(الشمعة_بكاء البحيرة)

164 7 3
                                    

(البارت الثاني والعشرون و الأخير )

بعد عامين من إحراق القرية ،تم تأكيد خبر إصابة وريث العرش بالوباء بسبب اكل بط يشرب من مياه ملوثة  وتوفي أثر ذلك ، لم يسكت الملك على ذلك وأخذ يقتل كل من شارك بذلك سواء الطباخ او من أشتراك البط ومن يبعه ،ولم يتوقف الى ذلك حتى قام بإقالة الأطباء الذين فشلوا بتشخيص حالته .
أما الملك ضَل حزيناً منذ وفى ابنه وريث العرش حتى توفي بعده بعشر أعوام .
استلم العرش أخيه الأصغر الذي لايهتم بأمر العرش ، فهو يملك مايكفي من الاراضي والمال بالاضافة الى حاشيته الخاصة ، لم يرد ان يتدخل في أمور السياسية والاقتصادية للبلاد بأكملها .
رغم  ذلك قام بإعادة بناء القريتين المتظررة بالوباء بالاظافة الى بناء سد جديد ، رافق ذلك تحسن في أمور التجارة البحرية ولاسيما جانب التصدير وظهور مكاتب لعامة الشعب وأصبح التعليم حقاً للجميع ، ألغا الملك الجديد تلك القوانين التي لاطائل منها مثل ( منع زواج الوصيفات الى الأبعد استبدله بقانون التقاعد الذي تصل لحد الأربعين عام ) والثاني ( فتح لمكتبة الملكية الخاصة بشئون السلالة الملكية الى بعض الأشخاص المهمين كل الأطباء ورأساء الحرس الملكي ورأيسة الوصيفات ألخ) (منع أخذ الرسوم الشهرية من الفلاحين وستبدالها برسوم سنوية )
وهكذا من القوانين المبالغ فيها رغم انه ليس اقل من والده لكنه غير مهتم  لحياة الترف والقصور والصيد فهو كثير السكر غالباً لانه وجد نفسه مجبراً على تقبل منصب الملك ،لكنه ليس متجبراً مثل والده رغم الفساد الذي يعشه لكنه يخرج الى الشعب ويحقق مايريدون، دام في منصب الملك لثمان سنوات حتى تم قتله في احد البارات مسموماً .
بقي اثرها الشعب في حالة من التوتر والازمات الغذائية المستمرة وقلة في الحبوب والمحاصيل حتى استلم ابنه الأكبر العرش ، فكان لا يختلف كثيراً عن والده حتى عادت البلد الى الاستقرار وقلة الجوع والكوارث تم كتابة قصة متوفي القرية بالوباء في كتب التاريخ وظلت تذكر على ألسنة من كان موجود هناك ، الذكريات التي يتبادلوها العجائز عن تلك الحادثة وتسألهم عن اخبار جديدة  لناجين من الممرضين كانوا يعضون أصابع الندم لقتلهم الأطباء بايديهم ماذا يفعل الظلم بعقولهم حتى أصبحت قاسية تهدم وتدمر وتدهس بإقدامها كل من يعترض طريقها .
~~~~~~~~~~~~~~~~
وصل رجل بأواخر الثلاثين من عمره الى وجهته سحب حقيبته بقوة من الأرض وقفز بخفة خارج القطار ، كان يرتدي البنطال الأسود الرسمي مع سترة من الجلد مبطنة بالفرو مع قبعة ووشاح اسود شتائي.
كان يملك جسم بقوام رجل قوي بنحناء بسيط في ظهره ، نظر الى هذه المحطة كما لو كان يعيش حياته كلها من اجل العودة الى الديار مجدداً ، نظر للمارة الى السماء الى الثلج الأبيض الذي يغطي كل مكان .
سار بحقيبته الى خارج المحطة حتى وصل الى تلك العيادة القديمة ،قد مر وقت طويل اظنها (عشرين عاماً ) وها هو الان يصبح مكان مقدساً.
ذهب الى العنوان الذي يريده لكنه قبل ذلك سيزور قبور أصدقائه .
انها البحيرة قد تغيرت كثيراً تلونت أشجارها بالاسود والابيض ، حتى ثلجها ليس اي ثلج انه ثلج براق ثلج لن يؤذي من ذاقوا ألم ومعنى هذا المكان ،انه لم يعد يؤذي اصبح دافئاً .
تقدم بحقيبته الثقيلة وبيده الآخرى ازهار بأصفر الناصع ، كان يرى رجل في الثلاثينيات مع طفلة صغيرة  كانت تلك الطفلة تأخذ الثلج لتصنع حاجز بين البحيرة والقبر الذي يحاذيها .
تقدمت وسألتها (ماذا تفعلين يا صغيرة  ؟!)
استدار لي والدها صاحب المعطف الأسود الطويل ،الجاثي ارضى توسعت حدقتيه وصرخ بصوت عالي ( السيد "تاي" يال المصادفة !! )
فترك حقيبته أرضاً وقهقه قائلاً ( الممرض جيهوب!!)اقترب إليه وحتضنه طويلاً وقال صاحب المعطف الأسود ( كيف حالك في العاصمة ، انا كما تعلم لا أفوت رسالة منك لكنك لم تعد ترسل منذ ثلاث أشهر.)
اجابه الآخر مبتسماً ( كان لدي الكثير من الاعمال ولاسيمى اني انشغلت بمسابقة الممرضين لهاذا العام)
أومئ صاحب المعطف الأسود برأسه متفهماً ،ثم عّم الصمت مجدداً وهما يجثيان بقرب ذلك القبر .

ثم تحدث "تاي"( اذكر اني كنت هنا يارفيقي، كنت ادفنه بيدي هاتين وكنت أراقب ما يحدث للقرويين كما أوصاني ، كنت ظائع وأحسست بحزن شديد ، كنت أتمسك بيديه وأخبره بكلمات مملوءة بالامل )
قالت الطفلة(بابا هناك من يقترب نحونا ، فهذا من الغربي ان يزور القبور احد من العامة في هذا الفصل من فصول السنة )
اقترب صبي صغير قال لهما انه يسمع بكاء احدهم  يتردد صداه في البحيرة في كل يوم ابتدئاً من بداية ذلك الأسبوع حتى نهايته ، حتى ان المكان لم يعد يسكن فيه احد وتم بيع جميع الاراضي عدى مكان القبور ، ووالدي مالك تلك الاراضي ، عندما شاهدكم من بعيد أرسلني كي ادعوكم لحتساء  الشاي مع والدي .
نظر كل من تاي والممرض جيهوب الى بعضيهما بستفهام وأجاب جيهوب ببتسامة صغيرة  (نعم بالطبع سنأتي)
ذهب الطفل ليقودهما الى منزل والده ،همس "تاي" ( هل تعرف صاحب الارض ؟)
أجابه" جيهوب " ببتسامة جانبية (بالطبع اعرفه )
ثم سأله الآخر ( إذا هل تصدق ما قاله ؟!)
قاطعه اقتراب رجل ضخم نحوهم  ، كان يشبه الدب بسبب كثرة الثياب التي يرتديها وهو يغطي وجهه بوشاح .
اخذهم الى داخل منزله الدافئ، خلع وشاحه وسترته وستدار نحوهم وَقّال مبتسماً (كيف حالك ياصديقي ؟)
انه جونغكوك ، اصبح ضخماً بعد ان فترقنى منذ ثامن عشر عام يبدوا ان هذا الصغير ابنه .
ابتسم "تاي " ابتسامة كبيرة وقال ( عرفتك منذ ان رأيتك تلف  الوشاح بهذه الطريقة ، ألا زلت تفعل ذلك ؟!) قههقه الجميع ودخلو وحتسوا الشاي وجو من الضحكات المرتفعة .
قال "تاي"مبتسماً موجهاً كلامه ل"كوك" ( ان ابنك ذكي لكنه لايجيدالمزاح )
..(النهاية)
في الخاتمة  علي أن أقول شيء ، ليست هناك نهاية لان لكل  نهاية بداية جديدة مثل ‏دائرة تماما .

(النهاية)في الخاتمة  علي أن أقول شيء ، ليست هناك نهاية لان لكل  نهاية بداية جديدة مثل ‏دائرة تماما

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
🎉 لقد انتهيت من قراءة (The BLACK candle )(مكتملة) 🎉
(The BLACK candle )(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن