٢-أنتِ علاجي

2.2K 67 9
                                    

أغلقت الهاتف وتوقفت عن التنفس للحظات تنظر إلى الفراغ وتستعيد ما قالته لذاك الرجل المدعو فابري منذ قليل.
لم تستطع أن تصدق أنها بالفعل من تلفظت بتلك الكلمات فلم تستطع منع ابتسامتها من الظهور على وجهها حين شعرت بفخر الانتصار الذي حققته.
فبأي شجاعةٍ قد تحلت لتحقق نصراً كهذا؟!
لقد اندهشت من نفسها كثيراً بسبب حديثها القوي أمام الرجل الذي يبعث الخوف في نفس أي حد فكيف لها القوة على فعل شيءٍ كهذا؟
وفي نفس الوقت شعرت بالراحة لأنها أخيراً تخلصت منه وستعيش حياتها من بعد الآن لا تخاف بأن يستغلها لأجل أن يأخذ رائحتها منها.
والآن ما تبقى عليها فعله كان إخبارها لجان بما جرى ولكن على ما يبدو أن ذلك الأمر سيطول قليلاً بعد...
- جان...
حركت سنام رأسها لتنظر على الناحية اليسرى، ناحية الصوت الذي ينادي باسم جان وإذ بها ترى حبيبها ذو الجسد الضخم يندفع من باب مكتبه يسير بسرعة إلى جهة المخرج وملامح الغضب منحوتة في وجهه ولا تتركه أبداً.
حدقت الفتاة به وهو يقترب ناحيتها وهي تحاول دفع نفسها للعودة إلى الواقع لاستدراك ما حدث منذ قليل واستدراك أي معاناة يعانيها الرجل في الوقت الحالي.
فتغيرت ملامح وجهها فوراً ليعود إلى وجهٍ مختلط المشاعر. فأحد تلك المشاعر كان الغضب من تلك المرأة التي تقف على باب المكتب وتحدق به وهو يبتعد عنها ليس فقط بجسده ولكن بقلبه أيضاً.
فما تلك الكلمة التي قالتها له حتى يغضب بهذا القدر؟
أم أن وجودها في نفس مكانه كان سبباً كافياً لإغضابه يا ترى؟
مر جان بجانب سنام وتخطاها بدون أن ينتبه لها، فحركت سنام عينيها ورأسها مع جسده المتحرك ومن ثم نادته سريعاً كي توقفه.
- جان... جان!
سيره السريع أبعده عنها قليلاً ثم توقف حين سمع صوتها الذي أيقظه وسحبه من عالمٍ عميق قد وقع به وضاع فيه وأعاده إلى الواقع المرير.
فحرك جسده لينظر لجهتها وإذ بملامحه تلين فور رؤيته لها وكأنه طفلٌ صغير ينظر لوالدته - ملجأه الوحيد - التي تضمد جراحه وتخفف من آلامه وأوجاعه وأحزانه...
ركضت سنام إليه سريعاً وعلى وجهها ملامح القلق والخوف فأمسكت بذراعه بقوة كافية لتطمئنه بوجودها معه وقالت:
- إلى أين تذهب؟ سآتي معك...
لم يستطع التحدث وإخبارها عن مخططاته لأنه خرج من تلك الغرفة لا يعرف إلى أين يتجه وإلى من يلجأ في الأساس. فتحرك ناحية المخرج وهي تجاوره، خطواته تباطأت عن ما كانت عليه حين أدرك بداخله أنها معه ولا يستطيع أن يستخدم نفس السرعة والقوة التي كان عليها.
سار الاثنين إلى خارج الشركة ليتجها إلى موقف السيارات ومن بعدها انطلق جان للبحث عن مخبإٍ يهرب فيه من الجميع أما عن سنام فكانت ترضى الذهاب إلى أي مكان طالما سيريحه ذلك.
ولكن أفضل الملاجئ والمخابئ كان معه طيلة الوقت ولكنه لم يعرف ذلك...

وفي شركة الفكرة الرائعة وقفت المرأة على باب المكتب وهي تراقب ابنها يبتعد عنها.
عينيها جامدتين قليلاً ولكن بهما شوق وحسرة لم تستطع أن تفضيهما وتزيلهما من قلبها بسبب ارتكابها العديد من الأخطاء في الماضي عاقبها عليها ابنها لسنوات بحرامانها منه...
ورغم ذلك لم تكن من النوع الذي يعترف بأخطاءه بسهولة.

Zümrüdüanka العنقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن