التفاعل وحش خاالص
الفضل الثالث عشر
”ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً”
( صدق الله العظيم )
■■■
يجلس مجدى امام شاشة حاسوبه الخاص يتابع شغله بعنايه ، محاولا الانشغال عنها والسيطره على قلبه المنجذب لها دوما وهى كالجبال لا تلين ولا تميل حسب ما يهوى هواه ، رفع حاجبه بتوعد وهو يقفل شاشة _اللاب توب _ قائلا لنفسه
- اي الخمول دا !! الواحد يروح يشوفله خناقه ولا حاجه ..ثم اقترب من غرفة صفوة ليطرق الباب بجمود لاكثر من مرة فى كل واحده كانت تتجاهله الا ان ارتفع صوت عناده المزعج على الباب ، رفعت رأسها من قلب الاوراق المبعثرة امامها قائله بصوت عالٍ اخترق الباب
- افنندددممم ..
اعتدل مجدى ليرتب ملابسه قائلا بمزاج
- دا انا ......
رفعت حاجبها متأففه
- منا عارفه انه انت .. عاوز ايه ..- عاوز اكل ..
نهضت صفوه من فوق مكتبها بعصبيه ، ثم اقتربت من الباب لتفتحه فجأه قائله
- وسبق وقولت انى مش قافله على الاكل والله ..
اتسعت حدقه عيون مجدى وهو يبتلع ريقه عدة مرات وهو يتفتنها بإعجاب ليري شعرها المنسدل الذي تحرر من _ضفيرته_ للتو تبدو كحُريات الجنة امامه ليفيق على صوتها القوة وهى تلملم شعرها بتلقائيه
- انت بتجر شكل والسلام !!!!
شرد مجدى مردد بهيام
- اي العسل ده ؟!!
عقدت صفوة ذراعيها امام صدرها قائله بحدة
- نعممممممم !!
فاق مجدى من شروده سريعا ليقول بصوت عال
- يووووه قصدى اي اللي بيحصل ده !!
عقدت حاجبيها مستنكرة
- لا والنبي !!
- احم .. طب والله عسل ..
شرعت ان تغلق الباب فجاة ولكنه افشل مخططها سريعا باقتحامه لاعتاب غرفتها قائلا بنبره اشبه بالجديه
- ماهو دا مش اسلوب ياهانم ... انا مش متجوزك عشان تقفلى اوضتك وانا اقعد بره زى قرد قطع لوحدى وكل واحد مننا في وادى واسمنا في بيت واحد ، ماهو مش جواز دا .. !!رمقته بنظرات ساخرة لتقول بهدوء
- امال اي الجواز اللي حضرتك مستنيه !!
التفت اليها متبسمًا ليقول بشرود
- فين الافعال اللي يرفضها العرف والمجتمع !!
شهقت بصوت عال ثم لحق مجدي نفسه مرددا بسرعه
- اكل يتحرق ودخان طالع من المطبخ وابقي ضحية ست سجلها المطبخى كله هباب في هباب .. فين الاكشن دا ؟!
اقترب صفوه من المكتب الموجود اقصي جانب الغرفه وهى تشير على بعض المواد الكيميائيه الموجوده فوقه
- انا مفهمش اي حاجه غير في دول ،، فأحسنلك بلاش معايا السكه دى مش هتاكل معايا خاف على عمرك انت ..- ياباشا احنا ناكل الزلط طالما من ايدك ..
تعمدت صفوة ان تتجاهل حديثه لتكمل دراستها ببروده ، ظل مجدى يرمقها بنفاذ صبر ليقول لنفسه
- صبرنى يارب عليها عشان مقتلهاش ..