الفصل الاخير من الجزء الاول
《 لا شيء يوحى بأنّك ستأتى ، ولكنى رغم عن انف المنطق والعقل انتظر ، انتظر لاننى رأيت بالانتظار حياة ملونه بأحلامى بعيدا عن ابيض واسود الواقع ، انتظر لانك الوحيد الذي مدَّ لى كفه الخشن كى يُقشر الحزن المطلى بجدار روحى ، سمعت بضحكك صرخات ألم مكبوت حينها لعنت الهاتف والمسافات التى تقف عائقًا بينا لاحتضانك واخبرك بهمسٍ " اهدأ .. فقلبك عاد لملجئه الان .." ، كنا كالقدس والقبه ، كمكة والكعبه ، كاتدرائية القديس وروما لا للمكان مكان بدونهم ، ولا للشيء قيمه الا بمكانه ، كنا هكذا .. اذن لماذا افترقنا !! حتى حول الفراق غرفة القلب المزهرة لحجرة مليئ بعفش الذكريات يحترق جوفها حتى اصبح كفرن طينيه ( المجرم غاب من غير مايودعنى !!) ... ومع ذلك اقف فوق سلم الانتظار متأمله باللقاء مع انه يؤدى بي بعيدا عن مقصدك .. انا وقلبي نشتاق لك ، انا ___ لك . 》
/
نهال مصطفى■■■
- يامثبت العقل والدين يارب .. وبعدين ياماجده دي وعارفينها .. اللى بعده ..!!
وقفت مستعده لإلقاء قُنبلتها
- انا وسليم عايشين سوا كيفنا كيف الاخوات ..اتصدم جدها من كلماتها ليرد عليها مُتلجلجًا
- اخوات كيف يعني .. ولد عمك وجوزك واكيد لازم يحطك جوه حبابى عينيه !!عقدت ساعديها متوعده
- لا ياااجدي .. انت فاهم قصدي ايه زين .. سليم مخدش شرع ربنا من مرته .. وداير ورا بت العتامنه لحد ما هتسلم رقبته لعمها يقتله بيده ....كلماتها كعود كبريت اشعلت النيران بجسده جعلته ينهض من مكانه والصدمه مُحتلة كيانه
- انت اتهوستي يااااااك !!! سليييييييييييييمممم ياااااسلييييييييييم ...تراجعت للخلف على زمجرة صوته القوى وهى ترمقه بعيون مرتجفه .. ولكن قطع صوت نداءه قدوم الغفير ركضا هاتفا
- يااراجح بيه ، حمزه باشا الخياط وعيلته وصلوا على البوابه ...
ابتلع الجد غصة غضبه متراجعا للخلف بخطوات متثاقله مردفا
- طب روح انت وانا جاى وراك ..ثم رفع انظاره نحو ماجده قائلا
- كلامك اللى عتقوليه دا يطير رقاب ، يمشوا الضيوف وانا لى حساب تانى مع سليم .. ..- جدى انا خايفه دا لو عرف انى قولتلك ممكن يسود عيشتى ..
- " عيشة اهله هو اللى هتتغبر الليله ، دا عاوز يحط راسنا في الوحل .. وعيتصرف كيفه كيف الصغار .. اطلعى دلوق قوليلو ينزل والليله هنشوف حل للمصيبه دى .. "
كانت تلك اخر كلمات القاها الجد على اذانها قبل ان يُغادر لاستقبال ضيوفه ..
■■■
-" انا شوفتك من فوق بتذاكري .. قولت اعمله قهوة تشربِها .. اتفضلى ياستى بس يارب تعجبك "
اردف مجدى جملته وهو يحمل في يديه (مجين) من القهوة ويقترب نحو صفوة الجالسه في حديقة منزله فوق الارجوحه ، فعندما استمعت لجملته رفعت عيناها إليه وهى تعتدل في جلستها قائله بتلقائيه
- والله دى تالت كوباية نيسكافيه اشربها من اول ما صحيت ، وفعلا مافيش اي حاجه جايبه نتيجه .. عندى خمول رهيب عاوزه انام وخلاص ..