كبقية الأعياد ... لولا

8 3 1
                                    


كاد أن يكون هذه العيد كبقية الأعياد لولا ..

هذه أول مرة أعجز فيها عن البداية ، عن كيف أبدأ نصي..
حسنا ، سأبدأ..

" في صباح يوم العيد ، و الساعة أشارت للعاشرة صباحا ،
جلست في غرفة الجلوس لأستقبال المهنئون بالعيد بالرغم من قلتهم ، أقرب الأقارب فقط ، و في هذا الوقت و كعادة كل أعياد الفطر يصبح المنزل أكثر هدوء و كل واحدٍ منٌ جالس  بغرفته إلا أنا ، كان هنالك شيء يخبرني أن أمكث هنا ..

سمعت جرس الباب و قمت بفتحه بسرعة على غير عادتي و كذلك لا أعلم السبب ، كان قلبي يخبرني بأن أسرع فأسرعت...

فتحت الباب و إذ بالقادم هو أنت ..
تسمرت في مكاني و تعلقت عيناي بعينيك ، حاولت جاهدة أن أنطق بأي كلمة ترحيب و لكن عجزت..

تغيرت كثيرا بعد كل هذه الأعوام ، ازددت طولا و وزنا أيضا كنت رفيع في طفولتنا لكن الآن أصبحت ممتلئ الجسد بالشكل المثالي ، عدت بناظري لوجهك ، أصبحت لك لحية جميلة تزين خديك ، تغيرت يا أميري و ازددت وسامة..

أظنك ايضا بالمقابل تفكر بمدى تغير شكلي و كيف مرت عليّ هذا الأيام و غيرتني لأصبح بهذه الصورة التي أنا عليها الآن ..
و لكن رغم هذا التغيير إلا أن قلبي مزال متعلقاً بك و لم يسمح لأي شخص بالإقتراب منه أو المساس به ، لأعلم كم بقينا ، أنا و أنت نغوص في بحار.. شوقينا ربما ، و لم تترك نظرتنا بعضها إلا بعدما تقدم والدي و رحب بك و عيدت أنت بالمقابل عليه ،

عرض عليك الدخول و لكنك مانعت و تحججت بزيارة البقية فمنذ سنين لم تعد للبلاد..

لا أعلم ماذا فعلت بي يا أميري ، منذ ذاك اللقاء قلبي لا يتوقف عن الخفقان كلما سمع جرس الباب ، في كل مرة أذهب مسرعة لفتحه و لكن لا يكون أميري من عليه ..

أعتقدت و بعد هذه السنين أنِّ نسيتك و أختفى حبك من قلبي ، فمهما كان قدر حبي لك يظل حب طفولة في نهاية الأمر ، أحببتك طفلة لم تبلغ الرابع عشر من العمر و لكن هناك شيء تحرك بداخلي بعد رأيتك ، لا أعلم ما هو و لكن شيء جعلني أقف على شباك غرفتي يوميا لأحظى بلقاك ،
أنا في الحقيقة لا أدري ما جرى لي و لكن في ذات الوقت أتمنى أنك شعرت بما شعرت به حتى... حتى تأتي لخطبتي...

هكذا وعدتني قبل أن تغادر البلاد و أنت طفل لم يتجاوز الخامسة عشرة ربيعا ...

همسات قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن