3. خائن دين!

3.3K 421 157
                                    

مساءً مليئاً بالسعادة😁😍

الفصل الثالث: خائن دين! 

عطوني رأيكم+علقوا عالفقرات
قراءة ممتعة للجميع 💚

.
.
.
.
.

أنهيتُ الورقة بيدي والتفتُ لأوس المستمر بالكتابة واضعاً عقدةً عند حاجبيه، رنين هاتفه قاطعه لينظر للاسم ويتمتم بشيءٍ ما ثم أجاب بسرعة وهو يتحدث بلغةٍ لم أفهمها لأدرك على الفور أنها العربية.

كان يتكلم بسرعة ويلوح بيده التي تمسك بالقلم، لذا أنا لم أقدر على فهم شيءٍ من كلامه أو توقع ما الذي يقوله، فقط رجعتُ قليلاً للوراء لكي لا يدخل قلمه بعيني.

قرأتُ كثيراً عن اللغة العربية حين كنتُ صغيراً، وتعلمتُ كماً لا بأس به من المفردات كمحاولةٍ مني لحفظ القرآن، كنتُ أتحدثها بطلاقةٍ تقريباً، سماعه وهو يتحدث جعلتني أحاول البحث في خبايا الذاكرة عن شيءٍ ما لأتذكره، بطريقةٍ ما.. أنا نسيتُ كل شيءٍ بتلك اللغة.

أغلق هاتفه وأطلق تنهيدةً طويلة ثم قال "لقد انتهيت، أعطني الأوراق، سأسلمهما غداً للدكتور براد، بدوتَ وكأنكَ لا ترغب برؤية وجهه مطلقاً.."

ابتسمت بسخرية للتعبير الذي قاله لأنه فهم تماماً ما كنت أفكر به وهذا نادر، من الغريب أن يفهمني أحدهم وأنا أملك ذلك البرود وتلك الأعين الناعسة، هذا ما يقوله أبي..
أومأتُ له بسخريةٍ كبيرة وأعطيتُه الورقة ليضع الاثنتين بحقيبته ولم أستطع أن أتحكم بفضولي أكثر "هل كل شيءٍ بخير مع تلك المكالمة، بدوتَ مضطرباً؟"

"لا.. في الحقيقة شقيقتي الصغرى تنتظرني لنعود معاً، لكني نسيتُها تماماً."

أومأتُ له ونهضتُ من مكاني، شعور الانتصار عاد إلي حين عرفتُ أنها أخته لا صديقته، لا أدري ما سببه، ربما لأني كرهتُ رؤية فتاةٍ مسلمة محاطةً بشابٍ وسيم طوال الوقت، وربما لأنه هادئٌ إلى حدٍ كبير والهادئون كثيراً ما يكونون مخادعين وهي بريئةٌ بشكلٍ مخيف أيضاً، لكن شعور الانتصار ذاك لم يخرج مني، وكرهته جداً..

تجاهلتُ إخباره أني أعرف أخته جيداً، رغم أن البارحة كان يومها الأول في الجامعة لكني أعرف أنها تعرضت للتنمر في ذلك اليوم وأنها تهرب من الارتباك بفعل أي شيءٍ سخيف، تجاهلتُ إخباره أني كنتُ أحدق بها بجرأة فقط قبل يومٍ واحد جاعلاً وجنتيها تتوردان خجلاً وأني رأيتها معه في الجامعة والحافلة والمكتبة.. لن يروقه إن عرف ذلك..

خرجنا معاً لنسير في ممرات الجامعة الفارغة، كانت تقف بجانب الباب مستندةً على الجدار تطرق الأرض بحذائها الرياضي الأبيض، التفتت لنا سريعاً واقتربت وهي تحدث أوس بلغتها الأم ليوقفها بقوله "هو لا يفهم العربية لذا ستكون من الفظاظة أن نتحدث بما لا يفهمه بهذه الطريقة."

استغربت ما قاله لها لكنه أعجبني جداً، هي نظرت لي نظرةً خاطفة ولاحظتُ تعابير الانزعاج على وجهها فوراً ثم التفتت له وهي ترد بسرعة باللغة الإنكليزية "لا يهم.. سنتأخر على المنزل هيا بنا.."

Strangers in London | غرباء في لندنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن