11

4.2K 134 3
                                    

الفصل الحادي عشر

نظر الجميع بصدمة ليروا مصدر الصرخة ليجدوها رفيده تصرخ بهم قائلة : يكفي هذا ألهذا الحد يا وعد أنت مميزة هل رايتي بنفسك هذا ما كنت أحدثك عنه منذ لحظات كنت قد كسبت تعاطف الجميع بمأساتي النفسية ولكنك محيتي اثر كل هذا بحديثك المعسول ..

غضبت منها وعد غضبا شديدا و شعرت بالقرف منها ودون أن تشعر وجدت نفسها تصفعها على وجهها يمينا يسارا جن جنونها من تصرفات رفيده هذه ولكنها لم تكتفي بصفعها فقط بل أمسكت ذراعيها وصاحت بها بكل ما أوتيت من قوة أنت حقا مريضة يا رفيده لديك عقدة نقص يجب أن تعالجيها حقا أنا مشمئزة منك ومن تصرفاتك هل تعلمين شيء أخر أنا لا أريد أن تردي لي اعتباري أمام الجميع باعترافك وسرد تفاصيل حقيقة صورك المفبركة هذه ليس لأي شيء سوآ أن جميع من حولك في هذا المكان مثلك تماما مرضي نفسين يرتدون قناع الثروة والمال لكي لا تنكشف معادنهم الرخيصة يكفيني أن لدى أسره وأصدقاء يثقون بي وتركتها وامسكت يد تسبيح واشارت لوالدها هيا بنا يا ابى لقد ضاق صدري من هذا المكان المقرف ..

ولكن استوقفها زين عذرا يا انسه وعد أن لم يعد لديك أي اهتمام بمعرفة الحقيقة فانا لدى الرغبة الكاملة لمعرفتها لا تنسي إنني معك في هذا الأمر بشكل أو بأخر ..

نظرت إليه وعد ونظرت إلى يده التي تحاوط ذراعها
وعد " من فضلك اترك يدي حالا أنت حر في ما تريد أنا لم اعد اهتم لا بك ولا بها ولا بأي شيء ولا حتى الحقيقة .

أتعلم لماذا لان المسرحة الهزلية التي حدثت اليوم علمتني درسا هاما أن الناس لن يصمتوا ولن يتوقفوا عن طعنك بما ليس فيك ..

فمن فضلك دعني أتصرف كما أريد وأنت افعل ماشئت ..

افلت يدها وتركها تذهب كانت تسبيح تنظر لأختها بفرح ممتزج بالفخر لا تعلم من أين أتتها تلك القوة ولكنها تأكدت أن المحن والضغوط التي تمر بنا تجعلنا أقوى تجعلنا لا نقهر تغيرنا للأفضل بكثير في حال استغلالها بالشكل المناسب وعدم الاستسلام لها ..

أما صالح التي اغرورقت عيناها بالدمع و ربت على كتف زين قبل أن يرحل خلف ابنتاها : عذرا بني لتصرف وعد معك ولكن كما رأيت لقد تحملت أكثر من طاقتها .

بادله زين نظرة امتنان قائلا: لا لا أنا مقدر تماما اسمح لي أن أمر عليكم في المنزل في حال عرفت حقيقة الأمر ..

صالح : حسنا بني أهلا بك في أي وقت .. وصلوا إلي المنزل ما أن دخلتا حتى هتفت تسبيح : ما هذه الشجاعة المفاجأة يا وعد لقد تغيرتِ كثيرا ولقد اختفت لعثمتك الحمد لله و حققتِ ما حلمتِ به قهرتي خوفك أنت حقا مثال يحتذي به

اكتفت وعد بالنظر إلى أختها وابتسمت وتركتها وذهبت إلى غرفتها وأغلقت الباب

نظرت تسبيح لوالدها بتعجب فبادلها صالح نظرة أخرى مصحوبة بقبلة حانية على وجنتها : دعيها يا ابنتي
ما مرت به اليوم ليس هينا على أي شخص حمد لله
إنها استطاعت تجاوزه بهذا الشكل دعينا نرتاح الآن ونجتمع بعد للعصر للغداء هيا اذهبي لغرفتك وارتاحي..

تسبيح : حسنا أبى أطال الله في عمرك وحفظك لنا

صالح : آمين حبيبتي وبارك لي فيكم

ولكنها لم تستطع فعل هذا دون الاطمئنان على أختها ففتحت باب غرفتها بهدوء وأخذت تراقبها وجدتها تنهى صلاتها وتبكى بكاء حارا وتدعو الله وتشكره على لطفه وكرمه معها ظلت تناجى ربها بصوت خافت وبعد فروغها من الصلاة كانت قد وصلتها رسالة ما أن رأتها حتى فرحت بها فرحا شديدا وألقت هاتفها على فراشها وسجدت لله شكرا وفتحت دولابها وأخرجت كافة ملابسها قامت بتمزيقها جميعا كانت تسبيح تشاهد أختها وتتعجب من ما تفعل ولكنها فهمت لما قامت وعد بهذا حينما أخرجت حقيبة صغيرة كانت أمها رحمها الله قد أهدتها لها وفتحتها وأخرجت منها ثياب جميلة جدا قطنية لها ألوان زاهية ثياب فتيات ولكنها للمحجبات كانت سها كثيرا ما تحلم أن تري ابنتيها مرتديات الحجاب ولكنها لم تجبرهن على ذلك
فقط قامت بشراء حقيبة صغيرة لكلا منهما في كل عام يمر عليهن تشترى لهن ثياب جديدة وتضعها لهن ومع كل ثوب ورقة صغيرة بها رسالة منها لبناتها وقطعت عليهن وعدا بعدم الاقتراب من الحقيبة إلا في حال واحد وهو اتخاذهم قرار ارتداء الحجاب كانت دائما ما تحدثهم عن جمال إسلامهم ووسطيته ورحمة الله بعباده المؤمنين وعن صون عفتهم ليس فقط بحفظ النفس بعيدا عن المعاصي ولكن بالتقرب من الله دائما بالأعمال الصالحة ومن أهمها حفظ وستر جمالهن بالحجاب وقد كانت تشترى لهم ملابس جميلة ومناسبة لهن لم تقيدهم بالألوان الحيادية الأسود الرصاصي وغيره من الألوان كانت تعلم أن الحجاب أمر هام ولكن في المقابل حجاب الأخلاق والأدب مهم أيضا اكتفت بتوجيه بناتها بشكل أو بأخر للحجاب وكانت دائمة الدعاء لهن وها قد حان الأوان لاستجابت دعائها،،

أخذت تسبيح تبكي بلا صوت فأغلقت الباب وتركت أختها لما تفعله وذهبت هي الأخرى لغرفتها.

بعد أن انتهت وعد من تنظيم ملابسها والتخلص من ثيابها الذكورية القديمة وقفت لتتأمل وجهها في المرأة وهى مرتدية ثياب الصلاة شعرت أن راحة نفسية تسري بداخلها وان وجهها أكثر إشراقا هي تعرف تمام أن السبب ليس في الحجاب فقط ولكنها تخلصت من كافة المشاعر السلبية والأفكار السيئة في داخلة فانعكس ذلك بشكل إيجابي عليها .. توجهت إلى قفصها الصغير وفراشتها الصغيرة الحبيسة بإرادتها فكانت كلما تطلقها تطير وتعود إليها ولكن هذه المرة همست إليها قائلة لقد حان وقت رحيلك لتكملي حياتك ولأبدأ أنا حلمي الجديد حلم فراشتي الزرقاء سأسميه هكذا تيمنا بكى فأنت أعظم رسالة أهداني الله إياها ،، وكأن الفراشة تفهم حديث وعد ،،

طارت بعيدا وكانت وعد تراقبها حينما سمعت طرقات على باب المنزل خرجت من غرفتها لترى من بالباب وعندما فتحت الباب أصابها التعجب أستاذ وجيه أستاذ زين مرحبا ماذا أتى بكما إلى هنا ..

نظر زين ووجيه بعضهما لبعض وقال زين في استحياء عذرا انسه وعد أتينا بغير معاد ولكن لقد استأذنت والدك .

وعد بتعجب : والدي في أي شيء استأذنته .

قطع حديثهما صالح : منذ متى ونحن نرحب بضيوفنا وهم على الباب .

وعد : عذرا أبى فقط صدمت ما أن رأيتهما تفضلا إلى الداخل أهلا بكما ..





نوفيلا حلم فراشتى الزرقاء * مكتملة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن