فقالت هنريت: لا تلمسه يا جاك لئلا يبل ثيابك، ألا ترى الماء يسيل من جسمه من كل ناحية؟

فقال جاك: وماذا في الأمر إذا كنتُ أبتل بالماء؟ ثم طوَّق رقبتي بيديه وقال: إذا بلَّني الماء فهو لا يبلغ مقدار ما بلَّ كديشون.

فقال لويس: أحسن من أن تعانق كديشون وتثني عليه أن تقوده إلى الإصطبل، حتى تستطيع هناك أن تنشف جسمه وأن تقدم إليه الشعير استجماعًا لقوته.

فقال جاك: هذا صحيح، ومعك الحق، تعالَ يا كديشون.

وتبعتُ جاك ولويس في ذهابهما إلى الإصطبل بعد أن أشارا إليَّ بأن أتبعهما، فلما دخلنا الإصطبل أقبل الطفلان يجتهدان في تنشيف جسمي، وكانا يفركانه بقبضة من القش. ولما تم التنشيف جاءت هنريت وجان بمشط فسرَّحا شعر رأسي وذيلي، فكنت بعد ذلك على أحسن حال وتناولت بشهية حسنة كل ما قدموه إليَّ من الشعير.

وفي أثناء ذلك قالت هنريت بصوت خافت تخاطب جان: كديشون عنده شعير كثير جدًّا.

فأجابت: لا بأس بالزيادة، فهو طيب جدًّا وهي مكافأة له.

فقالت جان: أنا أستحسن أن نقدم له قليلًا منه.

فقالت هنريت: لماذا؟

فأجابت جان: لكي نعطي للأرانب التي ليس عندها شعير، وهي تحبه كثيرًا.

فقالت هنريت: إذا أبصرك جاك ولويس وأنت تأخذين الشعير من كديشون فإنهما يوبخانك.

فقالت جان: هما لا يرياني، لأنني أنتظر حتى لا ينظرا إليَّ ثم آخذ.

فقالت هنريت: إذن تكوني سارقة، لأنك تسرقين الشعير من كديشون المسكين الذي لا يستطيع أن يشكو لأنه لا يقدر أن يتكلم.

فأجابت جان وهي متأثرة: هذا صحيح، ولكن أرانبي تكون مسرورة إذا حصلت لها على شيء من الشعير.

ثم جلست بقربي تنظر إليَّ وأنا آكل.

فقالت هنريت: لماذا تجلسين هنا يا جان؟ تعالي معي نسأل عن أخبار أوجست.

فأجابت جان: أنا أفضل أن أنتظر حتى يفرغ كديشون من أكله، فإذا بقي منه شعير أحمله للأرانب وبذلك لا أكون سرقته.

فحاولت هنريت أن تأخذها معها فلم تقبل، فتركتها وذهبت. واستمرت جان تنظر إليَّ وتراقبني وأنا آكل وكأنها كانت تقول: أنا خائفة أن يأكل الشعير كله، وليته كان يبقي منه قليلًا! فإنني أكون مسرورة وآخذ ما يتركه لأجل الأرانب.

خواطر حمارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن