١-رائحتك ملكي فقط!

10.9K 158 37
                                    

- سنام هانم...
توقفت الفتاة أمام الرجل ورفعت رأسها لتنظر إليه وعينيها يملؤها البرود والتجمد، لا تأبه أبداً لتلك الابتسامة الخبيثة التي كان يرسمها الرجل فوق شفتيه.
- هل أحضرتي ما اتفقنا عليه؟
كانت عيونها لا تتحرك عنه وأرادت لو استطاعت فعل أكثر من النظر فقط ولكنها لم تستطع أن تفعل فأخذت نفساً عميقاً من أنفها تحاول أن تتحكم في نفسها كي لا تفقد أعصابها وتخسر حقها.
فبكل بساطة وبطء امتدت يدها إلى الحقيبة الصغيرة التي حملتها في يدها وأخرجت من داخلها زجاجة صغيرة تحتوي على سائل بنفسجي اللون.
ثم أعطتها له...
- هذه الرائحة التي أريدها تماماً... جريئة، مثيرة وفي نفس الوقت بريئة.
بعد عدة ثواني من فك السدادة وشم العطر كانت هذه هي الجملة التي خرجت من فم الرجل أما الفتاة فكانت ولا زالت تنظر ببرودةٍ شديد.
- إذاً طالما أحضرت العطر لنكمل هذا التفصيل الصغير.
وضع الرجل القارورة على الطاولة ثم امتدت يده لجلب حقيبة وضعت بجانبه وإخراج ملفٍ منها.
- عقد يؤكد ملكيتي للعطر وأنني أستطيع استخدامه بحرية.
ثم مد يده بالملف للفتاة ينتظر منها أن تأخذه منه وتوقع على ملكيته للعطر ولكن الفتاة لم تتحرك أبداً وكانت تنظر له بجمود فجعلته يتراجع قليلاً ونظر في عينيها وقبل أن يسألها ما سبب جمودها تكلمت.
- انا نفذت ما تريده ولكن لا اظن ان الامر نفسه سارياً بالنسبة لك... ما كانت ايلين باتفاقنا!
تنهد الرجل ووضع الملف على الطاولة ثم قال بتعالي:
- طلبت مني ان اسحب الشكوى ففعلت ذلك، طلبت مني ان احول الاسهم ففعلت ذلك ايضاً... لم اقل أبداً انني ساحول الاسهم الى جان بيه... انا نفذت كل ما طلبته مني تماماً.
عضت سنام على الجزء الرقيق الداخلي من وجنتها لتكتم غيظها وتحد من غضبها تجاه هذا الرجل.
كانت غاضبة للغاية منه حتى باتت تشعر بانها ستنقض عليه في اي دقيقة قادمة ولكن رغم ذلك حاولت التحكم في نفسها قدر الامكان وقالت له أخيراً:
- لا تلعب معي بالكلمات سيد فابري.
- ليدعي السيد جان أن هذه الرائحة مهمة جداً بالنسبة لي وغالية جداً والا ما كان يمكن لاي قوة أن تجعلني اسحب شكوتي ضده.
ثم رفع القلم باتجاهها ينتظر منها أن تأخذه منه لتوقع العقد وينتهي الأمر.
- تفضلي...
جلست سنام ونظرت إلى الملف الذي امامها وبدات بقراءة الكلمات المكتوبة بداخل العقد الخاص بالعطر.
كانت هذه اولى المرات التي توقع على عقد كمثل هذا العقد.
ورغم قراءتها لكل حرف موجود في العقد إلا أنها لم تفهم الكثير مما تقرأه فالكثير من البنود كان غريبة عن ما كانت تقرأه في بنود عقود العمل التي وقعت عليها سابقاً ولكنها كانت على دراية كافية بما تقرأه وحينما انتهت من قراءة العقد وضعت سن القلم فوق الورقة وكتبت اسمها لتعطيه حق ملكية العطر كاملة.
- انتهى...
رفعت رأسها لتنظر الى الرجل الذي كان يبتسم ابتسامته الشريرة المعتادة فالفرح لم يسع قلبه حين أيقن انه فاز بما يريد في النهاية... بظلم الناس واستغلال نقاط ضعفهم!
- آمل الا نلتقي مجدداً.
نهضت الفتاة ونظرت له نظرة أخيرة لترى تعابير السعادة مرسومة على وجهه فحاولت الحفاظ على أعصابها ثم التفتت لتسير ناحية المخرج وإذ بابتسامة صغيرة تتسلسل إلى شفتيها.
وخلفها كان الرجل ينظر إلى وصفة العطر والابتسامة تملأ وجهه ويقول:
- ربما نلتقي، من يعلم؟
وبعدها أخرج الهاتف من جيبه واتصل برقمٍ ما وتكلم.
- سأرسل لك الوصفة، ابدأ العمل بها على الفور!

Zümrüdüanka العنقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن