مساءً مليئاً بالسعادة😍
الفصل السادس: خائف.
عطوني رأيكم+علقوا عالفقرات
قراءة ممتعة للجميع 💚
.
.
..
كان كل شيءٍ جيداً في تلك السهرة العائلية، كل شيءٍ جيداً بشكلٍ مثالي، الطعام الشراب الأحاديث، صوت ضحكنا يصل لآخر الشارع، لا أذكر متى كانت آخر مرة سمعتُ والدي يضحكان بهذا العمق، كل شيءٍ كان رائعاً حتى تلك اللحظة التي طُرق بها الباب، صمتنا جميعا لأننا لم تتوقع قدوم أحد ونهض والدي ليفتح الباب، عاد بعد دقائق وعلى وجهه علامات لا أستطيع تفسيرها، هل كان غاضباً أم منزعجاً أم كانت ملامحه مسترخية ومرتاحة، أنا لم أفهم، فقط نظر لي مباشرة وسأل "لِم لَم تخبرنا أن صديقتكَ قادمة؟ كنا سنعد لها استقبالاً جيداً.."
"صديقتي؟" سألتُه باستغراب وتذكرتُ كل فتاةٍ عرفتُها في حياتي، وتمنيتُ من أعماق قلبي ألا تكون إحدى الفتيات من الثانوية لأن ذلك سيكون سيئاً جداً، أو حتى تشارلا أو صديقتها ذات الشعر الوردي التي ترتدي تنورةً جلديةً قصيرةً بشكلٍ شبه دائم..
مرت أربع سنوات بعد الثانوية، علاقتي مع والدي تحسنت أخيرا، أياً كانت تلك الفتاة فأنا مستعدٌ لطردها في سبيل ألا تخرب كل شيء..
كمحاولةٍ لحل الموقف الغريب الذي كنا به ولتخفيف التوتر نهضت سيلينا من مكانها متجهةً للباب وفتحته على مصراعيه وقالت مُرحبة "تفضلي بالدخول، من فضلكِ لا تبقي واقفةً بجانب الباب."
عادت للصالة وخلفها تلك الفتاة، آخر فتاة توقعتُ أن أراها هنا، في منزلي، بين عائلتي، بقامتها الطويلة، جمالها القاتل، فستانٌ جميلٌ يصل إلى أسفل ركبتيها وحذاءٌ بكعبٍ عالٍ قليلاً جعلها تبدو أطول إلى حدٍ ما مما هي عليه، بينما وضعت على شعرها حجاباً بلونٍ أبيض أبرز جمالها أكثر فأكثر..
هذا فقط لم يكن متوقعاً، لا أنكر أني منذ رأيتها تمنيتُ أن تكون هي من يتحدث معي ولو لمرة، ولكن ليس بهذه الطريقة المفاجئة، ليس هنا، ليس الآن، ليس أمامهم.. سيسيؤون فهمي، وفهمها حتى..
تذكرتُ ما حدث صباح اليوم، حين كانت تقف أمامي وذلك الارتجاف الطفيف بأصابعها، على الفور عينيَّ نزلت ليديها لألاحظ ذلك، أقل من الصباح، ولكنها مازالت ترتجف..
"أعتذر على مقاطعة جلستكم العائلية.." همست بصوتٍ خافت لتنهض أمي وتسلم عليها معانقةً إياها بخفة، أمي كانت تشعر بالحماس لأنها وجدت حولي فتاةً مسلمة، بينما لم يكن والدي يشاركها الشعور..
"هل أنتِ صديقة زين؟" سيلينا سألتها باستغراب تنقل نظرها بيننا، أنا لم أخبرها أبداً حول وجود سماء ولو حتى بتلميح.. وعلى الفور أنا وسماء أجبنا بصوتٍ واحدٍ ننفي ذلك السؤال..
أبي نقل نظره بيننا باستغراب لآخذ نفساً عميقاً معبراً عن سخطي، لم تذهب شخصيتها القوية في هذه الحالات؟؟ عليها أن تتشجع وتقل شيئاً ما لتخلص نفسها من هذا الموقف، لكنها وقفت كالحمقاء تجعلني أشتمها بشدة..
أنت تقرأ
Strangers in London | غرباء في لندن
Spiritualوحتى الطرق التي جمعتنا معاً، كنا فيها غرباء.. "أحبك، وهل يهوى الغريب إلا غريباً مثله؟!" غرباء في لندن "زين سكيج" R.M قصة قصيرة. ذات طابع إسلامي. المحتوى لا يُقصد به أي إهانة لأي ديانة أخرى!.