الفصل العشرون

14.3K 495 39
                                    


قراءة ممتعة

"السجينة...وأيدي العُقابُ"

*الفصل العشرون*

_بسرعة البرق استخدمت "عهد" الشال التي كانت تضعه على كتفها وغطت به وجهها بسرعة وخرجت على الفور قبل أن يلمحها ، أما عن "زين" فقد فتح عينه بتعب شديد وشعر بحركة ما حوله لكن الرؤية لم تضح له ،ولكن حاول جاهدًا أنا يفيق ويقوم ليرى ماذا يجري له ، شعر بألم كبير في رأسه فتحسس رأسه وهو يتألم بدا الأمر غريبًا عليه في تفحص المكان ولفت نظرت تلك القماشة التي تغطي جرحه ، فتعجب كيف له أن يُعالج وسيقتل بعد قليل !
نظر حوله أكثر وحاول النهوض فلمح ذلك الباب الخلفي مواربًا وقف بصعوبة متعجبًا أهذا فخًا حاول أن يفيق وبحث حوله عن أي ألة حادة حتى يدافع بها عن نفسه
تأهبت نفسه حتى يرحل من هنا ويبعث قواته لهذا المكان حتى يتم القبض على "حمدي" أمسك ، أمسك بقطعة حديدية كبيرة وسار ببطء وحذر وفتح الباب الموارب ولم يجد أحد بالخارج ،كان التعجب الشديد له أثر واضح عليه وشعر بخطورة الأمر !
أصبح الأن في حديقة القصر وأيضًا وجدها فارغة نظر حلوها بتفحص وهو يتألم فلم يجد أمامه إلا صور القصر الخلفي الذي لا يوجد عليه حراسة من الكلاب المفترسة أو حراسة الرجال نفسهم، قرر أن يتحامل على نفسه ويقفز مسرعًا حتى يلحق الأمر لم يتلقى "هاتفه" ولكنه حمد ربه أن معه محفظته فهي ستساعده في إثبات هويته لأي شخص نظر حوله بترقب شديد وحذر وخبأ نفسه بين الأشجار التي أمام السور ثم قفز ببطء على السور وشعر بألم حد عند جرح بطنه فهو لم يلتأم بعد !
.....
كانت تشاهد كل ذلك من ركن بعيد وتنهدت براحة عندما نجح في الهروب وحدثت نفسها وقالت:
-معقول يتصرف ويقبض عليهم ويخلصنا منهم يا رب يقدر يعمل كده
تنهدت بحذر وأكملت عملها دون أن يلحظ أحد لما فعلته !
وبعد برهة اكتشف "حمدي" الأمر وقام على الفور بقتل الرجلين فقال وهو يصيح بكل من حوله:
-اتصل "بفريدة" بسرعة خليها تشوفه هيعمل إيه قبل ما يتهببلنا في مصيبة !
أنصت له أحد رجالته وأخبره بعد برهة أن "فريدة" على الهاتف فحدثها على الفور بغضب :
-جوزك عرف يهرب يا هانم اتصرفي بسرعة قبل ما يبلغ !
تنهدت " فريدة" وقالت بضيق:
أنتَ عارف إني مقدرش أجي وإلا هتكشف وأنتَ عارف "زين" مش سهل لازم تسيب المكان عشان هبلغ فعلًا روح عندما ماما هي دلوقتي في شاليه العين السخنة يا خال ومحدش يعرف إنها عندها شاليه هناك وهناك أمان !

......................................................عودة
زفرت "عهد" أنفاسها بقوة ومسحت دموعها باختناق وقررت الابتعاد عنه وتجاهله حتى تتجنب معاملته تلك معها !
دثرت نفسها بخنقة ونامت وهي تبكي بشدة لا تريد أن تستيقظ!
...............
وقف "زين" في شرفته وهو يشعر الغضب والندم والغيظ أيضًا شعر أنه قد خان "فريدة" وأنب نفسه وبنفس الوقت شعر بالحنق عندما ظن أن هذا الموقف قد تكرر من قبل معها ، أشعل سيجارة ليحرق بها غيظه وشعوره المتخبط فهو عندما كان معها لم يكن كارهًا بالأمر بل شعر بشيءٍ جديد ولكن كره هذا الأمر هو لن يحبها ولكن أيعقل أن مشاعره ستبدأ من جديد!
وهو يعلم الأن أنه سبب لها جرحًا جديدًا ولكن ليس بيده فالأمر صعب عليه كي يتقبل قربها
نفث دخان السيجارة بتمهل ثم عاد مرة أخرى نحو غرفته فوجدها نائمة لناحية الأخرى ومكورة نفسها فتألم لهذا ولكن يشعر بالغيظ والندم هي زوجته لكن ماذا عن مشاعرة ؟!
استلقى بجوارها ثم أخذ ينظر لها وعلم أنها تبكي تألم أيضًا من ذلك الشعور ووجد نفسها يحاوطها ويقربها له تحت تأثير صدمتها وهمس بأذنها:
-أنا آسف !
تألمت بشدة وقالت هي تزيح يده التي تحطيها:
-ابعد عني !
قربها منه أكثر واشتم عبير شعرها وتنهد وقال بنفي:
-مش هبعد
-ليه بتعمل معايا كده ؟
قالتها بدموع تنهد أكثر ثم حدثها بما داخله وقال:
-صعب تفهميني بس أنا لسه مش عارفك يا "عهد" ولا عارف حياتك كانت ماشية ازاي مع "حمدي" !
صُدمت "عهد" من ظنه بها والتفت مرة واحدة وهي تجلس وتقول بحدة:
-أنتَ ازاي تفكر فيا كده
شعر بغرابة في الموضوع ثم قال بمنطقية:
-عايزة تقنعيني إن "حمدي" قدر ميلمسكيش أو أنتِ منعتيه مثلًا؟!
-أيوة !
قالتها مؤكده فقال باستخفاف :
-مش هتعرفي تضحكي عليا !
كانت ستجن من الغيظ فقالت بغضب شديد:
-أنا مش بضحك عليك والله ما عمل حاجة معايا أنتَ ازاي تقول عليا كده فاكرني إيه !؟
-"حمدي" مفيش حاجة بتقف قدامه
-إلا أنا !
قاتلها بهدوء ثم قامت من على السرير وقالت هي تهم بالخروج:
-اظاهر إني غلطانة لما حاولت أقرب منك مش هسامحك على ظنك فيا يا سعادة الباشا!
خرجت بخنقة كبيرة بينما أخذ "زين" يفكر بشرود هل حقًا تقول الصدق لكن كيف !
تأفف بانزعاج وهو يحاول النوم هو يشعر أنها على حق فقد لمس ذلك بها لهذا لم يمتنع من زواجها ،لعن هذا الحظ الغبي الذي يفعله وقرر الابتعاد هو الآخر حتى يتأكد من كل ما يريده وإن صدقت ظنونها فلن يسمح بوجده معها !
..........................................
جلس "عاصم" في ذلك الكوخ الصحراوي وهو يشعر بالنشوة سيعلم الأن أين هي ويأخذها ويسافر بها ليهرب بعيدًا عن هنا ويباشر أعماله هناك ، وصل أحد رجالته وهو يأتي له بمعلومات هامة ، فانتبه له "عاصم" وقالت باهتمام شديد:
-وصلت لإيه.؟!
كان يعلم الرجل أنه لن يسعد بذلك الخبر فقال بتبرم :
-أخبار مش كويسة يا باشا !
ضيق "عاصم" عينه بريبة وقال بحدة:
-اخلص حصل إيه !
-البت اتجوزت الظابط العدو!
برق بعينه بقوة وقذف ما بأمامه ثم حملق بشر شديد:
-كده جابت أخرها معايا خلاص !
ذهب نحو ركن ما وأخرج منها علبة بها نوع من المخدرات الخطيرة التي تغيب العقل تمامًا وقال بتوعد:
-هتجيلي وبرجليكي كمان !
...........................................
في صباح اليوم التالي استيقظ "زين" سريعًا قبل الجميع ودلف نحو غرفة "رهف" ليجدها نائمة بينهم ببراءة تنهد ثم قبّل ابنته شعرت به هي لكن لم تحرك ساكنًا !
خرج من دون إخبار أحد فهو لا يريد الجدال معها الأن !
نزلت دمعة حارة منها وقامت بهدوء ودلفت خارجًا لتجد "سلمى قد استيقظت  لتوها ونظرت لها بابتسامة هادئة متعجبة وقالت:
-صباح الخير أنتِ كنتي عند البنات !
تنهدت "عهد" وقالت:
-أنا نمت عندهم !
نظرت لها بغرابة وقالت بقلق:
-ليه حصل حاجة مع "زين" ؟!
نظرت لها بحزن فعلمت "سلمى" بوجود خطب ما فهي تعرف أخاها جيدًا فقالت وهي تمسك بيدها:
-تعالي نحضر الفطار وبعدين نتكلم على رواقة !
تعجب "يوسف" من نزول "زين" بمفرده فأرسلت له "سلمى" إشارة أن هناك أمر ما فتنهد "يوسف" بانزعاج وذهب لعمله ليرى ما الأمر بينما جلست "سلمى" مع "عهد" بالشرفة وقالت:
-احيكلي حصل إيه مع "زين" !
شعرت "عهد" أنا تحتاج إلى حد كي تحكي معه فقالت لها ما  حدث لكنها خجلت من إخبارها بما فعله معها وفضلت الصمت عن هذا فهي تعلم أن زواجهم صوري ، شعرت "سلمى" بخيبة أمل أخيها وأنه لن يصبح الأمر عليه سهلًا فتنهدت وقررت مساعدتها :
-"زين" بقى صعب أوي بعد ما "فريدة" ماتت أنا عارفة إن جوازك منه صوري بس بيني وبينك نفسي يرجع يحب من تاني لو تقدري تعملي كده متتأخريش !
تنهدت "عهد" بتهكم وقالت:
-أه عشان يطلقني ويريمني مش هقدر أتحمل أكتر من كده !
تنهدت على حالها ثم بادرت وقالت مبتسمة:
-هساعدك وهقولك تعملي ايه !
أنصتت لها "عهد" بتركيز شديد!
.............................................
جلست "بسنت" على فراشها تتنهد بحسرة وهي تفكر كيف ستخبر أخاها بحقيقة ما جرى ..
مر على ذكراها تلك الحادثة المؤلمة فتذكرت بدموع شديدة ما حدث معها !
.......عودة بالماضي !
بعد سفر "فريدة" مع "زين" بقيت "بسنت" لوحدها وحل يوم كامل دون شيء يحدث مما جعل "بسنت" تطمأن إلا حد ما لكنها تعجبت من عدم وصول ذلك الرجل التي قالت عنه "فريدة"
وعند ليلة رجوع "زين" إلى منزلهم وصل "عاصم" وهو يبتسم ابتسامة خبيثة وصل نحو الشقة المطلوبة ونظرت إلى الأسفل فوجد مفتاحًا تحته ابتسم بانتصار وقال:
شاطرة يا "فريدة" اتعلمتي بسرعة ، واضح إن بنت أختك يا "حمدي" باشا هتنفعنا أوي !
فتح الباب بهدوء وكان الوقت فجرًا وفي ذلك كانت "بسنت" تدرس فهي تحب كثيرًا وقت الدراسة ليلًا !
عندما وجدت الباب يُفتح ظنت أه "زين" قد عاد فركضت مسرعة ولكنها توقفت فجأة بشهقة وهي تقول بفزع :
-أنتَ مين ؟!!
اقترب "عاصم" ببرود وقال وهو ينظر لجسدها وقال:
-ملكيش فيه يا حلوة ، أنتِ تسكتي وبس !
شعرت برعب شديد وقالت وهي تحاول أن تكذب نفسها:
-أنتَ أكيد مش بتاع الدهان اللي جي البيت اللي قالتلي عليه "فريدة"
ابتسم على سذاجتها وقال :
-"فريدة" دي بتجيب كلام يضحك والله بس اللي متعرفهوش بقى إن "فريدة" دي متفقة عليكي و ..معايا!
لا تفهم مقصده ودب الرعب بقلبها وقالت بارتعاش :
-قصدك إيه أنا لازم ابلغ البوليس !
قهقهة بشدة ثم اقترب بهدوء بعد أن أغلق الباب بالمفتاح جيدًا وقال هو يخرج من يده زجاجة ما :
-نشرب ده الأول وبعدين بلغي زي ما أنتِ عايزة !
أمسكها مرة واحدة من شعرها وشرعت بالصراخ لكنه كمم فمها بشدة ثم قال بقوة شديدة:
-لو صوتي البت اللي جوا دي هدبحها قدامك خليكي حلوة وتقبلي اللي هيحصل من سكات فاهمة !
أزاح يده من على فمها ببطء ثم جعلها تشرب من تلك الزجاجة عنوة وحملها فوق ذراعيه وأغلق الباب الغرفة ووضعها على الفراش وقال بصوت الفحيح :
دلوقتي بس نعرف اشغل !
قام بضربها بدون رحمة ثم شق ملابسها واعتدى عليها بكل وحشية ، وسط كل ذلك سرى سائل الزجاج بجسدها فأصبحت كمن تذهب روحها عن جسدها كانت تشهق وتريد الصراخ ولكن كانت كمن فقدت النطق وبالفعل فقدته !
فقدت وعيها على الفور فجرها نحو الأرض وابتسم بتشفي ونشوة قام بإرسال رسالة إلى "فريدة" وهو يقول:
-كله تمام !
..............على الجانب الآخر!
قرأت "فريدة" الرسالة وابتسمت ابتسامة صغيرة بينما حاوطها "زين" من ذراعيها وقال وهو يقبل وجهها:
-بتكلمي مين ؟
أغلقت الهاتف سريعًا قبل أن يلمحه ثم التفت بحب وهو تحاوط وجهها بيده وقالت:
-أبدًا دي ماما كانت بتطمن عليا ، مش يلا ننام عشان نلحق نرجع بكرة ؟
ابتسم بحب بينما غمزت له وسحبته نحو غرفتهما وبداخلها سعادة لا توصف!
.....................عودة!
كان كل ذلك كفيل بأن يجعل "بسنت" تصرخ صرخة قوية من صميم قلبها أصبحت تصرخ وتصرخ بقوة قائلة:
-لااااااااااااا ابعدوا عني لااااااااا كفاية !
......
في ذلك الوقت قرر "زين" أن يزور أخته كي يطمأن عليها قبل الذهاب إلى عمله فسمع صوت صراخها وانقبض قلبه ففتح الباب بسرعة وركض نحو اخته وهي في حالة هستيرية كبيرة فانصدم عندما وجدها تصرخ وتبكي !
ركض نحوها وحاول تهدئتها فقال بولعة :
-حبيبتي اهدي حصل إيه بس حصل إيه !
نظرت له فجأة وهي تحاول إخراج صوتها فقالت بكل قوتها ببكاء:
-لااااااا يا "زين" ، "فريدة" خانتك ، "فريدة" خاينة وهي السبب في اللي حصلي !
وقع هذا الخبر بصدمة كبيرة على "زين" فبرّق بعينه بشدة وو......................!
.....................يتبع الخميس
من ضمن الأحداث اللي في الماضي مش كلها ابطالها بيفتكروها في منها بحكيها بنفسي عشان توازن الرواية
وحكاية يا جماعة قصر الفصل وطوله ده مش بإيدي والله وساعات بتعب وساعات بلاقي الأحداث مش محتاجة زيادة فاعذروني بالقصر من غير قصدي
بس نفسي يا جماعة تتفاعلم أكتر بزعل والله لما مش بلاقي منكم زي ما نفسي

السجينة وايدي العقاب ...للكاتبة دينا عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن