(البارت الواحد والعشرين )
ترك كوك قميص ذلك الرجل وتراجع خطوات الى الخلف نحو حصانه قفز عليه مسرعاً وتوجه نحو العيادة الثانية .
كان الدخان في كل مكان لدرجة يصعب رأُية مايوجد أمامك ، لذى كان يخاف ان يدهس حصانه احد القرويون ،صوت الفزع والبكاء والركض بعيداً عن النار مشاهدة اعزاء على قلوبهم يلقون حتفهم بأمر من ذلك الملك الظالم )
كان كوك مملوء بالجروح والكدامات وشعر بالدوار لدرجة رغب بالسقوط من حصانه ، الدماءتسيل على نصف وجهه حتى منعته من الرأية .
وصل كوك الى تلك العيادة وجد ذلك الدخان من مخزن المأون ، دخله ولم يجد أحداً فيه .
دخل العيادة بحثاً عن احد ولم يجد اي احد .
ركب حصانه مرة اخرى وبحث بين زواياً العيادة من الخلف ذهب بعيدا قليلاً فوجد شخصاً من بعيد يجر نفسه بثقل ،اقترب نحوه كان جسد هزيل مليئ بالجروح والحروق .
كان يجلس على عتبة العيادة الخلفية ، فور مشاهدة كوك إياه ، رمى نفسه من الحصان.. رمقه بنظرات فارغة تحبس آلاف الدموع ، لاحظ آثار الحروق على وجهه والدخان اثار التعذيب لولى زيه لم يكن ليعرفه )
جلس بقربه ووجده يبكي ، رفع رأسه وقال (كوك !! انا لم أُذي نملة في حياتي ليتم تعذيبي بهاذا الشكل لولا تحطيمي لباب المخزن لكنت ميتاً ، ويبدوا انهم فعلوا المثل معك)
عانقه كوك وقال له باكياً وتكلم بصعوبة ( الجميع مات ياصديقي...لم يبقى سوى نحن ..يجب ان نذه..) قاطعه وقال له وهو يعتصر الماً من جروحه ( اذهب انت ..)
لم يجعله ينهي كلامه حتى فتح فمه مندفعاً( لن يحدث ، سأصطحبك معي )
-انا كما ترى لا استطيع تحريك قدمي اليسرى . (قال "تاي")
-سأحملك على ظهر الحصان . (اجابه كوك)
(رد عليه بصوت منخفض يكاد ينقطع)-لم يكن من المفترض ان تعود. ألم اقل لك لاتعد انت في خطر ، كان عليك الهروب وعدم العودة حتى لو كان الطبيب من أمرك بالعودة ، كم مرة قلت لك الامر ميؤس منه ،وانك لازلت صغير ويجب عليك ان تذهب لتجد حياتك المفقودة ،قلت لك ان تفقد الأمل ولا تفكر بالعودة ولو لثانية ، انظر ألان ملذي حل بك .قال "تاي"
اخذه بسرعة ووضعه على حصانه ، اخذه وهربا بعيداً تاركين الجحيم خلفهما.
قال "تاي" صارخاً ( اتركني قلت لك ...)
-هل أصبت بالجنون كيف يمكن ان اذهب وأتركك تموت .
-من قال الموت قبيح ، اخرجت نفسي من جحيم مخزن المأون لكي اموت بهدوء .
رمى "تاي" بنفسه من الحصان .
شاهد "كوك " ذلك الجسد المرمي على الارض ، ذعر وترجل من حصانه فوراً وقال:
( تاي لما فعلت ذلك؟ لم اشاهدك هكذا تحب الموت من قبل ، كنت اكثر شخص حذّر ويحمي نفسه ، لما صبحت هكذا ضعيف فجئة ؟!)
نظر الى وجهه وابعد التراب عنه ، أخذ يفحص نبضه بهستيرية وجملة يكررها كالمجنون :
-لن أدعك تموت .
اخذه وربطه الى الحصان كي لايرمي نفسه في المرة القادمة ، فجسده لن يتحمل الكثير ومن الطبيعي ان يفقد وعيه ، يجب ان أضع جسده في مكان من حدود القرية ، وصل الى مكان مرتفع من الجبل ،حيث لايسمع هناك احد سوى غابة من الأشجار الغير مثمرة ،سيعالج جروحه وسيحمله بعدهاعلى ظهره نحو الكهف القريب.
سمع كلمات تاي وهو يقول كلام غير واضح بعد ان أثقلتها الجروح، لوضع كوك ليس اقل منه لكنه لايريد فقده.
وضع جسده برفق على الارض ورمى عليه بضع قطرات من الماء ، لكنه لم يفتح عينه .
قال كوك محدثاً نفسه ( لا .. لا يا صديقي ، تحمل قيلاً لاتتركني في منتصف الطريق ) رش عليه الماء مرة اخرى ومتلئت عينه بالدموع ( استيقض أرجوك ..) رش عليه الماء للمرة الثالثة كان يرتجف وقد نزف كثيراً .
فتح "تاي" عينيه ولفض اسمه بهمس لشدة تعبه ( كوك .. لاتبكي أيها الحثالة)
ابتسم كوكً بقلق ، أعطاه الماء .
-لاتنظر لي هكذا ، لن اقبل ان تغلق حروحي بالسكين الحار،انا لست مصاب برصاصة انها مجرد خدوش بسيطة ، أغلق جروحك قبل ان تفقد وعيك .قال "تاي"
-هل تسمي ما حدث بك خدوش ؟! سأغلق جروحك ولن تناقش.
-جيد أيها الحثالة أصبحت تطلق الأوامر .
-خذ هذه القماشة في فمك ، وصمت ، انا الطبيب هنى .
قام بتعقيم جرحه باستخدامه الأدوية التي جلبها وبدء يغلق الجروح بالسكين الحارة قبل ان يتعفن جرحه ويزداد سوءاً ، هناك الكثير من الجروح ..، فقال مستفهماً ( ملذي فعلوه بك الاوغاد؟)
-انها قصة ،قاموا بربطني في المخزن دون سابق إنذار .
-انت تستحق ان تربط الى شجرة بقية حياتك .
نظر له تاي نظرة تقول انه من سيربط ،أردف كوك بتسامي وقال ( لا .. لا اسحب كلامي)
.....(يتبع)
أنت تقرأ
(The BLACK candle )(مكتملة)
Mystery / Thrillerمتى نعرف البشر؟؟ بالأزمات طبعاً. فحين يخيم الوباء على قرية صغيرة تملئها روح السعادة فيأتي الوباء ليسرق الاقنعة فيقول للجميع ( لاتتظاهروا بأنكم ملائكة في حين إنكم تنكرون الشيطان الذي بداخلكم) يأخذ معه كل الاخلاق المزيفة ويترك الحقيقة المرة ، فيبقى ال...