مهارة الشيطان

مهارة الشيطان-طريق العذاب

       القت ليلى بأغراضها على الأريكة في غرفة الجلوس، و اتجهت نحو الحمام لتغتسل بعد يوم متعب في النادي. كانت الساعة تشير الى منتصف النهار، بعد الخروج من الحمام ، تفقدت ليلى ثلاجتها فوجدت بعض البقايا التي خبأتها من عشاء الليلة الماضية.
     بعد الاطلاع على عدد اليوم من مجلتها المفضلة، و الذي فعلته بكل ملل، تمكن النوم من التسلل الى عينيها. اغمضت جفنيها و ذهبت في نوم عميق.
  استيقظت قرابة الثالثة مساء، شعرت بألم غريب في رأسها، تطلب منها وقتا لكي تدرك انها في شقتها و انها استيقظت بعد نوم عميق.
    توجهت نحو المطبخ و اخذت كوبا من الماء الى غرفتها دون ان تراودها الرغبة في شربه.
     جلست بهدوء على السرير ، في محاولة لاستجماع افكارها المشتتة ضمن حيز واحد.
«لقد غرقت في النوم،و استيقظت بعد رؤيتي لحلم غريب، لقد كنت وحيدة ضمن صحراء شاسعة، اقف عند مفترق طرق، طريق واحد يحتوي اشجارا و مياها عذبة ، شعرت بعطش مميت، و بدون تفكير اتجهت نحو الطريق المخضرة، لكن قدمي ثبتتا بالارض و غاصتا فيها ، صوت جاء من حيث لا ادري و كان يقول لي «بعض الحياة يساوي الكثير من العذاب، و انت اخترت لنفسك هذا الطريق» ، ما الذي يعنيه هذا الحلم، لقد كان واقعيا بطريقة عجيبة، حتى ان آثار العطش لا تزال عالقة في حلقي و تؤلمني، و هذا الالم الغريب في رأسي، يا الهي ما الذي يحدث».
      اخذت الكأس و ارتشفت بعض الماء، ثم شهقت نفسا عميقا جدا و زفرته ببطء شديد. كانت الساعة تشير الى الثالثة و النصف، و هي لا تزال في مكانها.
«انه مجرد حلم» هذا ما حدثت به نفسها قبل ان تقوم و تعدل مظهرها أمام المرآة. تذكرت انها لم تجمع بعد اغراضها التي ستأخذها معها الى القرية للاحتفال بتخرج رندة.
     فتحت خزانتها، و اخذت منها ما بدا لها انه كاف لرحلة يوم او يومين، كذلك وضعت في حقيبتها ما تحتاجه من مستحضرات التجميل و الأحذية، على كل حال انها مجرد قرية و ليس لديها الكثير لتفعله هناك. ارتدت ملابس مريحة من اجل التبضع للعشاء، حملت مفاتيحها و اتجهت صوب الباب حيث احست بشيء ما تحت قدميها، كانت بعض النباتات اللزجة مرمية هناك قرب الباب، و هو امر غريب، اذ لا تحب ليلى النباتات ابدا، و لا تذهب الى الحدائق، و ايضا هي تضع ممسحة للارجل امام المدخل، مما يعني استحالة وجود نباتات في شقتها، مع ذلك فإن كل شيء ممكن ما دامت كثيرة الخروج. اخذت النباتات و القت بها في سلة المهملات و غادرت المنزل.
     صوت يهمس من مكان مجهول «اول خطوة نحو العذاب».