التنين

65 6 2
                                    

كان الوقت غسقًا أو بعد الغسق ، هذه المدينة رغم حجمها المهول إلا أنها فارغة من السكان ، مبانيها عادية و حتى أنها أقل من العادي، نستطيع أن نقول عنها جافة ، بردها ساقع ، صحراوية

إقتربت ايتاسرا من رمكان قليلًا و أمسكت بيده دون سبب
ايتاسرا: أريد منك طلبًا

رمكان: ما هو الطلب

ايتاسرا: كن رحيم القلب

رمكان: كيف أكون رحيم القلب؟

ايتاسرا: عندما يكون قلبك رحيمًا

رمكان: وكيف يكون قلبي رحيمًا؟

ايتاسرا: يجب أن تكون رحيمًا كي يصبح قلبك رحيمًا

رمكان: إذًا سبب الرحمة هو القلب، وسبب رحمة القلب هي الرحمة، وكأنك تقولين من أتى أولًا الدجاجة أم البيضة ؟

ايتاسرا: -تنهد- إذا حملت السيف يومًا ما، فجعل القتل آخر حل لك

رمكان: بالتأكيد

دمسورح: ايتاسرا، تعال معنا أرجوك

رمكان: نعم تعال معنا أرجوك

ايتاسرا: لا أستطيع حقًا

رمكان: لماذا؟

لم تجد ايتاسرا جوابًا لسؤال رمكان السهل، أو أن هناك جوابا يحوم بجوفها، جوابًا لا تريد أحدًا أن يعرفه

ايتاسرا: حسنا، سآتي معكما

رمكان و دمسورح: نعم !! -بصوت عالي-

ايتاسرا: حسنًا، هذه هي البوابة

دمسورح:قلتي كم المسيرة حتى نصل؟

ايتاسرا: . ... .

دمسورح: هه حقا؟؟، رمكان أغمض عينيك، وانتِ كذلك

أغمض رمكان عينه دون أن يجادل دمسورح، لكن ايتاسرا لم تفهم الغاية من هذا الشيء

إقترب دمسورح لإيتاسرا، يقترب أكثر و أكثر، حتى أصبح بينه وبين وجهها مسافةإصبع، همس بإذنها

دمسورح: ثقي بي ، أغمض عينيك فقط

هواء فمه الحار وهو يلامس أذنها، كان شعورًا غريبا لم تشعره من قبل، أحست، أحست بشيء من الخوف و كذلك برعشة، لم تتمالك نفسها حتى وضعت يداها على عينيها وتغمضهما بسرعة، وضع دمسورح رمكان على ظهره و حمل ايتاسرا بذراعيه ، أرتبكت ايتاسرا ، وبقيت مغلقة عن عينها، وبدأ الثعبان يتلو كلماته المريبة

بدأ صوته يتغير، حرارة جسده ترتفع، ملمسه أصبح خشنًا كثيرًا ، فتحت ايتاسرا عينيها لترى وجه دمسورح الذي قد تحول شكله، إلى، ذئب، ليس ذئبًا، وكأنه ، تمساح وذئب، عينه أصبحت كعيني الذئب وشعر رأسه أصبح كثيفًا جدًا ، وله أنياب طويلة جدًا، وله ثلاث قرون ، عظمٌ في اليسار و اليمين، وفي الوسط هو القرن الصغير، نظر دمسورح لإيتاسرا

قال دمسورح بأسلوب طاغي
دمسورح: ألم أخبرك بأن تغمضي عينيك؟

أغمضت ايتاسرا عينها بقوة

دمسورح: رمكان، تشبث جيدا بذيلي

ربط دمسورح رمكان المسكين بذيله الطويل كي لا يسقط ثم يعود لهم وهو قد فقد قدمه أو ذراعه، أو ربما، حياته؟

بدأ دمسورح بالمشي، ثم الهرولة، ثم، الجري، ثم الركض، ثم بدأ يعدو كالخيل

بدأت ايتاسرا تصرخ ، وهي تلف ذراعيها حول جسده خشية السقوط، بدأ رمكان يضحك

دمسورح: ما بك؟

رمكان: اليست هذه نف...

دمسورح: نعم، إنها نفس تعويذة الجد عرفان

رمكان: رائع

ايتاسرا:دم-دم-دم-دمسورح توقف -صراخ-

شد دمسورح مسكته ليثبتها بإحكام ، محاولًا أن لا تسقط
همس دمسورح بأذنيها

دمسورح: إبقي مغمضة لعينيك، تخيلي معي جمال نجوم الليلية الهادئة، ورياح الصبا الهابة من الشرق للغرب- من الشرق وهي ترتطم بوجهك بخفة لتداعبك بكل رقة، تخيلي نفسك تعدين بسرعة وكأنك خيل أو سبع أو طير، وكأنك أنت رياح الدبور-عكس الصبا-  الآتية من صحراء الغرب، لتهبي برقصاتك الريحية الهادئة على بساتين الشرق الخضراء، لترقصي بثوب الليل بكل ثبات في الهواء

ايتاسرا: دمسورح، أخرس

أنفجر رمكان ضحكًا ، وأشتعل دمسورح غيضًا
دمسورح: حسنًا ، كنت فقط أريد تهدئتك لأنك كنت تصرخين كالأطفال

ايتاسرا: -تأفف- أخرس، متى سنصل

دمسورح: لقد وصلنا منذ فترة؟

ايتاسرا: هاه

دمسورح: أفتح عينيك

صرخت ايتاسرا بصوت سمعه كل من في الأرض، كان دمسورح يحلق بالسماء بعد أن قد قفز من فوق جبل، وهو الآن فوق أسوار المدينة العظيمة، ورمكان، كان يعيش هذه اللحظة بكل ثانية، أسوار عملاقة جدًا تمتد إلى نهاية العالم من طولها، وحولها أخاديد من نار، وبرك من ماء، وأعلام معلقة في كل مكان على الأسوار، وبداخل المدينة يجري نهر عظيم جدًا ممتد إلى وسط المدينة حيث يصبح مثل الخندق حول ذلك القصر الكبير، قصر مخروطي الشكل، يرتفع للأعلى ويصغر حجمه

دمسورح: حسنًا، يبدو أن الأجواء مضطربة، لذلك سنهبط هبوطًا إضطراريًا لكن، تبًا تبًا تبًا!!

لم يستطع دمسورح موازنة هبوطه، فكان هبوطه موجها نحو هذا القصر العظيم

رمكان:ماذا بك؟

دمسورح: سأهبط على القصر

رمكان: هاه !! -صرخة-

أصبح دمسورح يقترب شيء فشيء من القصر، أخرج دمسورح من جيبه ورقة عشبية سوداء و أمر رمكان بان يأكلها، نفذ رمكان أوامره دون أي جدال وسرعان ما -صوت انفجار-

هبط، وكما هو متوقع عشرات الرماح مصوبة نحوهم ومئات الأقواس تصوب عليهم

دمسورح: هه، هنا يبدأ الحماس.

اعين الياقوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن