الفصل العاشر
جذبها طارق من يديها بكل عنف فنظرت إليه متوسلة إياه أن لا يفعل بها هذا ولكن من الواضح أن ما حدث قد بث في عروقه النخوة قليلا واستفاق من غفلته وانشغاله بأعماله عن بيته ..
صفعها بقوة أطاحت قرطها الماسي من أذنها وما بين صدمت الجميع وذعر عليا من حالة الهياج التي أصابت زوجها جرت اتجاه ابنتها لتوقفها ولكنه جذبها هي الأخرى بعنف وأجلسها على مقعد وأشار لها
طارق : من الواضح ان لديك علم بما يجرى هنا وكالعادة أنا أخر من يعلم ولكن أتعلمين الخطأ خطئي أنا من نسيت إنني تربيت ونشأت في عائلة غنية كما هو ظاهر للناس ولكن الباطن إننا بدأنا رحلتنا للثراء من حارة ضيقة صغيرة وباجتهاد الأجداد والآباء وصلنا لهذا الثراء الفاحش
قد نسيت كل هذا وأنت يا زوجتي العزيزة كان كل همك إغرائي لنيل المنصب السامي الزواج من الثري فقط لا غير والنتيجة كما ترين أمامك هيا قفي وكفى دراما مقززة واعترفِ بكل شيء إمام الجميع لا يمكن أن تنجب سها الوديعة المهذبة الزوجة المخلصة لزوجها فتاة سيئة أبدا هيا تكلمي ..
بين غضب أبيها ونظرات الحاضرين حولها تجد يد ممتدة لها تنظر لأعلى تجده وجيه ..
" يا ترى لم تمد يدك لي يا وجيه هل ستوبخني أنت الأخر على كل حال لقد انتهى كل شيء، سأقول ما حدث مما كانت النتيجة "
أمسكت يده ونهضت تنظر للجميع ومسحت دموعها التي وللمرة الأولى تنهمر عن الم وندم حقيقي ولكن من كثر أفعالها السيئة لن يصدقها احد بعد الآن ..
سارت باتجاه وعد ووقفت أمامها قائلة : أنت الملامة في كل هذا يا وعد أنت السبب .. منذ الصغر ولديك كل شيء أنا افتقده أم حنون تغمرك بالحب وأب رائع يتواجد دائما بجوارك وأخت بمثابة الظل الدائم لك حتى عندما كنت تتلعثمين في الحديث كنت أراك قوية تحاولين تحدى نفسك دائما لتتجاوزي هذه العقبة متفوقة في كل شيء مثالية
في كل شيء أما أنا تربيت محاطة بعناية مربية . فأمي الغالية لم يكن لديها وقت لي وأبى أيضا كانت صفقاته أهم منا بكثير وكالعادة الحجة الدائمة
" كل هذا لكم بعد وفاتي أنا اتعب لأجلكم"
ضحكت بسخرية ونظرت لوالديها أليس هذا صحيحا يا أمي طنط سعاد و طنط درية الخ من صديقاتك سيدات المجتمع وكلما أردت أن أتحدث معها اشتكى إليها أو اطلب منها أن ترافقني للامتحانات كانت دائما تجيبني بجملة واحدة
"عذرا حبيبتي والدتك مشغولة الآن إليك بعض النقود لتشتري أي شيء يسليك ويسعدك "
كما ترون جميعا هذه هي حياتي والبيئة التي نشئت بها أتعلمين أيضا يا وعد إنني كثيرا ما كنت أتمنى أن أبدل معك حياتي أعطيك كل شيء واخذ بالمقابل عطف أمك وحنان والدك ودعم أختك .. صدقيني لم أكن اقصد أن أعايرك بلعثمتك ولكن هذه هي نقطة الضعف الوحيدة لديك
و كل الشكر للصديقات العزيزات فهن مثلي من طبقات المجتمع المخملية وذوات تفكير لا بأس به في اللؤم والفوقية فان كنت مخطئة بحقك أنا آسفة .
نظرت لها وعد نظرة جامدة واقتربت منها وأخذت تتحدث إليها بهدوء اسمعني جيدا كل ما قولتيه الآن جيد جدا ولكنه ليس سببا كافيا لانحرافك فان اخطأ والدك بحقك ولم ينتبها لك كنت تستطيعين أن تغيري حياتك بشكل أو بأخر تنمين في نفسك قدرات وأخلاقيات جيدة أتعلمين كثيرا جدا ما يكون الأب لص والأم راقصة ولكن يهديهما الله بسبب ابنهم أو ابنتهم هل تعلمين هذا صدقينِي ما أقوله لك حق وصدق بمعنى أخر مهما كان الجو المحيط بك فاسد وسيئ تستطيعين أن تجاهدي بنفسك ولأجل نفسك ..
والدك معذور بالرغم من الخطأ الملقى على عاتقه معذور لأنه كرجال كثر حددوا دورهم في حياة أسرهم في جزء واحد فقط
"جلب المال للأسرة وتامين رفاهية العيش لهم "
دون الانتباه لأي شيء أخر أو لدوره الأساسي في قوامة البيت وتوجيه زوجته وأولاده .
أتعلمين أن سبب عزوف كثير من الفتيات عن الزواج بسبب أبائهم و إخوانهم .
أما والدتك هداها الله لم تلقى بالا لا بتغيراتك النفسية أو العقلية أو الأخلاقية كان كل ما يشغل بالها أن تنهى تعليمك وتصبحي سيدة مجتمع مرموقة وتتزوجي ثرى كطارق بيه السمندوى حتى إنها لم تسألك عن رغبتك الحقيقة إذا كنت موافقة على تكملة حياتك مع وجيه أو لا سأعيدها عليك مرة أخرى أنت أساس دمار حياتك أتعلمين لماذا
لأنك لم تحاولين تغيير نفسك أو أي شخص محيط بك حتى حينما قررتِ اتخاذ رفيقات لم تختاري صحبة صالحة تعينك على الخير الذي تندمين أن أبواكِ طمثاه بداخلك بل توجهتِ إلى من هن مثلك سطحيات متفرغات للنميمة ومتابعة خطوط الأزياء إذن فأنت السيئة لا أي شيء أخر أنت من استسلم للظروف وتركها تعبث به بالرغم من أن هذا الشيء منافي تماما للعقل أو للطبيعة التي خلقنا الله عليها خلقنا متمردين مفكرين معمرين في الأرض أما أنت يا رفيده حولتي و استخدمتِ كل شيء حولك لعامل هدم لا بناء
بدا الجميع بالتصفيق لها والدعاء لها بالتوفيق وكان زين يراقبها بشغف كبير جدا وبداخله شعور انجذاب إليها كمن وجد ضالته أحست بالخجل الشديد من ما يحدث هي لم تلقى خطبة لكي تتلقى مدحا هي فقط عبرت عن رأيها
وفجأة سرت صرخة مدوية أسكتتهم جميعا ..
أنت تقرأ
نوفيلا حلم فراشتى الزرقاء * مكتملة *
Spiritualالعائلة هي حصن الأمان الأول لأي منا ولكن في حالة وعد , نجد أن هذه القاعدة مختلفة تماما فعائلتها تسخر منها تدمرها بالبطئ دون أن يشعروا بهذا الشئ و أحيانا عن عمد يدفعوها للهاوية .. ولكنها لديها من الإصرار والعزم الكثير كي تمر من المحن ولكن هل طاقتها...
