مهارة الشيطان

48 5 2
                                    

    كانت ليلى في النادي الرياضي تركز بعمق في كل حركة تؤديها، تمنح بذلك جسدها القداسة التي تظن انه يستحقها. تتمرن بدون تعب، على نحو يثير الدهشة، تمتلك رشاقة و مرونة تحسد عليهما. بينما يشع قميصها الرياضي المتعرق تحت الأضواء البيضاء للمصابيح الفلورية، تتغزل خصل شعرها الذهبية المربوطة على شكل ذيل الحصان بكتفيها المتعرقين و القويين. لم تكن تملك نظرة حادة او مرعبة، لكن من يراها يعلم بأنها تركز بجدية فيما تفعله و كأن حياتها تتوقف عليه.    
     انتهت من مهمتها الروحانيةالتي تتلو فيها صلوات من قبيل "الهي الهمني القوة " و "ارجو ان يظل جسدي قويا و في صحة جيدة مدى الحياة" كان ذلك دأبها كلما انهت تمارينها الصعبة و المعقدة ، معتقدة بأن الصعوبات التي تتكبدها الآن ستعود عليها بالخير ذات يوم.
    رن هاتفها عندما همت بمغادرة النادي. من عاداتها دوما ان تفكر لوهلة قبل ان تجيب على أي اتصال، و لكن هناك دوما من يقبع تحت سقف الاستثناء. لم تفكر ليلى و لو لثانية لان المتصل كان صديقتها الغالية رندة.
_مرحبا رندة كيف حالك؟
اتى صوت رندة الطفولي متحمسا كعادته.
_اهلا يا بطلة ، انا بخير ،هل انت بخير؟
_على أحسن ما يرام، كيف هي اخبار القرية؟
_حبيبتي انسي موضوع القرية الآن، ستأتين لزيارتي غدا أليس كذلك؟
_الغد؟؟
استغرقت بعض الوقت لتتذكر ان صديقتها تقيم حفلا بمناسبة تخرجها من الجامعة.
_آه، اجل طبعا سآتي ، لن ادعك وحيدة في مناسبة كهذه.
_شكرا لك انا حقا ممتنة, لطالما كنت دائما بجانبي.
_و انت كذلك، حسنا اراك غدا اذا.
_اراك غدا، الى اللقاء.
    اعادت ليلى هاتفها الى حقيبة يدها و توجهت نحو سيارتها عائدة الى شقتها التي استأجرتها منذ استقلالها عن منزل ابويها قبل بضعة اشهر.

مهارة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن