١١-الملك السيء

639 30 11
                                    

- سانم..!!
أغمضت عينيها وضغطتهما معاً في إنزعاج، وعضت على شفتها السفلى ندماً لعدم إسراعها أكثر من ذلك.

دخل جان غرفة مكتبه منذ عدة دقائق ووجد ملف قابع فوق الطاولة وحين فتحه لينظر لمحتواه اكتشف أنها استقالة سانم فاستنتج أنها كانت هنا وأنها تعلم بوجوده ولكنها اختبأت منه حتى لا يصطادها.
خرج الرجل مسرعاً حتى يستطيع اللحاق بها قبل أن ترحل وتترك المكان وكان محظوظاً للغاية، ففور فتحه لباب المكتب وجدها أمامه فناداها سريعاً حتى يوقفها:
- سانم..!!
حين توقفت الفتاة مكانها أطلق تنهيدة ارتياح طويلة ثم بدأ بالسير تجاهها.

تجمدت سانم في مكانها ولم تستطيع الحراك من بعد سماعها لاسمها بنبرة صوته، ضربات قلبها تتزايد والعرق يتصبب من جبهتها ورجفة خفيفة في يديها في كل خطوة يأخذها ليقترب منها.
فرغم أنها رغبت في رمي الصندوق من يدها والفرار منه في هذه اللحظة، لم تستطع لأن قدمها لم تستجب لها وتتحرك...!!
كانت متوترة جداً، كطفلة صغيرة كسرت مزهرية والدتها لتوها وتحاول الهرب من المكان قبل أن تكتشف والدتها الأمر.
ولكن الأوان قد فات لأن الأم وجدت شظايا المزهرية المكسورة بالفعل ورأت ابنتها الهاربة كذلك..!!

وصل جان إليها أخيراً وما إن رأى وجهها الجميل أمامه تنهد بارتياح مجدداً حين شعر بأنه إن تأخر لدقيقة واحدة لكانت قد تركت المكان بالفعل.
ولمعرفته العميقة بسانم كان يعرف أنها ستهرب من كل مكان يذهب للبحث فيه.
لا تستغربوا فإنها سانم أيدن، ستهرب من أي مكان سيذهب إليه باحثاً عنها، حتى إن اضطرها الأمر للقفز من النافذة...!
ولكن إن كانت هي سانم المجنونة إنه جان ديفيت المجنون مثلها، فإن ذهبت للأناضول سيذهب خلفها دون اعتراض...!!

نظر جان لعيونها وغرق بجمالهما وتذكر ما قضى ليلته كلها يفكر فيه.
هل يحبها؟
الإجابة هي نعم، إنه يحبها لشخصها وليس لرائحتها.
كان استنتاجه من كل الذكريات التي حملها في عقله صحيحاً وهذه التجربة البسيطة أكدت ذلك وما تبقى له الآن أن يخبرها بأنه أحبها حقاً حتى لا يؤلم قلبها أكثر من ذلك.

لاحظت سانم عيونه عليها فلم تستطع أن تتجاهلها وتظهر نفسها أنها الضعيفة المتوترة لرؤيته فحركت جسدها ربع دورة حتى تصبح قبالته وتقابلت مع عيونه وحدقت بهما.
تاهت في تلك العيون مجدداً... تلك العيون التي أقسمت بألا تترك نفسها لسحرهما، تركت...!
ولكنها تذكرت تلك الليلة وتألم قلبها مجدداً فشعرت بغصة في حلقها ولم تستطع الاستمرار في النظر بهما فحركت ناظريها بعيداً عنه.
كانت تتساءل ما إن كانت ستستطيع أن تكون قوية وتواجه عيونه دون تردد ولكنها لم تستطع تحمل ذكرياتهما، فكيف تستطيع تحمل وجوده؟
وهذه التجربة البسيطة كانت دليلاً بأنها لا تستطيع.
ليست جاهزة لأن تواجهه، ليست قوية كفاية...!
وما تبقى لها الآن هو أن ترحل في أسرع وقت حتى لا تزيد من ألم قلبها أكثر...!

Zümrüdüanka العنقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن