الفصل العاشر: ربطة الشعر السوداء

2.9K 191 38
                                    

مازالت كل الأمور ضبابية لكن لا بأس.

بعد ذلك الحديث المطول مع ريجينيا تركت مكتبها وتوجهت إلى القاعة الكبيرة التي تشبه نوعاً ما غرف المعيشة، بالضبط حيث أغلب الدولور جالسات هناك.

أعتقد أنني سأخذ نصيبي ونصف من كل تلك النظرات التي تلقى عليّ، أبدو كالفأر الصغير المبلل تحت أمطار الشتاء أمامهن الأن.

حسناً الخطة هي تجاهل كل شيء كما قالت ريجينيا والذهاب إلى غرفتي حيث القليل من الهدوء.

وضعت ملامح اللامبالاة وسرت قريباً من الحائط تقريباً، ،دون أن أنظر لأي أحد، لكن لا لن يسير كل شيء كما أريد.

والدة نوملن وقفت أمامي وكانت تنظر لي بطريقة لم تريحني البتة، ستوشك على قتلي حتماً.

الجميع كان يقف حولنا يشاهد، ينتظر أن تنطق أجيلار بشيء ما، لكنها كانت ساكنة تماماً هادئة الملامح بإستثناء عينيها المتورمة.

"كيف؟"

كل ما نطقت به.

"كيف حدث هذا، لا يهم أن كنتِ أنتِ أم غيركِ من فعل ذلك بإبنتي لكن كيف؟ هو سؤالي كيف تركتها لوحدها من دون حماية؟"

همست بكل ذلك وهي تنظر لعينيّ مباشرةً، كانت عينيها تحمل ضياع كبير.

"لم أفعل أقسم لكِ لم أفعل ذلك كانت نائمة ويديها الصغيرتين تحتضنني كانت مسالمة جداً وتبدو متعبة، أستيقظت مرة واحدة فقط عندما راودني كابوس، أخبرتني أنه لا بأس وعادت للنوم لقد كانت تن..."

دموعي التي لم أشعر بها كانت قد غطت كل وجهي تماماً، الضعف يستولي عليّ شيئاً فشيء ومنظر أجيلار لا يساعد البتة.

"يكفي أرجوكِ..."

قاطعت باقي كلامي بهمسها وصوتها أصبح ضعيف نتيجة بكائها بصمت.

الجميع كان حولنا عندما رن صوت ماتا في المكان بأكمله.

مسحت دموعي بسرعة وحاولت أخذ أنفاس منتظمة وتهدئة نفسي قليلاً، بينما يديّ تقبض على فستاني بشدة، وتوتر.

"ما الذي يحدث هنا؟"

تقدمت ماتا من بين الفتيات الواقفات ونظرت لنا ثم توجهت نحو أجيلار وأمسكت كتفيها وحدثتها بلطف

"يجب أن ترتاحي قليلاً أذهبي لغرفتكِ وخذي قسطاً من الراحة وأعيدي التفكير جيداً، حسناً؟"

أومئت أجيلار ثم توجهت إلى أحدى السلالم الذي يقود للطابق العلوي حيث غرف الدولور.

"منذ متى نترك العمل ونجلس هكذا بلا أي فائدة، كيف نسمح لأنفسنا بالكسل والتقاعس لمجرد فقدان أحدنا، لطالما كان الحزن والألم ذاتنا الأولى، ولطالما تعرضنا لما هو أسوأ وكدنا نفقد كل شيء"

  Dolor | دولور  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن