١٥-الطفلة المشاغبة

544 18 6
                                    

نفذت سانم خطتها التالية ولم تهتم للنتيجة أبداً لأنه كان الشيء الوحيد الذي سيشفي غليلها ويطفئ غيظها وبدلاً من الخوف من جان ورد فعله بعد رؤيته لما فعلت قررت أن تضع أعصابها في ثلاجة وتأكل الفشار وهي تشاهده يطردها...!
ولكن لأنها تحركت كثيراً اليوم وكانت نشيطة لدرجة يتعب الإنسان الطبيعي من نشاطها تعبت ولكن بسبب ما أصابها تعبت أضعاف التعب العادي.
ها هي الآن تجلس على مكتبها تشعر بالألم في جميع أنحاء جسدها فأخذت تطلق أنيناً منخفضاً ما إن زاد عليها الألم إلى أن لاحظ بضع من موظفي الشركة أمرها وتجمعوا حولها بما فيهم ليلى وجيجي.
- أبلة جيم، هل أنت بخير؟
رفعت سانم عينيها لتنظر إلى أختها ولم يتسنى لها الفرصة لإجابتها لأن نبرة ليلى قد تغيرت وأصبحت مؤنبة فجأة.
- بالطبع لن تكوني بخير! انظري ما فعلته في نفسك!
تنهدت سانم بضجر وقالت وهي تحاول التملص من تأنيب أختها بأي وسيلة:
- لا حاجة لكل تلك الجلبة أنا بخير!
- كيف بخير؟! أنت لا تستطيعين تحريك يدك حتى!
- لا أنا بخير، كل ما أحتاجه هو حبة مسكن أخرى لا غير...!
كادت الفتاة أن ترد على أختها ما قالته ولكن قاطعها جان بخروجه من مكتبه و عندما لاحظ تجمع الجميع حول أحدهم ذهب ليفرقهم ولكنه سرعان ما توقف ليستمع لحديثهم وقرر أن يتدخل في النهاية.
- سانم...

حين سمعت صوته ضاق حاجبيها وحركت رأسها لتنظر للجهة الأخرى حتى لا يعرف ما يصيبها ولكن فات الأوان على ذلك بالفعل.

لم يستطع جان أن يفهم الكثير من حديثهم وأراد التأكد بنفسه بالفعل فحرك رأسه لينظر لمن حوله ووقعت عيونه على جيجي الذي كان يشاركه النظرات ليقول أخيراً وهو يفضح أمرها أمامه.
- إن سانم متعبة قليلاً يا جان بيه...
لم ترغب سانم في أن يعرف ما يحدث معها فأرسلت نظرة حادة لجيجي جعلت جسده يرتعش وحين أعادت رأسها لتنظر لجان كانت عيونه القلقة التي لم تبعث الراحة داخلها أبداً عليها فقال:
- ماذا يحدث معك يا سانم؟
- لا تشغل عقلك بما يقوله، أنا بخير...!
وحينها أخذت سانم تفتش في أغراضها عن دوائها المسكن حتى تأخذه ليخف الألم الذي كانت تشعر به.
- لقد قلت أني بخير، لن أرحل من هنا قبل أن أحصل على استقالتي، تفرقوا!
أخذت سانم تبحث وتبحث في أغراضها حتى تصرف انتباهها عنه ولكن لسبب ما لم تستطع أن تركز على ما تبحث عنه بسبب أن جان وقف فوق رأسها ولكن جان سئم من تصرفاتها العنيدة بالفعل وامتدت ذراعيه إلى الأسفل ليفاجئها ويفاجئ الجميع بحملها من على الكرسي التي كانت تجلس عليه فجأة فأطلقت الفتاة صرخة متفاجئة وهي تقول:
- ماذا تفعل يا جان؟! هل جننت؟!
اتسعت عيون الجميع من حولهم وتعالت الأصوات والتعليقات على ما فعله الرجل لتوه ولكن لم يهتم جان لأي من تلك الكلمات وظل يحدق بالفتاة العنيدة التي كانت تنظر له بنظراتها الحادة والمتفاجئة وتحاول التملص من قبضتيه ولكنه أمسكها بقوة ولم يسمح لها بالفرار.
- إن كنت ترفضين الذهاب للمنزل للراحة بهذا القدر سآخذك بالقوة يا سانم!
ولكن سانم لم تأبه لما قاله وتابعت محاولة الفرار من قبضتيه بدفعه ضربه ومحاولة القفز من على ذراعيه وهي تقول بغضب:
- اتركني! هل الراحة أصبحت بالقوة الآن؟!
ولكنه لم يلبي طلبها وكلما زادت عناداً زادت قبضتيه قوة ولكنها لم تستسلم بسهولة رغم ذلك ولكن حين وقعت عينيها على الجميع من حولها شعرت بالإحراج وأرادت أن تتخلص من هذا الموقف فوراً.
ولن يحدث ذلك سوى بالخضوع لجان... مع الأسف!
فخارت قواها وسقط رأسها للخلف وزفرت بقوة وهي تقول مستسلمة:
- حسناً اتركني، سأذهب إلى المنزل!
وأخيراً استسلمت الفتاة فحدق جان بها للحظة ليدرك أن الأمر كان سهلاً عن تخيله فسقطت ذراعيه ببطء حتى داست سانم على الأرض بقدميها وهي تزفر بضيق.
- كوني فتاة مطيعة بهذا الشكل وكفى عناداً، كله من أجل صحتك...!
ثم امتدت يده لتمسك بحقيبتها وحين اعتدل أعطاها إياها.
- هيا أنا من سأوصلك إلى المنزل...
- ليس إلى هذا الحد أيضاً!
اندفعت سانم قائلة بعد سماعها ما قاله ولكن ملامح وجهه كانت باردة وهو يلملم حاجياتها المتبقية من على المكتب ويقول:
- علي التأكد من عدم هروبك... أنتِ من جعلت الإنسان لا يثق بكِ، تحملي نتيجة فعلتك!
أعطاها هاتفها ومحفظتها وشاركها بنظرة أخيرة يعلم بها أنها لن تخالف أمره لأن العقاب واضح، سيصبح نداً لها في كل شيء حتى يوصلها إلى منزلها...!
تحرك جان بجسده للمخرج فأخذت تنظر له سانم بضيق وحدة وهي تتوعد له وتشتمه في داخلها.
وضعت المتبقي من أشيائها في الحقيبة ثم وضعت الحقيبة على ظهرها وخطت خطوة تجاه المخرج لتوقفها أختها وتقول بصوت منخفض متوتر:
- لا تتشاجرا يا سانم!
لم تحرك سانم ناظريها عن جان وعلقت قائلة بكل حدة:
- ربما أقتله هذه المرة بالفعل!!
ثم سارت إليه بكل اندفاع وقوة وقد نسيت الألم الذي كانت تشعر به لثانية ولكن سرعان ما تذكرت أنها كانت تنتوي أن تتناول مسكن للألم وحين كادت تتجاهل الأمر تذكرت خطتها الأخيرة لتحصل على التعرض فشجعها ذلك أكثر لأخذ الدواء حتى تستطيع أن تتعامل مع غضب جان بكل أريحية وسعادة.
- لنرى من فينا أكثر عناداً يا جان ديفيت!

Zümrüdüanka العنقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن