(البارت الثاني عشر)
قاطع كلام شوقا وتوبيخه للممرض ،سماع بعض الضجيج خارج العيادة ،كان من بين تلك الأصوات صوت الطبيب .
هرع الاثنين نحو صوت الصراخ ، اقترب الاثنين ، كان بعض من القرويين متجمعين حول عجوز نحيل ذو ثياب رثة يدعي انه كاهن ،كان يتحدث بصوت عالي وبثقة اقرب الى الجنون .كان الطبيب يكاد يحافظ على هدوئه ، فزع الاثنين وتوسعت اعينهم عندما شاهدوا منظر الطبيب وهو يقف بقلة صبر ، فهو لم يكن عدائي مع القرويين بهذا الشكل من إطلاقاً ، ألتزم الاثنين الصمت وكتفوابالمراقبة من الدهشة .
العجوز - هناك من ألقى سحره علينا ، فالامر واضح ولاداعي لشرح شيء ،كان الجميع ينعم بموسم الحصاد واحتفال به ،الفرح والرقص وأصوات الضحك ، أما الليل حيث الرياح الهادئة وجلسات السمر وأضواء الفوانيس التي لايطفئ نورها حتى عند شروق شمس اليوم التالي ، لكن "ابرآ كدابرآ"وختفى كل شيء.
بعد ان ختم ذلك العجوز كلامه ، كان القرويين يناقشون ويوافقوه الرأي ،وسألوه ما الحل . ثم تكلم الطبيب بستهزاء .
-أجل فأنت كاهن وتعرف كيف ستبذل السحر،أليس كذالك ؟!
عّم الهدوئ ليسمع الجميع ماذا سيرد ذلك الكاهن .
(أجاب )- يجب ان نقدم احدنا للموت ،حتى يبطل السحر وتذهب الأرواح الشريرة ...(قاطعه الطبيب فهو لن يتحمل قتل روح بعد كل تلك الأرواح التي ذهبت ، تحدث وأصبح وجهه احمر من الغضب)
-نقدم ماذا ؟؟ قد مات الجميع لما لم ننجو بعد ؟؟ أيها الكاهن .
بقي ذلك العجوز محتفظ بهدوئه المريب وبدء يعدد صفات ذلك الشخص ،في حين كان يبالغ بوصفه وختم كلامه إن لم نفعل ذلك سيموت الجميع .
تلك الكلامات احدثت ضجة وجعلت كل شخص حائر وخائف ان يكون هو من سيقدم، وقبل ان ينبس زعيم القرويين بكلمة ، رد علية الطبيب بصراخ وحالة من اليأس .(فعند انتشار الوباء غادرالكثر وبقي سوى العجائز التي لاتقوى على الرحيل بسبب ضعف أبدانهم ، والذي بقي اما مات بسبب نقص المواد الغذائية ،او اكتفى بالسكوت ،فعلا اي حال كان الجميع لاينصت لخرافتهم، ومن المشين انهم ينصوتون الان )
-لو كان السحر حقيقياً !! لوجدنا سحر ينجي الجميع من الوباء ،لنجا الجميع من الألم ،لنجا الجميع من التشرد ، لنجا الجميع من الجوع واليتم ، لوجدنا سحراً للخلود حينها لن يموت احد بما فيهم السحرة والكهنة ،ولو كان السحر حقيقياً لما اظطر اي احد لدراسة او للتعلم يقوم السحر بكل مايريد كل فرد، ولما انتظرنا فصول الحصاد..... ولبادرت قبل ان يصل الوضح الى هذا الحال (سكت قليلاً) وتحدث بنبرة مختلفة الى نبرته الاولى المستخفة .
-أو دعني اتحدث بلغتك ،من سنقدمه للموت فليس هناك افضل منك (تفاجىء الجميع ) حينها ستذهب الأرواح وتكتفي بغنيمة مثلك ، وإن تراجعت عن رأيك فلا اريد رأية وجهك قرب هذه العيادة .
بعد كل تلك الكلامات تفرق ذلك التجمع ونسحب العجوز ولَم يبقى سوى المساعد والممرض والطبيب ،
اقترب مساعد الطبيب من الممرض وقال له : تأكد بانه لن يعود ،فالمصابين بحاجة للهدوء ،وتعلم لانريد أي ضجيج .
قبل ان يكمل مساعده ...تحدث الطبيب بهدوئه المعتاد قائلاً.
-لن يعود .
ذهب الجميع للدخول للعيادة ، فتذكر تاي همس القرويين وغضب الزعيم ....(يتبع)
.
أنت تقرأ
(The BLACK candle )(مكتملة)
Mystery / Thrillerمتى نعرف البشر؟؟ بالأزمات طبعاً. فحين يخيم الوباء على قرية صغيرة تملئها روح السعادة فيأتي الوباء ليسرق الاقنعة فيقول للجميع ( لاتتظاهروا بأنكم ملائكة في حين إنكم تنكرون الشيطان الذي بداخلكم) يأخذ معه كل الاخلاق المزيفة ويترك الحقيقة المرة ، فيبقى ال...