هواء عليل يداعب الأشجار ، و شمس صباحية دافئة تشعرني بالإرتياح...
ذاك اليوم كان أول يوم لي في المدينة بعد رجوعي من السفر و قررت أن أنزل باكرا و أتمشى في المدينة لأن اشتقت لها بعد كل هذه السنين ....
ممر طويل كان يناديني ، فتركت نفسي له و اتجهت نحوه ملبيا النداء ،
و ما أن سرت قليلا في الممر حتى أكتشفت أنه ليس الممر من نداني و دفعني لأمشي به بل أنتِ ..
أنتِ صاحبة ذاك الصوت..
شعرت حينها بحب مدينتي لي لتجلب لي هدية كهذه في أول يوم رجوعي لها ..
توقفت عندما انتبهت بأنك أنتِ تلك المرأة التي تمشي أمامي..
نظرت لك مباشرة بعينيك ليس لسبب معين و لكن لأسباب عدة و أولهم و أهمهم أريد أن أتأكد بأن هذه العينين العسلين لم يسكن بها أحد غيري ، و ارتحت بعدما رأيتها .
و وجدت نفسي تلقائيا أومئ رأسي مبديا السلام لك ، و أنتِ بادلتني السلام و تقدمت خطواتك و تقدمت خطواتي ببطأ ظننتكِ ستأتين لي و تهنأيني على رجوعي أقل شيء و لكن كسرتي توقعاتي كم كسرتي قلبي سابقا ، و اكملت طريقك ..أمسكت هاتفي بطريقة تسمح لي بالنظر إليك دون أن ألتفت تمنيت أن أراك تلتفي لتنظري خلفك و تنظري لي و لو مرة و لكن عنفوان و غرور هذه المرأة لا يسمحان لها بذلك..
تمنيت في هذا الصباح و بعد كل هذه المدة الطويلة التي لم احظى في يوم فيها محادثتك أو رأيتك ، أن ترتمي بأحضاني كعادتك و أداعب شعرك الحريري بيدي و أشعر ... أشعر.... لا أعلم ما أشعر به تحديدا لطالما برعتي أنتِ في التعبير و أنا دائما افشل بذلك و لطالما قلتي لي أنك تشعرين بالأمان معي و في حظني و أنا لم أخبرك يوما بأني أشعر بأن كل العالم بين يدي و أنتِ بحضني ...
وددت لو اخبرتك اليوم عن سبب غيابي كل هذه السنوات و سبب غيابي هو أنتِ ، بقدر ما أشتقت لك و أكتويت بنار الشوق لفراقك بقدر ما كرهتك و كرهت حبي لك و كرهت توغلك في كل تفاصيلي...أي أمرأة انتِ لتسكني بي بهذه الطريقة و تحتليني حتى لا تمر ثانية إلا و أفكر بك .. و لكن لا أستطيع قول ذلك لك لأنك ببساطة لم تثقي بي يوما و لم تحبيني أيضا فلو كنت كذلك لكنت صدقتني من أول مرة و لم تنتظري إعتذار أو دليل سخيف يثبت بأنني كنت على حق ... و لكن أتعلمين لو جئت لي عندما ألتقينا و قلتي لي الحمدلله ع السلامة مثلا أو مرحبا ع الأقل .. لكن نسيت كل مامضى و بدأنا من جديد و لكن تباا لغرور إمرأة و كبرياء رجل..
___________________________
" كانا جبليين متقابلين من الكبرياء
فمات حبهما و هما ينظران إليه
و لم يتنازل أحدهما و يمشي خطوة واحدة في وادي التنازل باتجاه الآخر "اقتباس من أضغاث أقلام ل أدهم الشرقاوي
أنت تقرأ
همسات قلب
Romance" سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونو عشاقا متى شاخوا دون أن يدركوا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق !! " _رسالة الروائي الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز . بقلمي : وسق الغلاف من تصميم الفريق المبدع @arabwatt