الفصل الثامن: الهدية الثانية، الأسوأ

3.9K 224 69
                                    

"هيا أستيريا إلى التدريب حالًا."

الصوت المزعج الخاص بماتا المسؤولة الموكلة على إيقاضي صباحًا وبأبشع الطرق.

"إنتِ جريمة بحق الإنسانية كلها."

كَلمتُها بصوت اشبه بالهمس حيث تمتمت الحروف بصعوبة بالغة ونظرت إليها بأعين نصف مفتوحة.

"لستُ أنسانة أيتها الطفلة."

أجابت بذراعين مكتفين ونظرة واثقة.

"أجل نسيت فالانسانية تبرأت منكِ."

لم تجيب بعدها لذلك كانت فرصة رائعة لأخذ غفوة صغيرة مريحة، مريحة ها.

صرخة فزعة خرجت من حَنجرتي وأنتفضت بسرعة من فوق السرير، شيء بارد سكب عليّ بقوة أشعر بأطرافي تتجمد.

"ما خطبكِ يا فتاة ماء بارد مثلج ما اللع..."

صرخت بها بصوت يرتجف من شدة البرد

"خمس عشرة دقيقة وأراكِ أمامي في الطابق السفلي "

قاطعتني بنبرة أًمِرَة وتحركت نحو الباب الى خارج الغرفة.

وها هو يوم أخر هنا، في أرض الدولور.

"ألا أبدو صغيرة على كل هذا العذاب؟"

نظرت بعينين متوسلتين لماتا، أهخ الجندي ماتا أن صح القول.

"بالضبط، شعركِ الأبيض يبديكِ عجوزًا على هذا العذاب."

كانت تركض خلفي وهي تتكلم ببطئ كونها كانت تركض لفترة طويلة خلفي حتى تمنعني أن أردت التوقف عن الركض حول هذه الغابة الكبيرة، نركض منذ ساعة وربع تقريباً، لكن هذا لا يمنع كونها أستفزتني وتعرضت لحدود حمراء.

"إلا شعري أيها الجندي"

"جندي أفضل من عجوز، لقبٌ مشرف"

حسناً محاولتي كانت لا بأس بها، أليس كذلك؟

فجأة توقفت ماتا عن الركض وطلبت مني أن أتوقف أيضاً.

"هل هنالك خطب ما؟"

توقفت عن الركض وأقتربت إليها، كانت تنظر بريبة في الأرجاء لكننا في غابة ما الذي قد يقلقها في غابة كبيرة فارغة.

"ماتا"

ناديتها مجددا فألتفتت لي وأشارت لي أن ألتزم الصمت

"أصمتي"

أمسكت بيدي وسحبتني خلفها بسرعة.

  Dolor | دولور  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن