الفصل الرابع عشر: جيدان متخلف مانيوتودو

1.7K 124 35
                                    

الغيم يملئ السماء هذا المساء، والآن هي تمطر بشدة حتى كادت قطرات المطر أن تنفذ لداخل البيت من شدتها.

السماء مظلمةٌ مكفهرةٌ وعكس ظلامها بياض يسكن شعر تلك النائمة أمامي.

فتشت غرفتها بعدما نامت بحثاً عن غطاء لها وكانت غرفتها غريبة حقاً، ففي غرفتها نوافذ كبيرة وكثيرة، ثلاث نوافذ هذا كثير حقاً.

سريرها مرتب وعليه غطاء أصفر اللون أخذته لاحقاً لأغطيها به، ووسائد كثيرة بأحجام مختلفة، مكتب خشبي صفت عليه كتب مختلفة، حاسوبها الشخصي والهاتف متروكة على مكتبها أيضاً.

وخزانة كبيرة، كبيرة جداً.

أحد الرفوف المعلقة يحتوي على العديد من الدمى القماشية والتي تبدو قديمة نوعا ما، وآلة لعزف الموسيقى صغيرة ملقية على سريرها.

عدت لغرفة المعيشة بغطائها الأصفر وجلست على الكرسي المقابل للأريكة التي تنام عليها بعد أن غطيتها جيداً وأوقدت النار في المدفئة.

نومها غير مريح، حاجبيها معقودين وعينيها تتحركان وهما مغلقتين لابد من أنها ترى كابوس ما أو هل يعقل إنها تعاني من إضطرابات في النوم!

لا أعلم هل أعود بها لأرض الدولور أم أخذها معي ببساطة للمملكة عند أبيها لفترة ما، تشعر الآن بالنفور من أرض الدولور بسبب السم الذي تركته ليليث في جرحها، لابد من أنه يأثر في رأيها وتفكيرها.

أحتضنت كفها بين يديّ وركزت طاقتي عند كفي وشعرت بالسم في دمائها، باشرت بعملية سحب السم من دمائها وهذا كان يتطلب أن أحدث جرحا في يديها حتى أستخرج السم، ولكن السم بدأ يخرج من أظافرها قبل أن أحدث ثقباً في يدها، لقد نسيت أنها غريبة ومختلفة.

كما توقعت، السم ما زال بداخلها بسبب الجرح ولكن كيف لم تنتبه طبيبة الدولور لذلك؟ هذا ما يثير تسائلي.

نظفت أظافرها بقطعة قماش وأزحت السم كله من جسدها، رفعت رأسي أنظر لها ففوجئت بعينيها تنظران لي، أستيقظت؟

"كيف فعلت هذا؟"

صوتها كانت ضعيف وهادئ

"بعضٌ من قدراتي الخاصة، لكن ألا تشعرين بالألم أو حتى الخدر في يديكِ؟"

أخبرتها ذلك بشيء من التفاخر وأبتسامة صغيرة

"لا، لا أشعر بشيء"

"هذا غريب عادةً هذه العملية تكون مؤلمة"

"لا أظنها تنفع معي، ربما الألم ملَ مني"

نظرتْ بعيني مطولاً ثم نقلت بصرها نحو السقف

" شكراً، ألفا"

" عفواً، سيدتي "

" متى ستعود لمملكتك كما تعلم لا تستطيع البقاء هنا لوقت أطول فأنت الملك، كما أنك ستضطر لأن تخبر أبي بمكاني والذي بدوره لن يخفي هذا على ريجينيا"

  Dolor | دولور  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن