10. سواد

2.6K 367 99
                                    

مساءً مليئاً بالسعادة😁😍

الفصل العاشر: سواد.

عطوني رأيكم+علقوا عالفقرات

قراءة ممتعة للجميع 💚
.
.
.

.خطبتنا كانت بسيطةً أكثر من المتوقع، حفلةٌ أقمناها في صالة المنزل الكبيرة لعائلة صادق، حضر سيف لأول مرة وتعامل باحترامٍ كبيرٍ مع أبي، سماء أخبرتني أن مستر سراج قد نبهه بشكلٍ قاسٍ -كان أقرب للتهديد- أن يحسن التصرف وإلا سيعاقبه، كان من الغريب أن سيف يخاف من عقاب شقيقه رغم كونه في السنة الرابعة من الجامعة، ولكنه مستر سراج وأنا لا أستغرب عليه أي شيء.

لم يحضر الكثير من الأشخاص، بعض صديقات سماء احتفلن بها ثم غادرن لتبقى سهرةً عائلية، الشبان الثلاث مع أختهم، وأنا وأبي وأمي وسيلينا، عمي وزوجته اعتذرا عن الحضور لتراكم العمل وأخبراني أنهما سيحضران للزفاف وأنهما يتمنيان لي السعادة، سيلينا وأبي انزعجا كثيراً من الأمر لكني حاولتُ مراضاتهما وأبي اقتنع أخيراً.

سماء أسدلت شعرها الأسود الطويل خلف ظهرها، هي بدت جميلةً جداً بدون حجابها، الحجاب لم يبرز جمالها كما كنتُ أظن، بل أخفاه، هي كانت جميلةً جداً، وفاتنةً للغاية بدونه، شعرها ناعمٌ كما تخيلته تماماً، به بعض التموجات التي جعلته أكثر جمالاً، كان بوسعي أن أفهم حين أرتبط بفتاة مسلمة وطاهرة أن هذا الجمال الكبير الذي تحمله لم تأكله العيون، لأنها حرسته وحمته جيداً، لم يرها سوى عائلتها وأنا، اللحظة التي رأيتُها بها لأول مرة وهي تدخل صالة المنزل بتلك القامة الطويلة والفستان ذو اللون الأزرق الفاتح الذي ارتدته كانت لحظةً مميزةً بالنسبة لي، ولن أنسى شعوري بها مطلقاً، دعوتُ أن يحفظ الله لي هذا الملاك الذي ملكتُه، وحمدتُه لأني اخترتُ فتاةً ملتزمة ما عرضت جسدها سلعةً للجميع..

كنتُ سعيداً بذلك اليوم كثيراً، سماء قد حلقت بي للأعلى، كانت بجانبي، كانت معي، ولم أكن أريد شيئاً أكثر من هذا.

عرّفتُ عائلة صادق على سيلينا، أوس استغرب كثيراً أني أملك أختاً غير شقيقة وغير محجبةٍ أيضاً، بعد القليل من الوقت أخبرتهم أنها مسيحية مما زاد من استغرابه وصدمته، بالمقابل سيلينا احترمت المكان بشدة والتزام عائلتينا، ارتدت فستاناً بلونٍ أحمرٍ قاتم ذي أكمامٍ طويلة ويصل لركبتها، لم ترتدِ شيئاً قصيراً على غير عادتها، اعتدتُ أن سيلينا تضع صليباً في عنقها ولكنها نزعته ذلك اليوم أيضاً.

الجميع أبدى إعجابه بها، هي بقيت ذات روحٍ مرحة ولطيفة وتحدثت مع الكل بانسجامٍ تام، بقيت موجودةً طوال الوقت وهي تقول أنا لن أغادر إلا حين تنتهي خطبة أخي، حضورها الكبير غطى على وجود سماء وخجلها، على الأقل بالنسبة للبقية، هي لم تستطع أن تخفي شخصيتها الجميلة المرحة والاجتماعية وهي في خطبة أخيها وبحضور ثلاث شبان مسلمين تلقاهم لأول مرة، لكن الأمر لم يشكل فارقاً كبيراً لي، كان جل تركيزي منصباً على سماء، أفعالها وأقوالها وضحكاتها، سمائي أنا، في تلك الليلة أنا لم أهتم بغيرها، بعينيها الآسرتين وشعرها الفحمي الطويل، في تلك الليلة صليتُ لله أن يتمم زواجنا على خير ويبقينا معاً للأبد، وصليتُ له أن لا ينتزع هذا الشعور الجميل من قلبي مطلقاً، تحدثنا كثيراُ، تكلمنا كثيراُ، ضحكنا بلا توقف وكأن الحياة تعتمد على ضحكنا، والداي دعوا لنا بالخير والذرية الصالحة.

Strangers in London | غرباء في لندنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن