الفصل الأول
وعد فتاة رقيقة في الصف الثالث الثانوي بها كل المميزات التي تتمناها أي فتاة أسرة دافئة حانية تدعمها كثيرا وتحبها كثيرا يرون فيها أمل لمستقبل أفضل .. لها صديقة واحدة فقط صديقة حقيقة أما الباقية مزيفين مخادعين يستغلونها فقط في أوقات الامتحانات أما باقي الأيام كانوا يتحاشون الحديث معها ليس لان بها علة سوآ إنها خجولة وانطوائية بسبب إصابتها بتلعثم بسيط في الكلام صاحبها منذ طفولتها .
وأسرتها لم تنتبه له جيدا مع الأسف ظننا منهم انه شيء طبيعي يحدث لأي طفله في سنها .
ولكن كلما تقدمت في العمر كان يزيد لديها ومع كل محاولات الأطباء أن يصلحوا من طريقة نطقها للأحرف والكلمات كانت تنتهي بالفشل.
ليس لان حالتها مستعصية علي العكس كانت روحها المعنوية مرتفعة جدا ووالدها وفروا لها كل الحب دائما كانوا ينظرون لها علي إنها هبة الله لهم فهي جميلة وذكية وتحفظ دروسها بسهولة وتمارس السباحة ومتفوقة بها أيضا .
ولكن ليت الحياة تقتصر علي الوالدين والأخوة فكلما كانت تتحسن حالتها كانت تتلقي نظرات الشفقة وهمساتهم الخفية علي حالها ومن من من اقرب الناس إليها باقي أفراد عائلتها الكبرى..
كان لهذا اثر بالغ عليها فهي لم تكن تتقبل تلك الهمزات و الغمزات عليها حينما تقارن نفسها بأي فتاة من العائلة تجد إنها أفضل منهم بكل شيء علما وأدبا وخلقا ومع كل هذا كانوا لا يهتمون إلا بإعاقتها كما يطلقون عليها دائما أو الشيء الوحيد الذي لا تبرع فيه وللأسف خارج عن إرادتها..
ولكن أمها لم تدع مجالا لتحزن أو تكتئب كانت دائما ما تعطيها أمل وطاقة ايجابية و تدعها تمارس حياتها بشكل كامل كما تريد .
تعاقبت الأيام على وعد وجاء وقت المراجعة النهائية لخوض امتحانات الثانوية العامة ولكن فاجأتها الأيام بكارثة لم تعد لها حساب أصاب والدتها مرض عضال لم يعرف له الأطباء علاج انهارت وعد نفسيا فوالدتها كانت الدعم النفسي الأول لها والآن ترى أمها يأكلها مرض لعين استطاع احد الأطباء أن يشخصه بعد أن فتك بها .
وقبل بداية الامتحانات بثلاث أيام انتقلت روح والدتها إلى السماء وفارقتهم إلى الأبد ..
لم تستطع وعد تحمل الصدمة وسقطت مغشيا عليها وظلت فاقدة للنطق ليومان ..جاء يوم الامتحانات الأول , كانت ترتدي ثيابها وهى ترتعد فهي لا تعرف كيف ستواجه زملائها دون أمها فهي معتادة أن توصلها أمها دائما إلى الامتحانات كما تفعل الأمهات مع أولادهن .
أحس والدها بقلقها اقترب منها وضم كفها بين يديه ونفث بهما و ظل يفرك كفيها بين راحتيه إلى أن شعرت وعد بالدفيء قليلا .
نظرت لوالدها والدموع تملا عينيها واحتضنته وانفجرت في البكاء ظلت تبكي طوال نصف ساعة وظل والدها يحتضنها إلى أن هدأت تماما فهو يعلم إنها رقيقة هادئة الطباع تتأثر بأي شيء وكيف لها أن لا تتأثر بفراق أمها .
أنت تقرأ
نوفيلا حلم فراشتى الزرقاء * مكتملة *
Spiritualالعائلة هي حصن الأمان الأول لأي منا ولكن في حالة وعد , نجد أن هذه القاعدة مختلفة تماما فعائلتها تسخر منها تدمرها بالبطئ دون أن يشعروا بهذا الشئ و أحيانا عن عمد يدفعوها للهاوية .. ولكنها لديها من الإصرار والعزم الكثير كي تمر من المحن ولكن هل طاقتها...