3

4.7K 154 2
                                    

الفصل الثالث

مر شهر و أنهت وعد امتحاناتها بجدارة وطمأنينة لقد اجتهدت ونظمت وقتها جيدا وأدت ما عليها وتعلم أن الله لن يخيب لها رجاء أو تعب .

بدأت الإجازة الصيفية و منذ اليوم الأول لأجازتها كان صالح قد اتخذ قرارا هاما بشان بناته وفي صباح بداية العطلة استيقظت الفتاتان متأخرتين بسبب سهرهما سويا في الليلة الفائتة

وعندما استفاقتا بشكل كامل بحثتا عن والدهما في كافة أرجاء المنزل إلا أنهما لم تجدا له أثرا .

لم تعلق الفتاتان بشيء فلربما خرج لجلب بعض الحاجيات أو انه مشغول بعمل ما . على اعتبار إنهما قد تأخرتا في النهوض اليوم.

فذهبتا لأعداد وجبة إفطار خفيفة وشهية بعض كعكات مخبوزة لقد كانت تسبيح عاشقة لصنع الحلويات وتعلمت الكثير من والدتها رحمها الله

وأثناء ما كانت تصنع تسبيح الكعكات كانت وعد تعيد ترتيب الأثاث وتغير الستائر وتنظف المنزل وأطلقت الفواحة المعطرة بعطر الياسمين الذي يعشقه والدها .

فوعد لها ذوقها الخاص في الترتيب والتنظيم .

خرجت تسبيح لتجد أن الصالة تغير شكلها كثيرا عن البداية .

" فالستائر الملونة استبدلتها وعد بأخرى من الحرير الأبيض الشفاف والنافذة وجدت بها بعض نباتات وزهور حمراء وصفراء اللون معلقة بشكل جميل والتلفاز غيرت موضعه بحيث أن جميع من يجلسون في الصالة يرونه .

فأطلقت صافرة وهللت
تسبيح : ما هذا الجمال الذي أراه أمامي ! ومتى أحضرت هذه النباتات ! وكيف توصلت إلى هذه الستائر! لقد كانت والدتي تعلقها في الأعياد فقط . وظلت تضحك .

حتى سمعتا صوت والدهما قد وصل، ما أن رأى التغير التي أحدثته وعد والكعكات الساخنة والكاكاو أيضا على المنضدة الصغيرة وضع ما بيده وفتح ذراعيه لطفلتيه وضمهما بحنان كبير وأعطى كل واحده منهن قبلة . وجلس ثلاثتهم يتسامرون وكلا منهن تحكى لوالدها ماذا صنعت لتجدد قليلا من روح المنزل وأبدى صالح إعجابه بما صنعتا الطفلتان واخرج من جيبه علبة قطيفة حمراء .

ما أن رأتها تسبيح حتى وضعت الكعكة وكوب الكاكاو وجلست على المنضدة أمام أبيها وعينيها معلقه بالعلبة متسائلة

تسبيح : ما يوجد بها يا والدي !

ضحكت وعد ووالدها كثيرا من تعبيرات وجهه تسبيح التي لا تدرى عنها شيء عنها . هل هي سعيدة ! هل هي متسائلة أم ماذا ..!

فتح صالح العلبة واخرج منها سلستان ذهبيتان أعطى كل واحدة منهم سلسلة كان معلق اسم كل واحده منهن .

.. فرحتا بالهدية كثيرا وقبلتا والدهما ..

  أعطته تسبيح كعكه وأخذته وعد ليرى النباتات الجديدة في النافذة ووجد كرسي صغير

نوفيلا حلم فراشتى الزرقاء * مكتملة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن