سجينتك..

36 8 16
                                    

من :- ............

إلى :- أغلى مكنونات قلبي وسام..

بعد التحية و السلام أو ربما قبلها ، ليس مهم فأنت السلام لي على أي حال..

ترددت كثيرا في كتابة هذا المكتوب لأنه و لأولِ مرة سأخبرك بالأمر الذي سأكتبه الآن...

لا أعلم أن كنت سأبعثها لك أو أنِّ سأحتفظ بها مع البقية ، و لكن على أي حال أشعر و أعلم أنه في يوما ما سيصلك كلا ماكتبت و ستقرأه ...

سأبدأ رسالتي بموقف حدث معي بعد إصابتي بفقدان الذاكرة قبل ٣ أعوام ،
في صباح ، هادئ و شمس تصارع الغيوم لتطلق و لو القليل من أشعتها بعد تراكم الغيوم في السماء ، و بعد ليلة ممطرة..
رائحة التراب المبلل جراء المطر تنعش الروح ..
أخذت نفسا و أشتممت رائحتها و ما أجملها من رائح ، سأتوقف عن حديث عنها لأنه إذا بدأت لن أتوقف ههههههه ، نزلت من السيارة أمام الحرم الجامعي و استقبلتني وقتها صديقتي غيداء التي تكفلت حينها بمساعدتي و التجول بي في أكثر الأمكان التي كنت أتردد عليها ،
سحبتني من يدي و بدأت تتحدث في مواضيع عدة و أنا أكتفي بإبتسامة بعد كل موقف مضحك تخبرني به و أفتح فاهي بعد سماعي للمقالب التي قمنا بها من قبل هههه..
و بعد مرور ساعات .. أيّ الساعة الحادية عشر و أثنا و عشرون دقيقة تحديداً..
كنت جالسة بين صديقاتي و هن يتحدثن و أنا أنظر للساعة التي بيدى رأيت الوقت ثم.....
ثم أخذت شهيقا فشتممت رائحة ، تدغدغت لها كل حواسي ، شعرت بضربات قلب خفيفة و قليلا من التوتر الذي انتابني فجأة لا أعلم لما رفعت رأسي فورا ، فرأيت شاب طويلة القامة ، متناسق الجسم يرتدي نظارة طبية على ما يبدو و أسمر البشرة و شعره حريري أسود ليلكي اللون ، تعلقت نظراتي به حتى غادر المكان ،
سألت صديقتي ريم الجالسة بجواري عنه فأخبرتني باسمه فقط و بأنه طالب يدرس في القسم و هو متقدم عنا ، صمت أنا حينها و بعد مدة ليست بالبعيدة أتى أبي و أقلني للمنزل ، أذكر حينها أنِّ لم أنم ، صحيح أن ذهابي للجامعة لم يذكرني بأي شيء و لم أتذكر أي موقف ، و لكن ما شغلني حينها ذاك الشاب ، فيبدو أنِّ لا أعرفه جيدا فإذا كنت أعرفه لما لم تخبرني ريم و حتى لو لم تخبرني ريم فلو كان بيني و بينه شيء و كان سريا مثلا لرأيت ردة فعل منه اتجاهي على الأقل و لكنه هو مر من أمامي كأنه لا يعرفني..

بعدة مدة عدت للجامعة و بدأت أدرس من جديد ، بدأت حياتي من الصفر ، لأذكر شيء و لكن صادقت صديقاتي مرة أخرى و في كل مرة أرى ذاك الشاب أشعر بنفس الشيء الذي راودني أول مرة ، بعدة مدة بعدما وصل فضولي لمعرفته عنانه السماء قررت أن أسأل غيداء بما أنها صديقتي المقربة فربما كان يربطني به شيء ما أو ماشبه
و لكن غيداء نفت أمر وجود علاقة بيننا و طأخبرتني بأنني شخصية كتومة
، كرهت هذه الصفة فيا تلك الفترة فلو كنت غير ذلك لكنت علمت لما أنا على هذه الحالة الآن...

مرت الأيام و تكرر نفس الحدث ، في كل مرة أجلس على نفس الكرسي الذي بالممر و أنتظر أن أشم رائحة عطره و أرفع رأسي و تتعلق نظراتي به حتى يخرج من الممر ..
بحثت في مذكراتي في أغراضي عن شيء ربما كتبته أو ما شابه و لكن و مع الأسف لم أجد أي شيء ..

و خلال تلك السنة بدأت ذاكرتي و الحمدلله تعود تدريجيا ، لم أواجه أي مشكلة مع ما تذكرت إلا عندما تذكرتك ، كانت صدمة بالنسبة لي ، لم أتوقع ذلك الشيء ربما ، تذكرتك بعد جلسة مع صديقاتي و كان محور الحديث أحداث الماضي و تحدثنا عن أول مرة رأيتك بها و كيف جرى اللقاء بيننا ،
أجزم أنك لا تذكره و أنا أيضا لن أذكره حتى عندما تقرأ رسالتي تحاول تذكره بمفردك عههههه و تتعذب ولو قليلا...

"رائحة عطر مبروزة في الذاكرة ، دقات قلب تتناغم مع قدومك ، أنفاس تتسارع و أعين تتعلق بتصرفاتك و كلماتك" ..
تعلم أنا غبية فمن البديهي أنِّ ما أمر به كان بسبب الحب..
هكذا كنت في كل مرة أراك و حتى بعدما فقدت الذاكرة ظلت هذه الأشياء معلقة بالذاكرة فلربما خزنت بذاكرة القلب لا العقل..

أصعب ما في الأمر كله ، أنِّ في عز تعلقي بك و بتفاصيلك و في الوقت الذي فيه نسيت الكل تذكرتك أنت ،
في الوقت الذي نسيت فيه رائحة بيتنا تذكرت عطرك ، في الوقت الذي توقف قلبي به عن الشعور اتجاه أي شخص بأي مشاعر ، دقات قلبي تزامنت مع دقات قلبك ،
في الوقت الذي أحببت أن اكون به بمفردي تمنيت و جودك بقربي و أنا لا أعلم لما كل ذلك...

و بعد ما جرى لي كله أيقنت صعوبة الحب من طرف واحد ، فناهيك عن كل المشاعر السابقة قبل فقداني للذاكرة ، المشاعر التي اجتاحتني و أنا فاقدة للذاكرة أصعب ، فأنا نسيت الكل و تذكرتك أنت و بالمقابل أنت لم تلاحظ وجودي من عدمه أصلا ....

أعلم أنك لست مسئول عن كل ذلك ، و ليس لديك أي علاقة بفتاة خرقاء ربما أحبتك و أحتفظت بحبك بين أضلعها و الآن تلومك بشكل أو بأخر ، و لكن ما أود إيصاله ( أن وصلتك الرسالة طبعا *)
أنِّ أحبك فوق حب المحبيني حبا ، أحبك بقدر زخات المطر ، أحب بقدر حب الليل لسهر... أحبك و أحبك و أحبك...
و أخبرك أن تراعي قلبا أحبك بصدق....

المرسل:- سجينتك.
___________________...🌸

مرحبا أعزائي❤
أتمنى أن تنال أعجابكم ..
و تسعدني كثيرا تعليقاتكم لذى لا تبخلو عليّ...🌸

همسات قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن