أول من دق قلبي بإسمه..٢

15 4 1
                                    


_يقال أن كل شيء جائز في الحرب ..و الحب..
سمعتُ ما قالوا و ياليتني لم أسمع..
أخطأت ، أن صحّ التعبير و لكن صدقيني خطأي لم يكن لإيذائك أو جرحك ، ربما جُرحتي قليلا و لكن صدقيني لم أكن أقصد بل قصدت.. و لكن ..

_........

_أرجووكي لا ترمقيني بهذه النظرات فقلبي لا يتحمل كل هذا الحقد ، خصوصا منك.

حافظت الجالسة بجانبه على ذات النبرة القاسية الهادئة و بذات النظرات التي تشتعلا نارا..
_أختصر ، ليس لدي وقت.

_حسنا سأبدأ ، و لكن من أين أبدأ ،.. أخذ شهيقا ليخرج دخاخين براكينه و أردف..
كل ما جرى معك كان بسببك و لأجلك وحدك..

وقفت و علىَ صوتها هذه المرة و انكسر جمودها المصطنع

_ماذا تهذي ، أيها الأحمق ، لأجلي تشوه سمعتي ، لأجلي تكسر رابط الثقة بين و بين من حولي ، ألأجلي تفسد عليا فرحتي و سعادتي ؟! ألأجلي تفسد ليلة زفافي ؟! ألأجلي تجعلني أتحمل الإهانة و نظرات الشك ترسل اتجاهي من أقرب الناس لي ؟! ..ألأجلي..

و قف الاخر مستهجنٍ لما قالت و بعلو صوتا أيضا..

_لم أقصد أن يحدث معك كل هذا .....
قلت لك مرارا أن لا تنظري لي هكذا (و قفت الأخرى من مكانها ساكنه و مسحت الدمعه الفارة من عينيها و لتفتت له ) نعم قصدت ، ذلك و لكن أسألي نفسك لما فعلت ما فعلت ؟؟؟؟..

_لأنك نذل ، حقير..

_نعم ، نذل حقير .....
و لكن هذا النذل مغرم بك بل متيم بكل تفصيلٍ بك ،
نعم أحببك لاتنظري لي كأنك أول مرة تسمعيها مني ، صحيح لم أقلها و لكن أفعالي كانت تقولها لك بكل مرة ، كل ليلة أنام و أتخيلك زوجتي و بقربي و أنام و طيفك يلاحقني في منامي ، و يأتي الصباح و انهض على أمل لقياك ،

_و لككن...

_ و لكن ماذا يا فاطمة ؟! كنت تعلمين ذلك و أنا متأكد مما أقول ،.. جلس على حافة الكرسي بعدما حس بقواه تركته وحيدا .. و بصوت أقل حدة و أكثر وجعا..

دائما كنتِ تسألين لما أكثر من العمل في العطلة الصيفية ، ألم تكوني تعلمي أنِّ أفعل كل ما أفعل لأجمع مالا حتى أتقدم لخطبتك من أهلك ؟! أحاول أن أشتغل و حتى في وقت الدراسة لأتزوجك عندما نتخرج ، كل تعب كان يزول عندما أفكر بأن هذا التعب لكي أنالك و أتمكن من ضمك لصدري ،
صدري يألمني يريد قلب به بعدما خطفتي قلبي منه...

_....ألهذه الدرجة ؟!
قالت بعدما هدأت على مقعدها و هي تنظر للبحر أمامها..

_بل أكثر من ذلك ، لم أشأ أن أفصح بمشاعري اتجاهك مع أنها كانت جليا للكل و لكن فتاة مثلك لا يجب أن تتلطخ بعلاقات غير رسمية ، علاقات تدعي الحب ، فالحب يترجم بالزواج ، هذه قناعاتي لذى حاولت أن أعمل و لكنك كافأتيني بأن تنخطبي لغيري ،
أهذا عدل !!! ، أعدلٌ أن تتزوجي من شاب أخبرته أمه عنك ؟!  شاب غريب عنك لا يفهمك و لا يعلم ما تحبين و ما تكرهين ، لا يعلم كم تحبي الشاي الأخضر مثلا ، لا يعلم إلا القليل من المعلومات السطحية عنك ، و أنا الذي أحفظ كل تفصيلا عنك لأحظى بك..

_و لكن هذا ليس مبرر ، حبك ليس مبرر أن ترسل له رسائل حقيرة على اساس أنها بيني و بين حبيبي كما زعمت ، و توهم الجميع أنها الحقيقة.

_قلت لك مصيبتي أن صدقت و أمنت بمقولة خرافية ،
جنا جنوني عندما بعثت لي بطاقة الزفاف...
أأنا تبعث لي هذه البطاقة !!  أنا الذي من المفترض أن يكتب أسمي بدلا منه...
أنا الذي تقتلني نار الشوق و أنتِ بعيدة عني ،
و ماذا أفعل بالشوق عندما تكوني بأحضان رجل اخر !!
لم استطع تحمل الفكرة فقررت أن أفعل ما فعلت ، كنت أعلم أنه سيتركك في منتصف الطريق و يذهب ، و لكن أنا سأنتظرك في المنتصف الآخر و أخذ بيدك  ،
كنت سأكون الصديق و الحبيب في آن واحد و من بعدها سأتقدم لخطبتك و أنت طبعا لم ترفضي صديقا مثلي و حبيبا محبٍ لك بجنون..

_فعلا ، مجنون ...و لم يخطر ببالك أنِ سأكتشف حيلتك الحمقاء..

_ احتمال ضئيل حسبته من ضمن الإحتمالات أنك ستكتشفي و لكن ألن يكفيك كل هذا الحب و تصفحي عني..

نهظت الأخرى من مكانها و ألتفت للمغادرة و لكن قبل أن تغادر رمت سهامها بقلبه ، إن وجد !!..

_أحمق فعلا...
ألم تلاحظ حبي أنا لك ،
لم تلاحظ الإبتسامة التي تزورني كلما رأيتك ؟! ،
ألم تسمع دقات قلبي و انا بقربك ؟! ،
و إذا أنا أخذت قلبك فأنت أخذتني كلي مني...
كنت أنتظر مبادرة منك ، كلمة ربما تعبر عن ما يجول بداخلك ،
و صحيح أن حبك كان جليا للكل و لكنني كنت أريد شيئا يأكد ما أحسه منك ،
صحيح أنا كنت دائمة السؤال عن عملك لأني انتظرت أن يكون الجواب أجمعها لأجلك ..
و عندما سئمت من الإنتظار و مات الأمل بداخلي و تقدم لي وائل ، وجدته مناسبا لي وافقت لأنهي معاناتي..

علا صوته من جديد ...
_أنت الحمقاء ، و إذا كنت تعلمين بكل هذا لما عذبتني بهذه الطريقة ،
لما لم تخبريني بكل ما بخاطرك ألست صديقا ،

_فعلا حمقاء ، لأنك صديق ظننت أنك ستحترم هذه العلاقة و بعد خطبتي تأتي و تخبرني بأنك تحبني ،
....
كنت سأتخلى عنه و أتيك مسرعة و لكنك أنت...

همسات قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن