أش ... لا أدري لم كل هذه العدائية تجاهي فأنا لم أرد الا الخير لذلك الصبي ، أليس ذلك ما تريده أيضا ؟ ....
غريب هو أمر الالهام ، لا يأتي عندما تحاول استحضاره، لكنه يأتيك على حين غرة يفاجؤك ويخلط الأمور من حولك ... يأتيك حين تفتح شهيتك للأكل فيغيرها ، حين يداعب النوم جفونك ليلا فيسرقه منك ويقض عليك مضجعك، حين ترغب بالتمتع بصفاء الذهن يأتي ويتلاعب بأفكارك ليعكر مزاجك ...
لقد أمضيت وقتا طويلا عاجزة عن اكمال كتابة هذه الرواية ... وبالرغم من كل الأفكار التي تتصادم في رأسي ، والمشاهد التي ترسمها مخيلتي باستمرار .. بدت الكتابة مستحيلة آنذاك ... لكن و أنا أقرأ احدى الكتب اليوم قرأت عبارة أثارت اعجابي وجذبتني للتفكير فيها مطولا ، فجعلتني أغلق الكتاب بلا ارادة مني ولا مقاومة ، لتغزو عقلي مسببة المزيد من الأوهام .... لأجد نفسي أخرج هاتفي وأشرع في الكتابة ، الأمر الذي بث فيّ من الفرح ما بثه من الحزن فالأمر كان أشبه بالدوران في حلقة مغلقة ، فأنا أعلم أنني سأهجرها مجددا ولو من دون ارادتي، لكن ذلك لم يمنع ابتسامة امتنان من الارتسام على وجهي ...
"إذا ما صادفت رجلا بأكثر من شخصية، فاعلم أنه يبحث عن نفسه في احداها ، لأنه بلا شخصية!" .. أعجبت بنفسي وأنا أنقض هذه العبارة التي أثارة اعجابي والهامي ، وانطلقت غريزة الحماية تطالبني بالدفاع عنه ، وكلنا ضعفاء أمام غرائزنا ... صحيح أنه بأكثر من شخصية ، ولا يمكنني التنبؤ بعدد الشخصيات التي يمتلكها والتي يفاجؤني باحداها كل مرة ، لكنه ليس بدون شخصية وهذا ما أنا متأكدة منه .. اضن يخفي شخصيته الحقيقية البائسة بها ضنا منه أنه يحسن صنعا ، لا يدري أنه بذلك يجتذب الشقاء اليه كما يجتذب المغناطيس الحديد . . .
وأنا أغلق هاتفي و أعدل وضعيتي لأنام ، سبق التفكير النعاس إلي اليوم ، لكي يرحل بعد ذلك تاركا اياي ضعيفة نفسيا وجسديا ضحية للأرق ... كانت تلك الليلة أحد الليالي الطويلة التي مرت بحياتي ... ليلة تذكرت فيها مقولة لك ... "يوجد دائما طرف رابح وآخر خاسر " وأضنني الآن أعرف جيدا من هو الطرف الخاسر ..
أو ربما قد كنت خاسرة في مرحلة ما ، لكنني لست الآن .. أنا متأكدة من ذلك ... هل أنت متأكد من أنك لست الخاسر ؟ .. يجب أن يوجد طرف خاسر !!بينما ضننته قمرا لم يكن سوى سحابة تعكر صفو سمائي ، تبكي قليلا ، ثم ترحل !
لكنه كان يعلم ذلك جيدا... قد يفسر هذا عداوته او كرهه لي ... لكنه لا يفسر ابدا محاولته للتقرب مني ... ليجلس في مقعد في الصف الاول ؟ فعلا .. لست حمقاء لأصدق الامر ... وربما انا كذلك .. لكن حتى الحمقى لن يصدقوا شيئا كهذا ...
ربما انا في النهاية من أراد ان يتقرب منه ... اردت اكتشاف شخصيته الغامضة .. الآن انا اعرف ... ليست غامضة بالمرة بل معقدة ... انها كالامور الغيبية التي يجب ان تبقى مبهمة .. والغوص فيها وامعان التفكير في أسرارها لا يقود لغير الكفر ... "أجل لقد كفرت..."
لكنني اتوب الآن ... انت وحيد لسبب ما يا قليبي .. ولن احاول معرفته ابدا ... لانني مهما بحثت فلن اصل الى معرفته ... كما لن تستطيع ملء ذلك الفراغ في داخلك مهما حاولت.. كلنا متشابهون ، ملعونون كما تقول أنت .. لكن أفضل عدم تسمية ذلك باللعنة بل بالابتلاء ..اليس هذا ابتلاء ... سأصبر عليه .. لكنني لا اضنك ستفعل .. ليس ان بقيت على عنادك ..
نعم لقد عرفتك ... ليس حقا ولا على حقيقتك .. لكنني وصلت لابعد نقطة ممكنة .. ولا اضن ان غيري سيصل اليها ... حتى انني أثرت عليك وعلى بعض قراراتك في بعض المواقف ولو أنكرتَ ذلك ... و لست فخورة بذلك لكنني لست تعيسة ايضا .. فقد كنت كفراشة في الوقت والمكان المناسبين ... نعم مناسبان تماما لاحداث اعصار ... اعصار دمر الكثير من الاشياء ... لكنه دفعني لاعادة بناءها من جديد .. اعادة بناء نفسي ..
انا الآن اصلي .. لا يمر علي يوم دون ان أتضرع الى الله وأدعوه .. اصبحت استغفر الله بدل لعن الاشياء، الأشخاص، والمواقف ... لم اعد متلهفة لسماع الاغاني ولا حفظها .. . قويت صلتي بأصدقائي الحقيقيين الذين عرفتهم وقت الشدة والعسر والذين يعدون على أصابع اليد .. .. أي ان كل ما حدث كان لسبب ... مما يجعل من صداقتنا هبة وليس بلاءا مثلما ضننت .. لست مثلك .. انا لا أقول هذا الكلام لازعاجك ولا لإغاضتك ، بل لأريك ان لكل حادثة جانب مشرقا .. حاول ايجاد جانبك المشرق .. . أنا لن أشكرك على ما فعلت لأنني أعرف أن نيتك لم تكن الإحسان إلي ... لكنني لا أنكر ان لك يدا في الأمر حتى ولو من دون قصد .. . دعني أسدي لك نصيحة قبل توديعك ... توقف عن فعل ما تفعله ، تخلص من تلك الصفات السيئة ، واعثر على جوهرك .. وتذكر أنك بشري بنقاط قوة وضعف ، بمحاسن وسيئات .. أنت بشري وان كرهت ذلك
أتعرف أنه ان جمعتنا الصدف يوما ما فلن أتكبد عناء النظر اليك حتى ، لهذا لن أقول الى اللقاء بل وداعا ، وداعا يا ذكرى ستمحى مع الأيام .. حتى لا يبقى لها أثر .. فبانهائي لهذا الكتاب لن أجد سببا للتفكير بك ولا للقلق بشأنك .. سأنتقل الى كتاب آخر ، كتاب خال من لمساتك وأفكارك ، كتاب لم تدنسه كلماتك ولا ذكراك ...لا تقلق ، فأنا لن أشتاق اليك ..
ولن أمضي الليالي أتحسر على فقدانك ...
أنا لست أنت ...وداااعا أيها البشري الأحمق ❤
أنت تقرأ
كيف_انتهت_صداقتنا
Non-Fictionالكتاب عبارة عن مذكرات فتاة عن علاقتها بصديق مراهقتها اقتباسات من الكتاب : *علاقة غريبة ومميزة ، لم تكن حبا ولا صداقة لكنها تجاوزتهما الى علاقة أعمق من ذلك ، علاقة لا يمكن وصفها ، علاقة اجتذبت نظرات الاعجاب والحسد أينما حلت ... لقد كانت مميزة لحد ب...