الفصل الثاني عشر و الأخير
دلفا إلى الداخل جلسوا جميعهم ينظر كلا منهما إلى الأخر إلى أن بدا وجيه بالحديث
وجيه : نعلم إننا تركناكم منذ وقت قليل ولكن الموضوع هام وعاجل وأصر زين أن يخبركم به بنفسه ..
صالح : حسنا بني تحدث كما تريد .
هيا يا تسبيح احضرِ لنا بعضا من كعكاتك اللذيذة وأنت يا وعد ساعدي أختك .
حسنا أبى نستأذنكم ولكن لا تتحدثوا إلا في حضورنا ضحكوا جميعا غابتا لوقت بسيط وضعتا ما تحملانه على منضدة صغيرة
بدا زين بالتحدث : نعلم جميعا ما حدث من رفيده طليقة وجيه
شهقت وعد وتسبيح في آن واحد: ماذا طليقته
تسبيح : متى حدث هذا
دعيهم ينهون حديثهم إلى نهايته يا تسبيح قالها صالح تسبيح : حسنا أبى اعتذر .
زين: ما حدث إنها يوم رأت وعد ومعها صديقتها للآسف
لا اذكر اسمهاتدعى ريتال قالتها وعد
زين : نعم صحيح صديقتك ريتال لا اعلم تفاصيل وقوفكم على سلم المدرسة حينها ولكنها استغلت الموقف لكي تدمر عليك حياتك التقطت بعض الصور لكما وبالاستعانة ببعض صوري من على هاتف وجيه التي أخذته منه بالحيلة
أعطتهم لشخص ما لديه الخبرة في برامج دمج الصور وتعديلها وحاولنا كثيرا أن نعرف منها اسمه ولكنها رفضت بشدة سالت دمعة من عين وعد فمسحتها فورا وسألتهوعد : ولكن لم أنت تحديدا ضحك وجيه
وجيه : يبدو أن لديك ذاكرة ضعيفة يا وعد لقد اخبرنا زين أمام الجميع انه يعيش بالخارج منذ وقت طويل ولهذا هداها تفكيرها الشيطاني إليه ولكنها تناست انه من السهل أن أتواصل معه وان يعود إلى مصر لينفي هذه الفضيحة المشينة أو لا اعلم في أي شيء كانت تفكر ..
ابتسمت لهما وعد : لا اعلم كيف أشكركما على توضيح الحقيقة لي شكرا لكم أما عن سبب وقوفي على سلم المدرسة فكان بسبب رفيده للآسف ووالدتها أيضا هداهم الله ..
انطلقت تسبيح بسؤالها سريعا: ولكن ما هي حقيقة طليقتك هذه هل أصابكم ملل الزواج أم ماذا وضحكت .
ولكن جملتها ضايقت الجميع وشعرت بهذا الشيء حينما صمتوا فاعتذرت منه ولكنه تفهم الامر .
وجيه : سأجيبك يا تسبيح حينما علمنا جميعا الحقيقة ثار طارق كثيرا واخذ يضربها ويصفعها إلى أن سقطت في الأرض مغشيا عليها وقتها طردت الجميع وطلبت الإسعاف ونقلناها إلى المتشفى وهناك اخبرنا الطبيب إنها أصيبت بصدمة نفسية كبيرة ويجب أن تبقي تحت المراقبة وما أن استفاقت طلبت أن تراني بمفردي و طلبت مني الطلاق دون أن اسألها أي شيء أخر وبالرغم من إنني كنت مشفق عليها حقا ولكنها بكل كبرياء كعادتها أخبرتني أن هذا قرارها النهائي فنفذته لها وتركتها وخرجت هذا كل ما حدث ..
صالح : حسنا بني لا نعلم كيف نواسيك ولكن رزقك الله بالأفضل وأنت يا زين يا ولدى نعتبرها معرفة خير حتى إن بدأت بشكل غير ملائم ..
كاد زين أن ينطق ولكن دق جرس هاتف وعد استأذنتهم للرد واستكملوا هم الحديث فيما بينهم إلى أن رجعت وعد مرة أخرى وعلى وجهها ابتسامة عريضة ما أن رآها والدها حتى سألها
صالح : لما كل هذا الفرح على وجهك
وعد : سأخبرك يا أبى بعد قليل
شعر وجيه وزين بالإحراج فأستاذنا بالرحيل
وعد : لا لا لم اقصد هذا قصدت بعد الغذاء أنا جائعة حقا وانتم لأول مرة في بيتنا فبعد إذن أبى لنتناول الطعام سويا وسأخبركم بكل شيء
تم توضيب مائدة الطعام والتفوا جميعا حولها وبدؤوا بتناول الطعام والحديث أخبرتهم وعد أن طلبها للانضمام إلى المنحة التعليمية بالخارج تمت الموافقة عليها بعد أن كادت أن تفقد الأمل في إكمال تعليمها الجامعي بسبب حالتها المرضية
صالح : حقا يا وعد هذا خبر سار أنا فخور بك حقا ..
بارك لها الجميع وانهوا طعامهم وهم يتبادلون أطراف الحديث بعد الطعام شكر الشابان صالح على حسن ضيافته وسعة صدره و انصرفا ..
جلست وعد وهى محتضنه والدها وتبكى ..
صالح : رفع رأسها لم البكاء الآن
وعد : لا اعلم يا أبى، أنا حتى لا اعلم كيف اشكر الله على كل هذه النعم كل ما اعرفه إنني أريد أن انجح بدراستي وان لا تفقد ثقتك بى أبدا .
ضمها لحضنه اكتر واخذ يهمس لها
صالح : كنت اعلم أن هذه المنحة ستكون من نصيبك لا محالة ولهذا طلبت أوراق هجرة وساعدني للحصول عليها بعض الأصدقاء حتى السنة الأخيرة من الثانوية المتبقية لتسبيح قدمت لها أوراق التحاق في إحدى المدارس هناك كي لا تكوني بمفردك وهنا انضمت لهما تسبيح وهى تضع يديها أمامها
تسبيح : وأنا كنت اعلم كل هذا ولكن اتفقنا أنا وأبى أن لا نخبرك بشيء إلا عندما نطمئن على حصولك على المنحة .
مرت شهور الإجازة وهم يحضرون لسفرهم .
كانت وعد تشعر بالسعادة والحبور ودعت تسبيح صديقاتها وأصرت ريتال على مرافقة وعد للمطار وقد كان هذا .
ذهبوا جميعهم إلى المطار
وودعت ريتال صديقتها بدموع وأحضان طويلة وأوصتها أن لا تنساها أبدا وان تفعل كل ما تريده وتستغل فرصة
المنحة لكي تحقق طموحها الخاص في أن تصبح ملهمة لغيرها من الفتيات الآتي مررن بظروف مماثلة وان تنال اعلي الشهادات التعليمية ودعتها على أمل اللقاء القريب في إجازة نصف العام. وصعدوا جميعا إلى الطائرة و جلسوا .سأل صالح وعد: هل أنت مستعدة لرحلتك الجديدة ..
ارتدت غطاء عينيها الصغير الذي يساعدها على النوم وابتسمت لأبيها قائلها : نعم أبى أنا مستعدة تماما ..
وضعت غطاء عينيها وأراحت رأسها إلى الخلف وأمسكت يد تسبيح بحنان وطارت الطائرة بهم نحو مستقبل جديد وحياة سعيدة
تمت بحمد الله
لكل من له/ها حلم ولم يتحقق بعد ثق بالله خيرا ومهما كانت ظروفك لا تفقد الأمل أبدا ....
أنت تقرأ
نوفيلا حلم فراشتى الزرقاء * مكتملة *
Espiritualالعائلة هي حصن الأمان الأول لأي منا ولكن في حالة وعد , نجد أن هذه القاعدة مختلفة تماما فعائلتها تسخر منها تدمرها بالبطئ دون أن يشعروا بهذا الشئ و أحيانا عن عمد يدفعوها للهاوية .. ولكنها لديها من الإصرار والعزم الكثير كي تمر من المحن ولكن هل طاقتها...