(البارت التاسع عشر )
كان امر هروبه صعباً ،فلا بد للحصان من إصدار صوت ،لكن خطة الطبيب محكمة ودقيقة آمل ان اعود بأسرع وقت ، فبينما انا أخذ حصاني بعيداً عن العيادة هناك من يموت ، اعلم باني قد سأمت الحياة لكن لأكون أملهم لمرة أخيرة ،وبعدها فل تفعل بي الحياة ماتشاء فأنها ببساطة الحياة بهذه القسوة ولم أعد اهتم او أولي أهمية لنفسي .
الجو في تقلب مستمر ، الارض الوحلة بسبب مطر البارحة جعل الارض زلقة اخاف ان افقد وسيلتي الوحيدة بالتنقل ، لذا انا امشي به ببطئ .
(اكمل طريقه نحو المكان المرسوم في الخريطة ،حتى وصل مع الفجر لمكان الصيدلية )
فور دخول قرية الجبل كان الجميع يأخذ ممتلكاته ويغادر بها لمكان آخر كان التجار يغلقوا متاجرهم وذهبوا ببضائع قليلة ، سكانها يخرجون بفزع نحو القوارب للعبور الى العاصمة من المحتمل ان يتم ابعادهم عن العاصمة لكنهم سيغادرون هذه القرية على الأقل .
هذا يعني ان الوباء قد انتشر هنى كما في القريتي،فور مشاهدة هذا المنظر ركض بسرعة بحصانه لعل صاحب الصيدلة لم يذهب بعد.
وصف الطبيب له شكل ذلك العجوز ومكانه جيداً ، كان يحمل صندوق بضائع واغلق الصيدلية ،استوقفه الممرض وطلب أليه كل ذلك الدواء المكتوب في القائمة بعد ان توسل أليه ان يعود لفتح تلك الصيدلية ويعطيه مقابل ذلك الدواء اي مبلغ يريد .
عاد ذلك العجوز وفتح الصيدلية بمساعدة الممرض واعطاه الدواء ماعدى بعض الأدوية التي تنقص الصيدلية ، وسرعان ما أقفل محله وذهب ذلك العجوز بينما يحمل ذلك الصندوق على ظهره .عاد الممرض من حيث أتى بنشوة مسرعاً ، لكن الليل قد حل وحصانه اصبح متعباً ،دخل كهف قد وجده في الجبل نزل من الحصان واخرج الماء واعطاه للحصان وشرب هو بعضاً منه ثم قال محدثاً الحصان (اعلم اني لست بمالكك وانا بالكاد استطيع الحكم بك ، لكن أرجوك اصبر قليلاً لم يبقى الكثير )
كان ذلك الكهف بارداً ، لذا ذهب ليجمع بعض الأشياء التي يمكنه إيقادها وبستخادم تقنية قديمة قد أشعل النار ،كان الكهف رطباً وبارداً وهو يخاف ان يعيش فيه احدهم على الرغم من انه صرخ (هل يوجد احدهم ؟!) قبل الدخول الكهف ،فلم يكن هنالك اي رد او صوت فطمئن ، لكنه يخاف ان يتم سرقة الدواء او الأموال او سرقة سرج الحصان فجميعها غالي واللصوص كثر . وضع سيفه بجانبه ،مضى الليل دون ان يرى ذئباً واحد، كان يطيل النظر للنار كما لو كانت تزكره بكابوس لا يود حدوثه ، تذكر طفولته وأمر عائلته وما أولت إليه الأمور ، تذكر ايّام الحرب وماتركت في نفسه وتركت من مجاعات وأوبئة أخذته لافكار والهموم حتى أغلق عينه ونام .
استيقض صباح اليوم الآخر على كابوس سيّء كان هو واقف على الجبل يتأمل قريته من بعيد كانت جميلة خضراً كما كانت من قبل لكن هناك طائر كبير من النار قد هبط عليها وقد اضرم النار فيها وغادر، استيقض من كابوسه بفزع أخذ حصانه وغادر المكان بسرعة لن تكون إلى ثلاث ساعات حتى وصل حدودالقرية الى حقل المجاور للعيادة ، كان يشاهد دخان منذ اقترابه لحدود القرية
...(يتبع)
أنت تقرأ
(The BLACK candle )(مكتملة)
Mystery / Thrillerمتى نعرف البشر؟؟ بالأزمات طبعاً. فحين يخيم الوباء على قرية صغيرة تملئها روح السعادة فيأتي الوباء ليسرق الاقنعة فيقول للجميع ( لاتتظاهروا بأنكم ملائكة في حين إنكم تنكرون الشيطان الذي بداخلكم) يأخذ معه كل الاخلاق المزيفة ويترك الحقيقة المرة ، فيبقى ال...