الفصل الثامن عشر: أرض من مياه

1.2K 64 42
                                    

بصري مشوش.

أشعر بنبضات قلبي كالطبول في رقبتي وأذني، وقشعريرة باردة تلف جسدي.

صوت جيدان وماتا قلقٌ وأستطيع الشعور بيد جيدان تمسد وجهي.

دقيقة، عشرة أو ساعة لا أعلم ما مضى من الوقت وأنا بهذه الحالة أشبه بالذي تم تخديره.

حاولت مرة أخرى وفتحت عيني، لا شيء واضح مئة بالمئة لكنه افضل، كنت ممددة على الأرض وجيدان يحتضن جذع وماتا جالسة امامي عينيها دمويتان ويديها تمسك يدي تغرس أظافرها بشرايني واشعر بأن جسدي يمتص منها طاقة ما.

"أنا بخير"

أعتدلتُ قليلاً بمساعدتهما بعد أن استعدت جزءاً من قوتي، نظرت لهما وكانا أقل قلقاً عندما لاحظا أنني بخير نوعاً ما.

"لا بأس ربما لأني لم أتناول شيء من الصباح"

أبتسمت بوهن وأنا احاول ان اظهر أنني مقتنعة بكلامي لكن في أعماقي أعلم انه ليس بسبب الطعام هناك سبب أخر.

" إيستر يجب أن تتعلمي كيف تزيفي الأشياء، نحن نعلم أنه بسبب اليوم، جسدكِ ينهار بسبب ضعفه، لا بأس هيا معي لنأخذكِ لمكان مريح"

نظرت له وهو يساعدني على الوقوف بينما ماتا أنسحبت تتجه نحو القاعة الكبيرة إلى جانب ريجينيا دون أن تترك لي مجال لأستفسر من شكلها الغريب الذي بدت عليه منذ ثوانٍ مضت.

أسندت نفسي على جيدان وسار بنا نحو إحدى الغرفة الصغيرة على جانب القاعة.

" خذي قسطاً من الراحة لابد أنكِ متعبة"

أرحت جسدي على السرير الذي يتوسط الغرفة التي وصلت إليها بمساعدته.

نظرت إليه لثوانٍ وفجأة شعرت بكل شعور سلبي يمكن أن أشعر به أمام جيدان، أعرفه منذ بضعة أشهر فقط، وهناك العديد من المواقف السلبية بيني وبينه، لماذا إذا أعطيه كل هذه الأهمية، لماذا أساساً أقوم بمسامحته على الرغم من الكثير من المشادات التي حصلت بيننا.

هل حقاً أخذ ما بيننا الذي يسمى التوائم على محمل الجد...

منذ مدة طويلة قرابة الشهرين وأنا لم أفكر هكذا، دائماً ما كنت أدفع هذه الفكرة لنهاية رأسي محاولة نسيانها ولكنه الآن بوقفته أمامي أعادة لرأسي كل دقيقة مرت عليّ هنا في هذه الأرض.

"ما الذي قد يتعبني برأيكَ؟"

نبرة صوتي كانت مختلفة، رأيت تشويشه بعينيه كيف نظر لي يبحث عن ملامح أخرى غير التي أحملها في وجهي، البرود.

  Dolor | دولور  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن