2. ملحد، منافق، مرتد!

4.5K 434 345
                                    

مساءً مليئاً بالسعادة😁😍

الفصل الثاني: ملحد، منافق، مرتد!

عطوني رأيكم+علقوا عالفقرات
قراءة ممتعة للجميع 💚

.
.
.
.

.كان علي التوجه لمكتب الدكتور قبل أن أتوجه لمحاضرتي التالية، كنتُ أملك فضولاً حول ما يريده مني، هو يبدو غريباً، وهذا مزعجٌ قليلاً..

أخذتني خطواتي ناحية مكاتب المدرسين لأطرق باب مكتبه الذي أرشدني له قبل أن يخرج من المحاضرة، سمعتُ صوته يسمح لي بالدخول لأفتح الباب وتصطدم بأنفي رائحة السجائر القوية، هو يدخن وهذا غير متوقعٍ أيضاً، ولكنه جميل.. أنا أحب رائحة السجائر، نقطةٌ له..

هو أطفأ سيجارته حالما خطوتُ بضع خطوات لأصبح وسط مكتبه متوسط الحجم، لم يكن مضطراً لذلك ولكني وجدتُه أمراً جيداً منه، الأمر الذي دفعني لوضع هاتفي في جيبي بعد أن كان في يدي، أعلم أني شخصٌ يكره الجميع ولا مبالٍ مطلقاً، ولكني سأحترم من يحترمني ولو كان تصرفاً صغيراً وبسيطاً..

"زين سكيج، شكراً لقدومك." قال مع ابتسامةٍ واسعة، أردتُ أن أسأله ما الدواء الذي يتناوله كل صباح ليملك القدرة على الابتسام بهذا الشكل دون أن تؤلمه عظام فكه السفلي، لكني أيضاً تجاهلت الأمر.

"ما أردتُ إخباركَ به أنكَ الطالب الوحيد الذي تغيب عن المحاضرة الأولى اليوم، أعلم أنكَ لا تحضر جميع المحاضرات فقد اطلعتُ على سجل الحضور الخاص بالسنة الماضية، ولكن الجميع يحضر في اليوم الأول."

"أعتذر عن ذلك.. لم أشعر برغبةٍ بالحضور." أجبته بصراحة بينما أصابعي تعبث بخصلات شعري لتعيده للوراء ليومئ ويقول "أتفهم ذلك، أحياناً يصيبنا الملل من كل شيء، ولكن زين.. هذا هو يومكَ الأول، لذا لا تبدأ بالتسيب من البداية."

لم يتلقَ إجابةً مني، فقط واصلتُ النظر له وتعابير وجهي تدل أني لا أفهم الأمر الذي دفعه ليضيف "إنها سنتكَ الأخيرة في الجامعة، بعد هذه السنة ستجد أن الكثير من الأمور لم تعد متاحةً لتفعلها، كحضور المحاضرات أو الحصول على توبيخ من أحد المدرسين، كما أنها ليست سنةً سهلة لذا لا يجب عليكَ أن تعطي نفسكَ ما تريد بكل سهولة."

"فهمتُ عليك، أعتذر عن الغياب مجدداً." أجبتُه وأنا أشد على يدي، هو يتكلم معي بلطافة كبيرة وهدوءٍ شديد مع ابتسامةٍ لا تختفي، ولسببٍ ما.. هو جعلني أشعر بالخجل من نفسي، أنا لم أشعر من قبل بالسوء لأني تغيبتُ عن محاضرةٍ ما، ولم أكترث يوماً بشيءٍ يقوله لي أحد المدرسين في الجامعة، كلماته ذكرتني بوالدي كثيراً لأنه الشخص الوحيد الذي يجعلني أخجل من نفسي حين يحدثني حول شيءٍ ما وهذا يدفعني لأعترف مجدداً، هذا الشخص مميز.

"أنا لا أطلب منكَ اعتذاراً، أردتُ أن أقول لكَ التزم أكثر ولنحظَ بسنةٍ جيدةٍ لنا، لم أرد إحراجكَ أمام زملائك، يمكنكَ الذهاب الآن." قال مقاطعاً شرودي لأومئ شاكراً وأقول "بالإذن.."

Strangers in London | غرباء في لندنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن